المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التحام الجيشين في حرب الجمل.  
  
619   11:07 صباحاً   التاريخ: 2023-10-22
المؤلف : الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.
الكتاب أو المصدر : عمّار بن ياسر.
الجزء والصفحة : ص 144 ـ 151.
القسم : الرجال و الحديث والتراجم / علم الحديث / مقالات متفرقة في علم الحديث /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-09 820
التاريخ: 2023-12-16 713
التاريخ: 3-1-2023 970
التاريخ: 30-1-2023 1053

رفع علي (عليه السلام) رايته إلى ابنه محمّد بنِ الحنفية، وقال: تقدّم يا بنيّ، فتقدّم محمدٌّ، ثم وقف بالراية لا يبرح. فصاح به علي (عليه السلام) اقتحم، لا أم لك فحمل محمد الراية فطعن بها في أصحاب الجمل طعناً منكراً وعلي ينظر، فأعجبه ما رأى من فعاله، فجعل يقول:

اطعن بها طعنَ أبيك تُحمدِ

لا خير في الحرب إذا لم تُوقَدِ

بالمشرفيّ والقنا المسدّدِ   

فقاتل محمد بن الحنفية ساعة بالراية ثم رجع، وضرب علي (عليه السلام) بيده إلى سيفه فاستلّه، ثم حمل على القوم فضرب فيهم يميناً وشمالاً، ثم رجع وقد انحنى سيفه، فجعل يسوّيه بركبته، فقال له أصحابه: نحن نكفيك ذلك يا أمير المؤمنين! فلم يجب أحداً حتى سوّاه. ثم حمل ثانيةً حتى اختلط بهم، فجعل يضرب فيهم قِدْماً حتى انحنى سيفه، ثم رجع إلى أصحابه ووقف يُسوّي السيف بركبته وهو يقول: واللهِ ما أريد بذلك إلا وجه الله والدار الآخرة، ثم التفت إلى ابنه محمد بن الحنيفة وقال: هكذا اصنع يا بني !ثم حملت ميمنةُ أهل البصرة على ميسرة أهل الكوفة فكشفوهم إلا قليلاً منهم، وحملت ميمنة أهل الكوفة على ميسرة أهل البصرة فأزالوهم عن مواقفهم، وثبت الناس بعضهم لبعض فاقتتلوا ساعةً من النهار وتقدّم مخنف الأزديّ من أصحاب علي وقاتل حتى جُرح، وتقدّم أخوه الصعب بن سليم فقاتل حتى قتل رحمه الله ثم خرج أخوه الثالث عبيد الله بن سليم فقُتل، ثم تقدّم زيد بن صوحان العبدي من أصحاب علي فقاتل حتى قُتل فأخذ الراية أخوه صعصعة فقاتل فجُرح، وأخذها أبو عبيدة العبديّ وكان من خيار أصحاب علي فقاتل فقُتل، فأخذ الراية عبد الله بن الرقية فقتل، فأخذها رشيد بن سميّ فقتل .

ثم تقدّم رجل من أصحاب الجمل يقال له عبد الله بن سرّي، فجعل يرتجز ويقول:

يا رب إنّي طالبٌ أبا الحَسنْ      

ذاك الذي يُعرف حقّاً بالفِتَنْ

ذاك الذي نطلبه على الإحن      

وبغضه شريعةٌ من السنن

فخرج إليه علي (عليه السلام) وهو يرتجز ويقول:

قد كنتَ ترميه بإيثار الفِتَنْ

قِدماً وتطلبه بأوتار الأحنف

واليومَ تلقاه مليّاً فأعلمن   

بالطعنِ والضرب عليها بالسنن

ثم شدّ عليه عليٌّ (عليه السلام) بالسيف، فضربه ضربةً هتك بها عاتقه، فسقط قتيلاً، فوقف علي عليه ثم قال: قد رأيت أبا الحسن، فكيف وجدتَهُ؟ ثم تقدّمت بنو ضبّة فأحدقوا بالجمل وجعلوا يرتجزون بالأشعار من كلّ ناحية ورجل منهم قد أخذ بخطام الجمل وفي يده سيف كأنّه مخراق، وهو يرتجز ويقول:

نحن بنو ضبّة أصحابُ الجمل   

ننازل الموت إذا الموتُ نزل

ننعى ابن عفان بأطراف الأسل  

أضرب بالسيف إذا الرمح فصَلْ

إنّ علياً يعد منْ خير البدل

فبدر إليه زيد بن لقيط الشيبانيّ من أصحاب عليّ وهو يقول:

يا قائل الزور من أصحاب الجمل        

نحن قتلنا نعثلاً فيمن قتل

إلى آخرها.. ثم حمل عليه الشيبانيّ فقتله، وتقدّم رجل من بني ضُبّة يقال له: عاصم بن الدّلف وأخذ بخطام الجمل، وجعل يرتجز ويقول أبياتاً مطلعها:

نحن بنو ضبّة أعداءُ علي

ذاك الذي يُعرفُ فيكم بالوصي

فخرج إليه المنذر بن حفصة التميميّ من أصحاب علي (عليه السلام) وهو يقول:

نحن مطيعون جميعاً لعلي

إذ أنت ساعٍ في الوغى سعي شقي

إنّ الغويّ تابع أمر الغوي

قد خالقت أمر النبي زوجُ النبي

ثم حمل على الضبي فقتله، ثم جال في ميدان الحرب وهو يرتجز ويقول أبياتاً مطلعها:

أسامعٌ أنت مطيع أم عصي       

وتاركٌ ما أنت فيه أم غوي

فخرج إليه وكيع بن المؤمل الضبي من أصحاب الجمل وهو يقول:

أسامعٌ أنت مطيع لعلي    

وتارك في الحق أزواجَ النبي

إنّي ولمّا ذقت حد المشرفي       

أعرف يوماً ليس فيه بغبي

فحمل عليه صاحب عليٍّ فقتله، وتقدّم على وكيعٍ الأشترُ حتى وقف بين الجمعين وهو يزأر كالأسد عند فريسته، ويقول هو في ذلك شعراً، فخرج إليه من أصحاب الجمل رجل يقال له عامر بن شداد الأزدي، وأجابه على شعره، فحمل عليه الأشتر فقتله، ثم نادى فلم يجبه أحد، فرجع.

ثم خرج محمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر، حتى وقفا قُدّام الجمل، وتبعهما الأشتر ووقف معهما، فقال رجل من أصحاب الجمل: من أنتم أيّها الرهط؟ قال: نحن ممّن لا تنكرونه، وأعلنوا بأسمائهم، ودعوا إلى البراز، فخرج عثمان الضبّي وهو ينشد شعراً، فخرج إليه عمّار بن ياسر فأجابه على شعره، ثم حمل عليه عمّار فقتله.

وذهب كعب بن سور الأزديّ ليخرج إلى عمّار، فسبقه إلى ذلك غلام من الأزد أمرد، فخرج وهو يرتجز ويقول شعراً، فذهب عمّار ليبرز إليه، فسبقه إلى ذلك أبو زينب الأزديّ فأجابه إلى شعره، ثم حمل عليه أبو زينب فقتله ورجع حتى وقف بين يدي علي (عليه السلام). وخرج عمرو بن يثربيّ من أصحاب الجمل حتى وقف بين الصَفَيّن قريباً من الجمل، ثم دعا إلى البراز وسأل النزال، فخرج إليه علياء بن الهيثم من أصحاب علي (عليه السلام) فشدّ عليه عمرو فقتله، ثم طلب المبارزة فلم يخرج إليه أحد، فجعل يجول في ميدان الحرب وهو يرتجز ويقول شعراً، ثم جال وطلب البراز فتحاماه الناس واتقوا بأسه، فبدر إليه عمار بن ياسر وهو يجاوبه على شعره والتقوا بضربتين، فبدره عمار بضربة فأرداه عن فرسه، ثم نزل إليه عمار سريعاً فأخذ برجله وجعل يجره حتى ألقاه بين يدي علي (عليه السلام)، فقال علي: اضرب عنقه ! فقال عمرو: يا أمير المؤمنين استبقني حتى أقتلَ لك منهم كما قتلتُ منكم، فقال علي: يا عدو الله! أبعد ثلاثةٍ من خيار أصحابي أستبقيك! لا كان ذلك أبداً! قال: فأدنني حتى أكلمك في أذنك بشيء، فقال علي: أنت رجل متمرّد، وقد أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بكل متمرّد عليّ: وأنت أحدهم، فقال عمرو بن يثربي: أما والله لو وصلتُ إليك لقطعتُ أذنك ـ أو قال أنفك، فقدّمه عليٌّ فضرب عنقه بيده صبراً.

وخرج أخوه عمير فجعل يرتجز ويقول شعراً، فخرج علي (عليه السلام) وأجابه إلى شعره، ثم حمل عليه علي فضربه ضربةً على وجهه فرمى بنصف رأسه.

