أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-08
1217
التاريخ: 2023-08-06
1152
التاريخ: 2024-06-18
626
التاريخ: 2024-06-09
570
|
هو مقاتل بن سليمان بن بشر البلخي مولى الأزد، كنيته أبو الحسن، ولد مقاتل بمدينة بلخ من إقليم خراسان ونشأ بها ثم تحول إلى مرو، وكانت له منزلة في خراسان حتى كان يتوسط في الصلح بين أمراء خراسان والخارجين عليهم ولهذا ذكر الشيخ من ألقابه (الخراساني)[1]، ثم تحول إلى العراق فنزل البصرة وكان بالبصرة خطة بني أسد وهم بنو أسد بن مالك، وكان مقاتل من مواليهم بالبصرة ودخل مقاتل بغداد فحدَّث بها ثم عاد بالبصرة وتوفي فيها سنة (150 هـ) ترجمه علماء السنة وذكروا هذه الملاحظات بأنه مفسر عظيم له مؤلفات في تفسير القرآن وعلوم القرآن حتى قال عنه الشافعي: من أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان ولكنهم طعنوا عليه في الحديث وقالوا عنه إنه كذاب، وعرف عن عقيدته بأنه مجسم.[2]
وقال عنه مترجمو الشيعة بأنه من أصحاب الباقر والصادق وفي العقيدة بأنه بتري كما عن الشيخ الطوسي والكشي، وقال البرقي بأنه عامي[3] وذكر له صاحب البلد الأمين دعاء عرف باسمه ينقله مباشرة عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) وهو بذلك أخذ عن ثلاثة من أئمة أهل البيت وأخرجه الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان [4].
وأما ما ذكره علماء السنة فقد أنصفوا الرجل في مجال القرآن وهذا يكفينا لكنهم رموه بالكذب في الحديث، وأكبر الظن لأنه من أصحاب الباقر والصادق (عليه السلام) فهذا ديدن علماء الجرح والتعديل يرمون كل من روى عن أهل البيت بأنه كذاب وضاع أما كونه مجسم فكانت العقيدة الغالبة آنذاك، ومع ذلك ربما هي تهمة له حيث قد سئل عن ذلك فأجاب إنما أقول { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد...}.
أما ما قاله رجال الشيعة في عقيدته ما بين بتري وعامي، فإن الفترة التي عاش فيها مقاتل لم تكن فيها العقيدة واضحة في خضم التيارات الكثيرة فإن الكثير من أتباع أهل البيت (عليه السلام) لم تكتمل لديهم المنظومة الإسلامية كاملة فيصعب عليهم تحديد الموقف من العقيدة ولذلك كان أكثرهم يعرض معتقداته عليهم وبالتالي يصعب على المؤرخ نفسه أن يميز ذلك أيضاً. أما كونه عامي فلعله لكثرة مخالطته العامة ممن أخذ منهم وأخذوا عنه فجاءت هذه السمة إليه.
القيمة العلمية لمؤلفات مقاتل بن سليمان:
ذكروا لمقاتل بن سليمان في مجال القرآن خمسة مؤلفات:
1-التفسير الكبير، وهو تفسير كامل للقرآن، وقد حققه د. حسن شحاته كما ذكر في مقدمة الأشباه والنظائر.
2- نوادر التفسير.
3- الناسخ والمنسوخ.
4- الرد على القدرية.
5- الوجوه والنظائر في القرآن.
6- تفسير خمسمائة آية من القرآن.
7- الأقسام واللغات.
8- الآيات المتشابهات.
أما من ناحية تفسيره، فقد تميز بأنه السهل الممتنع، والإحاطة التامة بمعاني الآيات القرآنية ونظائرها وما يتعلق بها في السنة، وكان يحاول أن يستنبط كليات القرآن فقد قال عنه حسن شحاتة أنه قد أحصى 32 من هذه الكليات على حرف الألف [5].
وكان مقاتل بارعاً في جمع الآيات ذات الموضوع الواحد جمعاً عقلياً سليماً حيث ذكر خلق آدم من تراب ومن طين ومن حمأ مسنون ومن طين لازب ومن صلصال كالفخار فاستدل على تدرج الخلقة وفي كلمة جامعة قال محقق الكتاب: حقاً إن مقاتلاً فسر القرآن بالقرآن على أوسع معنى لذلك بدأ بما يشمل كليات القرآن، والتوفيق بين المتشابه وتخريج ما يوهم التضاد، وترتيب آيات الحياة والموت حسب تدرجها وتسلسلها كما اختلط العقل بالنقل، فمن جهة النقل يعتمد مقاتل في تفسيره على جمع الآيات المتصلة بموضوع واحد، ويورد الأحاديث المتعلقة بالآية بعد أن يحذف أسانيدها لذلك اختلط الصحيح بالعليل في تفسيره ومع ذلك فإن تفسير مقاتل هو أول تفسير وصل إلينا كاملاً كما إنه من الأوائل الذين كتبوا في علوم القرآن فله كتاب الوجوه والنظائر، والناسخ والمنسوخ، والآيات المتشابهات، ولكنها لم تصل إلينا، سوى كتاب (الأشباه والنظائر) الذي عد مصدراً لمن جاء بعده حتى أنهم ذكروا نفس الوجوه بنفس الترتيب ونقل منه الزركشي في البرهان والسيوطي في الإتقان وحاول أيضاً أن يثبت كليات القرآن فيقول: كل شيء في القرآن (بخس) يعني نقصاً غير واحد في يوسف (وشروه بثمن بخس) يعني حراماً وهكذا يعدد بعض الكليات، لقد اعتمد مقاتل في كتابه الأشباه والنظائر على حديث مرفوع إلى النبي(صلى الله عليه واله وسلم) اعتبره الأساس الذي بنى عليه هذا العلم ألا وهو (لا يكون الرجل فقهياً كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوهاً كثيرة) وقام السيوطي بتخريج هذا الحديث[6] وقد فسره بعضهم بأن المراد أن يرى اللفظ الواحد معاني متعددة فيحمله عليها، وهذا ما قام به مقاتل فقد أورد ما يقارب من (185) مفردة إلا إنه لم يرتبها على الحروف الهجائية، وكل استنباطاته معتمدة على الاستقراء وسلطة السياق، وهو بهذا أول معجم دلالي (خاص ومحدود) وصل إلينا [7].
[1] الشيخ الطوسي،
[2] راجع في ترجمته: ابن الأثير في الكامل: 5 / 354، الرازي: 4 / 355، النووي، تهذيب الأسماء: 2 / 111، الذهبي، سير أعلام النبلاء: 6 / 65، الذهبي، ميزان الاعتدال: 3 / 196، الزركلي، الأعلام: 8 / 306، معجم المؤلفين: 12 / 317، وفيات الأعيان: 5 / 341، تهذيب التهذيب: 1 / 384.
[3] المامقاني، منتهى المقال:6 / 323 رقم 3033، الشيخ محمد تقي التستري، قاموس الرجال: 10 / 223، رقم 7705.
[4] الشيخ عباس القمي، مفاتيح الجنان / دعاء التوسل لمقاتل بن سليمان المروي عن الإمام زين العابدين.
[5] د. حسن شحاتة، مقدمة التحقيق لكتاب مقاتل بن سليمان (الأشباه والنظائر).
[6] السيوطي، الإتقان. النوع التاسع والعشرين (الأشباه والنظائر) 2/103-116.
[7] د. أحمد نصيف الجنابي، ظاهرة المشترك اللفظي ومشكلة غموض الدلالة ص377، مجلة المجمع العلمي العراقي ج / 4 مجلد 35 تشرين الثاني 1985.
(*) نهج البيان: 1 / 90، على هدى أي على رشد وبيان. الصافي: 1 /80، شبر: 1 / 2.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|