المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24
الحديث المرسل والمنقطع والمعضل.
2024-11-24
اتّصال السند.
2024-11-24
ما يجب توفّره في الراوي للحكم بصحّة السند (خلاصة).
2024-11-24
من هم المحسنين؟
2024-11-23

السيد احمد ابن السيد محمد إبراهيم ابن السيد محمد تقي
10-9-2020
موضع المحور اختياري
2-2-2016
FK506
10-5-2016
ما هو التكبير؟
21-10-2014
Coordinate System, Polar
7-1-2016
Finite And Nonfinite Verbs
6-4-2021


إنجازات الإمام المهدي ( عليه السّلام ) في غيبته الكبرى  
  
1343   06:46 صباحاً   التاريخ: 2023-06-16
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 14، ص173-181
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى /

كما أشرنا في مقدمة الحديث فإن سيرة الإمام المهدي - عجل اللّه فرجه - وتحركاته في غيبته الكبرى تتمحور حول هدف التمهيد لظهوره والمساهمة في إزالة العلل الموجبة لغيبته ، وعليه يمكننا القول بأنّه يعمل في سبيل ترشيد الأمة واستجماعها لخبرات أجيالها المتعاقبة ؛ وفي سبيل إيصال الحق إلى الجميع ودعم وتأييد العاملين من أجل نشر الإسلام النقي وحفظه ، وهو يرعى عملية التمييز والتمحيص الإعدادي لجيل الظهور ، ويكشف فشل المدارس الأخرى وعجزها عن تحقيق السعادة المنشودة للبشرية ، ويساهم في حفظ روح الرفض للظلم ويحبط المساعي لقتلها . إنه ( عليه السّلام ) يقوم بكل ذلك ولكن بأساليب خفية غير ظاهرة قد يتضح الكثير منها عند ظهوره كما يتضح دوره ( عليه السّلام ) في الكثير من الحوادث الواقعة التي تصب في صالح تحقق الأهداف المتقدمة والتي لم تعرف أسباب وقوعها أو أنّ ما عرض من الأسباب لم يكن كافيا في تفسيرها .

رعايته للكيان الإسلامي

يقول الإمام المهدي ( عليه السّلام ) في رسالته الأولى للشيخ المفيد : « . . . فإنّا نحيط علما بأنبائكم ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم ، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون .

إنّا غير مهملين لمراعاتكم ، ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء وأصطلمكم الأعداء »[1].

إن الإمام يتابع أوضاع المؤمنين ويحيط علما بالتطورات التي تحصل لهم ومحاولات الاستئصال والإبادة التي يتعرّضون لها ويتخذ الإجراءات اللازمة لدفع الأخطار عنهم بمختلف أشكالها ، وهذه الرعاية هي أحد العوامل الأساسية التي تفسر حفظ أتباع مذهب أهل البيت ( عليهم السّلام ) واستمرار وجودهم وتناميه على مدى الأجيال على الرغم من شدة الحملات التصفوية التي عرضوا لها والإرهاب الفكري الحاد الذي مورس ضدهم لقرون طويلة . فهذه التصفيات الجسدية والمحاربة الفكرية الواسعة التي شهدها التأريخ الإسلامي كانت قادرة ولا شك على إنهاء وجودهم جسديا وفكريا لولا الرعاية المهدوية .

حفظ الاسلام الصحيح وتسديد العمل الاجتهادي

إنّ الإمام المهدي ( عليه السّلام ) يقوم أيضا في غيبته الكبرى بحفظ الإسلام النقي الذي يحمله مذهب أهل البيت ( عليهم السّلام ) . وهذه المهمة من المهام الرئيسة للإمامة ، ومن مظاهر قيامه ( عليه السّلام ) بها في غيبته تسديد العمل الاجتهادي للعلماء والفقهاء ومنع إجماعهم على باطل بطريقة أو بأخرى : « لأن هذه الآثار والنصوص في الأحكام موجودة مع من لا يستحيل منه الغلط والنسيان ، ومسموعة بنقل من يجوز عليه الترك والكتمان . وإذا جاز ذلك عليهم لم يؤمن وقوعه منهم إلّا بوجود معصوم يكون من ورائهم ، شاهد لأحوالهم ، عالم بأخبارهم ، إن غلطوا هداههم ، أو نسوا ذكّرهم أو كتموا ، علم الحق من دونهم .

وإمام الزمان ( عليه السّلام ) وإن كان مستترا عنهم بحيث لا يعرفون شخصه ، فهو موجود بينهم ، يشاهد أحوالهم ويعلم أخبارهم ، فلو انصرفوا عن النقل ، أو ضلّوا عن الحق لما وسعته التقية ولأظهره اللّه سبحانه ومنع منه إلى أن يبين الحق وتثبت الحجة على الخلق »[2].

