أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
4654
التاريخ: 22-12-2015
5233
التاريخ: 25-09-2014
5483
التاريخ: 9-11-2014
5508
|
جهنم موجودة حاليا
قال تعالى : {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 24].
بما أن تعبير (أعدت للكافرين) جاء بصيغة الماضي، فإنه يصبح معلوما أن جهنم موجودة في الوقت الحاضر؛ كما أن الجنة أيضاً هي موجودة حاليا والقرآن يصرح بخصوصها أيضأ بقوله: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } [آل عمران: 133].
إن ظاهر مادة «إعداد» وكذلك ظاهر هيئة «اعدت" وهي فعل ماض، فيه دلالة على تحقق جهنم في الوقت الحالي، وأما حمله على أنه لما كان المستقبل المحقق الوقوع هو بحكم الماضي، وأن مجيئه بالفعل الماضي هو من هذا الباب، هو خلاف الظاهر؛ لأن أصل الفعل الماضي دليل على تحقق الوقوع، وإن حمله على المستقبل القطعي يختص بالموارد التي يقام فيها الدليل اليقيني على عدم تحققها حالياً، ولا يتوفر دليل كهذا في المورد محل البحث.
مضافا إلى ذلك فإنه بالإمكان ايضا استنباط المبحث المشار إليه من آيات أخرى من قبيل: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} [التوبة: 49] ؛ إذ أن ظاهر المشتق (أي كلمة محيط) هو متلبس بالفعل، وليس متلبساً بالمستقبل. كما أن الروايات أيضاً تؤيد ظاهر القرآن في أن الجنة وجهم موجودتان حالياً. يقول علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فيمن يقول بأن الجنة والنار غبر مخلوقتين: «ما أولئك منا، ولا نحن منهم من أنكر خلق الجنة والنار ثم يستشهد بأسلوب لطيف بآية شريفة بقوله: «قال االله عز وجل: {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } [الرحمن: 43، 44](1).
كما ان النبي الأكرم (عليه السلام) - ذلك الوجود المبارك - قد دخل إلى الجنة عندما عرج به إلى السماء وقابل المتنعمين في الجنة، وشاهد جهنم والمعذبين فيها عن كثب. فالباحثون المحققون من الإمامية يجزمون بأن الجنة والنار موجودان في الوقت الحاضر (2). كما أن الأدلة العقلية لا تنقض هذا الرأي، ليس هذا فحسب بل إنها تؤيده أيضاً. بناء على ذلك، فإن ظاهر الآيات المذكورة، كما هو حال ظاهر الآيات الأخرى، هو حجة ولا تحتاج إلى التأويل او التقدير. هذا على الرغم من ان الجنة والنار غير ظاهرين للأعم الأغلب من الناس، إلى أن يغمضوا أعينهم عن مظاهر هذه الدنيا، ويموتوا موتاً طبيعياً.
من أجل توليد النار يلزم عنصران: أحدهما القداح الموقد للنار، والآخر الوقود القابل للاحتراق. وبتصريح القرآن الكريم فإن كلاً من القداح الموقد: {وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ} [آل عمران: 10] ، . والوقود: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} [الجن: 15] موجودان في الوقت الحالي. لذلك، فإن الكافر , الذي هو القداح الموقد للنار ووقودها المشتعل في آن معا — هو الآن في حال اشتعال من قمة رأسه إلى أخمص قدميه؛ حتى وإن لم تشاهد عينه — التي لا تشاهد إلا الظواهر — اشتعاله الحالي؛ مثلما أن اشتعالهم البرزخي غير مشهود كذلك.
روي ان رجلا اتى عثمان بن عفان في زمان خلافته وبيده جمجمة إنسان ميت فقال: إنكم تزعمون ان النار تعرض على هذا إنه يعذب في القبر، وانا قد وضعت عليها يدني فلا احس منها حرارة النار. فسكت عنه عثمان، وارسل إلى علي بن ابي طالب المرتضى (عليه السلام) يستحضره. فلما أتاه وهو في ملإ من أصحابه، قال للرجل: أعد المسألة. فأعادها، ثم قال عثمان بن عفان: أجب الرجل عنها يا أبا الحسن. فقال علي (عليه السلام) : (إيتوني بزند وحجر)، والرجل السائل والناس ينظرون إليه. فأتي بهما فأخذهما وقدح منهما النار، ثم قال للرجل: (ضع يدك على الحجر). فوضعها عليه ثم قال: «ضع يدك على الزند". فوضعها عليه فقال: «هل أحسست منهما حرارة النار» فبهت الرجل، فقال عثمان: لولا علي لهلك عثمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الأمالي للصدوق، ص373؛ وبحار الأنوار.ج8، ع119.
2.راجع كشف المراد، ص453، المقصد 6، المسألة 14؛ وتفسير صدر المتآلهين،ج2، ص170.
3.الغدير، ج8 ، ص214 (ببعض التصرف).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|