أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2016
882
التاريخ: 2023-07-27
1204
التاريخ: 2023-06-14
813
التاريخ: 2023-06-25
700
|
وكان من دعائه (عليه السلام) في دفاع كيد الأعداء وَردّ بأسهم:
إلهِي هَدَيْتَنِي فَلَهَوْتُ، وَوَعَظْتَ فَقَسَوْتُ، وَأَبْلَيْتَ الْجَمِيلَ فَعَصَيْتُ، ثُمَّ عَرَفْتُ مَا أَصْدَرْتَ، إذْ عَرَّفْتَنِيهِ فَاسْتَغْفَرْتُ فَأَقَلْتَ، فَعُدتُ فَسَتَرْتَ، فَلَكَ إلهِي الْحَمْدُ، تَقَحَّمْتُ أَوْدِيَةَ الْهَلاَكِ، وَحَلَلْتُ شِعَابَ تَلَفٍ، تَعَرَّضْتُ فِيهَا لِسَطَوَاتِكَ وَبِحُلُولِهَا عُقُوبَاتِكَ، وَوَسِيلَتِي إلَيْكَ التَّوْحِيدُ، وَذَرِيْعَتِي أَنِّي لَمْ أُشْرِكْ بِكَ شَيْئاً، وَلَمْ أَتَّخِذْ مَعَكَ إلهاً، وَقَدْ فَرَرْتُ إلَيْكَ بِنَفْسِي، وَإلَيْكَ مَفَرُّ الْمُسِيءِ، وَمَفْزَعُ الْمُضَيِّعِ لِحَظِّ نَفْسِهِ الْمُلْتَجِئِ، فَكَمْ مِنْ عَدُوٍّ انْتَضى عَلَيَّ سَيْفَ عَدَاوَتِهِ، وَشَحَذَ لِيْ ظُبَةَ مُدْيَتِهِ، وَأَرْهَفَ لِي شَبَا حَدِّهِ، وَدَافَ لِيْ قَوَاتِلَ سُمُومِهِ، وَسَدَّدَ نَحْوِي صَوَائِبَ سِهَامِهِ، وَلَمْ تَنَمْ عَنِّي عَيْنُ حِرَاسَتِهِ، وَأَضْمَرَ أَنْ يَسُومَنِي الْمَكْرُوهَ، وَيُجَرِّعَنِّي زُعَافَ مَرَارَتِهِ، فَنَظَرْتَ يا إلهِيْ إلَى ضَعْفِي عَنِ احْتِمَـالِ الْفَـوَادِحِ، وَعَجْزِي عَنِ الانْتِصَارِ مِمَّنْ قَصَدَنِيْ بِمُحَارَبَتِهِ، وَوَحْدَتِي فِي كَثِيرِ عَدَدِ مَنْ نَاوَانِيْ، وَأَرْصَدَ لِيْ بِالْبَلاءِ فِيمَا لَمْ أُعْمِلْ فِيهِ فِكْرِي فَابْتَدَأْتَنِي بِنَصْرِكَ، وَشَدَدْتَ أَزْرِي بِقُوَّتِكَ، ثُمَّ فَلَلْتَ لِيَ حَدَّهُ وَصَيَّرْتَهُ مِنْ بَعْدِ جَمْع عَدِيْدٍ وَحْدَهُ، وَأَعْلَيْتَ كَعْبِي عَلَيْهِ، وَجَعَلْتَ مَا سَدَّدَهُ مَرْدُوداً عَلَيْهِ، فَرَدَدْتَهُ لَمْ يَشْفِ غَيْظَهُ وَلَمْ يَسْكُنْ غَلِيلُهُ، قَدْ عَضَّ عَلَى شَوَاهُ (1) وَأَدْبَرَ مُوَلِّياً قَدْ أَخْلَفَتَ سَرَاياهُ، وَكَمْ مِنْ باغٍ بَغانِيْ بِمَكَائِدِهِ، وَنَصَبَ لِيْ شَرَكَ مَصَائِدِهِ، وَوَكَّلَ بِيْ تَفَقُّدَ رِعَايَتِهِ، وَأَظْبَأَ إلَيَّ إظْبَآءَ السَّبُعِ لِطَرِيْدَتِهِ انْتِظَـاراً لانْتِهَازِ الْفُرْصَةِ لِفَرِيسَتِهِ، وَهُوَ يُظْهِرُ لِيْ بَشَاشَةَ المَلَقِ، وَيَنْظُـرُنِي (2) عَلَى شِدَّةِ الْحَنَقِ، فَلَمَّا رَأَيْتَ يَا إلهِي تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ دَغَلْ سَرِيرَتِهِ، وَقُبْحَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ، أَرْكَسْتَهُ لِاُمِّ رَأْسِهِ فِي زُبْيَتِهِ، وَرَدَدْتَهُ فِي مَهْوى حُفْرَتِهِ، فَانْقَمَعَ بَعْدَ اسْتِطَالَتِهِ ذَلِيلاً فِي رِبَقِ حِبالتِهِ الَّتِي كَانَ يُقَدِّرُ أَنْ يَرَانِي فِيهَا، وَقَدْ كَادَ أَنْ يَحُلَّ بِيْ لَوْلاَ رَحْمَتُكَ مَا حَلَّ بِسَاحَتِهِ، وَكَمْ مِنْ حَاسِدٍ (3) قَدْ شَرِقَ بِي بِغُصَّتِهِ (4) وَشَجِيَ مِنِّي (5) بِغَيْظِهِ، وَسَلَقَنِي بِحَدِّ لِسَانِهِ، وَوَحَرَنِي بِقَرْفِ عُيُوبِهِ، وَجَعَلَ عِرْضِيْ غَرَضاً لِمَرَامِيهِ، وَقَلَّدَنِي خِلاَلاً لَمْ تَزَلْ فِيهِ، وَوَحَرنِي بِكَيْدِهِ، وَقَصَدَنِي بِمَكِيدَتِهِ، فَنَادَيْتُكَ يَا إلهِي مُسْتَغِيْثاً بِكَ وَاثِقاً بِسُرْعَةِ إجَابَتِكَ، عَالِماً أَنَّهُ لاَ يُضْطَهَدُ مَنْ آوى إلَى ظِلِّ كَنَفِكَ، وَلاَ يَفْزَعُ مَنْ لَجَأَ إلَى مَعْقِل انْتِصَارِكَ، فَحَصَّنْتَنِي مِنْ بَأْسِهِ بِقُدْرَتِكَ، وَكَمْ مِنْ سَحَائِبِ مَكْرُوه جَلَّيْتَهَا عَنِّي، وَسَحَائِبِ نِعَم أَمْطَرْتَهَا عَلَيَّ، وَجَدَاوِلِ رَحْمَةٍ نَشَرْتَهَا، وَعَافِيَة أَلْبَسْتَهَا، وَأَعْيُنِ أَحدَاث طَمَسْتَهَا، وَغَواشي كُرُبَات كَشَفْتَهَا، وَكَمْ مِنْ ظَنٍّ حَسَن حَقَّقْتَ، وَعَدَم جَبَرْتَ، وَصَرْعَة أَنْعَشْتَ، وَمَسْكَنَة حَوَّلْتَ، كُلُّ ذَلِكَ إنْعَامَاً وَتَطَوُّلاً مِنْكَ، وَفِي جَمِيعِهِ انْهِمَاكاً مِنِّي عَلَى مَعَاصِيْكَ، لَمْ تَمْنَعْكَ إساءَتِي عَنْ إتْمَامِ إحْسَانِكَ، وَلاَ حَجَرَنِي ذلِكَ عَنِ ارْتِكَابِ مَسَاخِطِكَ، لاَ تُسْأَلُ عَمَّا تَفْعَلُ، وَلَقَدْ سُئِلْتَ فَأَعْطَيْتَ، وَلَمْ تُسْأَلْ فابْتَدَأْتَ، وَاسْتُمِيحَ فَضْلُكَ فَمَا أَكْدَيْتَ، أَبَيْتَ يَا مَوْلاَيَ إلاَّ إحْسَانَـاً وَامْتِنَاناً وَتَطوُّلاً وَإنْعَامـاً، وَأَبَيْتُ إلاَّ تَقَحُّماً لِحُرُماتِكَ، وَتَعَدِّياً لِحُدُودِكَ، وَغَفْلَةً عَنْ وَعِيدِكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ إلهِي مِنْ مُقْتَدِر لاَ يُغْلَبُ، وَذِي أَناة لاَ يَعْجَلُ، هَذَا مَقَامُ مَنِ اعْتَرَفَ بِسبوغِ النِّعَمِ وَقَابَلَهَا بِالتَّقْصِيرِ، وَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ بِالتَّضْيِيْعِ. اللَّهُمَّ فَإنِّي أَتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِالْمُحَمَّدِيَّةِ الرَّفِيعَةِ، وَالْعَلَوِيَّةِ الْبَيْضَآءِ، وَأَتَـوَجَّهُ إلَيْكَ بِهِمَا أَنْ تُعِيذَنِيْ مِنْ شَرِّ كَذَا وَكَذَا، فَإنَّ ذَلِكَ لا يَضِيْقُ عَلَيْكَ فِي وُجْدِكَ، وَلاَ يَتَكَأدُّكَ فِي قُدْرَتِكَ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فَهَبْ لِي يا إلهِي مِنْ رَحْمَتِكَ وَدَوَامِ تَوْفِيقِكَ، مَا أَتَّخِذُهُ سُلَّماً أَعْرُجُ بِهِ إلى رِضْوَانِكَ، وَآمَنُ بِهِ مِنْ عِقَابِكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