والمقصود من الظهور هنا ليس الظهور العام بل المحدود لبعض العلماء وبالمقدار اللازم لتبيان الحق ، وهذه من القضايا التي بحثها العلماء في باب الإجماع ، فمثلا يقول العلّامة السيد محمد المجاهد في كتابه مفاتيح الأصول :

« . . . البناء على قاعدة اللطف التي لأجلها وجب على اللّه نصب الإمام فإنها تقضي ردهم لو اتفقوا على الباطل فإنه من أعظم الألطاف ، فإن امتنع حصوله بالطرق الظاهرة فبالأسباب [ الخفية ] . . . إن وجود الإمام ( عليه السّلام ) في زمن الغيبة لطف قطعا ؛ فيثبت فيه كل ما أمكن ؛ لوجود المقتضي وانتفاء المانع . وإن هذا اللطف قد ثبت وجوبه قبل الغيبة فيبقى بعده بمقتضى الأصل [ إضافة إلى ] أن النقل المتواتر قد دل على بقائه .

وقد ورد ذلك عن النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) والأئمة ( عليهم السّلام ) بألفاظ ومعان متقاربة ، فعن النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « إنّ لكل بدعة يكاذب بها الإيمان وليا من أهل بيتي موكلا يذب عنه ويعلن الحق ويرد كيد الكائدين » ، وعنه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وعن أهل البيت « أن فيهم في كل خلف عدولا ينفون عن الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين » .

وفي المستفيض عنهم ( عليهم السّلام ) « إن الأرض لا تخلو إلّا وفيها عالم إذا زاد المؤمنون شيئا ردهم إلى الحق وإن نقصوا شيئا تمم ذلك ولولا ذلك لا لتبس عليهم أمرهم ولم يفرقوا بين الحق والباطل » .

وعن أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) في عدة طرق : « اللّهمّ إنك لا تخلي الأرض من قائم بحجة إما ظاهر مشهور أو خائف مغمور لئلا تبطل حججك وبيناتك . . » ، وفي بعضها :

« لا بد لأرضك من حجة لك على خلقك يهديهم إلى دينك ويعلمهم علمك لئلا تبطل حجتك ولئلا يضل تبّع أوليائك بعد إذ هديتهم به ، إما ظاهر ليس بالمطاع أو مكتتم أو مترقب إن غاب عن الناس شخصه في حال هدايتهم فإنّ علمه وآدابه في قلوب المؤمنين مثبتة فيهم ، بها عاملون » .

وفي تفسير قوله تعالى : إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ [ ورد ] في عدّة روايات : « أن المنذر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وفي كل زمان إمام منا يهديهم إلى ما جاء به النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) » ، وفي بعضها [ عن أئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) في الآية ] : « واللّه ما ذهبت منا وما زالت فينا إلى الساعة » .

وعن أبي عبد اللّه [ الإمام الصادق ( عليه السّلام ) ] قال : « ولم تخل الأرض منذ خلقها اللّه تعالى من حجة له فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ولن تخلو إلى أن تقوم الساعة ولولا ذلك لم يعبد اللّه ، قيل : كيف ينتفع الناس بالغائب المستور ؟ ! قال ( عليه السّلام ) : كما ينتفعون بالشمس إذا سترها سحاب » .

وعن الحجة القائم ( عليه السّلام ) قال : « وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأنظار السحاب ، وإني لأمان أهل الأرض كما أن النجوم أمان أهل السماء » .

والاخبار في هذا المعنى أكثر من أن تحصى ، ومقتضاها تحقق الرد عن الباطل والهداية إلى الحق ؛ من الإمام في زمن الغيبة والمراد حصولها بالأسباب الخفية كما يشعر به حديث السحاب [ الانتفاع بالإمام كالانتفاع بالشمس إذا غيبها السحاب ] دون الظاهرة فإنها منتفية بالضرورة ، ولا ينافي ذلك تضمن بعضها الاعلان بالحق فإنه من باب الاسناد إلى السبب . . . »[3].

تسديد الفقهاء في عصر الغيبة

وكما أشرنا عند الحديث عن نظام « السفارة والنيابة الخاصة » في الغيبة الصغرى ، فإن هذا النظام كان تمهيدا لإرجاع الأمة في الغيبة الكبرى إلى الفقهاء العدول كممثلين له ( عليه السّلام ) ينوبون عنهم كقيادة ظاهرة أمر بالرجوع إليها في توقيعه الصادر إلى إسحاق بن يعقوب : « وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة اللّه عليهم » .

وقد أشار الأئمة ( عليهم السّلام ) من قبل إلى هذا الدور المهم للعلماء في عصر الغيبة الكبرى ، فمثلا روي عن الإمام علي الهادي ( عليه السّلام ) أنه قال : « لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم عليه الصلاة والسلام من العلماء الداعين إليه والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج اللّه ، والمنقذين لضعفاء عباد اللّه من شباك إبليس ومردته ، ومن فخاخ النواصب ؛ لما بقي أحد إلّا ارتدّ عن دينه . ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها ، أولئك هم الأفضلون عند اللّه »[4].

