المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التسبيحات الأربع
2025-03-28
تلاوة التشهد
2025-03-28
تلاوة الركوع والسجود
2025-03-28
سورة الفاتحة
2025-03-28
من كلام لأمير المؤمنين "ع" بالبصرة
2025-03-28
من كلام لأمير المؤمنين "ع" قاله لما اضطرب عليه أصحابه في أمر الحكومة
2025-03-28

تكرار الألف واللام والهاء
26-01-2015
الذنوب تحبس الدعاء أو تـرده
13-2-2022
الزيغ الضوئي
23-3-2022
Loop
22-6-2021
فيرما – بيار
3-9-2016
الأوضاع العامة للخلافة العباسية قبل الغزو المغولي.
2023-04-15


الإسلام وتزكية النفوس  
  
1123   03:36 مساءً   التاريخ: 2023-08-23
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص161
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-7-2018 2184
التاريخ: 2024-07-20 871
التاريخ: 8-11-2018 2492
التاريخ: 21-9-2020 2645

إن من المهام الإلهية التي حملها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) خلال دعوته للإسلام تزكية النفوس ومكافحة مساوئ الأخلاق. هذه المهمة العظيمة والاصلاحات التي قام بها نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله) أسفرت عن حدوث تغييرات كبيرة في صدر الاسلام ، حيث استطاع أولئك الذين كانوا يقبعون تحت نير الجهل والتخلف إستعادة عزتهم وكرامتهم وبسط سيادتهم على جزء كبير من العالم آنذاك.

وفي عالمنا اليوم يعتقد العلماء والفلاسفة والمفكرون أن مسألة الأخلاق مسألة ذات أهمية كبيرة لعامة الناس لا سيما جيل الشباب. ومن هنا يتوجب على الشباب أن يبادروا إلى تزكية نفوسهم وتعزيز مبادئهم الأخلاقية إلى جانب اهتماماتهم العلمية والتربوية ، وعليهم أيضاً أن يسعوا إلى التحلي بالملكات الحسنة والصفات الحميدة من خلال تطهير نفوسهم من مساوئ الأخلاق وذلك ليتزودوا بما يساعدهم في تحقيق التآلف الاجتماعي وبالتالي في إحراز الشخصية المناسبة والمكانة الاجتماعية التي تليق بهم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.