المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 5856 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
العمرة واقسامها
2024-06-30
العمرة واحكامها
2024-06-30
الطواف واحكامه
2024-06-30
السهو في السعي
2024-06-30
السعي واحكامه
2024-06-30
الحلق واحكامه
2024-06-30

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


شرح الدعاء (السابع والعشرون) من الصحيفة السجّاديّة.  
  
990   11:27 صباحاً   التاريخ: 2023-10-18
المؤلف : السيّد محمد باقر الداماد.
الكتاب أو المصدر : شرح الصحيفة السجّاديّة الكاملة.
الجزء والصفحة : ص 260 ـ 270.
القسم : الاخلاق و الادعية / أدعية وأذكار /

وكان من دعائه (عليه السلام) لاهل الثغور:

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَحَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمِينَ بِعِزَّتِكَ، وَأَيِّدْ حُمَاتَهَا بِقُوَّتِكَ، وَأَسْبغَ عَطَايَاهُمْ مِنْ جِدَتِكَ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ، وَاشْحَذْ أَسْلِحَتَهُمْ، وَاحْرُسْ حَوْزَتَهُمْ (1) وَامْنَعْ حَوْمَتَهُمْ، وَأَلِّفْ جَمْعَهُمْ، وَدَبِّرْ أَمْرَهُمْ، وَوَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ (2) وَتَوَحَّدْ بِكِفَايَةِ مؤَنِهِمْ، وَاعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ، وَأَعْنِهُمْ بِالصَّبْرِ، وَالْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَعَرِّفْهُمْ مَا يَجْهَلُونَ وَعَلِّمْهُمْ مَا لاَ يَعْلَمُونَ، وَبَصِّرْهُمْ (3) مَا لاَ يُبْصِرُونَ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَنْسِهِمْ عِنْدَ لِقَآئِهِمُ الْعَدُوَّ ذِكْرَ دُنْيَاهُمُ الْخَدَّاعَةِ الْغَرُورِ، وَامْحُ عَنْ قُلُوبِهِمْ خَطَرَاتِ الْمَالِ الْفَتُونِ (4) وَاجْعَلِ الْجَنَّةَ نصْبَ أَعْيُنِهِمْ، وَلَوِّحْ مِنْهَا لأِبْصَارِهِمْ مَا أَعْدَدْتَ فِيهَا مِنْ مَسَاكِنِ الْخُلْدِ، وَمَنَازِلِ الْكَرَامَةِ، وَالْحُورِ الْحِسَانِ (5) وَالأَنْهَارِ الْمُطَّرِدَةِ (6) بِأَنْوَاعِ الأَشْرِبَـةِ وَالأَشْجَارِ الْمُتَدَلِّيَةِ بِصُنُوفِ الثَّمَرِ، حَتَّى لاَ يَهُمَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِالأدْبَارِ، وَلا يُحَدِّثَ نَفْسَهُ عَنْ قِرْنِهِ بِفِرَار. اللَّهُمَّ افْلُلْ بِذَلِـكَ عَدُوَّهُمْ، وَاقْلِمْ عَنْهُمْ أَظْفَارَهُمْ (7) وَفَرِّقْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَسْلِحَتِهِمْ، وَاخْلَعْ وَثَائِقَ أَفْئِدَتِهِمْ، وَبَاعِدْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَزْوِدَتِهِمْ، وَحَيِّرْهُمْ فِي سُبُلِهِمْ، وَضَلِّلْهُمْ عَنْ وَجْهِهِمْ، وَاقْـطَعْ عَنْهُمُ الْمَدَدَ، وَانْقُصْ مِنْهُمُ الْعَدَدَ، وَامْلاْ أَفْئِدَتَهُمُ الرُّعْبَ، وَاقْبِضْ أَيْـدِيَهُمْ عَنِ البَسْطِ، وَاخْـزِمْ أَلْسِنَتَهُمْ عَنِ النُّطْقِ، وَشَرِّدْ بهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ، وَنَكِّلْ بِهِمْ مَنْ وَرَائَهُمْ، وَاقْـطَعْ بِخِزْيِهِمْ أَطْمَـاعَ مَنْ بَعْدَهُمْ. أللَّهُمَّ عَقِّمْ أَرْحَامَ نِسَائِهِمْ، وَيَبِّسْ أَصْلاَبَ رِجَالِهِمْ، وَاقْطَعْ نَسْلَ دَوَابِّهِمْ وَأَنْعَامِهِمْ، لاَ تَأذَنْ لِسَمَائِهِمْ فِي قَطْر وَلاَ لأرضهم فِي نَبَات. أللَّهُمَّ وَقَوِّ بِذَلِكَ مِحَالَّ أَهْلِ الإسْلاَمِ (8) وَحَصِّنْ بِهِ دِيَارَهُمْ، وَثَمِّرْ بِـهِ أَمْوَالَهُمْ، وَفَرِّغْهُمْ عَنْ مُحَارَبَتِهِمْ لِعِبَادَتِكَ، وَعَنْ مُنَابَذَتِهِمْ (9) للْخَلْوَةِ بِكَ حَتَّى لا يُعْبَدَ فِي بِقَاعِ الارْضِ غَيْرُكَ، وَلاَ تُعَفَّرَ لِاَحَد مِنْهُمْ جَبْهَةٌ دُونَكَ. اللَّهُمَّ اغزُ بِكُلِّ نَـاحِيَـة مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مَنْ بِـإزَائِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَمْدِدْهُمْ بِمَلائِكَة مِنْ عِنْدِكَ مُرْدِفِينَ، حَتَّى يَكْشِفُـوهُمْ إلَى مُنْقَطَعِ التُّـرابِ قَتْـلاً فِي أَرْضِكَ وَأَسْراً، أَوْ يُقِرُّوا بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ. أللَّهُمَّ وَاعْمُمْ بِذَلِكَ أَعْدَاءَكَ فِي أَقْطَارِ الْبِلاَدِ مِنَ الْهِنْدِ وَالرُّومِ (10) وَالتُّـرْكِ وَالْخَزَرِ (11) وَالْحَبَشِ وَالنُّـوبَةِ وَالـزِّنْج والسَّقَالِبَةِ (12) وَالدَّيَالِمَةِ وَسَائِرِ (13) أُمَمِ الشِّرْكِ، الَّذِي تَخْفَى أَسْمَاؤُهُمْ وَصِفاتُهُمْ، وَقَدْ أَحْصَيْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ، وَأَشْرَفْتَ عَلَيْهِمْ بِقُدْرَتِكَ. أللَّهُمَّ اشْغَلِ الْمُشْرِكِينَ بِالمُشْرِكِينَ عَنْ تَنَاوُلِ أَطْرَافِ الْمُسْلِمِينَ، وَخُذْهُمْ بِـالنَّقْصِ (14) عَنْ تَنَقُّصِهِمْ، وَثَبِّطْهُمْ بِـالْفُـرْقَـةِ عَنِ الاحْتِشَادِ عَلَيْهِمْ. أللَّهُمَّ أَخْلِ قُلُوبَهُمْ مِنَ الأَمَنَـةِ، وَأَبْدَانَهُمْ مِنَ الْقُوَّةِ، وَأَذْهِلْ قُلُوبَهُمْ عَنِ الاحْتِيَالِ، وَأَوْهِنْ أَرْكَانَهُمْ عَنْ مُنَازَلَةِ الرِّجَالِ، وَجَبِّنْهُمْ عَنْ مُقَارَعَةِ الأَبْطَالِ (15) وَابْعَثْ عَلَيْهِمْ جُنْداً مِنْ مَلاَئِكَتِكَ بِبَأس مِنْ بَأْسِكَ كَفِعْلِكَ يَوْمَ بَدْر، تَقْطَعُ بِهِ دَابِرَهُمْ (16) وَتَحْصُدُ بِهِ شَوْكَتَهُمْ، وَتُفَرِّقُ بهِ عَدَدَهُمْ. اللَّهُمَّ وَامْزُجْ مِيَاهَهُمْ بِالْوَبَاءِ، وَأطْعِمَتَهُمْ بِالأَدْوَاءِ، وَارْمِ بِلاَدَهُمْ بِالْخُسُوفِ، وَأَلِـحَّ عَلَيْهَا (17) بِـالْقُذُوفِ، وَافْـرَعْهَا بِالْمُحُولِ، وَاجْعَلْ مِيَرَهُمْ فِي أَحَصِّ أَرْضِكَ (18) وَأَبْعَـدِهَا عَنْهُمْ، وَامْنَـعْ حُصُونَهَا مِنْهُمْ، أَصِبْهُمْ بِالْجُوعِ الْمُقِيمِ وَالسُّقْمِ الالِيمِ. أللَّهُمَّ وَأَيُّمَا غَازٍ غَزَاهُمْ مِنْ أَهْلِ مِلَّتِكَ، أَوْ مُجَاهِد جَاهَدَهُمْ مِنْ أَتْبَاعِ سُنَّتِكَ، لِيَكُونَ دِينُكَ الاعْلَى وَحِزْبُكَ الأقوَى وَحَظُّكَ الأوْفَى فَلَقِّهِ الْيُسْرَ وَهَيِّئْ لَهُ الأمْرَ، وَتَوَلَّهُ بِالنُّجْحِ، وَتَخَيَّرْ لَهُ الأصْحَابَ، وَاسْتَقْوِ لَهُ الظَّهْرَ، وَأَسْبِغْ عَلَيْهِ فِي النَّفَقَةِ، وَمَتِّعْهُ بِالنَّشَاطِ، وَأَطْفِ عَنْهُ (19) حَرَارَةَ الشَّوْقِ، وَأَجِرْهُ مِنْ غَمِّ الْوَحْشَةِ، وَأَنْسِهِ ذِكْرَ الاهْلِ وَالْوَلَدِ، وَأَثُرْ لَهُ حُسْنَ النِّيَّةِ، وَتَوَلَّه بِالْعَافِيَةِ، وَأَصْحِبْهُ السَّلاَمَةَ، وَأَعْفِهِ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَلْهِمْهُ الْجُرْأَةَ، وَارْزُقْهُ الشِّدَّةَ، وَأَيِّدْهُ بِالنُّصْرَةِ، وَعَلِّمْهُ السِّيَرَ وَالسُّنَنَ، وَسَدِّدْهُ فِي الْحُكْمِ، وَاعْزِلْ عَنْهُ الرِّياءَ، وخَلِّصْهُ مِنَ السُّمْعَةِ، وَاجْعَلْ فِكْرَهُ وَذِكْرَهُ وَظَعْنَهُ وَإقَامَتَهُ فِيْكَ وَلَكَ، فَإذا صَافَّ عَدُوَّكَ وَعَدُوَّهُ فَقَلِّلْهُمْ فِي عَيْنِهِ، وَصَغِّرْ شَأنَهُمْ فِي قَلْبِهِ، وَأَدِلْ لَهُ مِنْهُـمْ وَلاَ تُدِلْهُمْ مِنْهُ، فَإنْ خَتَمْتَ لَهُ بِالسَّعَادَةِ، وَقَضَيْتَ لَهُ بِالشَّهَادَةِ، فَبَعْدَ أَنْ يَجْتَاحَ (20) عَدُوَّكَ بِالْقَتْلِ، وَبَعْدَ أنْ يَجْهَدَ بِهِمُ الأسْرُ (21) وَبَعْدَ أن تَأمَنَ أطرَافُ المُسْلِمِينَ، وَبَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ عَدُوُّكَ مُدْبِرِينَ. أللَّهُمَّ وَأَيُّمَا مُسْلِم خَلَفَ غَازِياً، أَوْ مُرَابِطاً فِي دَارِهِ، أَوْ تَعَهَّدَ خَالِفِيْهِ فِيْ غَيْبَتِهِ، أَوْ أَعَانَهُ بِطَائِفَة مِنْ مَالِهِ، أَوْ أَمَدَّهُ بِعِتَاد (22) أَوْ شَحَذَهُ عَلَى جِهَاد، أَوْ أَتْبَعَهُ فِي وَجْهِهِ دَعْوَةً، أَوْ رَعَى لَهُ مِنْ وَرَآئِهِ حُرْمَةً، فَأَجْرِ لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ وَزْناً بِوَزْن، وَمِثْلاً بِمِثْل، وَعَوِّضْهُ مِنْ فِعْلِهِ عِوَضاً حَاضِراً يَتَعَجَّلُ بِهِ نَفْعَ مَا قَدَّمَ، وَسُرُورَ مَا أَتَى به، إلَى أَنْ يَنْتَهِيَ بِهِ الْوَقْتُ إلَى مَا أَجْرَيْتَ لَـهُ مِنْ فَضْلِكَ، وَأَعْدَدْتَ لَهُ مِنْ كَرَامَتِكَ. أللَّهُمَّ أَيُّمَا مُسْلِم أَهَمَّهُ أَمْرُ الإِسْلاَمِ، وَأَحْزَنَهُ تَحَزُّبُ أَهْلِ الشركِ عَلَيْهِمْ فَنَوَى غَزْواً، أَوْ هَمَّ بِجهَـاد فَقَعَدَ بِـهِ ضَعْفٌ، أَوْ أَبطَأَتْ بِهِ فَاقَةٌ، أَوْ أَخَّرَهُ عَنْهُ حَادِثٌ، أَوْ عَرَضَ لَهُ دُونَ إرَادَتِهِ مَانِعٌ فَاكْتُبِ اسْمَـهُ فِي الْعَابِدِينَ، وَأوْجبْ لَهُ ثَوَابَ الْمُجَاهِدِينَ، وَاجْعَلْهُ فِي نِظَامِ الشُّهَدَاءِ، وَالصَّالِحِينَ. اللَّهُمَّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَآلِ مُحَمَّد، صَلاَةً عَالِيَةً عَلَى الصَّلَوَاتِ، مُشْرِفَةً فَوْقَ التَّحِيَّاتِ، صَلاَةً لاَ يَنْتَهِي أَمَدُهَا، وَلا يَنْقَطِعُ عَدَدُهَا، كَأَتَمِّ مَـا مَضَى مِنْ صَلَوَاتِكَ عَلَى أَحَد مِنْ أَوْلِيـائِكَ، إنَّـكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الفَعَّالُ لِمَا تُرِيْدُ (23).

