المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

مفاسد الكبر وسُبُل علاجه
2024-05-27
معنى التحريف
17-10-2014
تقسيم القمح
18/12/2022
الأسئلة المفتوحة في مناهج البحث
2024-08-31
طرق رفع مخلفات الاطلاق الناري
2023-12-10
أبو عبد الله احمد النقيب بقم ابن أبي علي محمد الأعرج
9-9-2020


أسباب المشاكل الزوجية وسبل علاجها  
  
9999   09:11 صباحاً   التاريخ: 2023-10-22
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : التربية الأسرية
الجزء والصفحة : ص27ــ42
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2017 2889
التاريخ: 22-12-2020 2004
التاريخ: 2024-08-13 453
التاريخ: 7-7-2022 1547

يمكن ان نقول انه تكاد لا تخلو حياة زوجية من مشاكل، وهذا الامر طبيعي وليس مستغربا، فعند اختلاف الثقافات والتجارب والأنماط الفكرية في التحليل والاستنتاج، من المسلم به في هذه الحالة ان يكون تنوع الآراء والمواقف هو الحاكم وسيد الموقف.

وهذا عامل قوة في الحياة الزوجية وليس ضعفا، كما يظن البعض؛ لأن هذا الخلاف من المفترض ان يتحول الى أرضية خصبة وصالحة لبدء نقاش بنّاء وفعّال بين الزوجين، مع ما سوف يصاحب هذا النقاش من عملية اقناع متبادل وتلاقي في الفكر، ومحاولة لفهم الطرف الأخر أكثر فأكثر. وبالتالي، نحن أمام فرصة حقيقية لتطوير العلاقة بين الزوجين وتمتينها وتقويتها من خلال الحوار والنقاش المباشر؛ بهدف ايجاد الحلول المناسبة والصحيحة للخلافات التي يمكن ان تطرأ على الحياة الزوجية، ولكن بشرط ان يكون هذا النقاش خاضعا للمعايير والضوابط الدينية والتربوية.

اسباب الخلافات الزوجية

هناك أسباب وعوامل عديدة يمكن ان تؤدي الى الوقوع في النزاعات والخلافات الزوجية، نقوم هنا بذكر بعض هذه الأسباب وأكثرها ابتلاءً:

1- عدم الالتزام بالشرع المقدس:

لقد وضع الله تعالى القوانين لتنظيم العلاقة الزوجية، وجعلها على أفضل وجه؛ من اجل تأمين حياة زوجية سعيدة، وعندما يتخلى الإنسان عن هذه الحدود الشرعية ويتجاوزها؛ فانه سيهدد الحياة الزوجية برمتها. من هنا، كان من الواجب على كلا الزوجين ان يتعرفا على الأحكام الشرعية المتعلقة بحقوق كل، منهما تجاه الآخر، وان يحيط كل منهما علما بالحقوق الزوجية وآداب العلاقة التي ينبغي ان تحكم هذه الحياة الخاصة، حتى يتم تحصيل الحصانة اللازمة التي تحمي بنيان الأسرة من التصدع.

سوء التقدير:

الناشئ، عن الجهل بالطرف الآخر، والجهل بخصوصياته البدنية والروحية.

فالرجل ليسن كالمرأة، بل لكل منهما خصائصه ومميزاته الجسدية والنفسية، وهذا ما سوف ينعكس على شخصية الإنسان وأفكاره ومواقفه وبالتالي على تفاعله مع الأحداث والمواقف الحياتية المختلفة. لذا ليس من الصحيح ان يعامل كل منهما الآخر من منطلق تكوينه الشخصي وطريقته الخاصة، بل ينبغي - قبل كل شيء - الإقرار بوجود هذا الاختلاف والتفاوت، ثم العمل على أساسه. اما عدم الإقرار بهذه الحقيقة التكوينية، او الإقرار بها مع عدم العمل بمقتضاها؛ فهذا ما سوف يؤدي الى الدخول في دوامة المشاكل الزوجية التي لا تنتهي، وبالتالي سيشكل خطرا حقيقيا على ديمومة هذه الحياة واستمراريتها. لذلك، فان المعرفة الدقيقة والصحيحة بالطرف الآخر يساعد كثيرا على فهمه وفهم تصرفاته وسلوكياته، بنحو يساعد على تحصيل التوافق والانسجام بدرجة أكبر. 

عدم الواقعية:

ان التصورات الخاطئة او الخيالية عن الحياة والمستقبل تعد من المشاكل التي غالبا ما تعترض الأزواج، فالشاب والفتاة احيانا كثيرة يعيشان في عالم من الأحلام الوردية، ويتصوران ان المستقبل سيكون جنة وارفة الظلال كما في القصص الخيالية، حتى اذا دخلا دنياهما الجديدة باحثين عن تلك الجنة الموعودة فلا يعثران عليها، فيلقي كل منهما اللوم على الآخر محملا اياه مسؤولية ذلك الفشل. لتبدأ بعد ذلك فصول من النزاع المرير الذي يفقد الحياة طعمها ومعناها. فكل يتهم الآخر بالتقصير والخداع، ملقيا بالتبعة على شريكه. في حين أن الأمر لا يتطلب سوى نظرة واقعية للأمور.

4- رتابة الحياة:

من الأمور المهمة التي تمهد الأرضية للخلاف بين الزوجين هي: رتابة الحياة اليومية. فبعد فترة طويلة من البرنامج اليومي المتكرر يشعر بعدها الزوجين بالملل، فتظهر الخلافات بينهما، ويبدأ كل منهما بانتقاد الاخر على أسس ومعايير خاطئة وغير صحيحة.

لذا ينبغي على كلا الزوجين الخروج من فخ الملل والروتين اليومي للحياة، والدخول في عملية تجدد وتطوير دائم، والظهور بصور ومواقف جديدة. وهذا ما يوصي به ديننا الحنيف؛ كالتجدد، والتجمل من خلال اللباس والمظهر - على سبيل المثال لا الحصر- ، حيث ورد في الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال: (لا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال وهن؛ صيانة نفسها عن كل دنس حتى يطمئن قلبه الى الثقة بها في حال المحبوب والمكروه، وحياطته ليكون ذلك عاطفا عليها عند زلة تكون منها، واظهار العشق له بالخلابة، والهيئة الحسنة لها في عينه)(1).

5- البحث عن العيوب:

قد ينشب النزاع في بعض الأحيان بسبب البحث عن العيوب او التنقيب عن النقائص، فترى أحد الزوجين لا همّ له سوى ترصّد ومراقبة الطرف الآخر، فاذا وجد فيه زلة ما شهّر به وعابه بقسوة. وهذه العادة والعداء لن ينجم عنها سوى الشعور بالمهانة والاذلال، وسوف تدفع بالزوج او الزوجة إلى الكراهية والحقد وربما دفعت إلى التمرد والنزاع أيضا. ففي الحديث المروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: (حق المرأة على زوجها ان يسد جوعتها وان يستر عورتها ولا يقبح لها وجهاً، فإذا فعل ذلك فقد والله أدى حقها)(2). والمقصود منه هو: التستر على العيوب والأخطاء التي قد تقع فيها الزوجة، فلا يعيرها بها، ولا يفضحها في مجالسه.

6- التقريع الدائم واللوم:

ان نتصور الزوج او الزوجة انسانا معصوما عن الخطأ لهو أمر بعيد عن الصحة والواقع. فالإنسان مخلوق يخطئ ويصيب، بالرغم من سعيه الدائم نحو الكمال التكامل محاولة الحد من الأخطاء. يجب ان يعرف كلا الزوجين ان احتمالات الوقوع في الخطأ موجودة دائما في الحياة الزوجية. وهذا أمر طبيعي جدا. فاذا صدر خطأ ما من أحدهما فالأمر لا يستحق تقريعاً أو لوماً يعكر صفو الحياة. عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (خير الرجال من أمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم ويحنون عليهم، ولا يظلمونهم، ثم قرأ: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 34](3). لذا ينبغي إعطاء الأخطاء حدودها وحجمها الطبيعي، ومن ثم الانطلاق بمعالجتها بروية وحكمة وصبر، بعيدا عن أي انفعال أو تهور.

