المحصول الاقتصادي من الزيتون...ودور العوامل القابلة وغير القابلة للتحكم بها على عقد الثمار |
1074
11:20 صباحاً
التاريخ: 2024-01-07
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-03
1092
التاريخ: 2023-08-04
1184
التاريخ: 2024-01-03
723
التاريخ: 2024-01-09
1845
|
المحصول الاقتصادي من الزيتون...ودور العوامل القابلة وغير القابلة للتحكم بها على عقد الثمار
Setting A satisfactory crop…Effects of Controllable and Noncontrollable influences on Fruit set
غالبا ما تفشل أشجار الزيتون في عقد محصول جيد من الثمار، بالرغم من كل الرعاية الجيدة، والنمو الخضري الممتاز، ويعود جزء من المشكلة إلى ظاهرة تبادل الحمل حيث استهلكت الاشجار المخزون الغذائي في موسم الحمل الغزير، وفقدت القدرة على الاثمار في العام التالي.
كما أنه من الشائع في حالة بعض المزارع، عدم مقدرة الاشجار على عقد محصول، أو أنها تعقد كمية قليلة جدا في كل سنة، تستمر لبضعة سنوات، ويرى آخرون أن أسباب مثل هذه الظاهرة غير معروفة تماما. ان دور العمليات الزراعية على الانتاج السنوي للزيتون قد يكون ثانويا عند مقارنة ذلك بتأثيرات العوامل المناخية على المدى الطويل ولهذا يمكن اعتبار الظروف المناخية بأنها من أكثر القوى الرئيسية المؤثرة على الانتاج.
ان الفترة المهمة لعقد المحصول السنوي من الزيتون، هي تلك المحصورة بين الاول من شباط وحتى الأول من تموز. فقد وجد أن الفترة من 1 - 15 آذار هي الفترة التي يلاحظ فيها بدء التغيرات ( حسب المناطق المناخية ) في تشكل الاجزاء الزهرية في البرعم وبعد ذلك يصبح التطور سريعا في أجزاء الزهرة، مع امتداد العنقود الزهري، ويحدث الازهار الكامل بعد 8 أسابيع من بداية تشكل أجزاء الزهرة، حيث يرافق ذلك بداية النمو الخضري الجديد ( حوالي أول نيسان )، ويلاحظ خلال هذه الفترة سرعة استهلاك مخزون الشجرة الغذائي من الكربوهيدرات، ويستهلك من أجل تطور الازهار وعقد الثمار.
أما ان كان التقليم والتسميد بالنتروجين غزيرين، فان هذا المخزون الغذائي سرعان ما يذهب لتغذية وتطور النمو الخضري حتى الدرجة التي تؤذي وتتلف المحصول السنوي من ثمار الزيتون وتكاد تقضي عليه.
ان من أحد أسباب ضعف أو قلة عقد الثمار في بعض المزارع في بعض السنين هو قلة الازهار الكاملة، فقد ثم ملاحظة الاشجار في موسم تزهيرها، وكانت عمليا عبارة عن أزهار مذكرة بالكامل، وتنتج هذه الظاهرة عن ضمور المبايض الذي يحدث أحيانا أثناء تطور أعضاء الزهرة، وينشأ اما نتيجة لتعطيش الاشجار في أوائل الربيع، أو لنقص في العناصر الغذائية، أو لنقص في المخزون الغذائي من الكربوهيدرات، أو عدم التوازن في وجود الهرمونات اثناء تطور الازهار ( آذار – نيسان ).
أما العوامل الأخرى المؤثرة على اثمار الزيتون، فهي درجة الحرارة ورطوبة التربة والعناصر المعدنية والكربوهيدرات، وتبادل الحمل وخف الثمار والتلقيح وقطف الثمار المتأخر.
احتياجات البرودة ودورها في ازهار واثمار الزيتون
لا تتحمل أشجار الزيتون درجات الحرارة المتدنية الى ما دون 10 – 12 درجة ف أي ما يعادل - 10 وحتى - 12 درجة مئوية وقد ماتت أشجار الزيتون في المسلمية عام 1973 عندما تدنت درجة الحرارة الى - 17 درجة مئوية. لكنها تتطلب شتاء باردا نسبيا حتى تعطي المحصول الاقتصادي فقد كانت على سبيل المثال معدل درجة حرارة شهر كانون الثاني في كاليفورنيا 7م = 45 ف وكانت في منطقة سيفيل Seville في اسبانيا 49,6 ف ، وفي روما 45 ف = 7م وفي أثينا 47,6 ف ، وكان انتاج الزيتون اقتصاديا في مثل هذه الدول.