وانفرق علي يريد أصحابه، فصاح به صائح من ورائه، فالتفت وإذا بعبد الله بن خلف الخزاعي ـ وهو صاحب منزل عائشة بالبصرة ـ فلمّا رآه علي عرفه فناداه: ما تشاء يا بن خلف؟ قال: هل لك في المبارزة؟ قال علي (عليه السلام): ما أكره ذلك ولكن ويحك يا ابن خلف! ما راحتك في القتل، وقد علمتَ من أنا؟ فقال عبد الله بن خلف: دعني من مدحك يا ابن أبي طالب وادن منّي لترى أيّنا يقتل صاحبه! ثم أنشد شعراً، فأجابه علي (عليه السلام) والتقوا للضرب فبادره عبد الله بن خلف بضربة دفعها على بجحفته، ثم انحرف عنه علي فضربه ضربةً رمى بيمينه، ثم ضربه أخرى فأطار قحف رأسه ثم رجع علي إلى أصحابه، وخرج مبارز بن عوف الضبي من أصحاب الجمل وجعل يقول شعراً، قال: فخرج إليه عبد الله بن نهشل من أصحاب على مجيباً له على شعره، ثم حمل على الضبي فقتله، فخرج من بعد الضبي ابن عمه ثور بن عدي وهو ينشد شعراً فخرج إليه محمد بن أبي بكر مجيباً له وهو يقول شعراً ثم شد عليه محمد بن أبي بكر فضربه ضربةً رمى بيمينه، ثم ضربه ثانيةً فقتله.

قال: فغضبت عائشة وقالت: ناولوني كفاً من حصباء، فناولوها فحصبت بها أصحاب علي وقالت: شاهت الوجوه. فصاح بها رجل من أصحاب علي (عليه السلام)، وقال: يا عائشة! وما رميت إذ رميتِ ولكنّ الشيطان رمى، ثم جعل يقول شعراً:

قد جئتِ يا عيش لتعلمينا  

وتنشر البرد لتهزمينا

وتقذفي الحصباء جهلاً فينا        

فعن قليل سوف تعلمينا

وجعل طلحة ينادي بأعلى صوته: عباد الله الصبر الصبر! إنّ بعد الصبر النصر والأجر قال: فنظر إليه مروان بن الحكم فقال لغلام له: ويلك يا غلام! والله إنّي لأعلم أنّه ما حرّض على قتل عثمان يوم الدار أحد كتحريض طلحة ولا قتله سواه! ولكن استرني فأنت حر؛ قال: فستره الغلام، ورمى مروان بسهم مسموم لطلحة بن عبيد الله فأصابه به، فسقط طلحة لما به وقد أُغمي عليه، ثم أفاق فنظر إلى الدم يسيل منه فقال: إنّا لله وإنا إليه راجعون، أظنّ والله أنّنا عُنينا بهذه الآية: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} ثم أقبل على غلامه وقد بلغ منه الجهد، قال: ويحك يا غلام؛ اطلب لي مكاناً أدخله فأكون فيه، فقال الغلام: لا والله لا أدري أين أنطلق بك! فقال طلحة يا سبحان الله! والله ما رأيت كاليوم قط! دم قرشي أضيع من دمي، وما أظنّ هذا السهم إلا سهماً أرسله الله، وكان أمر الله قدراً مقدوراً، ولم يزل طلحة يقول ذلك حتى مات، ودفن، ثم وضع في مكان يقال له السبخة، ودخل من ذلك على أهل البصرة غم عظيم، وكذلك على عائشة لأنّه ابن عمها، وجاء الليل فحجز بين الفريقين.

فلمّا كان من الغد دنا القوم من بعضهم البعض، وتقدّمت عائشة على جملها عسكر حتى وقفت أمام الناس والناس من ورائها وعن يمينها وشمالها، قال: وصف علي (عليه السلام) أصحابه وعبّأهم كالتعبئة الأولى، وعزم القوم على المناجزة وتقدّم كعب بن سور الأزدي حتى أخذ بخطام الجمل وجعل يرتجز ويقول:

يا معشر الناس عليكم أمكم        

فإنّها صلاتكم وصومكم

والرحمة العظمى التي تعمّكم     

فحمل عليه الأشتر، فقتله، وخرج من بعده غلام من الأزد اسمه وائل بن كثير، فجعل يقول شعراً، فبرز إليه الأشتر مجيباً له، ثم حمل عليه الأشتر فقتله، وخرج من بعده عمرو بن خنفر من أصحاب الجمل وهو يقول شعراً، ثم حمل عليه الأشتر فقتله وخرج من بعده عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد، فجعل يلعب بسيفه بين يدي عائشة وهو يقول شعراً قال: فبدر إليه الأشتر مجيباً، ثم حمل عليه فضربه ضربة رمى بيمينه فسقط لما به، وثناه الأشتر بضربةٍ أخرى فقتله، ثم جال في ميدان الحرب وهو يقول شعراً، ثم رجع الأشتر إلى موقفه.