7- الغيرة المبالغ بها:

الإيمان والأخلاق عند الرجل والمرأة هما شرطان اساسيين للزواج المستقر والسعيد، فالالتزام بالتعاليم الإلهية، والعمل بالضوابط الأخلاقية والإنسانية التي نص عليها الإسلام، والتي يدرك الإنسان الكثير منها من خلال العقل والفطرة الصافية؛ هذا الالتزام بالتكاليف يُشيّد بناء الحياة الزوجية على أساس متينة وصحيحة. وأي زواج لا يبنى على هذه القواعد الدينية المتينة لن يكتب له الاستمرار، وسوف يكون عرضة للاهتزاز أمام المشاكل الصغيرة. والغيرة هي واحدة من المفردات التي يمكن ان تسبب مشاكل كثيرة في الحياة الزوجية اذا خرجت عن حدها المقبول والطبيعي وتحولت الى حالة مرضية. ومرادنا بالغيرة، غيرة الرجل على المرأة، وغيرة المرأة على الرجل، فما هو المشروع من الغيرة؟

أـ غيرة الرجل: يقول السيد الطبطبائي قدس سره: (وهذه الصفة الغريزية لا يخلو عنها في الجملة إنسان أي إنسان؛ فرض، فهي من فطريات الإنسان، والإسلام دين مبني على الفطرة تؤخذ فيه الأمور التي تقضي بها فطرة الإنسان، فتعدل بقصرها في ما هو صلاح الإنسان في حياته، ويحذف عنها ما لا حاجة اليه فيها من وجوه الخلل والفساد)(4).

وقد ورد في العديد من الروايات الشريفة نسبة صفة الغيرة إلى الله وبعض انبيائه (عليهم السلام) (كما ورد على لسان الملك في خطابه لإبراهيم (عليه السلام): (ان الهك لغيور، وانك لغيور...)(5).

فالغيرة ـ كما اتضح - هي صفة شريفة، ودليل صحة وعافية، ولكن اذا وُضِعَت في غير محتها او خرجت عن حدودها وطورها انقلبت الى مرض. وقد تتسبب بالمشاكل اذا وصلت الى حد شعرت الزوجة معها بعدم الثقة بها، فهنا ترفض المرأة هذا الواقع، وتطالب الرجل بإخراجها من هذا السجن الذي جعلها فيه؛ بسبب شكوكه، حيث تشير بعض الروايات الى ان هذه الغيرة اذا كانت في غير محلها قد توصل المرأة إلى الانحراف! وهذا ما حذر منه امير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام): (اياك والتغاير في غير موضع الغيرة، فان ذلك يدعو الصحيحة منهن الى السقم، ولكن احكم أمرهن، فإن رأيت عيبا فعجل النكير على الكبير والصغير(6).

وفي رواية أخرى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: (من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يكره الله، فإما ما يحب فالغيرة في الريبة، واما ما يكره فالغيرة في غير الريبة)(7).

ب ـ غيرة المرأة: ان الغيرة بمعناها السلبي من الامراض التي يمكن ان تُبتَلى بها المرأة أيضا، فتندفع من خلالها الى القيام بخطوات سلبية تزعج الزوج، وتوتر أجواء العائلة. وعندما تتحدث الروايات عن الغيرة عند المرأة يُقصد الجانب السلبي منها الذي له آثار سلبية ومؤذية، لا تلك الحالة الايجابية. روي: (أن رجلا ذكر للإمام الصادق (عليه السلام) امرأته فأحسن عليها الثناء، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): أغرتها؟ قال: لا، قال: فأغرها، فأغارها فثبتت، فقال لابي عبد الله (عليه السلام): أني قد أغرتها فثبتت، فقال: هي كما تقول)(8).

