أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2017
1595
التاريخ: 2024-08-23
279
التاريخ: 2024-06-15
858
التاريخ: 2024-04-09
794
|
كان منصب ملك مصر يعبر في مفهومه عن وسيط مقدس بين البشر الفانين والآلهة. وبالإضافة إلى هذا المفهوم الراسخ، أنشأ حكام البطالمة وأزواجهم المزيد من الأدوار المقدسة لهم من أجل تعزيز وضعهم بين الإغريق والمصريين. تظهر صورة من نقش بارز مهداة باسم «الملكة كليوباترا الإلهة المحبة لأبيها» فرعونا ذكرًا وهو يقدِّم القرابين إلى إيزيس وحورس فوق النص المكتوب (ووكر وهيجز 2001: 156، رقم 154). فُسِّر هذا اللوح في الأصل على أنه مثال على ارتداء كليوباترا لزي الفراعنة الرجال، إلا أن الحالة السيئة للنص وإعادة تقطيع الحجر الواضحة حول النص المنقوش قيل إنها دليل على أن هذا اللوح قد أُعيد تقطيعه؛ ومن ثم أعيد استخدامه. قدم هذا اللوح باسم كليوباترا ولم يكن يعبر عن مرسوم ملكي رسمي. ومن غير المؤكد على ما يبدو إذا كانت الملكة سمحت باستخدام مثل هذه الصورة على نحو رسمي أم لا. يبدو أن صورة كليوباترا كانت تخضع لمراقبة دقيقة (أشتون 2003د: 25-30)، فإذا كانت كليوباترا تُصوّر في صورة فرعون ذكر، فإن اللوح المكتوب بالديموطيقية الموجود في المتحف البريطاني، الذي توجد عليه صورتان لفرعون ذكر ومعه خرطوشة فارغة، قد يكون تصويرًا للملكة وليس ابنها بطليموس قيصر. ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن كليوباترا تظهر على النقوش البارزة في المعابد مع ابنها في زي ملكة وليس زي فرعون ذكر. فقد يكون التشبه بالذكور، مثلما فعلت كليوباترا الثالثة بظهورها بمظهر ذكوري في الصور، لا يتلاءم إلى حد ما مع ملكة قدمت نفسها على أنها وصية على ابنها وربطت نفسها بالإلهة إيزيس والدة حورس الذي يرتبط به عادةً الملك الحاكم). في مصر، عقب والدة ابنها استمرت كليوباترا في التأكيد على دورها كأم الملك (أشتون 2003د: 26-29). عُثر مؤخرًا على لوح آخر تظهر عليه كليوباترا السابعة مرتدية زي فرعون ذكر (فارمینبول 2006: 206-205، رقم 46، وكلاريسي 2007) (1). يوجد هذا اللوح حاليا ضمن مجموعة مقتنيات صينية ويبدو غير مكتمل، فيُظهر مشهد تقديم القرابين حاكما يرتدي تنورة وتاجي مصر العليا والسفلى وهو يقدِّم الرمز الهيروغليفي لكلمة «حقل» إلى أسد راقد على مذبح فوق رأس الحاكم توجد خرطوشة مكتوب عليها اسم «كليوباترا». يوجد نقش باللغة الديموطيقية (وهي أحد أشكال الخط الهيروغليفي، يُكتب بحروف متصلة) تحت المشهد في مكان من الواضح أنه كان مخصصًا لكتابة نقش إهدائي أكبر حجما. عندما نشر نص اللوح أشار كلاريسي إلى الفرق بين المشهد والنص في عمق حفره وجودته. يمكن تفسير هذه الملاحظة بالطبع على أنهما نفّذا على يدي شخصين مختلفين؛ بحيث صنع الأول المشهد الزخرفي وحفر الثاني النقش الكتابي. ومع ذلك، فإن المساحة الكبيرة تحت مشهد تقديم القرابين تشير إلى أن العنصرين لم يتما في المرحلة نفسها وأن المشهد قد نُحت على نحو منفصل عن الإهداء. يقول النص المكتوب بالديموطيقية «بيت دفن الأسد (المقدس)» (كلاريسي 2007). إذا كان هذا هو الشكل الأصلي للوح، فإنه يمثل تطورًا مهما في معرفتنا طريقة تصوير آخر ملكة في عصر البطالمة. من الواضح أن الذي أهدى هذا اللوح شعر بأنه من المقبول إضافة خرطوشة باسم كليوباترا إلى صورة حاكم ذكر تماما على سبيل إعادة استخدام اللوح مثلما أعيد استخدام اللوح الموجود في متحف اللوفر. ما زلتُ غير مقتنعة بأن كليوباترا السابعة كانت تظهر رسميًّا بشكل حاكم ذكر، ومع ذلك إذا كانت صور الحكام الذكور السابقين عليها تُستخدم على نحو غير رسمي من رعاياها، فمن الواضح وجود موافقة على تصويرها بهذا الشكل.
...........................................
1- أتوجه بجزيل الشكر إلى ويلي كلاريسي لسماحه لي باستخدام نسخة مقاله قبل نشره.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|