المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

التخالف Antonymy
23-4-2018
Alfred Tarski
6-9-2017
مانع الحقوق سارق
6-10-2017
المنهج وبناء الشخصية الجغرافية - أهداف الشخصية الجغرافية - هدف اليقين
25/12/2022
Molecular control of healing process
26-2-2016
تعقير الفلفل
13-1-2023


الملازمة بين التقوى واتباع اهل البيت (عليهم السلام)  
  
1080   08:23 صباحاً   التاريخ: 2023-07-19
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص 464 ــ 468
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-7-2022 1935
التاريخ: 5/11/2022 1504
التاريخ: 15-4-2016 2711
التاريخ: 2024-03-10 822

ركز عدد من الأحاديث عن أهل البيت (عليهم السلام) على التلازم الوثيق بين التقوى واتباع أهل البيت وشككت في مصداقية من يدعي اتباعهم ولم يزاول التقوى والورع وبالأخص العلماء أو من يتزي بزيهم كما جاء في الحديث الصحيح عَنِ ابْنِ رِئابٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) قَالَ: إِنَّا لَا نَعُدُّ الرَّجُلَ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ لِجَمِيعِ أَمْرِنَا مُتبِعاً (1) مُريداً، أَلَا وَ (2) إِنَّ مِنِ اتَّبَاعِ أَمْرِنَا وَإِرَادَتِهِ (3) الْوَرَعَ، فَتَزَيَّنُوا بِهِ يَرْحَمْكُمُ (4) اللَّهُ، وَكَبُدُوا (5) أَعْدَاءَنَا (6) بِهِ (7) يَنْعَشْكُمُ (8) الله (9).

إخفاء الصورة:

إذا كانت هذه صفات المؤمنين المتقين وشيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) الذين دعاهم إلى التخلق بهذه الأخلاق ونشرها وتطبيقها بين طبقات المجتمع حتى تتحقق بينهم المحبة والمودة والألفة ويحصلون على المقامات العالية في الدنيا والآخرة إذا كانت هذه الصفات للمؤمنين بل لعموم المسلمين وهي سبب عزته وكرامتهم في حياتهم وسعادتهم في آخرتهم، فما ظنك بسادة الأمة وقادتها أهل بيت العصمة والطهارة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وهم عدل القرآن الكريم وأنهم لن يفترقا حتى يردا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحوض في يوم القيامة فهل يحق لأحد ممن له أدنى معرفة بهؤلاء أن يصفهم بعدم بلوغهم قمة مكارم الأخلاق أو أن واحداً منهم قد تخلى عن واحدة من هذه الصفات.

 

أليس من الظلم والعدوان والعار والشنار أن ينسب إليهم ما لا يتناسب مع مقامهم الكريم، بل يصورونهم وكأنهم أقل من المؤمنين المتقين وأقل من المتدينين من سائر المسلمين الذين التزموا بالصفات المتقدمة.

إن من ينسب لهؤلاء العظماء السب والشتم واللعن والحقد والنزول إلى الترهات والصغائر وأنه لا رسالة لهم ولا هم إلا الصراع مع الآخرين ومنازعتهم لمصالح فئوية أو دنيوية بأي عنوان من العناوين التي تلبس، إنها مساوئ الأخلاق التي اتصف بها أعداؤهم حاول البعض أن ينسبها إلى الأئمة الهداة (عليهم السلام) إنها ثوب خلق وبال، يلبسها قائلها حاول أن يلبسها هؤلاء العظماء حتى ولو كان من باب المحبة والمودة والولاء لهم إن من يتجرأ على ذلك فقد تعدى على ساحة قدسية الإسلام وقدسية رسوله نبي الرحمة وهادي الأمة (صلى الله عليه وآله) قبل ساحة قدسهم.

إنهم هم المصاديق الحقيقية لهذه الآيات الكريمة.

إن المصيبة العظمى والطامة الكبرى تكمن فيما إذا كان المتصدون لهذه الشائعات وترويجها بقصد أو بدون قصد من المحسوبين عليهم والمشايعين لهم.

المثل الأعلى:

لقد ضرب أئمة أهل البيت أروع الأمثلة في سيرتهم النورانية وأفعالهم الحكيمة حتى تعجب من حلمهم وصبرهم ومكارم أخلاقهم القاصي والداني والمحب والمبغض، فقد قابلوا الإساءة بالإحسان، والظلم بالعفو والقطيعة بالصلة؛ فعفو عمن ظلمهم، وأحسنوا إلى من أساء إليهم، ووصلوا من قطعهم، وترفعوا عمن قابلهم بالحقد والحسد والضغينة، إن من يقرأ دعاء مكارم الأخلاق ومرضي الأفعال للإمام زين العابدين (عليهم السلام) ومئات الخطب والحكم للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة وغيره، وعشرات بل المئات من رواياتهم وما نقل عنهم في هذا المجال وسيرتهم العطرة قائمة على ذلك علم صحة ما ألمحنا إليه فهو غيض من فيض، وأنهم لا يدعون إلى موعظة أو مكرمة إلا وقد سبق عملهم بها قبل قولها.