وصاح رجل من أهل الكوفة: يا معشر المؤمنين! إذا خرج إليكم رجل من أنصار صاحبة الجمل وقال شيئاً من الشعر فلا تجيبوه بشيء ليستريح إلى إجابتكم له، ولكن استعملوا فيمن خرج إليكم السيف فإنّه أسرع للجواب، قال: وإذا برجل من أصحاب الجمل يقال له الأسود البختري قد خرج وهو يقول شعراً، فحمل عليه عمرو بن الحمق الخزاعي فقتله. وخرج من بعده جابر بن مزيد الأزدي، فحمل عليه محمد بن أبي بكر فقتله، وخرج من بعده مجاشع بن عمر التميمي وهو يقول شعراً، فحمل عليه أصحاب على حملة، واستأمن إلى علي فكان من خيار أصحابه بعد ذلك، وخرج من بعده بشر بن عمرو الضبي وهو يقول شعراً، فحمل عليه عمار بن ياسر فقتله، وخرج من بعده حرسة بن ثعلبة الضبي في يده خطام الجمل وهو يقول شعراً، ثم حمل فجعل يقاتل حتى قطعت يده على خطام الجمل وقتل، وهكذا حتى قطع على الخطام يومئذٍ ثماني وتسعون يداً، ونادت عائشة بأعلى صوتها: أيّها الناس عليكم بالصبر، فإنّما تصبر الأحرار. واشتبكت الحرب بين الفريقين، وصاح الحجّاج بن عمرو الأنصاري: يا معاشر الأنصار انّه لم ينزل موت قط في جاهلية ولا إسلام إلا مضيتم عليه، ولست أراكم اليوم كما أريد وأنا أنشدكم بالله أن تحدثوا ما لم يكن، إنّ إخوانكم اليوم قد أبلوا وقاتلوا، وانّ الموت قد نزل فصبراً صبراً حتى يفتح الله عزَّ وجل عليكم.

ثم تقدّم الحجاج فجعل يضرب بسيفه قدماً، وتقدّم في اثره خزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين وهو يقول شعراً ثم تقدّم في اثره شريح بن هاني الحارثي ثم تقدّم في اثره هاني بن عروة، ثم تقدّم في اثره زياد بن كعب الهمداني ثم تقدم في اثره مالك بن الحارث الأشتر، ثم تقدم في اثره عدي بن حاتم الطائي وهو يقول شعراً. ثم تقدم في اثره رفاعة بن شداد البجلي وهو يقول شعرا ثم تقدم في اثره هانئ بن هانئ المذحجيّ، ثم تقدم في اثره عمرو بن الحمق الخزاعي وكانوا كلهم ينشدون الشعر حين تقدمهم، واقتتل القوم قتالاً شديداً لم يسمع بمثله، وصار الهودج الذي فيه عائشة كأنّه القنفذ ممّا فيه من النبل والسهام، قال: وجعلت بنو ضبّة يأخذون بعر الجمل فيشمّونه ويقول بعضهم لبعض: ألا ترون إلى بعر جمل أمّنا كأنّه المسك الأذفر.

وجعل الأشتر يجول في ميدان الحرب وينادي بأعلى صوته: يا أنصار الجمل! من يبارزني منكم؟ قال: فبرز إليه عبد الله بن الزبير وهو يقول: إلى أين يا عدو الله؟ فأنا أبارزك! قال: فحمل عليه الأشتر فطعنه طعنة صرعه عن فرسه، ثم بادر وقعد على صدره، فجعل عبد الله بن الزبير ينادي من تحت الأشتر في يومه ذلك: اقتلوني ومالكاً واقتلوا مالكاً معي. وكان الأشتر في يومه صائماً وقد طوى من قبل ذلك بيومين فأدركه الضعف، فأفلت عبد الله من يده وهو يظن أنّه غير ناجٍ منه، وفي ذلك يقول:

أعائش لولا أنّني كنت طاوياً *** ثلاثاً لألفيت ابن أختك هالكاً

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)