أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
3264
التاريخ: 11-10-2014
3926
التاريخ: 27-11-2014
5087
التاريخ: 11-10-2014
4200
|
قال تعالى : { أَيَوَّدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلّ الثَّمَراتِ وَأَصابهُ الكِبَرُ وَلَهُ ذُرّيّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيّنُ اللهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون }[ البقرة : 266] .
تفسيرُ الآية
( ودّ الشيء ) : أحبّه .
و ( الجنّة ) : هي الشجر الكثير الملتفّ كالبستان سُمّيت بذلك ؛ لأنّها تجنّ الأرض وتسترها وتقيها من ضوء الشمس ونحوه .
و ( النخيل ) : جمعُ نخل أو اسم جمع .
و ( الأعناب ) : جمعُ عنب وهو ثمر الكرْم ، والقرآن يذكر الكرْم بثمره والنخل بشجره لا بثمره .
و ( الإعصار ) : ريح عاصفة تستدير في الأرض ثمّ تنعكس عنها إلى السماء حاملة معها الغبار كهيئة العمود ، جَمْعهُ أعاصير ، وخصّ الأعاصير بما فيها نار ، وقال : { إِعْصَارٌ فِيهِ نارٌ } ، وفيه احتمالات :
أ : أن يكون المراد الرياح التي تكتسب الحرارة أثناء مرورها على الحرائق فتحمل معها النيران إلى مناطق نائية .
ب : العواصف التي تصاحبها الصواعق وتصيب الأرض وتُحيلها إلى رماد .
ج : البرد الشديد الذي يُطلق على كلّ ما يُتلف الشيء ولو بتجفيف رطوبته .
والمتعيّن أحد الأولين دون الثالث ، وإلاّ لكان له سبحانه أن يقول : ( كمَثل ريح صرّ ) وهو البرد الشديد ، قال سبحانه في صدقات الكفار ونفقاتهم في الدنيا : { مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ في هذِهِ الحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ ريحٍ فِيهَا صِرّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكتْهُ وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُون }[ آل عمران : 117] .
نعم ، ربّما يُفسّر الصرّ بالسموم الحارّة القاتلة (1) ، وعندئذ تّتحد الآيتان في المعنى .
وعلى كلّ حال ، فالمقصود هو : نزول البلاء على هذه الجنّة الذي يؤدي إلى إبادتها بسرعة .
ثمّ إنّه سبحانه بينما يقول : { جنّة من نَخيلٍ وَأَعْناب } الظاهر في كون الجنّة محفوفة بهما ، يقول أيضاً : { فِيها مِنْ كُلّ الثَّمَرات } ، فكيف يمكن الجمع بين الأَمرين ؟
والظاهر أنّ النخيل والأعناب لمّا كانا أكرم الشجر وأكثرها نفعاً خصّهما بالذكر وجعل الجنّة منهما ، وإن كانت محتوية على سائر الأشجار تغليباً لهما على غيرهما .
إلى هنا تمّ تفسير مفردات الآية .
وأمّا التمثيل ، فيتركّب من مشبّه ومشبّه به .
أمّا المشبّه : فهو عبارة عمّن يعمل عملاً صالحاً ثُمّ يُردفه بالسيئة ، كما هو المروي عن ابن عبّاس ، عندئذٍ يكون المراد : مَن يُنفق ويُتبع عمله بالمنّ والأذى .
قال الزمخشري : ضربت الآية مثلاً لرجل غني يعمل الحسنات ، ثمّ بعثَ الله له الشيطان فعملَ بالمعاصي حتى أغرقَ أعماله كلّها (2) .
وأمّا المشبّه به : فهو عبارة عن رجل طاعن في السن لَحِقته الشيخوخة وله أولاد صغار غير قادرين على العمل ، وله جنّة محفوفة بالنخيل والأعناب تجري من تحتها الأنهار وله من كلّ الثمرات ، وقد عقدَ على تلك الجنّة آمالاً كبيرة ، وفجأة هبّت عاصفة مُحرقة فأحرقتها وأبادتها عن بكرة أبيها ، فكيف يكون حال هذا الرجل في الحزن والحسرة والخيبة والحرمان بعدما تلاشت آماله ، فالمُنفق في سبيل الله الذي هيّأ لنفسه أجراً وثواباً أُخروياً عقدَ به آماله ، فإذا به يُتبع عمله بالمعاصي ، فقد سلّط على أعماله الحسنة تلك أعاصير محرقة تُبيد كلّ ما عقدَ عليه آماله .
________________
1 ـ مجمع البيان : 1/491 .
2 ـ الكشّاف : 1/299 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|