الاهمية الاقتصادية لمحاصيل العلف

تعتمد الثروة الحيوانية على عاملين رئيسين هما الاعلاف والخدمات البيطرية ويعزي سبب تردى وضع هذه الثروة في كثير من البلدان ومن بينها القطر العراقي الى هذين العاملين. لقد خطا القطر العراقي خطوات كبيرة في توفير الخدمات البيطرية حيث فتح الكليات والمعاهد البيطرية ووفر الادوية والمستشفيات والمستوصفات وان التقدم والتوسع في هذا المجال مستمراً . اما بالنسبة للأعلاف فلا تزال تشكل العامل المحدد للنهوض بالثروة الحيوانية وذلك لعدم اقبال الفلاح على زراعة المحاصيل العلفية لسببين اولهما تعود الفلاح على زراعة المحاصيل التي يستهلكها مباشرة في غذائه كالحنطة والشعير والرز وبيع الفائض منها وثانيهما احتياج انتاج المحصول العلفي الاخضر الى خبرة في الزراعة والحش والتجفيف والخزن ولذلك بقيت المساحات المزروعة بها ضيقة لا تتناسب وحاجة السكان للحوم او منتجات الالبان - ومن المؤمل ان تأخذ الجمعيات التعاونية للمزارع الجماعية ومزارع الدولة على عاتقها انتاج هذه المحاصيل بكميات كبيرة وذلك عن طريق ادخالها بالدورات الزراعية مع المحاصيل الباقية .

تشير احصائية منظمة الغذاء والزراعة الدولية لعام 1974 الى ان المساحات التي زرعت بمحاصيل العلف لغرض البذور فقط بأكثر من الف مليون هكتار وان هذه المساحة تعادل نصف المساحات المزروعة بكافة المحاصيل الزراعية الاخرى كالحبوب والسكريات والالياف والزيوت والتبوغ والخضراوات . اما اذا احتسبت معها المساحات المزروعة بالعلف الاخضر وكذلك مساحات المراعي الطبيعية فان المجموع سيفوق كافة المساحات المزروعة بالمحاصيل الزراعية قاطبة . بالإضافة الى ما تقدم فان نسبة لا بأس بها من النواتج العرضية للمحاصيل الاخرى تدخل في تغذية الحيوانات .

اما على نطاق القطر فقد بلغت المساحات المزروعة بمحاصيل العلف حوالي 628 الف هكتار وبمقارنة ذلك مع المساحات المزروعة بالمحاصيل المختلفة الاخرى فأنها لا تتعدى خمس المساحات . ومن هذا يتضح بان ما يزرع في القطر سنوياً بالمحاصيل العلفية هو قليل جداً .

يدخل ضمن المحاصيل العلفية عدد كبير من النباتات الا ان اهم ما يزرع منها في العراق ( لغرض العلف الاخضر او المجفف ) هما الجت والبرسيم. كما يقوم الفلاح في بعض الاحيان بزراعة الحنطة والشعير لغرض العلف الاخضر لتحقيق ارباح عالية نظراً لشحة المحاصيل العلفية الخضراء .