أما في المناطق الدافئة الشتاء فيقتصر النمو في أشجار الزيتون على اعطاء النموات الخضرية الجيدة، بدون ازهار، وتشير نتائج الكثير من الأبحاث أن الزيتون لا يثمر اذا كان معدل درجة حرارة شهر كانون الثاني فوق 50 ف = 10 م، وما دون خط العرض 30 درجة بكثير. ففي ولاية فلوريدا الامريكية حيث تقع على خط عرض 25 درجة شمالا، ومتوسط درجة حرارة شهر كانون الثاني 66,8 ف فان أشجار الزيتون هناك تنمو خضريا بغزارة دون أن تزهر مطلقا.
جدول يبين تأثير عدد ساعات البرودة أقل من 7 درجات مئوية على ازهار الزيتون
وتبين أن الازهار والاثمار يتناسبان طردا مع عدد ساعات البرودة. علما ان بعض أصناف الزيتون كما في جزيرة كريت Crete في جنوب اليونان تزهر وتعقد وتحمل محصولاً غزيرا بأقل كمية ممكنة من احتياطات البرودة.
كما تبين في ولاية كاليفورنيا الأمريكية أن الازهار المثالي للزيتون يتم عندما تتأرجح درجة الحرارة اليومية ما بين درجتي ( 15,5 - 19 درجة مئوية) القصوى وما بين ( 2 - 4 درجات مئوية ) الدنيا. أما تلك الاشجار التي حفظت باستمرار عند درجة 13 م فقد أزهرت بغزارة أيضا الا ان الاشجار لا تزهر مطلقا إذا لم ترتفع درجة الحرارة عن 7٫5م ولم تنخفض عن 15٫5 م.
ففي مثل هذه الاصناف، فان مشجعات الازهار / المواد الهرمونية / تكون قد تحررت خلال فترة الشتاء البارد، ثم يحدث النمو خلال فترة الايام الدافئة التالية، ولذلك فان الدرجة 13م هي الدرجة الممكن اعتبارها نقطة التكافؤ أو نقطة التعادل حيث البرودة والدفء، كل منهما أصبح كافيا للأزهار·
ان احتياجات البرودة التي تتطلبها أشجار الزيتون ما هي الا لتشجيع تمايز الاجزاء الزهرية ولكنها ليست بنفس الآلية التي تلاحظ في أشجار الفاكهة المتساقطة الاوراق. فاحتياجات البرودة للأشجار المتساقطة كالتفاح والكمثرى والكرز وغيرها، لازمة وضرورية للتغلب على الظاهرة الفسيولوجية المعروفة بتأثير الراحة الذي تتعرض له البراعم الزهرية والخضرية، والتي تشكلت بداءاتها منذ الصيف السابق، ويمكن أن تتعرض البراعم الخضرية في الزيتون الى قليل من السكون الا أنها تنمو بمجرد أن ترتفع درجة الحرارة عن 21م = 70 ف.
وقد أثبتت التجارب، أن احتياجات البرودة ليست كافية لوحدها للأزهار في الزيتون، بل لا بد من وجود الأوراق، وكذلك الاغصان التي ستحمل الازهار ( المجموع الخضري الجيد ).
رطوبة التربة
يساعد الري في مناطق زراعة الزيتون في حوض البحر الابيض المتوسط وغيرها من المناطق ذات معدل الامطار القليل على زيادة الانتاج، لأنه يشجع على اعطاء خشب الحمل الجديد، ويزيد من نسبة العقد، وحجم الثمار ويمنع ذبول الثمار.
فاذا كانت كميات الامطار الهاطلة غير كافية، فان أشجار الزيتون ستتعرض تربتها لنقص في الرطوبة خلال الفترة الحرجة من الربيع، ففي هذه الحالة ينصح بإعطاء رية أو ريتين، وعدم توفر التربة الرطبة خلال فترة تشكل الاجزاء الزهرية في الربيع يؤدي لضمور المبيض، والى نقص في عدد العناقيد الزهرية المتشكلة.
والسؤال الذي يتبادر الى الاذهان هل تؤثر الامطار في موسم التزهير على عقد الثمار؟ والجواب بالتأكيد لا. فالأمطار في مثل هذه الفترة ليس لها من تأثير على عقد الثمار. الا أن فترة الجو البارد والجو غير الملائم لها تأثير كبير على رداءة نسبة العقد.
فقد أجريت تجربة تم فيها رش شجرة زيتون بطريقة رذاذ من أعلى لمدة 8 ساعات متواصلة، بينما استقبلت شجرة مجاورة نفس كمية الماء السابقة ولكن على التربة مباشرة تحت الشجرة فكانت النتيجة واحدة، ولم يكن للرش الرذاذي من أعلى أي تأثير مغاير أو ضار.
العناصر السمادية
النتروجين: اذا كنا نريد سمادا فعالا من النتروجين في المساعدة على الازهار، وعقد الثمار، فلا بد من اضافته مبكرا، ليمتصه الزيتون حوالي الاول من آذار. وعادة تضاف الاسمدة التجارية في ك1 - ك2 والعضوية في الخريف. واضافة النتروجين قبل أشهر من الازهار يزيد من نسبة العقد خاصة في التربة الضحلة.
البورون: يعود السبب في عدم اثمار الزيتون الى نقص البورون. فاذا كان تركيز البورون في أوراق الزيتون من 14 - 15 جزء في المليون، فان الشجرة تزهر وتعقد الثمار بحالة طبيعية ولكن معظم الثمار غير المكتملة النمو ( الخضراء ) سوف تسقط في تموز وآب. وان كان تركيز البورون من 7 - 13 جزء في المليون فان الاشجار قد لا تزهر.
البوتاسيوم: إذا كانت الاشجار تعاني من نقص البوتاسيوم، فان المحصول الناتج سيكون قليلا بصورة واضحة، بسبب النقص في النموات الحديثة، والفشل في اعطاء ازهار جيد، ونقص في حجم الثمار.
جدول يبين معدل العناصر الكيميائية في اوراق الزيتون على أساس الوزن الجاف
الكربوهيدرات
من الصعب عمل شيء ملموس لزيادة مخزون الشجرة من الكربوهيدرات، اللهم الا الحفاظ على مجموع ورقي كبير ومساحة كبيرة. وهذه يمكن الحصول عليها من الري، والسماد الآزوتي الكافي، وزيادة المسافات بين الأشجار، والحد الأدنى من التقليم، ومكافحة الأمراض الفطرية وخاصة عين الطاووس الذي يصيب الأوراق ويسبب تساقطها.
ظاهرة تبادل الحمل
تسلك أشجار الزيتون في حياتها سلوكا مميزا، يتلخص في غزارة محصولها في سنة وقلته في السنة التالية وتلاحظ هذه الظاهرة في أشجار التفاح واليوسفي والفستق الحلبي وفي النخيل أحيانا كما يرتبط تبادل الحمل في أصناف دون أخرى. وتكون الثمار في سنة الحمل الغزير صغير الحجم، ويقول دكتور شاندلر أن المعاومة لا يصاحبها على الدوام فشل الازهار في سنة الحمل الخفيف، انما يرافقها فشل الازهار في ان تعقد الى ثمار، وكما يقول زيدان ومكسيموس أن الحمل القليل لا ينتج عن القلة في عدد الازهار المتكونة، ولا عن الزيادة في نسبة الازهار المذكرة ( المختزلة المبيض ). وتفسير ذلك في نظر دكتور شاندار ان المحصول الغزير يقلل من تجمع وتخزين النشا، ويقلل من عدد الازهار المتشكلة مستقبلا خاصة اذا بقيت الثمار على الاشجار حتى موسم تشكل بداءات الازهار كما هي الحال في مزارع الزيتون في منطقة سلقين ( ادلب ) وما جاورها ، ويقول دكتور هارتمان مؤكدا ما أتى به شاندلر من أن المحصول الغزير يزيل غلب المواد الكربوهيدراتية والمواد العضوية النتروجينية وبعض العناصر الضرورية المغذية الأخرى من الشجرة ، بحيث لا يبقى من مخزون الشجرة من الغذاء ما يكفي محصول السنة التالية. ويضيف د. هارتمان أن أفضل طريقة لمنع ظاهرة تبادل الحمل هي منع الشجرة من الحمل الغزير، لان شجرة الزيتون ذات طباع شاذة في حملها للثمار بحيث يصعب التنبؤ بالحمل الزائد، والذي لا يمكن تقديره ومعرفته حتى ما بعد منتصف حزيران ويذكر د. زيدان وجود كميات كبيرة من الكربوهيدرات في أوراق الاشجار قبل الازهار وخلال العقد والنمو في ربيع سنة الحمل النزير وأنها نقصت الى الثلث تقريبا في سنة الحمل الخفيف.
ويذكر شاندلر أن بعض الاصناف التي يعرف عنها المعاومة في الحالة الطبيعية، تكاد لا تظهر عليها المعاومة عندما تكون التربة جيدة والأسمدة الآزوتية متوفرة بغزارة، ولم يوجد حتى الآن، ما يثبت وجود نسبة ما بين الكربوهيدرات / النتروجين مسؤولة عن تشكل الازهار.
كما تعمل الظروف البيئية السائدة كالشتاء البارد، أو الجو الجاف، أو قلة الامطار والعطش، كلها تؤدي الى توقف النمو الخضري أو الحد منه، مما يعمل على زيادة تجمع النشا، وتؤدي بالتالي الى التزهير الغزير، ويقول د. هارتمان أنه لا يوجد أي دليل قاطع على أن التقليم يمكن المزارع من التغلب على ظاهرة تبادل الحمل، ولكنه يمكن القول أن التقليم اذا ما تم في نهاية حزيران فانه يقلل من ظاهرة تبادل الحمل. الا أن التقليم غير فعال كما يقول د. هاتمان اذا ما قورن بخف الثمار، لان عملية التقليم تزيل الاوراق والثمار بينما عملية خف الثمار تزيل نسبة معينة من الثمار. فاذا أجري التقليم فيجب أن يكون للأغصان الحاملة للثمار بغزارة وتجاهل الاغصان قليلة الحمل فالمبدأ هو ازالة أكبر قدر ممكن من الثمار وازالة أقل عدد من الأوراق.
ويرى هارتمان أن أفضل طريقة لمنع ظاهرة الحمل الغزير هي خف عدد من الثمار الصغيرة بعد تجاوزها مرحلة العقد، وهذا ما يجب عمله مبكرا - حزيران -.
كما لا يوجد نظام تسميد معين يمكن الاعتماد عليه للتخلص من تبادل الحمل، فالنتروجين يمكنه زيادة الانتاج بدون تغيير كبير في نظام ظاهرة تبادل الحمل وتقلب المحصول بل بالعكس، وجد أن التسميد الغزير بالنتروجين خلال الشتاء أو أوائل الربيع يمكنه من زيادة نسبة العقد والبدء في احياء ظاهرة تبادل الحمل.
يقول شاندلر أن المعاومة قليلة في الاشجار المتميزة بتربة جيدة، وري وفير وتسميد منتظم. وان التسميد بالنتروجين في سنة الحمل الغزير بعد العقد مباشرة يسبب غزارة في النمو الخضري الذي يسبب زيادة مساحة الاوراق التي تعمل على تصنيع النشا وتخزينه وازهار الاشجار وعقد الثمار في السنة التالية.
وهذا ما أثبته د. ديري في تجربتين منفصلتين احداهما عن التسميد في المسلمية، والأخرى عن ري الزيتون في سلقين والذي أدى الى اعطاء محصول منتظم في موسمين متتاليين وهذا ما تؤكده نتائج الابحاث في حوض البحر المتوسط من أن الخدمة الجيدة لمزارع الزيتون مع تقليم كاف معتدل كانت كفيلة بتقليل ظاهرة تبادل الحمل.
وقد وجد هارتمان في تجاربه في ولاية كاليفورنيا أن تقليم 50٪ من الاغصان بعد العقد بستة ( 6 ) أسابيع لم تؤد إلى زيادة في حجم الثمار المتبقية، بينما وجد أن خف الثمار بمعدل الابقاء على 2 - 3 ثمار على كل 30 سم من خشب الحمل بعد 6 أسابيع من الازهار، أدت الى زيادة ملحوظة في حجم الثمار، وقللت المعاومة.
يعتقد شاندلر بأن للتحليق دورا في المساعدة على التخفيف من ظاهرة تبادل الحمل، لان هذه العملية تسمح بتجمع النشا فوق منطقة القطع وتشكل الازهار على الاغصان أعلى منطقة التحليق ووجد أن الكربوهيدرات التي لا تستطيع المرور عبر منطقة التحليق، تذهب مباشرة الى الثمار اما لزيادة حجمها أو اسراع نضجها، ولذلك فان عمل حز في لحاء شجرة حول الجذع أو الغصن يمكن من زيادة المواد المغذية أعلى المنطقة ويسبب تشكيل الازهار.
وأخيرا فقد رأى هارتمان من تجاربه، أن التسميد الغزير بالنتروجين في الشتاء أو في أول الربيع يمكن أن يؤدي الى عقد غزير للثمار، ويشجع على احياء ظاهرة تبادل الحمل، ويمكن مشاهدة هذه الحالة، في الاراضي الضحلة قليلة الخصوبة، والمتميزة بالشتاء الغزير الامطار الذي يغسل الكثير من النتروجين.
وحول ما ذكر عن بعض العمليات الخاصة بتبادل الحمل في الزيتون أود الاشارة بالذات الى ما يلي:
خف الثمار
تنحصر فوائد خف الثمار في حال نسبة العقد الغزيرة فيما يلي:
1- زيادة حجم الثمرة
2- التبكير في نضج الثمار وتفادي تعرضها لخطر الصقيع والذبول عند النضج.
3- زيادة نسبة الزيت في الثمرة
4- زيادة أكبر في نسبة اللب الى البذرة.
5- تقليل تكاليف جمع الثمار.
6- قلة عدد الاغصان المتكسرة.
7- انتاج خشب أكثر لحمل الثمار في الموسم التالي.
8- زيادة الانتاج في السنوات القادمة.
أما عدم الميزات أو العوائق التي تنسب لعملية الخف فهي:
1- تكاليف عملية الخف.
2- قلة المحصول في سنة خف الثمار.
3- ان الزيادة في حجم الثمرة بسبب الخف لا يعادل النقص في عدد الثمار.
ولذلك فان المال الذي يجنى من ثمن الثمار الكبيرة يجب أن يغطي النقص في الإنتاج. خاصة وأنه توجد في حالات كثيرة نتيجة لقلة الخبرة، أن تحدث عملية الخف بصورة أكثر مما هو محدد لها. ولذلك يجب أن لا تخف الاشجار الا اذا كانت غزيرة الحمل بصورة واضحة. وأصحاب الخبرة من مزارعي الزيتون يعرفون مقدار ما يجب أن تحمله أشجار الزيتون كحد أقصى مع الحفاظ على محصول جيد عند القطف، وهم يقدرون ذلك بحدود 3- 5 ثمار على كل 30 سم من الغصن وتعتمد هذه على عمر الاشجار وقوة نموها.
المنظمات المستعملة في عملية الخف: نفتالين حامض الخليك NAA الذي يحافظ على الحجم والنوعية، والتركيز المفضل هو 150 جزء/ المليون بعد 4 - 18 يوما من التزهير الكامل، وان أفضل نتيجة لهذا الخف كانت عند رش الثمار وهي بقطر 1/ 8 - 1/16 من البوصة والتي تصادف من أواخر أيار وحتى الاسبوع الأول من حزيران.
وقد وجد ان لموعد الرش أثرا كبيرا، فالرش المبكر يعمل على التخلص من عدد كبير من الثمار وان الرش المتأخر لا يزيل العدد المطلوب ولتحقيق هذه الغاية من الكفاءة بالخف، وجد أن استعمال 100 جزء/ المليون من بالإضافة 1٫5٪ من الزيت الصيفي يحقق نتيجة جيدة.
وقد وجد أيضا أن ارتفاع درجة حرارة الهواء الى 38 درجة مئوية = 100 ف خلال وبعد عملية الرش يبرز بشكل واضح عملية الخف، كما أن اضافة الزيت يعمل على ازالة الثمار. ولذلك فان اجتماع العاملين مع بعض يعملان على الخف الغزير، خاصة ان كانت رطوبة التربة في المزرعة متدنية وان عملية الخف تزيد من عملية تساقط الثمار في حزيران.