 

 (1) قوله عليه السلام: واحرس حوزتهم

الحوز الجمع والضمّ، والحيّز فعيل منه، وكذلك المتحيّز متفيعل لا متفعّل، وهو ما انضمّ إلى الدار من مرافقها، وكلّ ناحية حيّز، والحوزة فعلة منه سمّيت بها الناحية، وحوزة الملك بيضته.

ومعناه: حراسة حوزتهم حماية حدودهم ونواحيهم، أو حماية حوزة ملكه التي هي بيضة الإسلام. وأمّا تفسير حوزتهم بمعظمهم فرجم ليس له أصل، نعم ذاك في حومتهم ليس قولاً مرجوماً، بل هو مأخوذ من قولهم: «حومة القتال معظمه» لكنّه غير مصيب لمحز المغزى ومغزى المعنى، فإنّ المراد (1) بحومتهم حوزتهم التي يحام حولها، من حام الطائر وغيره حول الشيء يحوم حوماً وحوماً، أي: دار. كما الحوزة والحيّز من حاز الشيء بحوزه حوزاً وحيازه، أي: جمعه وضمّه إلى نفسه.

 

(2) قوله عليه السلام: وواتر بين ميرهم

بالتاء المثنّاة من فوق من المواترة المتتابعة (2) الغير المنصرفة، يقال: تواترت الكتب، أي: جاء بعضها في إثر بعض وتراً وتراً من غير أن ينقطع، نصّ عليه الجوهري (3) وغيره.

و«المير» بكسر الميم وفتح الياء المثنّاة من تحت جمع الميرة، ما يمتاره الإنسان من الطعام لا جلب الطعام وامتيار الميرة كما قد يظنّ.

وفي بعض نسخ الأصل وفي أصل نسخة «كف»: وواتر. بالثاء المثلّثة أي: وكاثر بين ميرهم، من قولهم: «استوثرت من الشيء» أي: استكثرت منه.

 

(3) قوله عليه السلام: وبصّرهم

من التبصير بمعنى التعريف والإيضاح.

 

(4) قوله عليه السلام: المال الفتون

فعول من الفتنة على المبالغة في معنى الفاتن، وهو المضلّ عن الحقّ.

ومنه الحديث: المسلم أخو المسلم يتعاونان عن الفتان (4).

إمّا بضمّ الفاء جمع فاتن، أي: يعاون أحدهما الآخر على الذين يضلّون الناس عن الحقّ ويفتنونهم. وإمّا بفتحها على أنّه للمبالغة في الفتنة والافتتان ويعني به الشيطان؛ لأنّه يفتن (5) الناس عن الدين، والله سبحانه أعلم.

 

(5) قوله عليه السلام: والحور الحسان

الحور جمع الحوراء، وهي البنية، الحور والحور شدّة بياض العين في شدّة سوادها، وربّما يروى الجؤر، ويقال: الظاهر أنّه جمع جأر بفتح الجيم وإسكان الهمزة، بمعنى الكثير. والفضّ أي: الفضيض المنتشر من البنت، ولم يستبن لي سبيله.

 

(6) قوله عليه السلام: والأنهار المطردة

من تطرّد الأنهار أي: تجري، لا بمعنى المتتابعة من اطّرد الشيء أي: تبع بعضه بعضاً على ما يحسب.

 

(7) قوله عليه السلام: وأقلم عنهم أظفارهم

أي: قصّر عنهم أيدي قدرة أعدائهم، وابتر عنهم سيوف قوّتهم وأقلام حكمهم، وهو من أحسن الكنايات.

 

(8) قوله عليه السلام: وقوّ بذلك محالّ أهل الإسلام

المحالّ بالكسر والتخفيف القوّة والشدّة. وقيل: الكيد والمكر. قال تعالى: {وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: 13] أي: ذو قوّة شديدة، أو ذو مكر قويّ وعقاب شديد. وبالفتح والتشديد على رواية «س» جمع محلّ.

 

(9) قوله عليه السلام: وعن منابذتهم

من نابذه على الحرب كاشفه، لا من نبذت الشيء أنبذه إذا ألقيته من يدك.

 

(10) قوله عليه السلام: والروم

هم الجيل المعروف من الناس، وهو لفظة جمع والواحد رومي بالياء المشدّدة، للنسبة إلى الروم بن عيصو، ثمّ الجمع مبنيّ منه بإسقاط ياء النسبة، فالروم الذي هو جمع الروميّ غير الروم الذي ينسب إليه الرومي. فقد سقط احتجاج نجم أئمّة المتأخّرين من النحاة على كون الروم اسم جنس بأنّه لو كان جمعاً لزم النسبة إلى الجمع. وذلك غير صحيح ولا مسموع إلّا فيما شذّ كالأفاقي، ولزم أيضاً تقدّم الجمع على المعرفة، وهو فاسد. وكذلك القول في الإنس والإنسي والجنّ والجنّي. قال العزيزي في غريب القرآن: الإنس جمع إنسيّ بطرح ياء النسبة مثل رومي روم (6).

وفي صحاح الجوهري: الروم هم من ولد روم بن عيصو، يقال: روميّ وروم مثل زنجي وزنج، فليس بين الواحد والجمع إلّا الياء المشدّدة، كما قالوا: تمرة وتمر، ولم يكن بين الواحد والجمع إلّا الهاء (7) انتهى كلامه.

قلت: الصواب في التمر إنّه اسم الجنس لا جمع تمرة، والتّاء (8) في التمرة هي تاء الوحدة، فليعلم.

 

(11) قوله عليه السلام: والخزر

الخزر بالتحريك ضيق العين وصغرها، ويقال: هو أن يكون الإنسان كأنّه ينظر بمؤخّر العين (9) والخزر أيضاً بالتحريك وبالضمّ والإسكان كما في «س» اسم جيل من الناس كأنّهم قوم من الترك.

 

(12) قولهم عليه السلام: والسقالبة

الصقالبة بالصاد كما في رواية «كف» وبالصاد وبالسين كما في الأصل: جيل من الناس حمر الألوان يتأخّمون الخزر، ويقال: يلاصقون بلداً في المغرب.

 

(13) قوله عليه السلام: وسائر

بالجرّ عطفاً على مدخول «من» وبالنصب عطفاً على أعدائك.

 

(14) قوله عليه السلام: وخذهم بالنقص

أي: خذهم بالنقص في أبدانهم وأديانهم وأموالهم وفي عددهم وعددهم شاغلاً إيّاهم بذلك عن تنقّصهم أولياءك، من المنقصة بمعنى النقص، أي: عن أن يستنقصوهم ويتّهموا لهم بمنقصتهم أو من النقيصة بمعنى العيب، أي: عن الوقوع فيهم ومصارحتهم بما يسوؤهم، يقال: فلان ينتقص فلاناً، أي: يقع فيه ويثلبه، وتنقّصه أي: ثلبه وصرحه بالعيب.

