أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-01-2015
3426
التاريخ: 18-10-2015
3257
التاريخ: 29-01-2015
3655
التاريخ: 31-01-2015
4184
|
قال ابن الأثير : في حوادث سنة 38 في هذه السنة أظهر الخريت بن راشد من بني ناجية الخلاف على علي أمير المؤمنين وكان مع علي من بني ناجية ثلاثمائة خرجوا معه من البصرة وشهدوا معه الجمل وصفين فجاء الخريت إلى أمير المؤمنين في ثلاثين راكبا فقال له يا علي والله لا أطيع امرك ولا أصلي خلفك واني غدا مفارق لك فقال له ثكلتك أمك إذاً تعصي ربك وتنكث عهدك ولا تضر الا نفسك خبرني لم تفعل ذلك ؟ قال لأنك حكمت وضعفت عن الحق وركنت إلى القوم الذين ظلموا ، فقال له هلم أدارسك الكتاب وأناظرك في السنن وأفاتحك أمورا انا اعلم بها منك فلعلك تعرف ما أنت له الآن منكر ، قال فاني عائد إليك ، قال لا يستهوينك الشيطان ولا يستخفنك الجهال والله لئن استرشدتني وقبلت مني لأهدينك سبيل الرشاد ، فخرج وسار من ليلته بأصحابه ، فقال علي بعدا لهم كما بعدت ثمود إن الشيطان اليوم استهواهم وأضلهم وهو غدا متبرئ منهم ، فقال له زياد بن خصفة البكري من بكر بن وائل يا أمير المؤمنين أنه لم يعظم علينا فقدهم فتأسى عليهم لكنا نخاف أن يفسدوا علينا جماعة كثيرة فائذن لي في اتباعهم فقال له اخرج رحمك الله وانزل دير أبي موسى حتى يأتيك أمري فان كانوا ظاهرين فسيكتب إلي عمالي بخبرهم فخرج في مائة وثلاثين رجلا ونزل دير أبي موسى وأتى عليا كتاب عامله قرظة بن كعب الأنصاري يخبره أنهم توجهوا نحو نفر وانهم قتلوا دهقانا كان قد أسلم فقالوا له أ مسلم أنت أم كافر ؟ قال بل مسلم قالوا فما تقول في علي ؟ قال : أقول فيه خيرا أنه أمير المؤمنين وسيد البشر ووصي الرسول (صلى الله عليه واله) فقالوا كفرت وقتلوه ، واخذوا معه يهوديا فقالوا ما دينك قال يهودي فتركوه فأرسل علي إلى زياد مع عبد الله بن وال يخبره بذلك وأمره بردهم إليه فان أبوا يناجزهم فاستأذنه عبد الله في المسير مع زياد فاذن له وقال له اني لأرجو أن تكون من أعواني على الحق وأنصاري على القوم الظالمين . قال ابن وال فوالله ما أحب أن لي بمقالته تلك حمر النعم ، واتى زيادا بكتاب علي وساروا حتى أتوا نفر فقيل لهم انهم ساروا نحو جرجرايا فتبعوهم حتى أدركوهم بالمذار وهم نزول قد أقاموا يومهم فاتاهم زياد وقد تقطع أصحابه وتعبوا فلما رأوهم ركبوا خيولهم وقال لهم الخريت ما تريدون ؟ فقال له زياد وكان مجربا رفيقا قد ترى ما بنا من التعب والذي جئناك له لا يصلحه الكلام علانية ولكن ننزل ثم نخلو جميعا فنتذاكر امرنا فان رأيت ما جئناك به حظا لنفسك قبلته وإن رأينا فيما تقول أمرا نرجو فيه العافية لم نرده عليك ، قال فأنزل فنزل زياد وأصحابه على ماء هناك وأكلوا وعلقوا على دوابهم ووقف زياد في خمسة فوارس بين أصحابه وبين القوم وقد نزلوا وقال زياد لأصحابه إن عدتنا كعدتهم وارى امرنا يصير إلى القتال فلا تكونوا أعجز الفريقين وخرج زياد إلى الخريت فسمعهم يقولون جاءونا وهم تعبون فتركناهم حتى استراحوا هذا والله سوء الرأي فقال زياد للخريت ما الذي نقمت على أمير المؤمنين وعلينا حتى فارقتنا فقال لم أر صاحبكم إماما ولا سيرتكم سيرة فرأيت أن أكون مع من يدعو إلى الشورى فقال له زياد وهل يجتمع الناس على رجل يداني صاحبك الذي فارقته علما بالله وسنته وكتابه مع قرابته من الرسول (صلى الله عليه واله) وسابقته في الاسلام ؟ فقال : لا أقول لا ، فقال : ففيما قتلت ذلك الرجل المسلم ؟
فقال : ما انا قتلته انما قتله طائفة من أصحابي ، قال فادفعهم إلينا قال ما إلى ذلك سبيل ، فدعا زياد أصحابه ودعا الخريت أصحابه فاقتتلوا قتالا شديدا تطاعنوا بالرماح حتى لم يبق رمح وتضاربوا بالسيوف حتى انحنت وعقرت عامة خيولهم وكثرت الجراحة فيهم وقتل من أصحاب زياد رجلان ومن أولئك خمسة وجرح زياد وحجز بينهم الليل وهرب الخريت ليلا وسار زياد إلى البصرة واتاهم خبر الخريت انه اتى الأهواز واجتمع إليه نحو مائتين وانضاف إليه علوج من أهل الأهواز كثير أرادوا كسر الخراج ولصوص وطائفة من العرب ترى رأيه وطمع أهل الخراج في كسره فكسروه فكتب زياد إلى علي بخبرهم وانه مقيم يداوي الجرحى وينتظر امره فندب علي لقتالهم معقل بن قيس في ألفين من أهل الكوفة وكتب إلى ابن عباس أن يبعث من أهل البصرة رجلا شجاعا معروفا بالصلاح في ألفين إلى معقل وهو أمير أصحابه حتى يلقى معقلا فإذا لقيه فمعقل أمير الجميع وكتب إلى زياد بن خصفة يشكره ويأمره بالعود ووصى علي معقل بن قيس حين سار فقال له اتق الله ما استطعت ولا تبغ على أهل القبلة ولا تظلم أهل الذمة ولا تتكبر وإن الله لا يحب المتكبرين .
هذه وصية أمير المؤمنين لجنوده ووصية معاوية لجنوده أن يقتلوا كل من هو في طاعة علي وان ينهبوا الأموال ويقول لهم إن نهب الأموال لا يقصر عن قتل الرجال ، ولكنه كان مجتهدا يطلب بذلك ثواب الله والدار الآخرة ! ! وسار معقل وأدركه المدد مع خالد بن معدان الطائي فلحقوا الخوارج قريب جبل من جبال رامهرمز فصف معقل أصحابه وصف الخريت أصحابه وحرك معقل رأسه مرتين ثم حمل في الثالثة فصبروا له ساعة ثم انهزموا فقتل أصحاب معقل منهم سبعين رجلا من بني ناحية ومن معهم من العرب ونحوا من ثلثمائة من العلوج والأكراد وانهزم الخريت إلى أسياف البحر وبها كثير من قومه فما زال يغويهم حتى اتبعه كثير منهم وكتب معقل إلى علي بالفتح فقراه على أصحابه واستشارهم فأشاروا بان يأمر معقلا باتباع الخريت حتى يقتله أو ينفيه لأنه لا يؤمن أن يفسد الناس فكتب إلى معقل يثني عليه وعلى من معه ويأمره باتباعه وقتله أو نفيه فسار إليهم معقل حتى انتهى إلى أسياف البحر فلما سمع الخريت بمسيره قال لمن معه من الخوارج انا على رأيكم في انكار التحكيم وللآخرين من أصحابه ان عليا حكم فخلعه حكمه وكان هذا رأيه وقال للعثمانية سرا انا على رأيكم وعثمان قتل مظلوما فارضى الجميع فلما انتهى إليه معقل نصب راية أمان وقال من اتاها فهو آمن الا الخريت وأصحابه الذين حاربونا أول مرة فتفرق عن الخريت أكثر من كان معه من غير قومه وعبى معقل أصحابه وزحف نحو الخريت فقال الخريت لمن معه قاتلوا عن حريمكم وأولادكم فوالله لئن ظهروا عليكم ليقتلنكم وليسبينكم فقال له رجل من قومه هذا والله ما