المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

أهداف نظام الإفلاس وغاياته
10-3-2020
تسمية الجزيرة العربية
14-1-2017
اويلر شلبين  h . v . euler – chelpin  
1-2-2016
المكوثرات الميكروبية Microbial Polymers
14-2-2019
الإختلاف في توريث ذوي الأرحام
4-2-2016
Homogeneous Polynomial
19-1-2019


شجاعة عمّار (رض) وسخاؤه.  
  
1142   03:17 مساءً   التاريخ: 2023-10-16
المؤلف : الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.
الكتاب أو المصدر : عمّار بن ياسر.
الجزء والصفحة : ص 60 ـ 65.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-05 1083
التاريخ: 24-12-2015 7883
التاريخ: 14-9-2016 1748
التاريخ: 22-12-2015 2251

أُثر عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنّه قال: السخيّ شجاع القلب (1).

وينسب إلى بعض العظماء قوله: جنونان لا أخلاني الله منهما، الشجاعة والكرم! ولعلّ وصفه لهما بهذه الصفة يرجع إلى خروج كل منهما بصاحبه عن حدود المألوف لدى الطبع الإِنساني العام، وهاتان الخصلتان لا تقبلان التكلّف ولا المحاكاة وقد اتصف بهما معظم قادة البشر وعظمائهم وامتاز بهما الأنبياء وأوصياؤهم، فنبي الله إبراهيم (عليه السلام) حين وافته الملائكة ـ بصورة الآدميّين ـ لتبشّره بإسحاق، عمد إلى عجلٍ فذبحه وشواه على الصخر وقدمه إليهم ليأكلوه، وحين غضب عليه نمرود وألقاه في النار لم يخف ولم يرتعد وواجه الأمر بشجاعة (2)، وهكذا ما وصلنا من سير الأنبياء (عليهم السلام) من بعده لم يؤثر عنهم أنّهم جبنوا ولا بخلوا، والرسول (صلى الله عليه وآله) ضرب أكبر مثل في الشجاعة والكرم، ويكفي في شجاعته قول علي ( ع ): «كنّا إذا حمي الوطيس لذنا برسول الله !!» ويكفي في كرمه أنّه أنفق كل ما تحت يده في سبيل نشر الدين، وفي غزوه هوازن أعطى للمؤلفة قلوبهم ما لم يعطِ أحداً مثله، أعطى كل واحد منهم مائة بعير وكان يقول: والله لو كان لي عدد شجر تهامة نِعم لقسمتها عليكم ثم لا تجدوني بخيلاً ولا جباناً ولا كذّاباً (3).

وبعد، فإنّ عمار بن ياسر هو واحد من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) الذين نشأوا على يديه ونهلوا من معين تعاليمه فغرس في نفوسهم بذور الفضائل ووهبهم من قدسية العطاء ما يجعلهم أهلاً لكل صفات النبل والخصال الحميدة لذلك كانت الشجاعة سجية من سجاياه، والكرم تابع لها فحيث تكون الشجاعة يكون الكرم.

ويكفي في شجاعته أنّه اشترك في حروب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعرض نفسه للمهالك ولم يعرف عنه أنّه أدبر في حرب من تلك الحروب، بل العكس هو الصحيح ففي حروب الردة كان يشجّع الناس ويحرّضهم على القتال، قال عبد الله بن عمر: رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين، أمن الجنّة تفرّون!؟ أنا عمار بن ياسر هلموا إليّ.. وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تذبذب وهو يقاتل أشد القتال (4).

وفي صفّين ـ كما ستقرأ ـ كان عمّار يمثل قطباً من أقطاب تلك الحرب الرهيبة، فكان بالإضافة إلى حملاته يشجّع الأبطال ويحثّهم على الجد في الحرب وعلى التقدّم باللواء محاولاً كسب المعركة في أقرب وقت.

