المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



الاعتدال في حب المال  
  
1179   11:19 صباحاً   التاريخ: 2024-01-20
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 229 ـ 231
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017 3050
التاريخ: 2024-03-29 924
التاريخ: 21-1-2016 1945
التاريخ: 2023-08-12 1263

إن حب المال إذا كان معتدلاً فإنه مقبول في الدين الإسلامي. كما أنه، من جهة اخرى، يدفع الإنسان إلى التحرك الاقتصادي الصحيح، والسعي للحصول على المعاش، ويبعد الكسل والبطالة، ولا يبعث على الإفراط واللامبالاة والطمع والشر الذي ينتج عنه، وعليه فإن حب المال المعتدل يمهد الأرضية للانسجام وحسن التفاهم في العائلة والمجتمع.

وأما حب المال الشديد فإنه مذموم لدى أولياء الدين الإسلامي. إنه يوجد البخل الذي يدفع الشخص البخيل إلى التشدد مع عائلته من جهة، ومن جهة اخرى يبعث على الولع والحرص الذميم الذي يدفع الإنسان إلى الإعتداء على حقوق الآخرين، وهذه الصفة، من صفات حب المال، سبب من أسباب الإختلاف في العائلة والمجتمع.

كسب المال:

إن النشاطات الاقتصادية، والعمل، والسعي للحصول على المال، إذا كان معتدلاً وبهدف تأمين العيش فإنه مقبول من قبل أولياء الإسلام حيث يؤكدون هذا الواجب المقدس على أتباعهم، فقد بشروهم بأن أجر السعي لتأمين العيش يساوي عند الله عز وجل أجر الجهاد في سبيله سبحانه وتعالى. وعكس ذلك فإن السعي لاكتساب المال الناتج عن البخل والحرص بهدف اكتنازه وازدياده والتباهي به، فإنه مذموم وغير مقبول، ويحذرون أتباعهم منه.

كان (صلى الله عليه وآله) جالساً مع أصحابه ذات يوم فنظر إلى شاب ذي جلدٍ وقوة وقد بكر يسعى، فقالوا: ويح هذا لو كان شبابه وجلده في سبيل الله، فقال (صلى الله عليه وآله): (لا تقولوا هذا فإنه إن كان يسعى على نفسه ليكفها عن المسئلة ويغنيها عن الناس فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على أبوين ضعيفين أو ذرية ضعاف ليغنيهم ويكفيهم فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى تفاخراً وتكاثراً فهو في سبيل الشيطان) (1).

عن أبي عبد الله (الصادق) (عليه السلام) أنه قال: (إياك والضجر والكسل إنهما مفتاح كل سوء إنه من كسل لم يؤد حقاً ومن ضجر لم يصبر على حق) (2).

وعنه (عليه السلام): (ليكن طلبك المعيشة فوق كسب المضيع ودون طلب الحريص الراضي بدنياه المطمئن إليها) (3).

نستخلص من هذه الأحاديث الشريفة بوضوح أن النشاط الاقتصادي وكسب المال في حدود الإعتدال موضع قبول وتشجيع الدين الإسلامي، وأن أولياء الدين الإسلامي الكرام يعتبرون الكسل والبطالة في حكم الأعمال المذمومة ولذا يعارضونهما بشدة، كما أنهم يرفضون اكتناز المال والبخل، ويحذرون أتباعهم من ذلك، وبين هذين الأسلوبين الإفراط والتفريط، مدحو الاعتدال العاقل وأوجبوه على الناس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ المحجة البيضاء، ج 3، ص 140.

2ـ وسائل الشيعة، كتاب التجارة، ج 4- ص 105.

3ـ مجموعة ورام، ج 1، ص 13. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.