(1) قوله عليه السلام: شواه
شوى الآدمي أطراف بدنه كاليدين والرجلين وجلد الرأس وما ليس بمقتل، والشوى في الأصل: الأمر الهيّن وردّ المال.
(2) قوله عليه السلام: ينظرني
كينصرني من نظره بمعنى تنظّره وانتظره إذا ارتقبه وتأنّى عليه.
وفي النهاية الأثيريّة: في حديث أنس: نظرنا النبي (صلّى الله عليه وآله) ذات ليلة حتّى كان شطر الليل. يقال: نظرته وأنظرته إذا ارتقبت حضوره (1).
وينظرني على رواية «س» بضمّ حرف المضارعة من باب الإفعال، من الإنظار بمعنى الإمهال والتأخير. والنظرة بكسر الظاء التأخير والإرجاء في الأمر. وفي التنزيل الكريم: {فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ} (2).
(3) قوله عليه السلام: وكم من حاسد
بخطّ «ع» وبرواية «ش» وكم من حاسد وقد خزني بكيده، بإسقاط ما بين ذلك.
(4) قوله عليه السلام: قد شرق بي بغضته
الشرق بالشين المعجمة والراء المحرّكة: الغصّة. والشرق بالتحريك والإهمال: مصدر شرق والاسم الشرقة بكسر الراء بعد المهملة المفتوحة.
(5) قوله عليه السلام: وشجي منّي
بالكسر لا من الشجو بمعنى الحزن، يقال: شجاه كذا أو أشجاه، أي: حزنه، فهو مشجوّ ومشجّي به، أي: محزون، وهو من الأضداد، فربّما كان معناه طربه ونشطه بل من الشجي وهو ما نشب واعترض في الحق من عظم ونحوه، يقال: فلان شجيَ بعضّة أو همّ أو غيظ أو حسد بالكسر. يشجي بالفتح من باب رضي، فهو به شجيّ بتشديد الياء على فعيل. أي: نشب فيه ذلك وصعب عليه فصار هو ممتواً بتشويه فيه وصعوبة عليه، ومفازة شجواء: صعبة المسالك معترضة الصعوبة منتشبة البليّة.
وقال الجوهري في الصحاح: الشجو: الهمّ والحزن. ويقال: شجاه يشجوه شجواً، إذا أحزنه. وأشجاه يشجيه إشجاءً، إذا أغصّه. تقول منهما جميعاً: شجى بالكسر يشجي شجى. والشجا: ما ينشب في الحلق من عظم وغيره. ورجل شجّ، أي: حزين. وامرأة شجيّة على فعلة. ويقال: ويل للشجي من الخليّ.
قال المبرّد: ياء الخليّ مشدّدة وياء الشجي مخفّفة. قال: وقد شدّد في الشعر. فإن جعلت الشجي فعليلاً من شجاه الحزن فهو مشجو وشجي، فهو بالتشديد لا غير (3) انتهى كلامه. والحقّ ما حقّقناه.
__________________
1. نهاية ابن الأثير: 5 / 78.
2. البقرة: 280.
3. الصحاح: 6 / 2389.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|