ان الغاية الرئيسية من عملية الخف هي ازالة عدد من الثمار والابقاء على عدد آخر قادر على الوصول إلى حجم أكبر بالمقارنة مع تلك الثمار التي يتم فيها الخف.
وان زيادة حجم الثمار التي أجري عليها الخف يتناسب مع كمية الثمار التي تم خفها. وقد وجد أن الأشجار التي عوملت بعملية الخف، قادرة على اعطاء محصول غزير في العام التالي وأكثر من الاشجار التي لم تعامل.
ومن المعروف أن استعمال NAA بتركيز يتراوح ما بين 100 - 150 جزء / المليون في فترة التزهير الكامل قد عمل على منع عقد الثمار.
ويجب أن يجري الخف مبكرا ما أمكن من أجل الحصول على أقصى الفوائد. وتبين أن الخف اليدوي ما بين 15 حزيران - 10 تموز هو الموعد المفضل. وأن تقليل ظاهرة تبادل الحمل يتم فقط عندما يكون الخف مبكرا. أما الموعد المتأخر للخف ( آخر تموز وآب ) فانه يؤدي لزيادة حجم الثمار المتبقية، ولكن المحصول الناتج ينقص.
التلقيح
من المعروف عن زراعة الزيتون، رغبة المزارعين زراعة أكثر من صنف مما يسمح بفترة طويلة نسبيا من فترة تداخل تزهير الاصناف مع بعضها البعض مما يسمح بالتلقيح الخلطي باستثناء صنفي أسكولانو وباروني.
اما موعد التزهير في مزارع الزيتون فيختلف من سنة لأخرى اختلافا واضحا حسب درجة حرارة فصل الربيع. فالربيع البارد الرطب، يؤخر التزهير حتى اوائل حزيران، بينما الجو الدافئ في نيسان وأيار يسبب سرعة تطور الازهار مع ازهار كامل في أوائل أيار.
لقد أثبتت التجارب أن حيوية حبوب اللقاح جيدة، ونسبة انباتها تتراوح ما بين 20 - 70 ٪ كما أن النحل يعمل على جمع غبار الطلع من الزيتون، وأن نشاطه يشجع التلقيح الخلطي، ومع ان نشاط النحل غير مطلوب لعقد ازهار الزيتون الى ثمار، إلا أن التجارب أثبتت بعض الفائدة من تلك الازهار التي زارها النحل، ومن المعروف أن نسبة العقد تكون أعلى في حالة التلقيح الخلطي بالمقارنة مع التلقيح الذاتي، لان عددا أكبر من الانابيب الطلعية نتيجة للتلقيح الخلطي يستطيع الوصول الى كيس المبيض قبل تحلله خاصة عندما تكون ظروف درجة الحرارة غير ملائمة.
كما نلاحظ في حالة الصنف الزيتي في اعزاز وعفرين والصنف سيفيلانو في كاليفورنيا وجود ثمار مشوهة نتيجة عدم اخصابها، وتختلف نسبتها من سنة لأخرى، مما تسمح بالاعتقاد بأن حدوثها ناجم عن تغير عامل أو أكثر، فقد تبين من نتيجة بعض التجارب أن أشجار الزيتون التي خضعت للتلقيح الذاتي أعطت نسبة كبيرة من الثمار المشوهة بالمقارنة مع الثمار الخلطية التلقيح. مما دعا إلى الاعتقاد بأن هذه الثمار قد نتجت عن العقد البكري للثمار، أو آنها نتيجة لخلل حدث أثناء عملية تطور البذرة، ولهذا فان قوة الاشجار لها دور بارز في اعطاء مثل هذه الثمار أكثر من الدور الذي يلعبه كل من التلقيح الذاتي أو الخلطي على حد سواء، فالنمو الخضري القوي للأشجار يزيد من هذه الظاهرة.
وفي دراسة قام بها هارتمان Hartmanin وجريجز Griggs على تلقيح الزيتون عام 1974 تبين لهم ضرورة زراعة اصناف الزيتون ضمن مسافة 100 قدم = 30 مترا تقريبا عن بعضها البعض لضمان التلقيح الخلطي الجيد، كما لم تشر تجاربهم الى وجود ظاهرة الزينيا Xinia عند تطور ثمرة الزيتون. كما أشارت تجاربهم الى عدم وجود فوارق بين حجم كل من الثمرة والبذرة الناتجة عن التلقيح الذاتي أو عن التلقيح الخلطي، كما لا يوجد اختلافات ثابتة في الثمار يمكن اعتبارها بسبب هذا الملقح أو ذاك، وان حجم الثمار ضمن الصنف الواحد كان ثابتا بدرجة واضحة بصرف النظر عن معاملة التلقيح.
تأخير موعد قطاف الثمار
ان الحمل الغزير لأشجار الزيتون غالبا ما يحول دون انتاج ثمار ذات حجم جيد يصلح لتعليب الثمار في شهر تشرين الأول. أما الثمار الأخرى التي يسمح لها بالبقاء على الاشجار حتى شهري كانون الثاني وشباط، فهي التي تستعمل لاستخلاص الزيت ان مثل هذا التأخير في موعد قطاف الثمار غالبا ما يمنع الأشجار من اعطاء انتاج في السنة التالية، وإن أعطى المحصول من الثمار فان محصول قليل جدا، أما الاشجار القليلة أو المتوسطة في مقدار حملها للثمار فهي تنتج محصولا من الثمار الكبيرة الحجم التي يمكنها أن تقطف في شهر تشرين الاول وتكون جيدة للحفظ المنزلي و للتعبئة في العلب وان قطاف الثمار المبكر في هذا الموعد يساعد الشجرة على إعطاء محصول جيد في العام التالي . ويبدو لنا هنا أن التأخير في قطف الثمار الى موعد بعيد ( ك 2 - شباط ) هو السبب الذي يمنع الاشجار في اعطاء المحصول اللاحق في معظم أصناف الزيتون . وان النقص المتكرر في محصول ثمار الزيتون من الاشجار، الغزيرة الحمل، أو المتأخرة في موعد قطاف ثمارها، يعود الى ظاهرة تبادل الحمل - ان مثل هذه الاشجار تستهلك الغذاء المخزن فيها من أجل انضاج ثمارها ولا تقدر على عقد نسبة من الثمار في السنة الثانية حتى لو قطفت ثمارها في موعد مبكر.
عوامل الخدمة الزراعية المسؤولة عن محصول جيد من الزيتون لسنوات طويلة
التسميد: بعض النقاط المحددة حول دور بعض العناصر:
النتروجين: انه العنصر الرئيسي بالنسبة لمزارعي الزيتون، وفائدته كبيرة جدا من حيث زيادة الانتاج ويضيفه المزارع بمعدل 1/4 - 1 كيلو نتروجين حر ( فعال ) لكل شجرة، ويمكن اضافته اما على صورة أسمدة عضوية أو كيميائية بأقل كلفة ممكنة. وتضاف الاسمدة البلدية في الخريف وهي بطيئة التحلل، أما الاسمدة الكيميائية فهي الافضل وتضاف في ك1 ـ ك2 حيث يوافق هذا الموعد مراحل تمايز البراعم الثمرية، وتطور الاجزاء الزهرية، وعقد التمار والتي تتم كلها من أوائل آذار وحتى 15 حزيران، وتحتاج للنتروجين أن يكون في متناول الاشجار قبل بدئها أو أثناء هذه المراحل.
كما يمكن اضافة اليوريا رشا على الأوراق بمعدل 5.5 كغ/ لكل 100 جالون ماء ( 400 ليتر ) خلال مراحل تمايز الاجزاء الزهرية ( 1 آذار – 15 نيسان ) حيث تمتص الورقة مباشرة عنصر النتروجين . أما استمرار التسميد الغزير بالنتروجين لأشجار الزيتون، فهو عديم الجدوى لان تركيز هذا العنصر في نسيج الورقة لن يزيد عن نسبة 2% على أساس الوزن الجاف للأوراق. وهذا يشير الى قدرة الشجرة على امتصاص مقدار معين من النتروجين وليس أكثر، والباقي من الاسمدة المضافة سيضيع بغسيله في التربة. كما أن النتروجين لن يقل تركيزه في نسيج الورقة عن 0٫9٪ على أساس الوزن الجاف في أصناف الزيتون المختلفة، وما دون هذه النسبة، يتغير لون الورقة من الاخضر الى الاصفر ثم تسقط. وان متوسط ما تحويه أوراق أشجار الزيتون الجيدة في نموها من النتروجين هو ما بين 1,3 - 1٫8 ٪ على أساس الوزن الجاف.
