المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17793 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



النداءات الإلهية  
  
1385   01:48 صباحاً   التاريخ: 2023-09-16
المؤلف : الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة : ج2 ص426-432.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

 

النداءات الإلهية
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21].

 الآية  مورد البحث هي أول آية قرآنية تبدأ بخطاب يَا أَيُّهَا النَّاسُ }(1).

القران الكريم جامع لحكم واحكام اكمل الشرائع السماوية، وإن الصفة الغالبة على أسلوبه في تبيين «أحكام» الدين هي صفة الخطاب، وأفضل شاهد على ذلك هو احتواؤه على عدد كبير من النداءات. وعلى العكس من الكتب العلمية، والفلسفية، والقانونية البشرية التي تطرح مباحثها بأسلوب القضايا الخبرية، أو القضايا الحقيقية، من دون اللجوء إلى الخطاب، فإننا نعثر في الكثير من الآيات القرآنية على خطابات من قبيل: (يا أيها الذين آمنوا)، و(يا أيها الناس)، و(يا عباد).

ففي القرآن الكريم حتى إذا صب الحكم (الواجبات والمحرمات الفقهية والحقوقية والأخلاقية) في قالب قضية أو خبر، فإن روحه تكون إنشاء وخطاباً وليس إخباراً. بالطبع إن تعليم المعارف البرهانية (ما كان وما لم يكن)، والاحتجاجات العقلية، او انماط الشهود القلبي هو في الحقيقة خبر؛ على الرغم من أن تبيين محتويات تلك الأمور هو بصورة الخطاب؛ إلا أن الخطاب قابل للجمع مع الخبر.

إن للاستعانة بأسلوب التخاطب هذا ثماراً؛ من جملتها أن لله يمنح الناس شخصية من خلال مخاطبتهم، ويصنع منهم اناساً ملتزمين وعلى مستوى المسؤولية. كما أن الله عز وجل يذيق المخاطبين لذة الحضور في حريمه وحضرته جل وعلا، كي تستقر حقائق المعارف في قلوبهم عند تعليمهم إياها، ولا يؤثر فيهم التعب والنصب في أثناء العبادة العملية. من هذا المنطلق يقول الإمام الصادق عليه السلام : (لذة ما في النداء أزال تعب العبادة والعناء) (2). كما أن الخطاب من دون واسطة له من الجذابية ما ليس للخطاب مع الواسطة. بناء على هذا، هناك فرق بين (قل يا ...) و(يا ...).

إن الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، وبصورة النداء من دون واسطة، في  الآية  مورد البحث يمهد الأرضية لدى المخاطبين، الذين هم عامة الناس، لقبول العبودية.

النداءات الإلهية في القرآن الكريم تكون حيناً بواسطة؛ مثل: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ} [الأعراف: 158] ، و{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ} [آل عمران: 64]؛ ، حيث جعل الله سبحانه وتعالى النبي الأكرم عليه السلام هو المخاطب ليوصل نداءه إلى الناس من خلاله، وتكون حيناً آخر بلا واسطة؛ كالخطاب الذي جاء في  الآية  محل البحث. بالطبع إن التعبير اللفظي هو الذي يكون من دون واسطة، وإلا فإنه في تنزل الوحي لابد أنه سيكون بواسطة النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)كما أن قسما من النداءات الإلهية في القران الكريم هي نداءات تشريعية، اي خاصة بالناس (من جهة تمتعهم بالأفعال الإرادية)، وهناك قسم منها يحكي النداء التكويني الموجه لمجموعة نظام الخلقة؛ مثل: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ } [فصلت: 11] ، أو الموجه إلى كل من الوحدات الخاصة لنظام الكون: مثل: {يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي} [هود: 44] . والنداءات التكوينية العامة والشاملة تشمل الإنسان أيضاً؛ ذلك أن الإنسان هو جزء من مجموعة نظام الخليقة.

والنداء بلا واسطة يدل على أن هناك علاقة مباشرة وفعلية بين الله سبحانه وتعالى والإنسان، وأن الله عز وجل يشمل الإنسان بألطافه على نحو مباشر؛ إلاً أن الإنسان الغافل والجاهل يقطع الرابطة بينه وبين الله أو يضعفها بسوء اختيار منه فيحرم من لطفه جل وعلا.

