أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-26
996
التاريخ: 23-12-2015
1697
التاريخ: 22-9-2020
1571
التاريخ: 24-12-2015
2617
|
كان الطابع الغالب على جيش علي (عليه السلام) تميّزه عن غيره باشتماله على عدد كبير من المهاجرين والأنصار وأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ممّن شهد بدراً واحداً والخندق وكثيراً من حروبه وغزواته (صلى الله عليه وآله)، فكان يُخَيّل للناظر آنذاك أنّه في مشهد من مشاهد الفتح إبان حياة الرسول الأعظم، سيما وأنّ قادة الجيش وحملة الألوية هم جلّةُ الصحابة وعظماؤهم، يقدِمُهم القائد المظفر خليفة رسول الله ووصيّه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
ويصف المنذر بن الجارود ذلك فيقول: لمّا قدِم عليٌّ (عليه السلام) البصرة دخل ممّا يلي الطف، فأتى الزاوية (1) فخرجت أنظر إليه، فورد موكبٌ في نحو ألف فارس يتقدمهم فارس على فرسٍ أشهب عليه قلنسوةٌ وثيابٌ بيض، متقلد سيفاً ومعه راية، وإذا تيجان القوم الأغلبُ عليها البياضُ والصفرة مدجّجين في الحديد والسلاح، فقلت: من هذا؟ فقيل: هذا أبو أيوب الأنصاري صاحبُ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهؤلاء الأنصار وغيرهم ثم تلاهم فارسٌ آخر عليه عمامةٌ صفراء وثياب بيض، متقلّد سيفاً متنكب قوساً، مع راية، على فرس أشقر، فقلت: من هذا؟ فقيل: هذا خزيمةُ بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين! ثم مرّ بنا فارس آخر على فرسٍ كُمَيتٍ معتم بعمامة صفراء من تحتها قلنسوة بيضاء، وعليه قباء أبيض مصقولٌ، متقلد سيفاً متنكِّب قوساً في نحو ألف فارس من الناس ومعه راية، فقلت: من هذا؟ فقيل لي: أبو قتادة بن ربعي ثم مرّ بنا فارسٌ آخر على فرس أشهبٍ عليه ثياب بيضٌ وعَمَامة سوداء قد سدَلَهَا من بين يديه ومن خلفه، شديد الأدمة، عليه سكينةٌ ووقار، رافع صوته بقراءة القرآن، متقلّد سيفاً، متنكّبٌ قوساً، معه راية بيضاء في ألف من الناس مختلفي التيجان، حوله مشيخةٌ وكهولٌ وشباب كأنما قد أوقفوا للحساب، أثرُ السجود قد أثرَ في جباههم، فقلت: من هذا؟ فقيل عمّار بن ياسر في عدة من الصحابة من المهاجرين والأنصار وأبنائهم ثم مرّ بنا فارس على فرس أشقر، عليه ثياب بيض وقلنسوة بيضاء وعمامة صفراء، متنكّب قوساً متقلّد سيفاً، تخط رجلاه في الأرض في ألفٍ من الناس، الغالب على تيجانهم الصفرةُ والبياضُ، معه رايةٌ صفراء. قلت: من هذا؟ قيل: هذا قيسُ بن سعد بن عبادة في عدةٍ من الأنصار وأبنائهم وغيرهم من قحطان ثم مرّ بنا فارس على فرسٍ أشهل ما رأينا أحسنَ منه، عليه ثياب بيضٌ وعمامة سوداء قد سدَلَهَا من بين يديه بلواء، قلت: من هذا؟ قيل: هو عبد الله بن العباس في وفدِهِ وعدةٍ من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم تلاه موكب آخر فيه فارس أشبه الناس بالأولين. قلت: من هذا؟ قيل: قُثم بن العباس أو معبد بن العباس ثم أقبلت المواكب والرايات يقدم بعضها بعضاً، واشتبكت الرماح ثم ورد موكب فيه خلق من الناس عليهم السلاح والحديد، مختلفو الرايات في أوله راية كبيرةٌ، يقدمهم رجل كأنّما كُسِرَ وجُبِر (2) كأنّما على رؤوسهم الطير، وعن يمينه شاب حسن الوجه، وعن يساره شاب حسن الوجه، وبين يديه شاب مثلهما، قلت: من هؤلاء؟ قيل: هذا علي ابن أبي طالب، وهذان الحسنُ والحسينُ عن يمينه وشماله وهذا محمد بن الحنفِيّة بين يديه معه الرايةُ العظمى، وهذا الذي خلفه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وهؤلاء وِلدُ عقيل وغيرهم من فتيان بني هاشم، وهؤلاء المشائخ هم أهل بدر من المهاجرين والأنصار، فساروا حتى نزلوا الموضع المعروف بالزاوية، فصلّى (عليه السلام) أربع ركعات، وعفّرَ خديه على التراب وقد خالط ذلك دموعه، ثم رفع يديه يدعو: اللهمّ ربَّ السموات وما أظلّتْ، والأرضينَ وما أقلّت، وربَّ العرش العظيم، هذه البصرةُ أسألك من خيرها، وأعوذ بك من شرّها، اللهمّ أنزلنا فيها خير منزلٍ وأنت خير المنزلين، اللهمّ انّ هؤلاء القوم قد خلعوا طاعتي وبغوا عليّ، ونكثوا بيعتي، اللهمّ احقن دماء المسلمين (3) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اسم مكان.
(2) صفة رجل شديد الساعدين. نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى فوق.
(3) مروج الذهب 2 / 359 ـ 361.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|