لقد خاطب الإمام الرضا (عليه السلام) في الحديث الصحيح أحمد بن أبي نصر البزنطي بقوله: وَإِيَّاكَ وَمُكَاشَفَة (10) النَّاسِ؛ فَإِنَّا - أَهْلَ الْبَيْتِ (11) نصلُ مَنْ قطَعَنَا، وَنُحْسِنُ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْنَا، فَنرى وَاللهِ فِي ذلك الْعَاقِبَةَ (12) الْحَسَنَةَ (13).

المكاشفة: العداوة، أو كشف حال الناس في المعتقدات والمذاهب وما هو مخفي لديهم من خصوصيات شخصية أو فئوية أو عرقية أو غيرها بحيث تؤدي للعداوة.

الناس: تعبير وكناية عن الأشخاص أو الفئات المخالفة لهم في المعتقد أو في الأحكام الفقهية، ولم تعترف بإمامتهم.

إن هذه قواعد أساسية اتخذها أهل البيت (عليهم السلام) طيلة حياتهم تنفك عنهم ولا ينفكون عنها لقد ترجموا سيرة جدهم الحبيب المصطفي (صلى الله عليه وآله) وتمثلوها عملياً عندما مدحه الله سبحانه بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]. وهم كذلك، فقد كانوا في أعلى درجات مكارم الأخلاق.

وطبقوا على أنفسهم قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34].

وقد طبقوا هذه الآية الكريمة في سيرتهم العملية، حتى تحول عدد كبير من ألد أعدائهم إلى المخلصين من أحبائهم والموالين لهم.

وقوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} [المؤمنون: 96].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ في (ف): (مطيعاً).

2ـ في (ب): - (و).

3ـ في البحار: - (وإرادته).

4ـ في (ف): (رحمك). وفي (بر، بف) وحاشية (ف): (رحمكم).

5ـ في (ب، د، ف، هـ، بر) وشرح المازندراني والوسائل والبحار، ج 70، (وكيدوا). وقوله: (كبدوا) من كبدت الرجل: أصبت كبده، والكبد: الشدة. الصحاح، ج 2، ص 530، (كبد). وفي مرآة العقول: (وكيدوا به، في أكثر النسخ بالياء المثناة، أي حاربوهم بالورع لتغلبوا أو ادفعوا به كيدهم ... أو احتالوا بالورع ليرغبوا في دينكم، كما مر في قوله (عليه السلام): (كونوا دعاة الناس)، وكأنه أظهر؛ وفي بعض النسخ بالباء الموحدة المشدّدة من الكبد بمعنى الشدة والمشقة، أي أوقعوهم في الألم والمشقة؛ لأنه يصعب عليهم ورعكم، والأول أكثر وأظهر.

6ـ في (ض): (أعدانا).

7ـ في (ص): - (كبدوا أعداءنا به). وفي البحار، ج 75: - (بد).

8ـ يقال: نعشه الله ينعشه نعشاً، إذا رفعه وانتعش العاثر، إذا نهض من عثرته.

والمعنى حاربوا أعداءنا بالورع لتغلبوا عليهم يرفعكم الله. وجوّزوا في (ينعشكم) كون الفعل من باب الافعال والتفعيل أيضاً؛ استناداً إلى ما في المصباح والقاموس. راجع: شرح المازندراني، ج 8، ص 239، مرآة العقول، ج 8، ص 64، النهاية، ج 5، ص 81 (نعش).

9ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 201 الحديث رقم 1640 وفي الطبع القديم

ج 2، ص 78، الوافي، ج 4، ص 327، ح 2034، الوسائل، ج 15، ص 243، ح 20391؛ البحار، ج 70، ص 302، ح 12، وج 75، ص 235، ذيل ح 1، الوافي، ج 4، ص 327، ح 2034، الوسائل، ج 15، ص 243، ح 20391، البحار، ج 70، ص 302، ح 12، وج 75، ص 235، ذيل ج 1.

10ـ في الوافي: (المكاشفة): المعاداة ظاهراً. يقال: كاشفه بالعداوة، أي باداه بها.

11ـ في نسخ (ب، ج، د، ز، ص، بر، بف): (بيت).

12ـ في نسخ (ب، ج، ز، ص): (العافية).

13ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 294، باب 56 - باب الصمت وحفظ اللسان الحديث رقم 1822، وفي الطبع القديم ج 2، ص 113، الوافي، ج 4، ص 449، ح 2313، الوسائل، ج 12، ص 189، ح 16047، البحار، ج 71، ص 295، ح 67. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.