إن للنقد العلمي أهمية لديمومة الإبداع لأفكار جديدة تشكل دافعاً للتطور العلمي التقني الإنساني، (نحن نحاول باستمرار وبأسرع ما يمكن إثبات أننا مخطئون لأن تلك هي الوسيلة الوحيدة للتقدم والطبيعة ذات خيال أوسع من خيالنا بكثير، وليس من السهل إيجاد فرضيات ونظريات علمية عميقة توضح آليات الظواهر الكونية، كما أن فن تخمين قوانين الطبيعة يحتاج إلى ذكاء حاد وتأمل واسع ونقد هادئ، فقد تراكمت الغرائب وأصبحت القوانين المعروفة تعطي نتائج متناقضة، ودخلت طريقة جديدة تستند على اعتبارات التناظر، وأصبح الوضع صعباً جداً، فلأول مرة أدرك الناس أن شيئاً مهماً كقوانين نيوتن يمكن أن تبدو صحيحة فترة طويلة وهي في نهاية الأمر خاطئة، واليوم ليس عندنا غرائب مبدئياً، صحيح أن لدينا تلك اللامتناهيات التي تتدخل عندما نضع جميع القوانين معاً، لكن الناس الذين يكنسون الأقذار، ليضعوها تحت السجادة، هم ماهرون لدرجة أنهم يقنعونكم بعدم وجود غرائب خطيرة، هذا وأن وجود هذه الجسيمات لم يزد في معلوماتنا شيئاً سوى أن معلوماتنا ناقصة، فالاكتشافات الجديدة لا تأتي إلا من أفكار جديدة)، ¹⁵ ونستعرض بعض الظواهر الكونية الغامضة التي تحتاج إلى نظرية علمية جديدة لتفسيرها بشكل عميق وجميل

__________________________

هوامش

15– يُنظر: طبيعة قوانين الفيزياء، رؤية واضحة وعصرية لبنية العالم، رتشارد فاينمان، ترجمة: د. أدهم السمان، منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق،1979م، طرائق البحث عن قوانين جديدة، ص 162 – 166 – 167 – 168.