قال نصر بن مزاحم واصفاً وجهاً من وجوه تلك المعركة وموقفاً من مواقف عمار فيها: «وخرجت الخيول إلى القتال واصطفّت بعضها لبعض، وتزاحف الناس وعلى عمّار درع بيضاء وهو يقول: أيّها الناس، الرواح إلى الجنّة، فقاتل القوم قتالاً شديداً لم يسمع السامعون بمثله وكثرت القتلى حتى إنّ كان الرجل ليشد طنب فسطاطه بيد الرجل أو برجله. ونظر عمار إلى راية عمرو بن العاص فقال: والله إنّها لراية قد قاتلتها ثلاث مرات، وما هذه بأرشدهنّ.

 ثم قال:

نحن ضربناكم على تأويله

كما ضربناكم على تنزيله

ضرباً يزيل الهام عن مقيله       

ويذهل الخليل عن خليله

أو يرجع الحق إلى سبيله 

قال الأحنف بن قيس: والله إنّي إلى جانب عمار بن ياسر بيني وبينه رجل فتقدمنا حتى دنونا من هاشم بن عتبة (المرقال) فقال له عمار: احمل فداك أبي وأمي! فقال له هاشم: يرحمك الله يا أبا اليقظان إنّك رجل تأخذك خفة في الحرب..» (5).

ولعل في هذا قدر كافٍ في اطلاعنا على مدى شجاعته وصبره على القتال سيما إذا عرفنا أن عمره في ذلك الوقت كان يناهز التسعين عاماً.

أمّا الحديث عن سخائه فلا يقل أهمية عن الحديث عن شجاعته، فسخاؤه كان مشفوعاً بأريحية متناهية وذكاءٍ نادر كما يلوح ذلك من خلال ما حدثنا به جابر بن عبد الله الأنصاري. قال: صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة العصر، فلما تنفل جلس في قبلته والناس حوله فبينما هم كذلك إذ أقبل شيخ من مهاجرة العرب إليه وعليه سمل قد تهلل وأخلق وهو لا يكاد يتمالك ضعفاً وكبراً، فأقبل عليه رسول الله يستحثه الخبر. فقال الشيخ: يا رسول الله، أنا جائع الكبد فأطعمني، وعاري الجسد فاكسني، وفقير فأرثني. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أجد لك شيئاً، ولكن الدال على الخير كفاعله، انطلق إلى ابنتي فاطمة. ثم قال: يا بلال قم فقف به على منزل فاطمة. فانطلق الأعرابي مع بلال فلمّا وقف على باب فاطمة، نادى بأعلى صوته: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومختلف الملائكة، ومهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل من عند رب العالمين. قالت: وعليك السلام، ممّن أنت يا هذا؟ قال الأعرابي: من العرب أقبلت إلى أبيك سيد البشر مهاجراً من شقة، وأنا يا بنت محمد عاري الجسد، جائع الكبد، فارحميني يرحمك الله! وكان لعلي وفاطمة ثلاثاً ما طعموا منها طعاماً، فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرض كان ينام عليه الحسن والحسين فقالت: خذ هذا أيّها الطارق عسى الله أن يتيح لك ما هو خير منه. فقال: يا بنت محمد، أنا شكوت إليك الجوع فناولتني جلد كبش، فما أنا صانع به مع ما أجد من السغب؟! فعمدت فاطمة (عليه السلام) إلى عقد في عنقها أهدتها إيّاه فاطمة بنت عمها الحمزة، فقطعته من عنقها ونبذته إلى الأعرابي وقالت: خذه وبعه فعسى الله أن يعوضك بما هو خير لك منه. أخذ الأعرابي العقد وانطلق إلى مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) والنبي جالس ومعه أصحابه فقال: يا رسول الله، أعطتني فاطمة هذا العقد وقالت: بعه. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): بعه، وكيف لا يصنع الله لك به خيراً وقد أعطتكه فاطمة بنت محمد؟ سيدة بنات آدم. فقام عمار بن ياسر وقال: يا رسول الله، أتأذن لي بشراء هذا العقد؟ فقال (صلى الله عليه وآله): اشتره يا عمار، فلو اشترك فيه الثقلان ما عذّبهم الله بالنار !! قال عمّار: بكم تبيع هذا العقد يا أعرابي؟ فقال الأعرابي: بشبعةٍ من الخبز واللحم، وبردةٍ يمانيّة أستر بها عورتي وأصلّي لربّي، ودينار يبلّغني أهلي. فقال عمار: لك عشرون ديناراً، ومائتا درهم هجرية، وبردة يمانيّة، وراحلة تبلّغك أهلك، وشبعك من الخبز واللحم. وكان عمّار قد باع سهمه الذي نفلّه إيّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) من خيبر. فقال الأعرابي: ما أسخاك أيّها الرجل بالمال! وانطلق عمار بالأعرابي فوفّاه ما ضمن له، وعاد الأعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له: أشبعت، واكتسيت؟ فقال الأعرابي: نعم، واستغنيتُ بأبي أنت وأمي. فقال (صلى الله عليه وآله): فأجز فاطمة بصنعها معك خيراً. فرفع الأعرابي يديه نحو السماء متوجهاً بالدعاء، وقال: اللهم أنت إلهٌ ما استحدثناك ولا إله لنا نعبده سواك، وأنت رازقنا، فأعطِ فاطمة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت. فأمّن رسول الله (صلى الله عليه وآله) على دعائه.

