المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

منشأ العصمة وسببها
3-08-2015
مصادر الاحياء المستعملة في المعالجات البيئية
27-1-2016
طبيعة الجزاء الاداري
9-4-2017
الآقا محمد مهدي ابن المولى محسن
8-2-2018
شهادة واعتراف بحديث الغدير من الصحابة
29-01-2015
Intermediate hydrides
9-1-2018


التقوى في نهج البلاغة  
  
1869   03:41 مساءً   التاريخ: 2023-06-22
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص30 ـ 34
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

جاءت لفظ التقوى والتوصية بها والحث عليها في مناسبات عديدة من أقوال أهل بيت العصمة نذكر جملة من هذه الأقوال:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة:

أوصيكم عباد الله بتقوى الله التي هي الزاد وبها المعاذ زاد مبلغ ومعاد منجح دعا إليها أسمع داع ووعاها خير واعٍ، فاسمع داعيها وفاز واعيها، عباد الله إن تقوى الله حمت أولياء الله محارمه، والزمت قلوبهم مخافته، حتى أسهرت لياليهم، واظمأت هواجرهم، فأخذوا الراحة بالنصب، والري بالظمأ، واستقربوا الأجل، فبادروا العمل، وكذبوا الأمل فلاحظوا الأجل)(1).

(اعلموا عباد الله أن التقوى دار حصن عزيز، والفجور دار حصن ذليل لا يمنع أهله، ولا يحرز من لجأ اليه، آلا وبالتقوى تقطع حمة الخطايا، وباليقين تدرك الغاية القصوى، عباد الله! الله الله في أعز الأنفس عليكم وأحبها إليكم، فإن الله قد اوضح لكم سبيل الحق، وأنار طرقه، فشقوة لازمة أو سعادة دائمة، فتزودوا في أيام الفناء لأيام البقاء، قد دللتم على الزاد وأمرتم بالظعن، وحثثتم على المسير، فإنما أنتم كركب وقوفٍ لا يدرون متى يؤمرون بالمسير، آلا فما يصنع بالدنيا من خلق للآخرة، وما يصنع بالمال من عما قليل يسلبه وتبقى عليه تبعته وحسابُه)(2).

وقال (عليه السلام): معاشر الناس اتقوا الله فكم من مؤملٍ ما لا يبلغه، وبانٍ ما لا يسكنه، وجامع ما سوف يتركه ولعله من باطلٍ جمعه ومن حق منعه، أصابه حراماً واحتمل به آثاماً، فباء بوزره وقدم على ربه آسفاً لاهفاً قد خسر الدنيا والآخرة؛ ذلك هو الخسران المبين(3).

تجهزوا رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيلِ واقلوا العرجة على الدنيا وانقلبوا بصالح ما بحضرتكم من الزاد، فإن أمامكم عقبة كئوداً ومنازل مخوفة مهولة لا بد من الورود عليها والوقوف عندها. واعلموا ان ملاحظ المنية نحوكم دانية وكأنكم بمخالبها، وقد نشبت فيكم وقد دهمتكم فيها مفظعات الأمور ومعضلات المحذور. فقطعوا علائق الدنيا واستظهروا بزاد التقوى(4).

وقال (عليه السلام): اتق الله بعض التقى وإن قل واجعل بينك وبين الله ستراً ًوإن رق(5).

وقال (عليه السلام): التُقى رئيس الاخلاق(6).

وقال (عليه السلام): أوصيكم عباد الله بتقوى الله وطاعته فإنها النجاة غداً والمنجاة آبداً رهب فابلغ ورغب فاسبغ ووصف لكم الدنيا وانقطاعها وزوالها وانتقالها، فأعرضوا عما يعجبكم فيها لقلة ما يصحبكم منها اقرب دار من سخط الله وابعدها من رضوان الله، فغضوا عنكم عباد الله غمومها وإشغالها لما قد ايقنتم به من فراقها وتصرف حالاتها فاحذروها حذر الشفيق الناصح والمجد الكادح، واعتبروا بما قد رأيتم من مصارع القرون قبلكم، قد تزايلت أوصالهم، وزالت آبصارهم واسماعهم، وذهب شرفهم وعزهم وانقطع سرورهم ونعيمهم(7).

وقال (عليه السلام): وأوصاكم بالتقوى وجعلها منتهى رضاه وحاجته من خلقه فاتقوا الله الذي أنتم بعينه ونواصيكم بيده، وتقلبكم في قبضته، إن أسررتم علمه، وإن أعلنتم كتبه، قد وكل بذلك حفظة كراماً لا ينقطون حقا ولا يثبتون باطلا واعلموا أنه من يتقِ الله يجعل له مخرجاً من الفتن ونوراً من الظلم، ويخلده فيما اشتهت نفسه وينزله منزل الكرامة عنده في دار اصطنعها لنفسه ظلها عرشه ونورها بهجته وزوارها ملائكته ورفقاؤها رسله فبادروا المعاد وسابقوا الآجال، فإن الناس يوشك أن ينقطع بهم الأمل ويرهقهم الأجل ويسد عنهم باب التوبة، فقد اصبحتم في مثل ما سأل إليه الرجعة من كان قبلكم وانتم بنو سبيل على سفر من دار ليست بداركم، وقد أوذنتم منها بالارتحال وأمرتم فيها بالزاد، واعلموا أنه ليس لهذا الجلد الرقيق صبرٌ على النار فارحموا نفوسكم فإنكم قد جربتموها في مصائب الدنيا، افرأيتم جزع أحدكم من الشوكة تصيبه والعثرة تدميه والرمضاء تحرقه فكيف إذا كان بين طابقين من نار ضجيع حجر وقرين شيطان اعلمتم أن مالكاً إذا غضب على النار حطم بعضها بعضاً لغضبه وإذا زجرها توثبت بين أبوابها جزعاً من زجرته(8).

وقال (عليه السلام): لا يقل عمل مع التقوى وكيف يقلُّ ما يتقبّل(9).

وقال (عليه السلام): لا مال اعود من العقل ولا وحدة اوحش من العجب ولا عقل كالتدبير ولا كرم كالتقوى ولا قرين كحسن الخلق ولا ميراث كالأدب(10).

وقال (عليه السلام): وقد رجع من صفين فأشرف على القبور بظاهر الكوفة يا اهل الديار الموحشة والمحال المقفرة والقبور المظلمة، يا اهل التربة يا اهل الغربة يا اهل الوحدة يا أهل الوحشة أنتم لنا فرط سابق، ونحن لكم تبع لاحق، اما الدور فقد سكنت، واما الازواج فقد نكحت، واما الأموال فقد قسمت هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم، ثم التفت إلى أصحابه فقال أما لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم أن خير الزاد التقوى(11).

وقال (عليه السلام): لا شرف اعلى من الإسلام ولا عز أعز من التقوى ولا معقل أحسن من الورع(12).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ نهج البلاغة: خ114.

2ـ المصدر السابق: خ155، نسخة دار المحجة.

3ـ المصدر السابق: خ344.

4ـ المصدر السابق: خ204.

5ـ المصدر السابق: خ242، قصار الحكم.

6ـ المصدر السابق: خ410، قصار الحكم.

7ـ المصدر السابق: خ161.

8ـ المصدر السابق: خ183.

9ـ المصدر السابق: خ95.

10ـ المصدر السابق: خ113.

11ـ المصدر السابق: خ130.

12ـ المصدر السابق: خ371. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.