إن نداءات القرآن لا تختص بزمان محدد أو أشخاص معينين، بل إنها حية وحاضرة لكل العصور والأمصار والأجيال. من هذا الباب فإن قول «لبيك» عند سماع خطاب (يا أيها الذين آمنوا) هو من آداب تلاوة القرآن، وهذا إشعار بكون النداءات القرآنية مباشرة وحية وفعلية، وإلاً فقول لبيك استجابة لنداء قد فات زمانه لابد أن يكون بلحاظ استرجاع ذكرى ان خطاب الماضي في الذهن، ولا يمكن أن يكون جدياً أو عن حقيقة. إذن فنداء -(يا أيها الناس)، الذي تنعدم فيه الواسطة، هو علامة على العلافة الوثيقة اليي تربط العبد بمولاه، وما لم تقطع أو تضعف هذه العلاقة الحسنة من جانب الإنسان، فإنها تحفظ وتستمر من جانب الله سبحانه وتعالى.

إن خطاب (يا أيها الناس) لا يشبه الخطابات العادية؛ إذ أن سعة كل نداء وخطاب هي بمقدار رؤية المنادي والمخاطب، والمنادي إما أن يكون هو الإنسان، الذي لا يرى بعينه الظاهرية إلا الحاضرين أمامه فيخاطبهم، وإما أن يكون هو الله عز وجل الذي يرى حتى الناس في المستقبل فيوجه الخطاب إليهم أيضاً. يقول أمير المؤمنين عليه السلام إن الله كان عالماً من قبل تحقق المعلوم: (عالم إذ لا معلوم)(3). ويقول بخصوص البصر ايضا: كان شاهدا حينما لم يكن قد تحقق مشهود: «بصير إذ لا منظور إليه من خلقه»(4).

لما كان الناس كافة -من الحاليين والمستقبليين -مشهودين من قبل الله عز وجل، فإن النداء القرآني يستوعبهم جميعاً ولا يعود حينها مجال لطرح البحث الأصولي المعروف في أنه «هل تشمل الخطابات الشفهية للقرآن، لفظاً أو ملاكاً، المعدومين في حين الخطاب أم لا؟». بالطبع إذا تنزل المرء بالخطاب القرآني إلى مستوى المفاهمة وثقافة المحاورة العرفية، أو قال: إن القرآن يتكلم آخذاً المخاطبين بنظر الاعتبار، أصبح من المناسب طرح مثل هذا البحث.

إن خطاب (يا أيها الناس) هو دعوة عامة تشمل المؤمنين وأهل الكتاب وحتى الملحدين أيضاً، بيد أن شمول الخطاب بالنسبة للمؤمن، والمنافق، والكافر هو في البعد الملكي للآية بينما شموله بالنسبة لخصوص المؤمنين هو في البعد الملكوتي لها؛ ذلك أن «الناس» الحقيقيين هم المؤمنون أنفسهم فحسب، وأن غير المؤمنين هم أشبه بالأنعام، بل هم أخس منها: {أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ } [الأعراف: 179]. إذن فإن لكل من الملك والملكوت مرتبته الخاصة وإن خطاب (يا أيها الناس) بالنسبة للمؤمنين قابل للتبيين من خلال التقربين؛ وإن كان بالنسبة لغير المؤمنين فإنه يكون قابلاً للتبيين على أساس المحاورة الملكية فحسب.

ــــــــــــــــــــــــــ

1. يروي الشيخ الطوسي رحمه الله عن علقمة والحسن: «أن كلما في القران (يا أيها الذين آمنوا) نزل بالمدينة وما فيه (يا أيها الناس) نزل بمكة»، (التبيان، ج1، وص98). لكن القبول بهذا المدعى مرهون بالتتبع التام. ف الآية  محل البحث نزلت في المدينة. يقول القرطبي بعد النقل المذكور: «وهذا يرده أن هذه السورة والنساء مدنيتان وفيهما «يا أيها الناس»، (الجامع لأحكام القرآن، مج 1، ج 1، ص216). ومما يجدر الالتفات إليه أنه قد يعثر على آية مكية في سورة مدنية وأن السبيل الأساسي لإثبات ذلك هو عن طريق النزول. عنوان «الناس» استخدم في القرآن الكريم أكثر من غيره من العناوين مثل «المسلم» و«المؤمن». وعلى فرض أن (يا أيها الناس) نزلت في مكة، وأن  الآية  محط البحث هي آية مكية على الرغم من وجودها في سورة مدنية، فإن الخطاب فيها لا يخص المشركين: لأنه كان يوجد في مكة مسلمون أيضا. لذا فإن تفريع الزمخشري غير صائب؛ إذ أنه بعد أن روى عن علقمة أن (يا أيها الناس) مكية قال: «فقوله: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم) خطاب لمشركي مكة)، (الكشاف، ج 1، ص89).

2. مجمع البيان، ج 1 - 2، (صلى الله عليه واله وسلم)490.

3. نهج البلاغة، الخطبة 152.

4. نهج البلاغة، الخطبة 1.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .