المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17770 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



التمثيلُ في الآية (266) من سورة البقرة  
  
1681   03:58 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص118-120 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /

 قال تعالى : { أَيَوَّدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلّ الثَّمَراتِ وَأَصابهُ الكِبَرُ وَلَهُ ذُرّيّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيّنُ اللهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون }[ البقرة : 266] .

تفسيرُ الآية

( ودّ الشيء ) : أحبّه .

و ( الجنّة ) : هي الشجر الكثير الملتفّ كالبستان سُمّيت بذلك ؛ لأنّها تجنّ الأرض وتسترها وتقيها من ضوء الشمس ونحوه .

و ( النخيل ) : جمعُ نخل أو اسم جمع .

و ( الأعناب ) : جمعُ عنب وهو ثمر الكرْم ، والقرآن يذكر الكرْم بثمره والنخل بشجره لا بثمره .

و ( الإعصار ) : ريح عاصفة تستدير في الأرض ثمّ تنعكس عنها إلى السماء حاملة معها الغبار كهيئة العمود ، جَمْعهُ أعاصير ، وخصّ الأعاصير بما فيها نار ، وقال : { إِعْصَارٌ فِيهِ نارٌ } ، وفيه احتمالات :

 أ : أن يكون المراد الرياح التي تكتسب الحرارة أثناء مرورها على الحرائق فتحمل معها النيران إلى مناطق نائية .

ب : العواصف التي تصاحبها الصواعق وتصيب الأرض وتُحيلها إلى رماد .

ج : البرد الشديد الذي يُطلق على كلّ ما يُتلف الشيء ولو بتجفيف رطوبته .

والمتعيّن أحد الأولين دون الثالث ، وإلاّ لكان له سبحانه أن يقول : ( كمَثل ريح صرّ ) وهو البرد الشديد ، قال سبحانه في صدقات الكفار ونفقاتهم في الدنيا : { مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ في هذِهِ الحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ ريحٍ فِيهَا صِرّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكتْهُ وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُون }[ آل عمران : 117] .

نعم ، ربّما يُفسّر الصرّ بالسموم الحارّة القاتلة (1) ، وعندئذ تّتحد الآيتان في المعنى .

وعلى كلّ حال ، فالمقصود هو : نزول البلاء على هذه الجنّة الذي يؤدي إلى إبادتها بسرعة .

ثمّ إنّه سبحانه بينما يقول : { جنّة من نَخيلٍ وَأَعْناب } الظاهر في كون الجنّة محفوفة بهما ، يقول أيضاً : { فِيها مِنْ كُلّ الثَّمَرات } ، فكيف يمكن الجمع بين الأَمرين ؟

والظاهر أنّ النخيل والأعناب لمّا كانا أكرم الشجر وأكثرها نفعاً خصّهما بالذكر وجعل الجنّة منهما ، وإن كانت محتوية على سائر الأشجار تغليباً لهما على غيرهما .

إلى هنا تمّ تفسير مفردات الآية .

وأمّا التمثيل ، فيتركّب من مشبّه ومشبّه به .

أمّا المشبّه : فهو عبارة عمّن يعمل عملاً صالحاً ثُمّ يُردفه بالسيئة ، كما هو المروي عن ابن عبّاس ، عندئذٍ يكون المراد : مَن يُنفق ويُتبع عمله بالمنّ والأذى .

قال الزمخشري : ضربت الآية مثلاً لرجل غني يعمل الحسنات ، ثمّ بعثَ الله له الشيطان فعملَ بالمعاصي حتى أغرقَ أعماله كلّها (2) .

وأمّا المشبّه به : فهو عبارة عن رجل طاعن في السن لَحِقته الشيخوخة وله أولاد صغار غير قادرين على العمل ، وله جنّة محفوفة بالنخيل والأعناب تجري من تحتها الأنهار وله من كلّ الثمرات ، وقد عقدَ على تلك الجنّة آمالاً كبيرة ، وفجأة هبّت عاصفة مُحرقة فأحرقتها وأبادتها عن بكرة أبيها ، فكيف يكون حال هذا الرجل في الحزن والحسرة والخيبة والحرمان بعدما تلاشت آماله ، فالمُنفق في سبيل الله الذي هيّأ لنفسه أجراً وثواباً أُخروياً عقدَ به آماله ، فإذا به يُتبع عمله بالمعاصي ، فقد سلّط على أعماله الحسنة تلك أعاصير محرقة تُبيد كلّ ما عقدَ عليه آماله .

________________ 

1 ـ مجمع البيان : 1/491 .

2 ـ الكشّاف : 1/299 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .