أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-28
933
التاريخ: 2023-09-22
1112
التاريخ: 2023-04-20
1175
التاريخ: 2023-07-27
1079
|
كيفية تسخير القلب على يد الشيطان
- عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (اتخذوا الشيطان لأمرهم ملاكا واتخذهم له اشراكا، فباض وفرخ في صدورهم، ودرب ودرج في جحورهم، فنظر بأعينهم، ونطق بألسنتهم، فركب بهم الزلل، وزين لهم الخطل، فعل من قد شركه الشيطان في سلطان، ونطق بالباطل على لسانه)(1).
إشارة: يقول أمير المؤمنين (عليه السلام)في حق المنافقين والكفار والمجرمين من أتباع الشيطان: «لقد اتخذ هؤلاء الشيطان ملاكاً ومعياراً لتقييم علومهم وأعمالهم، فاتخذهم هو بدوره شركاء له في أفكاره وأفعاله. وجعل منهم أشراكاً ومصائد للإيقاع بسائر عباد الله. ثم بدأ يبيض في صدورهم، ويحتضن البيض حتى زمان فقسه. فإذا خرجت الفراخ من صدورهم جعلت تدب وتتحرك في حجورهم. إذن، فالشيطان ينظر بأعينهم، وينطق بألسنتهم، فيرتكب الزلات والعثرات بمعونتهم، ويزين فعل القبائح في اعيننهم. ففعالهم تشهد على انها مورست بمعونة الشيطان، وإن أعما أمثال هؤلاء، الواقعين في الفخ، منسجمة مع أعمال من شاركه الشيطان في نفوذه وسلطانه، ونطق بالباطل على لسانه".
إن الطيور إذا أرادت بناء عش آمن لها، بادرت في البدء إلى تهيئة مواد البناء. فإن وجدت المحل آمناً لبناء العش، وأن المنطقة خالية من مصادر المضايقة والإزعاج، فسوف تبتدئ اولا ببناء العش بكل طمأنينة وراحة بال، ثم تبيض فيه، وتحتضن البيض وترعاه، حتى تفقس الفراخ وتشرع بالحركة. وهذا هو حال الشيطان كذلك، حيث إنه يجد قلب المنافق المنحرف والكافر محلاً آمناً وهادئاً لبناء عشه؛ على خلاف المتقين الذين ما إن يقترب الشيطان من حريم قلوبهم حتى يتيقظوا بسرعة البرق الخاطف، وحينئذ يطر دونه من حيز كبرياء قلوبهم: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: 201].
فالشيطان كالطير، من حيث إنه يحتاج إلى مكان آمن لبناء عشه. فإن وجد أن الإنسان لا يبدي حساسية تجاه وسواسه، نقل إليه مواد بناء عشه، وهي عبارة عن المكر والحيلة وما شابه ذلك، وبعد بنائه ووضع البيض فيه يشرع في تربية فراخه، ويجعلها تدب من قلب الإنسان الخاضع لسلطة الوسواس إلى أعضائه وجوارحه، فيسخر نظراته ونطقه وسائر أفعاله. بناء على هذا، فإن نظرة الحرام إلى لأجنبي أو الأجنبية هي فرخ إبليس الذي نبت ريشه، وهبط من عش لقلب، فحط في عيني الإنسان، وإن التهمة والكذب هسا فرخان شيطانيان هبطا من قلب الإنسان إلى لسانه الفاسد. فإذا سقطت بلاد نلب هذا الإنسان المخدوع بأسرها في قبضة الشيطان، ومال نحو كفر أو النفاق، أمسك الشيطان بزمام هذا الإنسان الكافر أو المنافق، د حينئذ لا يعود متورعاً عن اقتراف أي زلل أو ارتكاب أي خطيئة.
يتضح، مما تقدم، المعنى الإجمالي للآية: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [الإسراء: 64] ؛ حيث إنها ترسم سورة عن مشاركة الشيطان في الأموال والأولاد، وهما اللذان يعدان العاملين المهمين للإيقاع بعشاق الدنيا في الفخ، ولا تحمل مثل هذه الأمور على المجاز اللغوي أو العقلي إطلاقا؛ وذلك لأن الألفاظ المذكورة تتميز بمعاني حقيقية من جهة، وأن إسناد تلك المعاني الحقيقية إلى الكافر أو المنافق هو إسناد حقيقي وليس مجازياً من جهة أخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|