جرته علينا يدك ولسانك فقال سبق السيف العذل ثم حمل معقل بأصحابه فقاتلوا قتالا شديدا وصبروا له وبصر النعمان بن صهبان الراسبي بالخريت فحمل عليه وقتله وقتل معه في المعركة سبعون ومائة رجل وتفرق الباقون وسبى معقل من أدرك من حريمهم وذراريهم واخذ رجالا كثيرا فمن كان مسلما خلاه وأخذ بيعته وترك له عياله عرض الاسلام على المرتدين فرجعوا فخلى سبيلهم وسبيل عيالهم واخذ الصدقة ممن منعها عن عامين واما غيرهم الذين ساعدوا على حربه ونقضوا عهد الذمة فاحتملهم وعيالاتهم معه وكتب إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) بالفتح ومر بهم على مصقلة بن هبيرة الشيباني وهو عامل علي (عليه السلام) على اردشير خره وهم خمسمائة فبكى إليه النساء والصبيان وتصايح الرجال يا أبا الفضل يا حامل الثقل امنن علينا فاشترنا واعتقنا فبعث مصقلة إلى معقل أن يبيعه إياهم فباعه إياهم بخمسمائة ألف درهم ودفعهم إليه فاعتقهم وقال عجل بالمال إلى أمير المؤمنين واقبل معقل فأخبر أمير المؤمنين بما كان فقال له أحسنت وأصبت ووفقت ؛ وابطا مصقلة بالمال وبلغ أمير المؤمنين أنه اطلقهم ولم يسألهم أن يعينوه فقال ما أظنه الا تحمل حمالة سترونه عن قريب منها مبلدا ثم كتب إليه أن يبعث إليه بالمال وانه أمر رسوله أن لا يدعه ساعة واحدة يقيم الا أن يبعث بالمال أو يحضر إلى الكوفة ، وأدى مائتي ألف درهم وعجز عن الباقي وقال لذهل بن الحارث ان أمير المؤمنين يسألني هذا المال ولا أقدر عليه فقال لو شئت ما مضت جمعة حتى تحمله فقال ما كنت لأحملها قومي اما والله لو كان ابن هند ما طالبني بها ولو كان ابن عفان لوهبها لي أ ما تراه أطعم الأشعث بن قيس كل سنة من خراج آذربيجان مائة ألف فقال إن هذا لا يرى ذلك الرأي ولا يترك منها شيئا فهرب مصقلة من ليلته فلحق بمعاوية فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) ما له ترحه الله فعل فعل السيد وفر فرار العبد وخان خيانة الفاجر فما أنطق مادحه حتى اسكته ولو أقام لأخذنا ميسوره وانتظرنا بماله وفوره ، وهدم داره وأجاز عتق السبي وقال أعتقهم مبتاعهم وصارت أثمانهم دينا عليه وكان اخوه نعيم بن هبيرة شيعة لعلي فكتب إليه مصقلة من الشام مع رجل من تغلب اسمه حلوان أن معاوية قد وعدك الامارة والكرامة فاقبل فاخذ مالك بن كعب الأرحبي الرسول فسرحه إلى علي فقطع يده فمات وكتب نعيم إلى مصقلة من أبيات :
لا ترمين هداك الله معترضا * بالظن منك فما بالي وحلوانا
ما ذا أردت إلى ارساله سفها * ترجو سقاط امرئ لم يلف وسنانا
قد كنت في منظر عن ذا ومستمع * تحمي العراق وتدعى خير شيبانا
عرضته لعلي أنه أسد * يمشي العرضنة من آساد خفانا
لو كنت أديت مال الله مصطبرا * للحق زكيت أحيانا وموتانا
لكن لحقت بأرض الشام ملتمسا * فضل ابن هند وذاك الرأي اشجانا
فاليوم تقرع سن العجز من ندم * ما ذا تقول وقد كان الذي كانا
أصبحت تبغضك الاحياء قاطبة * لم يرفع الله بالبغضاء انسانا
فلما وقع الكتاب إليه علم أن التغلبي هلك وأتاه التغلبيون فطلبوا منه دية صاحبهم فوداه .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|