المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

weak form
2023-12-06
Multiamicable Numbers
26-11-2020
أبو الفرج محمد بن أبي يعقوب إسحاق
18-8-2020
المواصفات المطلوبة في اصناف الطماطم المحصودة اليا
25-10-2020
تمييز الاعفاء الضريبي عن التكاليف
11-4-2016
SN2 reactions- The Leaving Group
29-5-2017


العمل وشروط النجاح  
  
1212   10:46 صباحاً   التاريخ: 2023-11-05
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص329ــ331
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /

ولا يخفى على أحد أن مجرد جمع المعلومات حول العمل المنشود أو الحقل الدراسي المراد الخوض فيه لا يكفي لتحقيق النجاح ، بل يلزم إلى جانب ذلك توفر الكفاءة الأخلاقية وحسن التوافق الاجتماعي.

عن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام): كل ذي صناعة مضطر إلى ثلاث خلال يجتلب بها الكسب وهو ان يكون حاذقاً بعلم مؤدياً لأمانة فيه مستميلاً لمن استعمله(1).

وفي عالم الزراعة بالأمس سرعان ما كان يحصل الشاب على استقلاله الاقتصادي وعلى عمل يؤمن من خلاله لقمة العيش ، لأن التقاليد والعادات التي كانت سائدة آنذاك كانت تقتضي بأن يلازم الفتى قبل بلوغه أباه ويذهب معه إلى الحقل ليعمل في الزراعة، كما أن الشاب في تلك الدورة كان يعرف الكثير من فنون الزراعة، ولم يكن يكلفه تعلم ما لم يكن يعرفه في هذا المجال درهماً واحداً. 

«إن الإنسان في المزرعة كان ينضج من حيث الجسم والعقل أسرع من غيره، وكان يدرك مسؤوليات الحياة وهو في العشرين من عمره مثلما يدركها الإنسان العادي في الأربعين من العمر، وكان كل ما يحتاج إليه في عمله محراثاً وساعداً قوياً وعيناً يراقب بها تقلبات الطقس»(2).

الزراعة والاقتصاد:

كانت مسألة التجارة والصناعة خلال الفترة الزراعية بدائية وسطحية ، لأن التجارة آنذاك لم تشهد سوى تبادل لكميات محدودة من البضائع والصناعات اليدوية كان يقوم به عدد من التجار والكسبة في حدود مناطق عملهم ، ولم تكن المنتوجات الصناعية تزيد عن بضع آلات زراعية بدائية ومواد بناء وأسلحة وأدوات منزلية بسيطة.

وطبيعي أن تعلم فنون الصناعة وأسرار التجارة في تلك الفترة لم يكن بحاجة إلى استعداد جيد ودراسة متقدمة ، وهذا ما جعل أبناء التجار والصناعيين قادرين على مواكبة آبائهم في العمل والحصول على الاستقلال الذاتي سريعاً ، كما هو الحال بالنسبة لأبناء القرويين المزارعين.

وفي عصرنا الحاضر حيث يقوم أهم أركان اقتصاده على الصناعات الثقيلة ، لا يمكن المقارنة بين الوضع الحالي والوضع السابق للتغيّر الجذري الذي طرأ على ظروف الحياة. فالظاهرة الصناعية التي تمثل أساس عمل الإنسان اليوم جاءت نتيجة الإبداع الفكري والحسابات الدقيقة لعدد من علماء الأمس واليوم ، فقد نجح هؤلاء العلماء بثروتهم العلمية وتجاربهم المستمرة، في تحقيق اكتشافات واختراعات عظيمة ساهمت في تغيير وجه الحياة على الكرة الأرضية ، ولا تزال هذه النشاطات والدراسات والأبحاث العلمية مستمرة على قدم وساق ، لتقدم إلى العالم كل يوم اكتشافات واختراعات جديدة .

___________________________

(1) بحار الأنوار17، ص182.

(2) مباهج الفلسفة، ص87.  




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.