المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6184 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تأثير الأسرة والوراثة في الأخلاق
2024-10-28
تأثير العشرة في التحليلات المنطقيّة
2024-10-28
دور الأخلّاء في الروايات الإسلاميّة
2024-10-28
ترجمة ابن عبد الرحيم
2024-10-28
ترجمة محمد بن لب الأمي
2024-10-28
من نثر لسان الدين
2024-10-28



بين الرسول الأعظم (ص) والمقداد (رض).  
  
763   11:27 صباحاً   التاريخ: 2023-10-07
المؤلف : الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.
الكتاب أو المصدر : المقداد ابن الأسود الكندي أول فارس في الإسلام.
الجزء والصفحة : ص 51 ـ 56.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-12-2015 1737
التاريخ: 2023-10-04 751
التاريخ: 8-9-2017 1553
التاريخ: 24-12-2015 1876

في خلال السنة الأولى للهجرة كان المقداد لا يزال ـ هو وبعض المستضعفين ـ في مكة، وليس من السهل أن يغادرها إلى المدينة سيما وانّه حليف للأسود بن عبد يغوث ـ كما قدّمنا ـ فإنّه لو فعل لكان مصيره إلى القتل بلا أدنى شك، لذلك كان يترقّب فرصةً سانحةً يمكنه معها الفرار إلى يثرب واللقاء بالرسول والالتحاق بركبه، حتى كانت سريّة حمزة بن عبد المطلب وكان معها الخلاص، فقد خرج مع المشركين يوهمهم أنّه يريد القتال معهم، وهكذا انحاز إلى سريّة حمزة ورجع معه الى المدينة.

وكان نزوله في المدينة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ضيافته، ولم يكن وحده بل كانوا جماعة، ومن الواضح أنّ وضع المسلمين الاقتصادي ـ في تلك الفترة ـ كان متردّياً إلى درجةٍ بعيدة، بل يظهر أنّهم كانوا يعانون الفقر المدقع ـ لولا مساعدة الأنصار لهم ـ فقد تركوا كل ما لديهم من مال في مكة وخرجوا منها صفر اليدين، لا يملكون إلا أبدانهم وثيابهم، ورواحلهم، وليس من الوارد أن يكونوا في خلال ستة أشهر، أو تسعة، في وضع اقتصادي مريح على الأقل، سيما وأنّ النفقة ـ الصادر ـ اكثر من الوارد، فبناء المسجد، وبناء الدور ـ وان كانت من جريد النخل مغروساً بالطين ـ تتطلب بذل مالٍ كثير نسبةً لذلك الوقت وتلك الظروف .

وقوافل المسلمين الجدد الذين كانوا يأتون المدينة لم تقف عند حد الهجرة، هجرة النبي، بل توالت، فكان على الرسول (صلى الله عليه وآله) والمسلمين أن يستقبلوا ضيوفهم، وأن يهيّئوا لهم ما يحتاجون من متطلبات الحياة الضروريّة على الأقل.

فكان إذا هاجر بعض المسلمين، وزّعهم رسول الله، اثنان اثنان، أو ثلاثة ثلاثة، أو حسب العدد على إخوانهم المهاجرين الذين استقرّت بهم الدار في المدينة وأصبحوا قادرين على النهوض بأنفسهم وعوائلهم.

والذي يظهر، أنّ المقداد كان من جملة أولئك الوافدين المهاجرين الجدد، وكان في عدد لا يستهان به، كما يلحظ ذلك في مطاوي كلامه، فقد ذكر أحمد بن حنبل بسنده عن المقداد، قال: لمّا نزلنا المدينة، عشّرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشرةً عشرةً في كل بيت! قال: فكنت في العشرة الذين كانوا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله(1).

إلا أنّ هذه الإِقامة في بيت الرسول لا تكون طويلةً بحسب العادة، إذ يتخلّلها بعوثٌ وسرايا وغزوات، قد يطول أمدها، وعند العودة يتبدّلُ المكان، سيّما إذا اخذنا بعين الاعتبار ما لرسول الله (صلى الله عليه وآله) من هيبةٍ في نفوس المسلمين تزرع في نفوسهم الخجل من أن يكلّموه في النزول عليه وفي ضيافته.

يستفاد ذلك من حديث آخر مروي عن المقداد، حيث قال: أقبلتُ أنا وصاحبان لي وقد ذهبتْ أسماعُنا وأبصارُنا من الجَهْد (2) فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فليس أحد منهم يقبلنا، لا لبخل فيهم، بل لأنّهم كانوا مقلّين ليس عندهم شيء، فأتينا النبي (صلى الله عليه وآله)، فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاثة أعنز. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): احتلبوا هذا اللبن بيننا. قال: فكنا نحتلب، فيشرب كل انسان منا نصيبه، ونرفع للنبي (صلى الله عليه وآله) نصيبه. فيجيئ (صلى الله عليه وآله) ليلاً فيسلّم تسليماً لا يوقظ نائماً، ويسمع اليقظان، ثم يأتي المسجد فيصلّي، ثم يأتي شرابه فيشرب (3).

وفي هذه الأثناء تحصل مواقف نادرة بينه (صلى الله عليه وآله) من جهة وبين اصحابه من جهةٍ أخرى، وهي بالإِضافة إلى ما تنطوي عليه من اقتباس الحكمة منه صلوات الله عليه والتوجيه الرفيع، فإنّها لا تخلو من ظرف وخفة روح من جانب بعض أصحابه أحياناً ونجده في هذه الحالات يعاملهم معاملة الأب لأبنائه دون قسوةٍ او غلظة وربما أنبههم إلى الخطأ أو الغلط بأسلوب هادئ مقنع لا يملك معه مستمعوه إلا الإِذعان والانقياد ولوم النفس على التفريط إن كان هناك تفريط أو تسامح، كما حصل للمقداد حين كان في ضيافته (صلّى الله عليه وآله) على ما جاء في تتمة الرواية .

