هناك احتمالان لمناقشة وضع المعادلات الرياضية في النظرية النسبية:

الاحتمال الأول: أن تكون هناك معادلات رياضية بسيطة وليست معقدة ولكنها موضوعة من قبل باحثين مختصين بالرياضيات وليس من قبل اینشتاین وهذا الاحتمال هو الأقوى، ومن هؤلاء المختصين:

أ– مدرس الرياضيات مينكوفسكي في معهد الفنون التطبيقية في زيورخ نعت تلميذه آينشتاين بالكلب الكسول، هو الذي وضع النظرية النسبية ثم أجرى تعديلاً نظرياً على النسبية الخاصة وقام بصياغتها من جديد بهدف جعل منطوق النظرية أكثر تجانساً وانسجاماً، وفي إحدى محاضراته في كولونيا قال: (إن صياغة النظرية النسبية الخاصة سوف تكون أكثر انسجاماً إذا ما ألغينا فكرة استقلالية الزمن عن الفضاء، ذلك أنهما في تصور مينكوفسكي – شقان أو جزآن لمنظومة واحدة هي الزمن – الفضاء)، حتى إن أهم أفكارها وهو تلازم المكان مع الزمان أو (الزمكان)، وحسب قوله: (إن الزمن في حد ذاته والفضاء في حد ذاته، لا يمكن لأي منهما الاستمرار والبقاء دون الآخر، وأنهما يكونان معاً منظومة باقية ومستقلة)،¹²⁰ وقد أنكر وتجاهل أينشتاين أهمية إضافة مينكوفسكي العلمية إلى النظرية النسبية الخاصة، و في أحسن الأحوال اعتبرها إضافة محدودة القيمة، ولم يدرك أهمية تعديل مينكوفسكي إلا بعد سنوات ¹²¹.

ب– الرياضي ريمان: عاش في القرن 19، كونت أفكاره العبقرية حافزاً لكل الرياضيين من بعده ولأكثر من قرن أرسى أسس النسبية العامة قبل أينشتاين بعدة عقود. ¹²²

العالم بوانكاريه: صاحب الفضل في كثير من مفاهيم النسبية، والذي اعتبر: إن الزمان والمكان أمران نسبيان ورفض فكرة المكان المطلق والزمان المطلق لنيوتن، وقد قال: (إن من المستحيل تصور المكان الخالي، فكل من يتكلم عن المكان المطلق إنما يهذر في كلام لا معنى له...) ¹²³.

وفي وترجع معادلات النظرية النسبية في جذورها الأولى إلى هندسة ريمان في المنحنيات وإلى أفكار بوانكاريه وإلى معادلات مينكوفسكي أستاذ آينشتاين، ¹²⁴ ولكن لكون آينشتاين يهودياً متعاطفاً معنوياً ومادياً وعلمياً مع الحركة الصهيونية وداعماً لجرائمها وتوسعها واحتلالها لفلسطين المحتلة... قام الإعلام الأوروبي والأمريكي الذي معظمه متصهين أو حاقد على العرب والمسلمين... بإظهار عملقة هذا التلميذ البليد آينشتاين وطمس دور المؤسسين والمبدعين الحقيقين لمعظم أفكار النظرية النسبية العامة والخاصة وهذا نوع من الحرب الإعلامية الثقافية التي ما تزال قائمة وبشدة في عصر عولمة الحضارة الأوروبية الأمريكية المريضة إنسانياً والمتضخمة عسكرياً وتقنياً، فلإعلام الغربي المتصهين يجعل من الحمار حصاناً ومن الحصان حماراً ولكن العقول المتفتحة والواعية والتي تلتزم بمنهج الشك النقدي تقوم بغربلة ما يعرض عليها من أفكار علمية ممزوجة بالأكاذيب وتصريحات سياسية مخلوطة بالخرافات والخدع، بحيث تقوم بتصفيتها وتظهر حقيقتها وتعلن ذلك أمام الجمهور بمختلف الوسائل الإعلامية.

_____________________________________________

هوامش

120– السفر في الزمان الكوني، د. باري باركر، م.س، ص 74 – 75.

121– السفر في الزمان الكوني، د. باري باركر، م.ن (مصدر نفسه)، ص 74 – 75، (بتصرف).

122– ما هو الكون؟ شعرية العلم، المهندس فايز فوق العادة، دار علاء الدين للنشر والتوزيع والترجمة، دمشق – سورية، 18 – النموذج الثامن عشر، 191.

123– آينشتاين والنظرية النسبية، د. محمد عبد الرحمن مرحبا، دار القلم، بيروت، ط 7، نيسان 1974، ص 61.

124– آينشتاين والنظرية النسبية د. محمد عبد الرحمن مرحبا، م.س مصدر سابق، ص 88.