أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-7-2022
1935
التاريخ: 5/11/2022
1504
التاريخ: 15-4-2016
2711
التاريخ: 2024-03-10
822
|
ركز عدد من الأحاديث عن أهل البيت (عليهم السلام) على التلازم الوثيق بين التقوى واتباع أهل البيت وشككت في مصداقية من يدعي اتباعهم ولم يزاول التقوى والورع وبالأخص العلماء أو من يتزي بزيهم كما جاء في الحديث الصحيح عَنِ ابْنِ رِئابٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) قَالَ: إِنَّا لَا نَعُدُّ الرَّجُلَ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ لِجَمِيعِ أَمْرِنَا مُتبِعاً (1) مُريداً، أَلَا وَ (2) إِنَّ مِنِ اتَّبَاعِ أَمْرِنَا وَإِرَادَتِهِ (3) الْوَرَعَ، فَتَزَيَّنُوا بِهِ يَرْحَمْكُمُ (4) اللَّهُ، وَكَبُدُوا (5) أَعْدَاءَنَا (6) بِهِ (7) يَنْعَشْكُمُ (8) الله (9).
إخفاء الصورة:
إذا كانت هذه صفات المؤمنين المتقين وشيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) الذين دعاهم إلى التخلق بهذه الأخلاق ونشرها وتطبيقها بين طبقات المجتمع حتى تتحقق بينهم المحبة والمودة والألفة ويحصلون على المقامات العالية في الدنيا والآخرة إذا كانت هذه الصفات للمؤمنين بل لعموم المسلمين وهي سبب عزته وكرامتهم في حياتهم وسعادتهم في آخرتهم، فما ظنك بسادة الأمة وقادتها أهل بيت العصمة والطهارة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وهم عدل القرآن الكريم وأنهم لن يفترقا حتى يردا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحوض في يوم القيامة فهل يحق لأحد ممن له أدنى معرفة بهؤلاء أن يصفهم بعدم بلوغهم قمة مكارم الأخلاق أو أن واحداً منهم قد تخلى عن واحدة من هذه الصفات.
أليس من الظلم والعدوان والعار والشنار أن ينسب إليهم ما لا يتناسب مع مقامهم الكريم، بل يصورونهم وكأنهم أقل من المؤمنين المتقين وأقل من المتدينين من سائر المسلمين الذين التزموا بالصفات المتقدمة.
إن من ينسب لهؤلاء العظماء السب والشتم واللعن والحقد والنزول إلى الترهات والصغائر وأنه لا رسالة لهم ولا هم إلا الصراع مع الآخرين ومنازعتهم لمصالح فئوية أو دنيوية بأي عنوان من العناوين التي تلبس، إنها مساوئ الأخلاق التي اتصف بها أعداؤهم حاول البعض أن ينسبها إلى الأئمة الهداة (عليهم السلام) إنها ثوب خلق وبال، يلبسها قائلها حاول أن يلبسها هؤلاء العظماء حتى ولو كان من باب المحبة والمودة والولاء لهم إن من يتجرأ على ذلك فقد تعدى على ساحة قدسية الإسلام وقدسية رسوله نبي الرحمة وهادي الأمة (صلى الله عليه وآله) قبل ساحة قدسهم.
إنهم هم المصاديق الحقيقية لهذه الآيات الكريمة.
إن المصيبة العظمى والطامة الكبرى تكمن فيما إذا كان المتصدون لهذه الشائعات وترويجها بقصد أو بدون قصد من المحسوبين عليهم والمشايعين لهم.
المثل الأعلى:
لقد ضرب أئمة أهل البيت أروع الأمثلة في سيرتهم النورانية وأفعالهم الحكيمة حتى تعجب من حلمهم وصبرهم ومكارم أخلاقهم القاصي والداني والمحب والمبغض، فقد قابلوا الإساءة بالإحسان، والظلم بالعفو والقطيعة بالصلة؛ فعفو عمن ظلمهم، وأحسنوا إلى من أساء إليهم، ووصلوا من قطعهم، وترفعوا عمن قابلهم بالحقد والحسد والضغينة، إن من يقرأ دعاء مكارم الأخلاق ومرضي الأفعال للإمام زين العابدين (عليهم السلام) ومئات الخطب والحكم للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة وغيره، وعشرات بل المئات من رواياتهم وما نقل عنهم في هذا المجال وسيرتهم العطرة قائمة على ذلك علم صحة ما ألمحنا إليه فهو غيض من فيض، وأنهم لا يدعون إلى موعظة أو مكرمة إلا وقد سبق عملهم بها قبل قولها.
لقد خاطب الإمام الرضا (عليه السلام) في الحديث الصحيح أحمد بن أبي نصر البزنطي بقوله: وَإِيَّاكَ وَمُكَاشَفَة (10) النَّاسِ؛ فَإِنَّا - أَهْلَ الْبَيْتِ (11) نصلُ مَنْ قطَعَنَا، وَنُحْسِنُ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْنَا، فَنرى وَاللهِ فِي ذلك الْعَاقِبَةَ (12) الْحَسَنَةَ (13).
المكاشفة: العداوة، أو كشف حال الناس في المعتقدات والمذاهب وما هو مخفي لديهم من خصوصيات شخصية أو فئوية أو عرقية أو غيرها بحيث تؤدي للعداوة.
الناس: تعبير وكناية عن الأشخاص أو الفئات المخالفة لهم في المعتقد أو في الأحكام الفقهية، ولم تعترف بإمامتهم.
إن هذه قواعد أساسية اتخذها أهل البيت (عليهم السلام) طيلة حياتهم تنفك عنهم ولا ينفكون عنها لقد ترجموا سيرة جدهم الحبيب المصطفي (صلى الله عليه وآله) وتمثلوها عملياً عندما مدحه الله سبحانه بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]. وهم كذلك، فقد كانوا في أعلى درجات مكارم الأخلاق.
وطبقوا على أنفسهم قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34].
وقد طبقوا هذه الآية الكريمة في سيرتهم العملية، حتى تحول عدد كبير من ألد أعدائهم إلى المخلصين من أحبائهم والموالين لهم.
وقوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} [المؤمنون: 96].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ في (ف): (مطيعاً).
2ـ في (ب): - (و).
3ـ في البحار: - (وإرادته).
4ـ في (ف): (رحمك). وفي (بر، بف) وحاشية (ف): (رحمكم).
5ـ في (ب، د، ف، هـ، بر) وشرح المازندراني والوسائل والبحار، ج 70، (وكيدوا). وقوله: (كبدوا) من كبدت الرجل: أصبت كبده، والكبد: الشدة. الصحاح، ج 2، ص 530، (كبد). وفي مرآة العقول: (وكيدوا به، في أكثر النسخ بالياء المثناة، أي حاربوهم بالورع لتغلبوا أو ادفعوا به كيدهم ... أو احتالوا بالورع ليرغبوا في دينكم، كما مر في قوله (عليه السلام): (كونوا دعاة الناس)، وكأنه أظهر؛ وفي بعض النسخ بالباء الموحدة المشدّدة من الكبد بمعنى الشدة والمشقة، أي أوقعوهم في الألم والمشقة؛ لأنه يصعب عليهم ورعكم، والأول أكثر وأظهر.
6ـ في (ض): (أعدانا).
7ـ في (ص): - (كبدوا أعداءنا به). وفي البحار، ج 75: - (بد).
8ـ يقال: نعشه الله ينعشه نعشاً، إذا رفعه وانتعش العاثر، إذا نهض من عثرته.
والمعنى حاربوا أعداءنا بالورع لتغلبوا عليهم يرفعكم الله. وجوّزوا في (ينعشكم) كون الفعل من باب الافعال والتفعيل أيضاً؛ استناداً إلى ما في المصباح والقاموس. راجع: شرح المازندراني، ج 8، ص 239، مرآة العقول، ج 8، ص 64، النهاية، ج 5، ص 81 (نعش).
9ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 201 الحديث رقم 1640 وفي الطبع القديم
ج 2، ص 78، الوافي، ج 4، ص 327، ح 2034، الوسائل، ج 15، ص 243، ح 20391؛ البحار، ج 70، ص 302، ح 12، وج 75، ص 235، ذيل ح 1، الوافي، ج 4، ص 327، ح 2034، الوسائل، ج 15، ص 243، ح 20391، البحار، ج 70، ص 302، ح 12، وج 75، ص 235، ذيل ج 1.
10ـ في الوافي: (المكاشفة): المعاداة ظاهراً. يقال: كاشفه بالعداوة، أي باداه بها.
11ـ في نسخ (ب، ج، د، ز، ص، بر، بف): (بيت).
12ـ في نسخ (ب، ج، ز، ص): (العافية).
13ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 294، باب 56 - باب الصمت وحفظ اللسان الحديث رقم 1822، وفي الطبع القديم ج 2، ص 113، الوافي، ج 4، ص 449، ح 2313، الوسائل، ج 12، ص 189، ح 16047، البحار، ج 71، ص 295، ح 67.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|