اما اسباب الغيرة عند. المرأة فتختلف باختلاف اسبابها النفسية وغير النفسية، فيمكن ان يكون منشؤها ايجابيا، كما أشارت الرواية عن الامام الصادق (عليه السلام)، حيث سأله أحدهم: (المرأة تغار على الرجل تؤذيه؟ قال: ذلك من الحب)(9). وهذا النوع من الغيرة لا بد ان تكون نتائجه غير ضارة؛ لان الحب من المفترض ان يكون سببا لمزيد من المراعاة والبحث عما يسر الآخر ويصلحه، لا سببا للوقوع في المشاكل.

ويمكن ان يكون منشأ الغيرة سلبيا، كما اشارت الرواية عن الامام الباقر (عليه السلام): (غيرة النساء الحسد، الحسد هو أصل الكفر. ان النساء اذا غِرن غضبن، واذا غضبن كفرن، إلا ألمسلمات منهن)(10).

ولكن، في النتائج كثيرا ما تكون اثار الغيرة سلبية ومدمرة، فالتي تغار تفقد – غالباً - تعقلها، ويصبح الغضب والتوتر حاكمين على تصرفاتها، وتفقد الواقعية في تقييم الأمور، والعقلانية في التصرف. وقد ورد في الرواية عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (ان الغيراء لا تبصر أعلى الوادي من أسفله)(11). وعندما يفقد الإنسان بصيرته سيكون عرضة لكل أنواع المشاكل والسلبيات.

8- عدم الرفق بالطرف الأخر:

قد ينشب النزاع بين الزوجين بسبب المضايقات المستمرة؛ كإقدام الرجل – مثالاً - على فتح أبواب منزله للأصدقاء والمعارف دون مراعاة حال الزوجة وظروفها النفسية والصحية، محملاً المرأة اعباء خدمتهم وضيافتهم .او بالعكس تقوم المرأة بدعوة اهلها وأقربائها باستمرار؛ ما يؤدي الى إرهاق الرجل ماديا ونفسيا. لذا، ينبغي على كلا الزوجين ان يراعي كال منهما حال الطرف الآخر ويشعر معه، فلا يقدم على ما يسبب له الأذية والضرر على كل المستويين المادي والمعنوي، بل ينبغي اخذ امكانات كل طرف بنظر الاعتبار، واحترام الزوجين  كل منهما لمشاعر الاخر. فعن الإمام ابي عبد الله (عليه السلام) انه قال: (ما زوي الرفق عن أهل بيت إلا زوي عنهم الخير(12). 

آثار الخلافات الزوجية

للخلافات الزوجية آثار سلبية جدا على الأسرة، قد تكون احيانا خطيرة ومدمرة، ومن هذه الآثار:

1ـ الطلاق :

يعتبر الطلاق من أخطر وأكبر المشاكل الناتجة عن فشل العلاقة الزوجية. وهو من الأمور المكروهة في الشرع المقدس. ففي الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ما من شيء ابغض إلى الله عز وجل من بيت يخرب في الإسلام بالفرقة)(13).

وعن الإمام علي (عليه السلام): (تزوجوا ولا تطلقوا فان، الطلاق يهتز منه العرش)(14).

وللطلاق مفاسد كثيرة، منها: انه يمكن ان يغدو سببا لضياع الأولاد على المستوى النفسي والمعنوي والاجتماعي؛ لأن الولد بحاجة دائمة الى حنان الأم، ولا يمكن لأي امرأة أخرى ان تحل محل الأم في تربية الأطفال، وهو بحاجة - أيضا - لظل الأب الذي لا يمكن لأحد ان يعوضه بسهولة. هذا فضلا عن الآثار النفسية التي تطال روح الطفل جراء ما يشاهده من بعد امه وابيه، والشعور بعدم الطمأنينة التي ينبغي ان تبعثها في نفسه الأجواء الهادئة في الأسرة المستقرة.

2- العنف الأسري:

ان الخلافات الحادة بين الزوجين غالبا ما تكون سببا لبروز ما يسمى بالعنف الاسري، الذي يظهر من خلال استخدام العنف، والاعتداء بالضرب، خصوصا على الزوجة. وقد يصل الامر في بعض الاحيان ليطال الاطفال ايضا، حيث ان بعض الازواج قد يُظهر توتره من شريكه عبر ضرب أطفاله والتعامل السيء معهم.

أما الإسلام فلم يجز العنف في الأسرة، بل نهى عنه بشدة، ففي الرواية عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (إني لأتعجب ممن يضرب امرأته وهو بالضرب أولى منها)(15). وعن الإمام علي (عليه السلام) في ما أوصى به ابنه الحسن (عليه السلام): (ولا يكن أهلك أشقى الناس بك)(16).

3- المشاكل الاجتماعية:

ان الاسرة التي تعاني من تصدع في اركانها، ستعاني الكثير من المشاكل الاجتماعية مع محيطها وخاصة في ناحيتين أساسيتين:

أـ مشاكل مع الأقارب: من الصعب جدا أن نفكك بين المشاكل التي تنشأ في البيت

الزوجي وبين المشاكل العائلية، اذ غالبا ما تنسحب هذه المشاكل من داخل البيت الى المحيط العائلي ليطال أقرباء كل من الزوجين أيضا. فالمشاكل الزوجية غالبا ما تكون أرضية خصبة لتدخلات الأهل والأقارب القريبين والبعيدين، وهذا ما يؤدي الى تعقيد الأمور وزيادة الطين بلة.

ب- مشاكل في العمل: المشاكل العائلية غالبا ما تكون سببا لبروز المشاكل على الصعيد العملي والوظيفي للإنسان. فالتوتر العائلي سوف ينعكس على نفسية الانسان، وبالتالي على استقراره الذهني والمعنوي، خصوصا اوقات العمل التي يكون فيها الانسان بأمس الحاجة الى الصفاء والتركيز. وبطبيعة الحال، فان مثل هذه البيئة المسبوقة بالقلق والتشنج الفكري والنفسي لن تكون محيطا يساعد على الابداع والعطاء وجودة الانتاج، بل على العكس تماما سعوف تؤدي بيئة كهذه الى الوقوع في مشاكل كثيرة قد لا تُحتمل احياناً.

اذن، المشاكل الاجتماعية الناتجة عن المشاكل الزوجية أمر واقع لا يمكن تجاهله،

وهي سرعان ما تظهر عند حصول الخلافات داخل الاسرة، وهذا ما يدلنا على ان وضع الأسرة مرتبط بالمجتمع ارتباطا وثيقا وقويا.

وسائل علاج الخلافات بين الزوجين

حينما تظهر أمارات الخلاف وبوادر النشوز أو الشقاق فليس الطلاق او التهديد به هو العلاج، ان اهم ما يُطلب في المعالجة هو الصبر، والتحمل، ومعرفة الاختلاف في المدارك والعقول والتفاوت في الطباع، مع ضرورة التسامح والتغاضي عن كثير من الامور. فقد لا تكون المصلحة والخير دائما في ما يحب الإنسان ويشتهي، بل قد تكون المصلحة والخير على عكس ما يرغب او يظن: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].

لذا، ينبغي على كلا الزوجين ان ينظرا الى الحياة الزوجية والخلافات الناجمة عنها نظرة واقعية بعيدا عن الأحلام والأماني الوردية، ويحاولا الاستفادة من هذه الخلافات للانطلاق في حوار هادئ وبنّاء يؤسس لعلاقة وطيدة بين الزوجين؛ ليكشف ما يجهله كل منهما عن الاخر، اذ غالبا ما تكون مشاكل كهذه عاملا مهما من عوامل الحوار والتفاهم، شرط ان يحسن الإنسان التعامل معها والاستفادة منها.

ومن الأساليب الإيجابية النافعة في حل، الخلافات والمشاكل الأسرية:

1- التنبه إلى طريقة التكلم:

لا شك أن الكلمات الحادة، والعبارات العنيفة، لها صدى يتردد باستمرار حتى بعد انتهاء الخلاف الذي عادة ما يُخلّف وراءه الجروح والندوب النفسية والعاطفية التي تتراكم في النفس شيئا فشيئا. روي عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) انه قال في اللسان الذي لم يتقيد بأوامر الشرع ونواهيه: (إن كان في شيء شؤم في اللسان)(17).

وهذه ليست دعوة للصمت والسكوت؛ لأنهما حل سلبي ومؤقت لمعالجة الخلافات والمشاكل، اذ سرعان ما سوف يثور البركان مجددا عند دواعيه، وعند ادنى اصطدام. بل ينبغي الكلام وفتح باب الحديث والنقاش المتبادل بعد اختيار الزمان والمكان المناسبين، وبعد مراعاة الظروف المناسبة. والأهم من ذلك كله التنبيه لطريقة الكلام عند بدء الحديث، فلا يصدر منا ما يؤذي الطرف الآخر او يسيء اليه. والأهم في هذا كله الابتعاد عن الغضب، وترك الجدال والمراء واللغو في الكلام؛ لأنها تورث العداوة والبغضاء، ولا تحقق الهدف المرجو من النقاش. روي عن الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله): (ثلاث من لقي الله عز وجل بهن دخل الجنة من أي باب شاء: من حسن خلقه، وخشي الله في المغيب والمحضر، وترك المراء وإن كان محقاً)(18). وذُكر الغضب عند الإمام ابي جعفر (عليه السلام), فقال: (ان الرجل ليغضب فما يرضى أبداً حتى يدخل النار، فأيما رجل غضب على قوم وهو قائم فليجلس من فوره ذلك؛ فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان، وايما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسه فان الرحم اذا مست سكنت)(19).

2- الابتعاد عن الأساليب غير المجدية:

ينبغي الابتعاد عن الاساليب التي قد ينتصر بها احد الطرفين على الاخر، لكنها في المقابل تعمق الخلاف بينهما وتجذره؛ كأساليب التهكم والسخرية، أو الإنكار والرفض، او السباب والشتائم. قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لمحمد بن الحنفية في مداراة المرأة: (أن المرأة ريحانة وليست بكهرمانة، فدارها على كل حال، وأحسن الصحبة لها؛ فيصفو عيشك)(20). وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن رجالا من بني تميم أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال أوصني، فكان في ما أوصاه أن قال: لا تسبوا الناس فتكتسبوا العداوة بينهم)(21).

3- عدم اتخاذ القرار الا بعد دراسته:

فلا يصلح ان يقول الزوج في أمر من الأمور (لا)، او (نعم)، ثم بعد الإلحاح عليه يغير قراره. او انه يعرف خطأ قراره فيلجأ الى اللجاجة والمخاصمة. فمثل هذه الاساليب تفقد كل من الزوجين المصداقية والهيبة وحسن الظن بالآخر وبقراراته. لذا، ينبغي قبل اتخاذ اي قرار او موقف تقييمه ودراسته بشكل جيد، وذلك ممكن عبر اتباع مجموعة من الخطوات أهمها:

ــ تفهم حقيقة الأمر، هل هو خلاف عميق ام انه سوء فهم فقط؟ فالتعبير عن حقيقة مقصد كل طرف وعما يزعجه او يؤذيه بشكل واضح ومباشر، يساعد كثيرا على ازالة سوء الفهم. فربما لم يكن هناك خلاف حقيقي، وانما مجرد سوء في الفهم يمكن تجاوزه؛ بإشارة او توضيح بسيط.

ــ الرجوع الى النفس ومحاسبتها ومعرفة تقصيرها، فقد يكون اصل المشكلة سببه ذنب او معصية وتجاوز الحدود الإلهية التي نص عليها الشرع الأنور، ثم انعكس في العلاقة مع الشريك. والحل عندها يكمن في الإنابة والتوبة الى الله تعالى وطلب المسامحة، ثم طلب المسامحة من الشريك.

ــ تطويق الخلاف وحصره من ان ينتشر بين الناس أو يخرج عن حدود أصحاب الشأن، فقد روي عن الرسول (صلى الله عليه وآله): (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود»(22). وعنه (صلى الله عليه وآله): (استعينوا على الحوائج بالكتمان)(23).

ــ تحديد موضع النزاع والتركيز عليه، وعدم الخروج عنه بذكر اخطاء او تجاوزات سابقة، او فتح ملفات قديمة؛ ففي هذا توسيع لنطاق الخلاف.

ــ ان يتحدث كل واحد منهما عن المشكلة حسب فهمه لها، ولا يجعل فهمه صوابا غير قابل للخطأ، او انه حقيقة مسلّمة لا تقبل الحوار ولا النقاش، فان هذا قاتل للحل في مهده. 

ــ عند بدء الحوار يستحسن ذكر نقاط الاتفاق، فطرح الحسنات والإيجابيات والفضائل عند النقاش مما يرقق القلب، ويبعد الشيطان، ويقرب وجهات النظر، وييسر التنازل عند كثير مما في النفوس. قال تعالى: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 237]، وخصوصاً الزوجة إذا كانت ليّنة الجانب، فالزوج سرعان ما يفيء إلى لطفها. وقد ورد في الروايات في الصفات المرغوبة في المرأة قول الإمام الرضا (عليه السلام): (أن كِبَرَ الدار من السعادة، وكثرة المحبين من السعادة، وموافقة الزوجة كمال السرور)(24).

ــ جر النزاع الى منطقة العفو والتسامح، فمعظم الأخطاء التي تحصل في الحياة الزوجية هي اخطاء يمكن التعامل معها، بل وتصحيحها، بل قد ينجح الزوج او الزوجة في تحويل الطرف الآخر من شخص شرير الى ملاك ان استطاع ان يستخدم كيمياء المحبة المناسبة. وبوابة هذا الأمر، ترك العتاب والتذكير بالعيوب، فقد روي عن الرسول (صلى الله عليه وآله) أنه: (ما سئل عن شيء قط فقال لا، ولا عاتب أحداً على ذنب أذنبه)(25). ومن المهم ان يبادر أحد الطرفين بسرعة الى التحرك بلطف ومحبة، والإصرار على طي صفحة الخلاف، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (خير نسائكم التي إن غضبت أو أُغضبت قالت لزوجها: يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى عني)(26). 

المفاهيم الرئيسة 

1ـ قد تعترض الحياة الزوجية مشاكل عديدة تطيح بها، من هذه المشاكل: عدم الالتزام بالشرع المقدس، سوء التقدير، عدم الواقعية، رتابة الحياة، البحث عن العيوب، التقريع واللوم، الغيرة المبالغ بها، عدم الرفق بالطرف الآخر. 

2ـ مسألة الطلاق من أخطر وأكبر المشاكل الناتجة عن فشل العلاقة الزوجية. والطلاق من الأمور المكروهة في الشرع المقدس، كما في الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ما من شيء ابغض إلى الله عز وجل من بيت يخرب في الإسلام بالفرقة). 

3ـ لم يجز الإسلام العنف في الأسرة، ونهى عنه في موارد عدة، ففي الرواية عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) إني لأتعجب ممن يضرب امراته وهو بالضرب اولى منها)، غير انه اباح التأديب المشروع الذي يترافق والتذكير بالله تعالى وثوابه وعقابه. 

4ـ على الزوجين اللذين يعانيان من مشاكل في ما بينهما، ان يلتفتا الى ان هذه المشاكل ستتعداهما الى خارج نطاق الأسرة، وسوف تطال الأقارب، وربما انسحبت الى العمل ايضا. 

5ـ ليس الطلاق او التهديد به هو العلاج الوحيد لحل المشاكل، بل الصبر والتحمل،

ومعرفة الاختلاف في المدارك والعقول والتفاوت في الطباع، مع ضرورة التسامح والتغاضي عن كثير من الأمور التي لا يستحق الوقوف عندها. 

6ـ من الأساليب الإيجابية والناجحة في حل الخلافات الأسرية: الانتباه الى طريقة التكلم، البعد عن الاساليب غير المجدية، عدم اتخاذ القرار الا بعد دراسته، والدراسة السليمة والمتأنية للمشكلة قبل اتخاذ اي قرار او موقف.

