لقد أدركت المملكة العربية السعودية أهمية هذه التقنية وتطبيقاتها المستقبلية، وقد عنت المملكة العربية السعودية بنقل وتوطين التقنيات المتناهية الصغر لتلبية الاحتياجات الوطنية ومتطلبات التنمية في المجالات الصناعية والصحية والزراعية والبيئية وغيرها، ووضع ألوليات واستراتيجيات البحث في مجال هذه التقنية بناءً على احتياجات المملكة الحالية والمستقبلية. ففي عام 2003 م، تمكن فريق بحثي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من معرفة أسرار تقنية النانو والتحكم بعالم المواد النانوية، وفي عام 2004، بدأت مرحلة التطبيقات الصناعية لهذه التقنية واستخدام المواد المنتجة في صناعة المطاط الماليزي وكانت النتائج مذهلة فقد قفزت الخصائص الميكانيكية للمطاط من 12 إلى 20 ضعفاً بإضافة أجزاء بسيطة من المواد النانوية. وذكر أن خصائص هذه الأنابيب الكربونية فتحت آفاقا كبيرة في صناعة المطاط في ماليزيا وفي استخداماته، وعلى ضوء ذلك تم توقيع اتفاقية مع مركز أبحاث المطاط الماليزي بحيث يقوم المركز بتزويد جامعة الملك فهد بكل التقنيات والمعدات اللازمة لإجراء البحوث على المطاط.

ولقد نجح فريق بحثي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في تحقيق إنجاز علمي يتعلق ببناء جهاز لإنتاج أنابيب الكربون متناهية الصغر (حجم النانو) حيث أنه تم بالفعل إنتاج أنابيب الكربون وفحص العينات المنتجة منها وهذا الإنجاز العلمي تم بالتعاون مع الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، والذي يمثل بداية التطوير الفعلي لتقنية النانو ويفتح الأبواب أمام الباحثين من كل التخصصات لتحقيق إنجازات جديدة في هذا الحقل الحيوي وتعكف مراكز البحوث بالمملكة على إجراء بحوث وتطبيقات النانو في المجالات ذات الأهمية الكبيرة للمملكة مثل تحليه المياه ومعالجة المياه العادمة وتحسين مواصفات المواد البلاستيكية، وتحاول مراكز البحوث إنشاء معامل متخصصة لأبحاث النانو تستخدم فيه أنابيب الكربون والصلصال وغيرها من المواد متناهية الصغر. ففي عام 2008 م، طالعتنا وسائل الإعلام المحلية بتبرع سخي من خادم الحرمين الشريفين بمبلغ 36 مليون ريال لدعم أبحاث النانو تكنولوجي في ثلاث جامعات سعودية هي جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ⁽⁷⁰⁾.

___________________________________________________

هوامش

(70) جريدة الرياض. العدد 14040 (2/12/2008 م)