أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2020
3733
التاريخ: 2023-03-26
1170
التاريخ: 8-12-2016
5618
التاريخ: 2023-08-20
1006
|
وقابلَت الولايات المتحدة اكتساح اليابان لجنوب شرقي آسيا بخطةٍ عسكرية التزمَت حدود الدفاع؛ حتى تتفرغ مع حلفائها لمواجهة هتلر، وتعيد بناء قواتها في المحيط الهادي وتنسيق خططها مع الحلفاء في مجال الاستراتيجية والإنتاج الاقتصادي. ثم انتقلَت بعد ذلك من موقف الدفاع إلى الهجوم، فشنَّت غارات جوية من حاملات الطائرات الأمريكية على الأسطول الياباني (7، 8 مايو 1942م) نجحَت خلالها في إحباط محاولة اليابانيين قطْع خطوط الإمدادات الأمريكية لأستراليا عبْر جنوب المحيط الهادي، وحققَت أول انتصار على الأسطول الياباني في المعركة ميدواي Midway التي أغرقَت خلالها قاذفات القنابل الأمريكية 21 سفينة حربية يابانية (4، 7 يونيو 1942م)، وبذلك حالت دون احتمال وقوع جزر هاوائي في يد اليابانيين. وبدأ مد الانتصارات التي حققها اليابانيون في الانحسار اعتبارًا من عام 1943م، حين شن الأمريكيون هجومًا شاملًا على المستعمرات اليابانية في المحيط الهادي فيما عُرِف باسم «معركة الباسيفيكي» التي امتدَّت حتى منتصف عام 1945م، وتمكَّن الحلفاء خلالها من دحر القوات اليابانية في مجموعة الجزر المتناثرة في المحيط الهادي، وانتزاع بورما وسنغافورة والفلبين وغينيا الجديدة وأوكيناوا من أيديهم، وأنهكَت الغارات الجوية والغواصات الأمريكية الأسطول الياباني، فأغرقَت ما يُقدَّر بسبعمائة سفينة يابانية حتى نهاية عام 1944م الذي بدأ الأمريكان عند منتصفه غاراتهم الجوية على المناطق الخاضعة لليابان في شمال الصين ومنشوريا. وأخذَت قاذفات القنابل الأمريكية منذ مطلع عام 1945م تقصف المراكز الصناعية اليابانية الهامة في الجزر اليابانية ذاتها مثل طوكيو وناجويا وأوساكا وكوبي وغيرها، كما دمرَت العديد من المطارات في جزيرة كيوشو. وانضم الإنجليز إلى حلفائهم الأمريكيين في عمليات القصف الجوي للمدن اليابانية اعتبارًا من يوليو 1945م، فقُدِّرَت الطلعات الجوية على المدن اليابانية بأكثر من ألفَي طلعة في اليوم الواحد، وفقدَت اليابان في الشهور الأخيرة من نفس العام ما قُدِّر بثلاثة آلاف طائرة و1600 سفينة بين حربية وتجارية. وما كاد يحل أول أغسطس 1945م حتى كانت اليابان قد فقدَت القدرة على القتال في الجو والبحر. وحين توالت الهزائم على اليابان قرر المجلس الإمبراطوري في يوليو 1944م تنحية الجنرال طوجو هيديكي من السلطة وتشكيل حكومةٍ عسكرية جديدة لمواجهة الموقف، ولكن هذه الحكومة عجزَت عن تغيير دفة النكسات العسكرية التي لحقَت بالبلاد، وتلَتها حكومتان عسكريتان أخريان لم تحرزا أي تقدُّم في هذا المجال، فشدد الحلفاء هجماتهم المكثفة على اليابان. وكانت خسارة اليابان للحرب أمرًا مسلَّمًا به، فجرَت اتصالات بين الحكومة اليابانية والروس في 13 يوليو 1945م تنشد من السوفيات التوسط لدى الأمريكان والإنجليز لعقد معاهدة سلام وإنهاء حالة الحرب، غير أن السوفيات التزموا الصمت، فقد تعهد ستالين في مؤتمر يالتا (فبراير) بالهجوم على منشوريا وكوريا في أغسطس لاستنزاف الطاقة العسكرية لليابانيين ومنعهم من الاستفادة بقواتهم هناك في تدعيم الدفاع عن اليابان ذاتها؛ ولذلك تلكأ السوفيات في الرد على اليابانيين حتى 8 أغسطس بعد تعرُّض هيروشيما للقصف الذري بيومَين اثنين رغم أن استخدام هذا السلاح الجديد تم دون علمهم، فلم يطلعهم حلفاؤهم الأمريكيون على ما يفيد امتلاكهم لهذا السلاح. وجاء الرد السوفياتي على طلب اليابان في صورة بلاغ من الحكومة السوفياتية أعلنَت فيه دخولها الحرب ضد اليابان اعتبارًا من اليوم التالي للبلاغ، وقطْع العلاقات الدبلوماسية بين البلدَين. وبعد هذا البلاغ السوفياتي بساعات قُصِفَت مدينة نجازاكي وقاعدتها البحرية بقنبلةٍ ذرية أمريكية ثانية، وشن السوفيات هجومًا كبيرًا على القوات اليابانية في كوريا ومنشوريا، فتحطمَت آمال العسكريين اليابانيين في عقْد سلامٍ مشرِّف، واضطُروا إلى القبول بشروط الحلفاء والتسليم لهم نهائيًّا في 14 أغسطس، ووقعَت معاهدة التسليم غير المشروط فوق ظهر السفينة الحربية الأمريكية ميسوري التي ألقَت مراسيها في خليج طوكيو (2 سبتمبر 1945م). ولم يكن قرار التسليم غير المشروط ناتجًا عن تعرُّض مدينتَين من أكبر مدن اليابان وقاعدتَين من أعظم قواعدها البحرية للقصف الذري، أو عن دخول السوفيات الحرب ضد اليابان واجتياحهم كوريا ومنشوريا، ولكنه كان نتيجة تصدُّع النظام العسكري الفاشي منذ نهاية عام 1944م بعدما خسرَت اليابان معركة الباسيفيكي وفقد النظام مبررات وجوده، وكان قرار التسليم للحلفاء يتوقف على انهيار الحكم العسكري، وقد أقدم الإمبراطور على اتخاذ هذه الخطوة، فأعلن بنفسه قرار التسليم بلا قيد ولا شرط فمارس بذلك سلطته لأول مرة في ظل نظام طالما اتخذ الولاء للإمبراطور سبيلًا لتدعيم سلطته، وأدار سياسة البلاد نيابة عن الإمبراطور الذي لم يكن يتمتع بسلطةٍ حقيقية، وكان المجلس الإمبراطوري الذي يخطط للسياسة العليا للبلاد ويضم أقطاب البيروقراطية وكبار العسكريين ورؤساء الحكومات السابقين يُصدر قراراته وفْق هوى الطغمة العسكرية الحاكمة، وبنزول قوات الحلفاء إلى اليابان أُلقِي القبض على أقطاب النظام العسكري الحاكم، وقُدِّموا للمحاكمة باعتبارهم مجرمي حرب، وشُكلَت في 22 أبريل 1946م حكومة برئاسة شيديهارا كيجيرو آخر من بقي على قيد الحياة من الشخصيات الليبرالية التي لعبَت دورًا بارزًا في الحياة السياسية قبل انجراف اليابان في تيار الفاشية، ووقع على كاهل حكومته عبء إصلاح ما أفسدَته الحرب وإعادة بناء اليابان وفق أسس جديدة خطَّط لها الأمريكيون ونفَّذها الساسة الليبراليون.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|