الإسلام والنظم الأخرى

أي دين أو مذهب غير دين الأنبياء (عليهم السلام) يُعنى بمواصفات الزوجة والزوج؟ لا شأن لهم بهذا، ولن تتضمن قوانينهم اشياء من قبيل مواصفات المرأة التي يختارها الرجل، وأي رجل تختار المرأة، لا تُعنى قوانينهم، ماذا ينبغي للمرأة ان تفعل خلال فترة الحمل والرضاعة؟ وما هي واجباتها أثناء فترة الحضانة؟ وكيف ينبغي للأب ان يتصرف اذا ما كان الطفل تحت رعايته؟ بل القوانين المادية والأنظمة الوضعية لا تعنى بمثل هذا، انها تهتم فقط بما يحول دون ارتكاب المفاسد التي تسيء الى النظام، والا فان هناك مفاسد من قبيل الفسق والفجور والفحشاء.. لا شأن لها بها، بل انها تشجع عليها.. لا شأن لها في بناء الإنسان وفي ان يفكر الإنسان ببناء نفسه، فمن وجهة نظر هؤلاء ان فرق الإنسان عن الحيوان هو ان الإنسان قابل للتطور، فالحيوان لا يستطيع ان يصنع طيارة، الا ان بمقدور الإنسان ان يفعل ذلك، والحيوان لا يستطيع ان يكون طبيبا، في حين ان الإنسان بمقدوره ذلك.

الدين هو الوحيد الذي يتدخل بكل شأن من شؤون الإنسان ويقول رايه فيه، فهو الذي

يفكر. بالإنسان الذي سيكون ثمرة الزواج، ويخطط له ليأتي انسانا صالحا، فهو يرشد الشخص المقبل على الزواج الى مواصفات المرأة التي ينبغي له اختيارها، ويرشد المرأة الى مواصفات الرجل الذي ينبغي ان تقترن به.

لماذا يعتني الإسلام بهذا؟ لأنه يؤمن بأن مثل هذا العمل يشبه الى حد كبير عمل المزارع، فهو يختار اولا الأرض الصالحة، ثم يفكر في البذر الذي يختار، لماذا يهتم بكل هذا؟ ولماذا يولي زرعه كل هذه العناية والرعاية؟ لأنه يريد ان تعمر مزرعته ويجني ربحا وفيرا.

لقد فكر الإسلام بهذا أيضا، فحدد مواصفات الزوج المطلوب لكي تكون ثمرة هذا

الزواج إنسانا صالحا، ثم خطط للمراحل التالية: ما هي الآداب التي ينبغي ان يتحلى

بها كل من الزوجين؟ وما هي آداب الفراش؟ وبعدها ينتقل الى فترة الحمل والآداب المحبذة ثم مرحلة الرضاعة وما هو مطلوب من الأم، كل ذلك نتيجة طبيعية للأهداف التي تنشدها الأديان التوحيدية، واسماها الإسلام، انها تنشد ان تربي انسانا.

_______________________________

(1) بحار الأنوار، ج75، ص237.

(2) م. ن، ج100، ص254.

(3) مكارم الأخلاق، ص216.

(4) تفسير الميزان، ج4، ص175.

(5) يراجع، بحار الأنوار، ج12، ص46، وشرح أصول الكافي، المازندراني، ج12، ص535.

(6) بحار الأنوار، ج74، ص214.

(7) مستدرك السفينة، ج8، ص97.

(8) الكافي، ج5، ص505.

(9) م. ن، ج5، ص506.

(10) م. ن. 

(11) م. ن.

(12) م. ن، ج2، ص119.

(13) م. ن، ج2، ص328.

(14) وسائل الشيعة، ج22، ص9.

(15) مستدرك السفينة، ج14، ص250.

(16) بحار الأنوار، ج71، ص165.

(17) الكافي، ج2، ص116.

(18) م. ن، ج2، ص300.

(19) م. ن، ج2، ص302.

(20) الكافي، ج5، ص510.

(21) م. ن، ج2، ص360.

(22) تحف العقول، ص48.

(23) عوالي اللئالي، ج1، ص285.

(24) مستدرك الوسائل، ج3، ص451.

(25) بحار الأنوار، ج76، ص303.

(26) مكارم الأخلاق، ص200. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.