وأقبل النبي (صلى الله عليه وآله) على أصحابه وقال: «إنّ الله قد أعطى فاطمة ذلك وأنا أبوها وما في العالمين مثلي، وعليٌّ بعلها ولولا عليٌّ ما كان لها كفؤٌّ أبداً، وأعطاها الحسن والحسين وما للعالمين مثلهما سيدا شباب أسباط الأنبياء، وسيدا شباب أهل الجنّة. وقال: أزيدكم؟ فقال سلمان وعمار والمقداد ـ وكانوا إلى جنبه ـ نعم. قال: أتاني الروح الأمين وقال: إنّها إذا قبضت ودفنت يسألها الملكان في قبرها من ربك؟ فتقول: الله ربي. من نبيّك؟ فتقول: أبي، من وليك؟ فتقول: هذا القائم على قبري، علي بن أبي طالب. ثم قال (صلى الله عليه وآله): ألا أزيدكم من فضلها؟ قالوا: نعم زدنا يا رسول الله. قال: إنّ الله وكّل بها رعيلاً من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها وهم معها في حفرتها يكثرون من الصلاة عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها. يقول جابر بن عبد الله: ثم إنّ عمّاراً عمد إلى العقد فطيّبه بالمسك ولفّه في بردة يمانيّة، وكان له عبد اسمه «أسهم» ابتاعه من سهمه في خيبر، فدفع العقد إلى العبد وقال: انطلق إلى رسول الله بهذا العقد وأنت له مع العقد! فجاء العبد وبيده العقد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخبره بذلك، فقال له. اذهب إلى ابنتي فاطمة وأنت والعقد لها! جاء العبد إلى فاطمة (عليها السلام) فأعطاها العقد وأخبرها بقول النبي (صلى الله عليه وآله) فأخذت العقد وقالت: اذهب، فأنت حرٌّ لوجه الله تعالى، فضحك العبد، فقالت: مِمَّ تضحك؟ قال: أضحكتني بركة هذا العقد، أشبع جائعاً، وكسا عرياناً، وأغنى فقيراً، وأعتق مملوكاً، ورجع إلى أهله (6).

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) شرح النهج 20 / 290.

(2) راجع قصص الأنبياء.

(3) الكامل 2 / 269 ـ 270.

(4) الطبقات الكبرى، ومعظم الكتب التاريخ وفي الاستيعاب على هامش الإِصابة 2 / 477.

(5) صفين 229 ـ 240 ـ 241.

(6) نقلناها عن كتاب عمار بن ياسر للسبيتي ص 52 إلى 56.

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)