أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016
3006
التاريخ: 21-10-2014
2992
التاريخ: 10-12-2015
17806
التاريخ: 17-12-2015
14174
|
يقول تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 75]
قد يكون المراد من «السمع» في جملة: (يسمعون كلام الله) هو السماع من دون واسطة؛ نظير ما سمعه الرجال السبعون الذين كانوا مع موسى الكليم (عليه السلام) في جبل الطور وقد يكون أيضاً السماع بواسطة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)؛ كالذي أشير إليه في الآية: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} [التوبة:6] مما يدل على أنَّ سماع آيات السماء من لسان رسول اللہ (صلى الله عليه واله وسلم) بعد عين سماع كلام الله. إذن فالآية محط البحث لا تختص بالسبعين الذين رافقوا موسى (عليه السلام)؛ كما روي ذلك عن ابن عباس [1] واختاره جمع من المفسرين أيضاً [2]، بل إنَّ عنوان السمع يشمل جميع من حرف كلام الله سبحانه وتعالى؛ سواء أولئك الذين سمعوه من دون واسطة لدى حضورهم في الميقات والذين ادعوا بعد عودتهم (طبقاً لبعض النقول [3]) أنهم سمعوا الله يقول: «إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا، وإلا فلا شيء يلزمكم بها»، أو الآخرين الذين سمعوه من لسان كما أن كلام الله غير مختص بما سمعوه في جبل الطور، بل هو شامل لكل ما جاء في التوراة والذي من جملته صفات الرسول المکرم (صلى الله عليه واله وسلم) ؛ إذ يروى أنهم غيروا في التوراة من الأحكام الفقهية ما يتعلق بآية الرجم ومن أحكامها الكلامية ما يتصل بتبيين لون وشكل وجه النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم).
قد يقال: إذا كان عنوان: كلام الله مطلقاً فلماذا أضيف القيد ويسمعون؟ أيكون لمثل هذا القيد حكمة غير تفهيم شدة انحرافهم؟ فمع أنهم سمعوا كلام الله بأنفسهم، وأزيحت الستر الملكية والمادية من على آذانهم، وشاهدوا تلك المعجزة العظيمة بأم أعينهم، وأغمي عليهم فإنهم عمدوا إلى تحريف كلام الباري تعالى وادعوا مثل هذا الادعاء. فلو لم تكن إضافة كلمة: يسمعون لإفادة هذه النقطة، لكانت هذه الآية قد طرحت، كما طرحت غيرها من آيات التحريف، من دون هذه الإضافة.
وجواباً على ذلك نقول: إضافة عنوان «السمع» هو لتبيين أن جحود اليهود قد بلغ حداً بحيث إن استغراق ظاهرهم وباطنهم في الإدراك الحسي والعلمي لكلام الله تعالى لم يمنعهم من تحريف وحي الله؛ وذلك لأنهم قد سمعوا كلام الله في مرتبة الإحساس من ناحية، وفهموا معناه جيداً في حلة التعقل من ناحية أخرى لكن ذلك لم يصرفهم عن تحريفه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|