 

(15) قوله عليه السلام: وجبّنهم من مقارعة الأبطال

يقال: جبّنه تجبيناً، أي: نسبه إلى الاجبن. والمعنى هاهنا: واجعلهم بحيث يكونون عند الخلائق منسوبين إلى الجبن عن مقارعة الأبطال. ومقارعة الأبطال: قرع بعضهم بعضاً بأيّة آلة كانت.

 

(16) قوله عليه السلام: وتقطع به دابرهم

أي: عقبهم وآخرهم ومن بقي منهم.

 

(17) قوله عليه السلام: وألحّ عليها

أي: ضيّق عليها، من قولهم مكان لاح أي: ضيّق. وفي رواية «س» وألححّ من غير إدغام على الأصل.

 

(18) قوله عليه السلام: في أحص أرضك

أي: في أجردها من العشب والنبات، وأخلاها من الخير والخصب، من قولهم رجل أحصّ بين الحصيص، أي: قليل شعر الرأس بل لا شعر على رأسه. وسنة حصاء أي: جرداء لا خير فيها، وضمير حصونها للأرض في أرضك.

 

(19) قوله عليه السلام: واطف عنه ...

أي اجعله لم ترسب حرارة الشوق في فؤاده، من طفى الشيء فوق الماء، أي: لم يرسب فيه، أو اجعله بحيث تكون حرارة الشوق خفيفة عليه شديدة العدو في الذهاب عنه، من مرّ الطبي يطفو على الأرض، إذا خفّف على الأرض واشتدّ عدوه أو اجعله لا يصيبه من حرارة الشوق إلّا طفاوة منها، أي: شيء يسير منها، من قولهم: أصبناً طفاوة من الربيع، أي: شيئاً منه. أو هو تخفيف أطفى بياء مهموزة، والتخفيف في ألفاظ الفصحاء باب واسع.

ومن لم يتنبّه من القاصرين بشيء من ذلك تجسّر في إساءة الأدب، فقال المكتوب في عدّة نسخ «اطف» بغير ياء، والقاعدة أن تكتب «أطفئ» بياء هي الهمزة؛ لأنّها من تطفىء بهمز الآخر.

 

(20) قوله عليه السلام: فبعد أن يحتاج

أي: يهلكه ويستأصله، والاجتياح من الجائحة، وهي الآفة تهلك الثمار والأموال، وكلّ مصيبة عظيمة وفتنة مبيرة جائحة، والجمع الجوائح، وجاحهم يجوحهم جوحاً، إذا غشيهم بالجوائح وأهلكهم، ومنه الحديث: «أعاذكم الله من جوح الدهر، وضغم الفقر»(10).

قال في الفائق: الجوح: الاحتياج، والضغم القصّ.

 

(21) قوله عليه السلام: وبعد أن يجهد بهم الأسر

في نسخة «كف» بعد أن يدوخهم بالأسر. وفي «خ» يدوّخهم بتشديد الواو من باب التفعيل. وفي رواية «س» يدبخهم بضمّ ياء المضارعة من باب الافعال، أي: يذلّهم، من داخ لنا فلان أي: ذلّ وخضع، وأدخنّاهم ودوّخناهم فداخلوا.

ويدوخهم على رواية «كف» أي: يقهرهم، من داخ البلاد يدوّخها قهرها واستولى على أهلها، وكذلك دوّخها تدويخاً فداخت له.

 

(22) قوله عليه السلام: أو أمده بعتاد

معاً أي: بالضمّ والفتح. والعتاد بالضمّ العدة، وعتاد المرء اهبّته وآلته لغرضه. والعتاد بالفتح القدح الضخم، وفي حديث صفته صلّى الله عليه وآله: «لكلّ حال عنده عتاد» أي: ما يصلح لكلّ ما يقع من الاُمور (11).

 

(23) قوله عليه السلام في آخر الدعاء: الفعّال لما تريد

وفي «خ» زيادة وهي: وأنت على كلّ شيء قدير.

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. في «ن»: المفاد.

2. في «ن» المتابعة.

3. الصحاح: 2 / 843.

4. نهاية ابن الأثير: 3 / 410.

5. في «س»: لأنّه يفتتن ويفتنهم.

6. القاموس: 4 / 123.

7. الصحاح: 5 / 1939.

8. في «س» والهاء.

9. في «ن»: العينين.

10. نهاية ابن الأثير: 1 / 312.

11. نهاية ابن الأثير: 3 / 177.

 

 

 

 

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.