أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-21
204
التاريخ: 2024-09-20
194
التاريخ: 2024-09-22
260
التاريخ: 2024-07-27
479
|
وفيما يختص بحياة هذين الزوجين بعد ذلك، تُروَى أسطورة من أجمل الأساطير الإغريقية. فبعد عدة سنوات من الحياة الزوجية السعيدة، مرض أدميتوس مرضًا خطيرًا ألزَمَه الفراش. وسرعان ما اتضح أن ساعة موته قد دنَتْ، وذهبت كافة جهود ومهارة أطبائه أدراج الرياح. وكذلك لم تُجدِ محاولات أبولو، الذي كان يتوق إلى ردِّ جميل أدميتوس عندما كان أبولو راعيًا عنده، ولكن أبولو ذهب إلى جوبيتر، وطلب منه أن يسدي إليه معروفًا من أجل أدميتوس. فقال جوبيتر: «إذا كان هناك أي شخصٍ يرغب في أن يموت بدلًا من أدميتوس، يمكن استبدال حياة هذا بذاك، فيطول عمر أدميتوس بمقدار السنوات الباقية من عمر ذلك الذي سيموت مكانه «. عاد أبولو إلى قصر أدميتوس مبتهجًا يحمل بشرى قرار ملك الآلهة والبشر. فلما دخل القصر وجد أهل أدميتوس وأصدقاءه وأتباعه وجنوده يذرفون الدموع مدرارًا حول الملك. فساد بينهم السكون عندما اقترب أبولو ورفع يده. أعلن إله الشمس الكيفية التي يمكن بها إنقاذ حياة الملك أدميتوس حسب قرار جوبيتر، وفكر أبولو في قرارة نفسه: «من المؤكد أن جميع هؤلاء المحزونين سيتقدمون عن طِيب خاطر للموت، بدلًا من الملك «. غير أنه بعد أن انتهى أبولو من إعلان قرار جوبيتر، لم يرد أي صوتٍ على كلامه. فاستدار نحو والدي أدميتوس العجوزين، وتوسل إليهما بذل حياتهما من أجل حياة أدميتوس، فرفضا قائلَيْن إنهما يرغبان في التمتع بالأيام القليلة الباقية لهما. فاتجه بعد ذلك إلى أتباعه، الذين كثيرًا ما قادهم أدميتوس في القتال، ثم إلى حاشيته الذين كثيرًا ما أكدوا له في لهجة التملق بأنهم على استعداد لأن يموتوا بدلًا منه لو أصابه أقلُّ مكروه، ولكنهم جميعًا أصموا آذانهم عن توسلات أبولو. وفي نفس الوقت الذي كان أبولو يناقش فيه أولئك المرائين، ارتفع صوت في وضوحٍ وشجاعة. إنه صوت ألكستيس زوجة الملك.
قالت: «سأموت مسرورة؛ من أجل إنقاذ حياة زوجي«.
ذُعر أبولو لذلك القول.
فصاح فيها أبولو يقول: «ماذا؟! تبذلين حياتك من أجل حياته! فكري كذلك في أطفالك الصغار، وفي أنك ستتركينهم بدونك وبدون أُم، تتركينهم لعناية عالم لا يرحم! من الأفضل أن يموت أدميتوس، من أن تقدمي حياتك فداء عن حياته «.
قال أبولو هذا، واستدار لينصرف، ولكن ألكستيس جرت خلفه، وأخبرته بأنه يجب عليه تنفيذ أمر جوبيتر. وعلى ذلك وافق والحزن يملأ فؤاده، فرقدت ألكستيس على سرير. وبالتدريج أخذ وجهها يمتقع، والقوة تغادر أعضاءها، وأنفاسها تضمحل وتضعف، إلا أنه بينما كانت الحياة تنحسر عن جسمها، عادت في قوة متزايدة إلى أدميتوس. عاد الدم إلى مُحيَّاه، وأحس بالنشاط يدب في أوصاله، وحيويته تتجدد وتسري في أحنائه من قمة رأسه إلى أخمص قدمه. وفي بضع دقائق قام من على السرير الذي كان راقدًا فوقه صحيحًا مُعافًى، وموفور الصحة كما كان أيام شبابه.
أما ألكستيس؛ فكانت راقدة على سريرها تحتضر.
في هذه اللحظة بالذات، حدث انقلاب غريب، فقد شاءت الصدفة أن يمر البطل العظيم هرقل خلال تساليا في ذلك الوقت، واتجه نحو قصر أدميتوس؛ ليقدم له فروض الاحترام. فلما اقترب من أبواب القصر، دُهش للسكون الغريب المخيم هناك، وأذهله أنه ما من حارس طلب منه أن يقف، وما من خادمٍ أقبل لتحيته، وعندما اقترب إلى مسافة أكثر، سمع البكاء والنحيب ينبعثان من الحجرة التي بها أدميتوس. فاتجه نحو تلك الحجرة، ووقف أمام بابها دون أن ينتبه إليه أحد، وسمع كل ما كان يجري بداخلها. وبينما هو يصغي إلى عرض ألكستيس السامي، وبينما هو يلاحظ شُحوب الموت يدِب في جسمها، امتلأ إشفاقًا أن تموت مثل هذه المرأة الباسلة. وفي هذه اللحظة سمع حفيفًا، فاستدار حوله، فرأى الموت إلى جانبه تمامًا، وهو شبح يرتدي ثيابًا حالكة السواد، وتقدم الموت يتسلل خلسة يتأهَّب لأن يخطف ألكستيس في قبضته، إلا أن هرقل الذي لم يفزعه أي إرهاب، سواء أكان سماويًّا أو أرضيًّا، أو من الأعماق تحت الأرضية، اعتزم فجأة أن يعمل شيئًا. صاح هرقل يقول لنفسه: «لن يحدث أبدًا أن يأخذ الموت هذه الروح النبيلة! «. وبينما هو يقول هذا، اندفع إلى الأمام فقبض على الموت، ذلك المادة غير المحسوسة والمشئوم الطالع. وعبثًا حاول الموت الإفلات من قبضة هذا البطل الحديدية، الذي استخدم جميع خداعات المصارعة. وأخيرًا وبعد لَأْيٍ كف الموت عن النضال، وأسلم ألكستيس إلى هرقل. فوضعها البطل بدوره بين ذراعَي زوجها. وعند ذلك تبدل حزن التساليين العميق إلى فرحٍ عظيم، واستحال عويل أطفال ألكستيس الصغار إلى بهجةٍ وجذل، وقدم الجميع الشكر للآلهة ولهرقل. هكذا عادت الحياة إلى ألكستيس بمعجزة، فعاشت مع زوجها في سعادةٍ وعزٍّ سنواتٍ عديدة، وسُرَّ كل من البشر والآلهة. ولما بلغت سن الشيخوخة أخيرًا ماتت، أما أدميتوس فمات بعدها بوقتٍ غير طويل.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|