أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-10
155
التاريخ: 2024-11-11
128
التاريخ: 2023-05-16
1017
التاريخ: 2024-11-11
134
|
شهد العراق تأسيس عدد من المطابع منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وقد سجل تطور الطباعة في اوروبا انجازا تاريخيا مدهشا الا ان ذلك التطور لم يصل الى الولايات العثمانية والولايات العراقية الا متأخرا، ويعزى تأخر ظهور الفن الطباعي في العراق إلى تدهور اوضاعه العامة خلال السيطرة العثمانية، كما ان السلطة العثمانية حرصت على فرض العزلة على الولايات العربية ومنها العراق في كل ما هو حديث، خشية ان تطالب هذه الولايات بالحرية والاستقلال فكان ان تأخرت الاقطار العربية ثقافيا، وبقيت خالية من الطباعة فترة طويلة رغم انتشارها في الاقطار الاخرى. يعتقد بعض المؤرخين ان اول مطبعة دخلت العراق كانت في عهد الوالي داوود باشا (1817-1831م) وهو معروف بحبه للعلم والثقافة ورغبته في تطوير العراق آنذاك، وان اول كتاب طبع فيها كان عام 1831 وعنوانه: (دوحة الوزراء في تاريخ وقائع بغداد الزوراء) لمؤلفه الشيخ رسول حاوي الكركوكلي، الا ان سقوط داوود باشا وتدهور الاوضاع بعده ادى إلى اهمال تلك المطبعة التي كانت تسمى (مطبعة دار السلام) فاندثرت ولم نجد أو نسمع بكتب اخرى طبعت فيها. تعد مطبعة الولاية في بغداد والتي اسسها الوالي المصلح مدحت باشا 1869-1872م، اول مطبعة الية تأسست في بغداد، وقد جلب معداتها من باريس بعد وصوله العراق مباشرة، وقدا خذت هذه المطبعة فور تشغيلها طبع جريدة الزوراء التي صدر عددها الاول في 15 حزيران سنة 1869، وقد وصفها احد الكتاب من معاصري تلك الفترة بانها مطبعة راقية فاخرة تدار بالبخار وبعد نقل مدحت باشا اهملت المطبعة، وحين جاء حازم بك واليا على بغداد جلب مطبعة جديدة 1905م ، ولكن لم يكتب لهذه المطبعة النجاح التام غير ان صحفيا بارزا هو محمد رشيد الصفار صاحب جريدة الزهور تضمنها من الحكومة بمبلغ 150 ليرة تركية سنويا، ثم سعى إلى تطويرها وجلب لها مسبكا جديدا، وحروفا متنوعة من اسطنبول والشام. وقد بدأت العمل وقامت بطبع بعض الصحف والكتب واستمرت حتى الحرب العالمية الاولى. كما جلب مدحت باشا مطبعة حجرية خاصة بطبع المنشورات، والاوامر العسكرية سميت بمطبعة الفيلق، وكانت مطبوعاتها ذات طابع سري ومحدود، ومن أبرزها خارطة بغداد وهي رسم مصور لمدينة بغداد كما كانت عليه قبيل الاحتلال البريطاني رسمه محمد رشيد بك البغدادي المعروف بعدئذ بـ رشيد الخوجة عام 1908م وكان رئيس ركن في الجيش العثماني. ويعد هذا المصور من الوثائق الدقيقة المهمة في تاريخ خطط مدينة بغداد. كما تأسست في بغداد مطبعة حجرية عام 1863م باسم مطبعة كافل التبريزي، وقد باشرت اعمالها في نفس العام بطبع كتاب مهم الفه أبو الفوز محمد امين البغدادي الشهير بالسويدي وعنوانه: سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب) ويقع في 118 صفحة من القطع الكبير، وقد كتب على صفحته الاولى وبوضح طبع هذا الكتاب في مدينة السلام بغداد في اواخر شهر رمضان المبارك من سنة 1883م. ويبدو ان هذه المطبعة تركت واهملت حال وصول مطبعة الولاية التي اسسها مدحت باشا والي بغداد 1896-1872م. ومن ابرز الكتب التي طبعت في هذه المطبعة كتاب (اخبار الدول واثار الاول) للقرماني، وكتاب (الظرائف واللطائف) للشيخ ابي النصر احمد بن عبد الرزاق المقدسي، وكتاب (المقامة اللطيفية) لجلال الدين السيوطي، ومعظم هذه الكتب طبعت على نفقة الثري الحاج محمد امين. في عام 1892م انشا ابراهيم باشا مطبعة دار السلام في بغداد، وقد وصفت هذه المطبعة بانها كبيرة الادوات فيها حروف حسنة وجميلة تضاهي أحسن المطابع في سوريا في اتقان طبعها، وقد عملت هذه المطبعة فترة ليست بالقصيرة في طبع بعض الكتب الادبية. كم تأسست مطبعة الشابندر التي اسسها محمود الشابندر احد التجار المعروفين في بغداد عام 1907م. لقد ارتبطت حركة الطباعة في الموصل بنشاطات الارساليات التبشيرية المختلفة، ولعل الاباء الدومنيكان