تنجم نواتج الاحتراق عن أنشطة طبيعية وأخرى من صنع البشر بالغة التنوع، وتختلف تلك الأنشطة من حرائق الغابات حتى عمليات محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالوقود الأحفوري. وفي معظم الحالات الناتجان الرئيسيان للاحتراق هما ثاني أكسيد الكربون والماء اللذان يترافقان بغازات أخرى ضئيلة الأثر. وتبعاً لنوع الوقود وطريقة حرقه، تنبعث مادة جسيمية في نفس وقت الاحتراق. وعندما يكون احتراق الوقود القائم على الكربون غير تام، ينطلق أيضاً الكربون العنصري على شكل دخان أسود. وتحصل هذه الحالة عندما تكون نسبة الوقود إلى المؤكسد أكبر من القيمة القائمة على أمثال التفاعل الصحيحة، أو عندما تكون درجة حرارة الاحتراق منخفضة نسبياً. وقد رأينا أن محركات الديزل تعمل ضمن هذه الظروف، وهذا ما يجعلها مصدراً رئيسياً لانبعاثات الكربون. من ناحية أخرى، ينجم الدخان الأبيض الصاعد من المصانع عادة عن تكاثف بخار الماء (وهو ناتج احتراق أيضاً)، ولذا يمثل دليلاً على تفاعل تام.

حتى عندما يكون احتراق المادة الكربونية تاماً ، تنبعث جسيمات أخرى مشتقة من مكونات أخرى موجودة أصلاً في الوقود. يحتوي الفحم الحجري دائماً على رماد غير قابل للاحتراق ذي طبيعة سليكونية بمعظمه وتبقى بعض العناصر الثانوية في حجرة الاحتراق مع الرواسب السليكونية على شكل رماد، في حين أن الجسيمات التي هي أدق تنطلق إلى الغلاف الجوي على شكل رماد متطاير إذا لم يكن قد أُزيل بطرائق التخلُّص من فضلات ما بعد الاحتراق. يبيِّن الجدول 2.6 مجالات تركيب الرماد المتطاير الناتج من احتراق الفحم الحجري. لكن الجدول لا يتضمن الكربون غير المحترق.

الجدول 2.6 مجالات مكونات الرماد المتطاير من احتراق الفحم الحجري (*)

(*)معظم هذه البيانات قائم على قياسات الرماد المتطاير في الولايات المتحدة الواردة في:

C. C. Ainsworth and D. Rai, Chemical Characterization of Fossil Fuel Combustion Wastes, EPRI EA-5321 (Palo Alto, California: Electric Power Research Institute, 1987).

عندما جرى الحد من انبعاثات الكبريت من احتراق الفحم بسيرورة الكنس بالطين الجيري، احتوى الرماد على مستويات عالية من الكبريتات أو كبريتيت الكالسيوم.

 تتصف رواسب الرماد المتطاير التي تُحتجز بالماء بأنها قلوية وتصل قيمة عامل حموضتها حتى 11. وهذا يوحي بأن الرماد المتجمع في المرسبات يمكن أن يُستعمل في إصلاح التربة الحمضية بوصفه جيراً رخيص الثمن. إلا أن وجود العناصر الضئيلة الأثر بتراكيز كبيرة نسبياً في الرواسب يجعل من التخلص من الرماد المتجمع في المرسبات مشكلة. فالمعادن التي من قبيل الرصاص والزئبق تظهر متوضعة على سطوح جسيمات المادة البالغة الدقة. وهذا يدعم نظرية مفادها أن المعادن ذات درجة الغليان المنخفضة الموجودة في الوقود تتطاير في أثناء الاحتراق، ثم تتكاثف على سطوح جسيمات الرماد المناطق الباردة من الفرن أو المحرقة . ونظراً إلى توضعها على السطوح، تكون سهلة التسرب ومتاحة للكائنات الحية كي تتناولها سوف نقول المزيد في الفصل التاسع عشر على الرماد الناتج من حرق النفايات الصلبة في المدن.