شرح (وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشدائِدِ حاجَتَهُ وَعَظُمَ فيمَا عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ). |
1064
08:07 صباحاً
التاريخ: 2023-07-26
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-21
251
التاريخ: 17-10-2016
1915
التاريخ: 2023-06-10
879
التاريخ: 2023-10-29
975
|
(وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشدائِدِ حاجَتَهُ):
(الشدائد): جمع «شديد»، وهو الأمر الصعب. وتقديم الظرف لقصد الحصر، أي أنزل بك لا بغيرك، ولمراعاة السجع.
والجملة معطوفة علىٰ ما قبلها، يعني: (أسألك سؤال من اشتدت فاقته، وسؤال مَن أنزل بك عند الشدائد حاجته)، وذلك كمن حان أن تغرق سفينته وألقتها الصوافن العاصفة في التهلكة، فكيف حال السفان والربّان حينئذٍ؟ فلابدّ أن يلتجئ بجميع مشاعره وقواه إلی الله تعالی، ويتضرّع إليه حتی ينجيه وسفينته من الغرق، وإذن لا يلتفت إلىٰ نفسه، فضلاً عن الالتفات إلىٰ الغير.
أو كمن ظهرت أمارات الموت عليه، وكان في حالة الاحتضار والهالكة، فكيف حاله مع الله تعالى؟ وإلى من يلتجئ هنالك؟ ومن هو يكشف السوء عنه غيره تعالى؟
فالعبد المؤمن الذي استقرَّ بين الخوف والرجاء ينبغي أن يكون في جميع الأوقات ملتجئاً ومتضرّعاً إليه تعالى، كمن اشتدت فاقته، وأنزل به عند الشدائد حاجته.
(وَعَظُمَ فيمَا عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ):
معطوفة علىٰ ما قبلها، كما مرّ.
الرغبة: تارةً تُستعمل مع «في»، وهي بمعنى: ميل النفس، كما هاهنا. وتارةً تُستعمل مع «عن»، وهي بمعنى: الزهد وعدم الميل، كما في قوله تعالى: {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ}، وقوله (صلى الله عليه وآله): (ومَن رغب عن سنّتي فليس منّي) (1) والهاء فيها لتأنيث المصدر. وفي الحديث: (لا تجتمع الرغبة والرهبة في قلب إلّا وجبت له الجنّة) (2).
والرغبة: هي السؤال والطلب من الله تعالى، والرهبة هي الخوف منه تعالى، والرغبة في الدعاء هي أن تستقبل ببطن كفّيك إلىٰ السماء، وتستقبل بهما وجهك.
فاعلم أنَّ جميع المتعاقبات في سلسلة الزمان من الجواهر والأعراض مجتمعات في وعاء الدهر، وجميع ما في الدهور الأربعة منطويات في السرمد، فجملة الموجودات ثابتة باقية بنحو كمالاتها عنده تعالى، كما قال: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّـهِ بَاقٍ} فالطالب ينبغي أن يلتمس منه تعالى جميع حوائجه، وجملة مآربه ومطالبه ولو كان ملح طعامه وبلاغة كلامه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) «بحار الأنوار» ج 22، ص 124؛ ج 67، ص 116.
(2) «الفقيه» ج 1، ص 135، ح 632؛ «وسائل الشيعة» ج 5، ص 477، أبواب أفعال الصلاة، ب 3، ح 3.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|