قال: فأتاني الشيطان ذات ليلةٍ، وقد شربتُ نصيبي ـ من اللبن ـ فقال: محمدٌ يأتي الأنصارَ فيتحفونه، ويصيب عندهم، ما به حاجة إلى هذه الجرعة. فأتيتها فشربتها، فلمّا أن وغلت (4) في بطني، وعلمتُ أنّه ليس إليها سبيل، ندّمني الشيطان، فقال: ويحك؟ ما صنعتَ؟ أشربتَ شرابَ محمد فيجيء فلا يجده، فيدعو عليك فتهلك، فتذهب دنياك وآخرتك، وعليّ شملة، إذا وضعتها على قدمي خرج رأسي، وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي. وجعل لا يجيئني النوم، وأمّا صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت. قال: فجاء النبي (صلى الله عليه وآله) فسلّم كما كان يُسلّم، ثم أتى المسجد، فصلّى ثم أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئاً، فرفع رأسه الى السماء.

فقلت: الآن يدعو عليّ فأهلك، فقال: اللهمّ أطعم من أطعمني، واسقِ من سقاني قال: فعمدت الى الشملة فشددتها عليّ، وأخذت الشفرة، فانطلقت الى الأعنز أيّها أسمن فأذبحها لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإذا هي حافلة (5) وإذا هنّ حفل كلهن، فعمدت الى إناءٍ لآل محمد (صلى الله عليه وآله) ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه. قال: فحلبت فيه حتى علته رغوة، فجئت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: أشربتم شرابكم الليلة؟ قال: قلت: يا رسول الله؟ اشرب. فشرب، ثم ناولني، فقلت: يا رسول الله، اشرب. فشرب، ثم ناولني. فلمّا عرفت أنّ النبي قد روي، وأصبتُ دعوته، ضحكتُ حتى ألقيت إلى الأرض.

قال: فقال النبي (ص): احد سوآتك (6) يا مقداد.

فقلت: يا رسول الله، كان من أمري كذا وكذا، وفعلت كذا.

فقال (صلى الله عليه وآله): ما هذه إلا رحمةٌ من الله (7) آفلا كنتَ آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها. قال: فقلت: والذي بعثك بالحق؛ ما أبالي إذا أصبتَها وأصبتُها معك من أصابها من الناس (8).

وهذا موقف لأبي معبد ينطوي على شيء من الظرف وخفّة الروح، بالإِضافة إلى استشعاره الخطيئة حين عمد إلى شراب محمد (صلى الله عليه وآله) فشربه، ولاحظنا أنّ موقف النبي منه كان موقف الشفيق العطوف الرحيم الذي ينظر إلى أصحابه بميزان خاص يتلاءم مع عقولهم ونفوسهم، وربّما تلاحظ معي أنّ الرسول الكريم ـ كما يظهر من الحديث ـ تمنّى لو أنّ المقداد أيقض صاحبيه ليصيبا معهما الشراب، شراب ذلك اللبن المبارك. وموقف آخر لأبي معبد مع الرسول، تتجلّى فيه عظمة الإِسلام، ونبي الإسلام، كان من جملة المواقف التي خلدت على الزمان بما تحمل من نبل كلمة وسمو خلق، ورفيع مستوى في التوجيه والتهذيب، بل وغرس الروح الانضباطيّة لدى المسلم. فقد سأله ذات مرة: يا رسول الله، أرأيتَ إن لقيتُ رجلاً من الكفّار، فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف، فقطعها ثم لاذ منّي بشجرة، فقال: أسلمت لله؛ أفأقتله ـ يا رسول الله ـ بعد أن قالها ؟! قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تقتله. قال: فقلت: يا رسول الله، انّه قطع يدي! ثم قال ذلك بعد أن قطعها، أفأقتله؟

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تقتله. فإنّ قتلته فإنّه بمنزلتك قبل أن تقتله! وإنّك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال! (9).

ويلاحظ هنا مدى ارتقاء الإِسلام بالنفس البشرية إلى أعالي قمم الكرامة والإنسانية، كلمة واحدة فقط من لسانٍ صادق كفيلة بإنقاذ حياة صاحبها من موتٍ محتم.

أي عمق هذا في تعزيز الروح الإِنسانية، وأي صيانةٍ لها؟؟ هكذا الإِسلام دائماً يهتم بصيانة النوع وحمايته، فكلمة صادقة، كفيلة في ان تقلب الموازين وكلمة صادقة، هي مرآة للنفس تعكس آلامها وآمالها، وليس للحقد في دنيا الإِسلام مكان، انّه موقفٌ شواهد الحكمة فيه، ومعه.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الاستيعاب: (على هامش الإِصابة) 3 / 476.

(2) الجهد: الجوع والتعب والمشقة.

(3) للرواية تتمة تأتي.

(4) وغلت: أي استقرت وتمكنت في بطنه.

(5) حافلة: أي أن ضرعها ملآن باللبن.

(6) احد سوآتك: أي أنّك فعلت سوآة من الفعلات، فما هي؟

(7) اي أنّ احداث هذا اللبن في غير وقته وخلاف عادته، رحمة من الله.

(8) صحيح مسلم ج 3 ك 36 ص 1625 ـ 1626 ح 174.

(9) صحيح مسلم ج 1 ك 1 ص 96 ح 155 ـ 156 ـ 157.

 

 

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)