أما الدور الرئيسي للنتروجين كما هو معروف، فهو زيادة معدل النمو الخضري، وزيادة مسطح الاوراق وعقد نسبة أكثر من الثمار، والحصول ربما - على ثمار صغيرة الحجم، وان التسميد الغزير بالنتروجين يؤخر إنضاج الثمار، خاصة ذاك التسميد بعد منتصف الصيف.
البوتاسيوم: لا يعتقد بوجود دور كبير للبوتاسيوم في مزارع الزيتون الا اذا كان تحليل الاوراق يشير الى نقصه عن نسبة 0٫8 ٪. وقد تم تحديد نسبة البوتاسيوم في أوراق الزيتون الجافة في كافة مزارع الزيتون في ولاية كاليفورنيا ولكل الاصناف بمعدل 0.8 - 1 %. أما استمرار التسميد بسلفات البوتاسيوم فأنه يعمل على التغلب على أعراض النقص الذي يلاحظ على الاوراق وتغير لون الاوراق من الاخضر الباهت الى الاخضر الغامق وان الاستجابة تستمر لبضعة سنوات، حيث يلاحظ زيادة نمو الاغصان، وحجم الثمار والانتان بالمقارنة مع الاشجار غير المسمدة.
البورون: يلعب هذا العنصر دورا كبيرا في حياة أشجار الزيتون.
الري: أهميته بالنسبة للتقليل من ظاهرة تبادل الحمل والعمل على انتظام الحمل سنويا لان الري يؤمن تشكل الخشب الجديد القادر على حمل الثمار للعام التالي.
مكافحة الآفات: ان بقاء الاشجار سليمة من الأمراض والحشرات والوقاية منها باتباع الارشادات الزراعية كفيل بتأمين المسطح الورقي اللازم لتشكل الازهار وأجزائها.
علاقة ازهار النباتات بنسبة الكربوهيدرات ( 20 CH) إلى ( N) بها
يصادف المزارعون أحيانا مشكلة تهيج النباتات: أي نموها نموا خضريا كبيرا وعدم ازهارها لقد توصل الباحثون إلى أن نسبة الكربوهيدرات الى النتروجين تلعب دورا كبيرا في اتجاه النباتات ناحية النمو الخضري أو النمو الثمري وقد قسم كراوس Kraus وكرايبل Kraybill المحتوى الغذائي للنبات من حيث نسبة CH20/N مع توفر الماء والعناصر الغذائية الضرورية للنبات بكميات وافرة الى أربعة مجموعات:
المجموعة الاولى: كربوهيدرات قليلة والنتروجين بكميات كبيرة
1- النمو الخضري للنبات ضعيفا، النباتات عديمة الازهار والاثمار تلاحظ في 2- الاراضي الغنية المحتوية على كمية عالية من N
المجموعة الثانية : كربوهيدرات معتدلة والنتروجين بكميه كبيرة
1- النمو الخضري للنبات قويا ولا يزهر
تلاحظ في
1- الاراضي الخصبة القوية
2- توفر الرطوية
3- ضعف الإضاءة
المجموعة الثالثة : كربوهيدرات كبيرة والنتروجين بكمية معتدلة
1- تحمل النباتات أزهارا كثيرة ونسبة العقد عالية
2- تنمو النباتات نمو خضر يا معتدلا
تلاحظ في 3- الاراضي الخصبة مع توافر الرطوبة والاضاءة الجيدة
المجموعة الرابعة : كمية كبيرة جدا من الكربوهيدرات وكمية قليلة من النتروجين
1 - النمو الخضري محدود
2- الازهار قليلة
تلاحظ في 3 - الاراضي الخصبة ويوجد بها نقص في النتروجين الاضاءة طويلة ويمكن تحويل النبات من مجموعة إلى أخرى عن طريق بعض العوامل:
- تقليم الجذور
- تعطيش النباتات
- التحليق
- زراعة بعض المحاصيل النجيلية بين الاشجار
- القوارض الارضية
- الفلاحات العميقة
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|