أثر الثقافة على الأداء الإداري ⁽²³⁾

(1) تأثير الثقافة على الأداء الإداري : 

تؤثر الثقافة لحد كبير على الإدارة ، فالمعايير السلوكية التي تفرزها ثقافة المجتمع والتي تحدد توقعات سلوكية ويتعين أن ينسجم معها كل فرد من أعضاء المجتمع وكذلك توقعات بشأن سلوك الموظف في أدائه لعمله، وفي تعامله مع رئيسه ومع أقرانه وجماعة العمل ، وبشأن الرئيس في قيادته لمرؤسيه وموظف البنك في : تعامله مع عملاء البنك ، والطبيب في تعامله مع المريض ، وفي بيئة العمل تشكل ثقافة الفرد سلوكياته في مواقف العمل المتعددة ، ومن ثم سلوكياته، فالأداء الإداري في مستوى الإدارة العليا بمنظماتنا يتأثر بالقيم الشخصية ، وإن تحديد رسالة المنظمة أنشطتها ، منتجاتها والأسواق التي تخدمها وتعميم الأهداف المشتقة من هذه يتأثر بقيم واتجاهات ، وتوقعات المديرين في مستوى الإدارة العليا للمنظمة وتعبر القيم عن الأخلاقيات أو المعتقدات الأساسية الهامة لفريق الإدارة العليا ، فهناك قيم مثل:- (النزاهة - الشرف - الجدية - الإبداع - الخلق الحميد - حب الخير).

ويفترض أن تتوافر هذه القيم في الفريق المثالي للإدارة العليا وتؤثر في طبيعة ودرجة إسهام المدير ضمن فريق الإدارة من حيث أنها :

(1) تدفعه لتفضيل سلوكيات وعوائد معينة على أخرى.

(2) تؤثر في أسلوب بحثه عن البيانات وفي تصنيفها وتفسيرها.

(3) تؤثر على استقباله وإدراكه للمعلومات والسلوكيات كأساس أو منطق للتصرف وكذلك تؤثر في مجال القيادة / عصب العملية الإدارية.

وتؤثر في مجال التنظيم الإداري ، فإن تواجد قيم وسلوكيات تفضيل المصلحة الشخصية على المصلحة العامة قد يخلق ضغوطاً من بعض الرؤساء بالمنظمة لتفصيل هيكل تنظيمي يستجيب لطموحاتهم الشخصية التنظيمية المبالغ فيها فمثلاً يضغط مدير لتحويل إدارة إلى إدارة عامة ، أو لزيادة غير مبررة في عدد مرؤوسيه ويضغط آخر لمد خدمته لما بعد سن الستين برغم وجود أكفاء آخرين يمكن ترقية أحدهم لشغل منصبه ، وهذا يشكل قيوداً على المنظمة ممثلة في ارتفاع التكاليف وهبوط معنويات العاملين بشكل عام.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(23) أحمد سيد مصطفى، مرجع سبق ذكره ، ص 202 : 204 .