الذين قدموا للوصل عام 1750م، كانوا من اوائل المهتمين بإدخال الطباعة الالية الحديثة اليه، ففي 9 تموز 1858م وصل الموصل هنري امانتون الدومينيكي رسوليا على العراق وايران و ارمينيا وقد اصطحب معه شابا كلدانيا من ماردين اسمه) يوسف) ليساعده في نصب المطبعة، وقد تم تأسيس مطبعة الدومنيكان بالموصل عام 1858م. وتولت مطبعة الدومنيكان مهمة طبع عدد من الكتب بلغات مختلفة منها: العربية والتركية والفرنسية، كما تولت كذلك عملية طبع الاوراق والسجلات الرسمية قبل مجيء مطبعة الولاية الرسمية عام 1875م. ولم تقتصر المطبعة الدومنيكية على طبع الكتب العربية بل تبنت طبع الكتب المدرسية لتعليم اللغة العربية وغيرها من اللغات. وقد استمرت مطبعة الدومنيكان في النشر حتى الحرب العالمية الاولى عندما اصدرت السلطات العثمانية او امرها بمصادرة المطبعة بدعوى تبعيتها لدولة معادية، وقد نقل إلى مطبعة الحكومة كثير من ادوات تلك المطبعة وحروفها، ولما احتل الانكليز الموصل في تشرين الثاني 1918م اعادوا إلى الاباء الدومنيكان بعض ما حفظ في المطبعة الرسمية من محتويات مطبعتهم، ولم تمتد اليه يد التلف أو السرقة. وقد واصلت المطبعة نشاطها فطبعت الكثير من الكتب والكراريس والمنشورات الحكومية ولعل أبرز ما طبعته خلال هذه الفترة منهج التعليم الابتدائي عام 1919م، ونظام بلدية الموصل عام 1920م، وايضاحات في تدريس اللغة العربية في المدارس عام 1921م. لقد تأسست في الموصل مطبعة للولاية عام 1875م اسسها تحسين باشا، وجلب معداتها وادواتها من اسطنبول، وكانت تقوم بطبع الأوراق الرسمية والدفاتر مع قيامها بطبع جريدة الموصل التي كانت تصدر اسبوعيا. وقد وضعت مطبعة الموصل تحت اشراف مكتوبجي الولاية مدير التحريرات وفي عام 1893 الحقت بمطبعة الولاية، تسع مطابع واحدة تدور بالبخار واثنتان تدوران باليد وأربع حجرية والة لتحسين الاقمشة، واخرى لعمل الاغلفة، واختصت احدى هذه المطابع بالجيش، وسميت بالمطبعة العسكرية، أو مطبعة الفيلق لتقوم بطبع ما يحتاج اليه الجيش من المنشورات والاوامر والكتب الفنية العسكرية. وكانت مطبوعاتها سرية لا يطلع عليها الا كبار الضباط خشية تسرب الاسرار العسكرية إلى الخارج. وقد تولت مطبعة الولاية كذلك طبع القوانين التجارية، وقوانين الاراضي، والكتب التاريخية، والتقاويم العثمانية المعروفة (موصل سالنامة). ولم تكن هذه المطبعة مقصورة على طبع المطبوعات الحكومية، وانما كانت تطبع كل ما يقدمه اليها الاهالي من مطبوعات. وكما اسس عيسى محفوظ بمشاركة فتح الله سرسم مطبعة في الموصل عام 1910م. أما في كربلاء فقد ظهرت الطباعة بصورة مبكرة، الا انها لم تستمر طويلا فمنذ عام 1856م جلبت اليها مطبعة حجرية، وقد قامت هذه المطبعة بطبع منشورات تجارية، وكتب ورسائل دينية، ثم طبع فيها كتاب (مقامات ابن الالوسي) لمؤلفه ابي الثناء الالوسي، وهو من رواد حركة النهضة الفكرية في العراق آنذاك والمتوفى عام 1884م ويقع في 131 صفحة. ويبدو ان المطبعة تركت أو اهملت لخلل ظهر فيها أو في ادارتها. أما في كركوك فقد تأسست في عهد الوالي فيضي باشا مطبعة تابعة للحكومة عام 1885م، وقد طبعت فيها الكتب القليلة أو المنشورات الرسمية وكافة صحف مدينة كركوك التي صدرت خلال هذه الفترة، ومنها الحوادث والمعارف، ومجلة كوكب معارف. تأسست في البصرة في اول مطبعة في عهد الوالي هدايت باشا عام 1889م، وكان صاحبها جلبي زادة محمد علي، وهو موظف بغدادي الاصل وقد طبعت في هذه المطبعة جريدة البصرة الرسمية والتي صدرت في 26 ايار 1889م. وكان يشرف عليها مؤسس المطبعة نفسه الا انه عندما نقل فيما بعد إلى بيروت لذا تبنت الحكومة هذه المطبعة ووسعتها. كما تأسست في البصرة ثلاث مطابع اهلية خلال هذه الفترة لتلبي حاجة الصحف التي كانت تصدر آنذاك، وهذه المطابع هي: مطبعة الاتحاد لصاحبها يوسف ذياب، والمطبعة المحمودية ومؤسسها محمود باشا العبد الواحد، والمطبعة الاحمدية لصاحبها احمد حميد ملا حسين وأخيه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|