والمستفاد من قوله ( عليه السّلام ) « فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة اللّه عليهم » أن الفقهاء العدول يمثلون في الواقع واسطة بين الأمة والإمام - عجل اللّه فرجه - الأمر الذي يعني أن يحظى بعضهم - وخاصة الذين يحظون بمكانة خاصة في توجيه الأمة ودور خاص فكري أو سياسي في قيادتها - بتسديد من قبل الإمام - عجل اللّه فرجه - بصورة مباشرة أو غير مباشرة وبالخصوص في التحركات ذات التأثير على مسيرة الأمة وحركة الإسلام ، فهو يتدخل بما يجعل هذه التحركات في صالح الأمة أو بما يدفع عنها الاخطار الشديدة الماحقة ، وقد نقلت الكثير من الروايات الكاشفة عن بعض هذه التدخلات والتي لم تنقل أو لم تدون أكثر بكثير . وقسم منها يكون التدخل من قبل الإمام بصورة مباشرة وقسم آخر يكون بصورة غير مباشرة عبر أحد أوليائه[5].

أصحاب الإمام ( عليه السّلام ) في غيبته الكبرى

يستفاد من عدد من الأحاديث الشريفة أن للإمام المهدي - عجل اللّه فرجه - جماعة من الأولياء المخلصين يلتقون به باستمرار في غيبته الكبرى ومن أهل كل عصر ، وتصرح بعض الأحاديث الشريفة بأن عددهم ثلاثين شخصا ، فقد روى الشيخ الكليني في الكافي والشيخ الطوسي في الغيبة بأسانيدهما عن الإمام الصادق ( عليه السّلام ) قال : « لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة ولا بد له في غيبته من عزلة ونعم المنزل طيبة وما بثلاثين من وحشة »[6] ، وروى الكليني بسنده عن الإمام الصادق ( عليه السّلام ) قال : « للقائم غيبتان إحداهما قصيرة والأخرى طويلة ، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه إلّا خاصة شيعته والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلّا خاصة مواليه »[7] ، وتصرح بعض الأحاديث الشريفة بأن الخضر ( عليه السّلام ) من مرافقيه في غيبته[8].

ولعله ( عليه السّلام ) يستعين بهؤلاء الأولياء - ذوي المراتب العالية في الاخلاص – في القيام بما تقدم من مهام حفظ المؤمنين ورعايتهم وتسديد العلماء ودفع الأخطار عن الوجود الإيماني وتسيير حركة الأحداث - حتى خارج الكيان الإسلامي بما يخدم مهمة التمهيد لظهوره وإعداد العوامل اللازمة له .

الالتقاء بالمؤمنين في غيبته الكبرى

إنّ سيرة الإمام في غيبته الكبرى تفصح بأن لقاءاته فيها لا تنحصر في هذا العدد المحدود من الأولياء المخلصين في كل عصر بل تشمل غيرهم - ولو بصورة غير مستمرة - فالأخبار الخاصة الدالة على مشاهدته في الغيبة الكبرى كثيرة وعددها يفوق حد التواتر ، بحيث نعلم لدى مراجعتها واستقرائها ، عدم الكذب والخطأ فيها في الجملة[9] ، فقد نقل الميرزا النوري مائة منها في النجم الثاقب وفي المصادر الأخرى ما يزيد على ذلك بكثير ، إضافة إلى أن من المؤكد أن هناك مقابلات غير مروية ولا مسجلة في المصادر وإن كانت متناقلة عبر الثقات وأن المهدي - عجل اللّه فرجه - يتصل بعدد من المؤمنين في أنحاء العالم في كل جيل مع حرصهم على عدم التفوه بذلك وكتمه إلى الأبد ، بل يمكن القول بأن المقابلات غير المروية أكثر بكثير من المقابلات المروية .

وتشمل هذه المقابلات قضاء حوائج المؤمنين - كما كانت سيرة آبائه الأئمة ( عليهم السّلام ) بمختلف أقسامها المادية والمعنوية ، كما تشتمل على توجيه ، الوصايا التربوية وتوضيح غوامض المعارف الإلهية أو التنبيه إلى الأحكام الشرعية الصحيحة وغير ذلك من مهام الإمام في كل عصر .

ترسيخ الايمان بوجوده

وتحققت من هذه اللقاءات إضافة لذلك ثمار مهمة تتمحور حول ترسيخ الإيمان بوجوده ( عليه السّلام ) وإزالة التشكيكات المثارة تجاه ذلك في كل عصر بما يعزز مسيرة المؤمنين في التمهيد لظهوره ( عليه السّلام ) ، خاصة وأن معظم هذه المقابلات تقترن عادة بصدور ما لا يمكن صدوره عن غير الإمام ( عليه السّلام ) من ايضاحات علمية دقيقة أو كرامات إعجازية تقطع أي مجال للشك في هويته - عجل اللّه فرجه - وهي في معظم الأحوال تكون بمبادرة من الإمام نفسه وبصورة لا يتوقعها الفائز بلقياه ( عليه السّلام ) ، وبعد مدة - قد تطول أحيانا - من صدق المؤمن في طلب مقابلته والإخلاص للّه في القيام بالأعمال الصالحة بهدف الفوز بذلك ، كما أنها عادة ما تكون بالمقدار اللازم لقضاء حاجة المؤمن الطالب لها أو تحقيق الإمام للغاية المرجوة منها وغالبا ما ينتبه المؤمن إلى أنّ من التقاه هو الإمام المهدي ( عليه السّلام ) بعد انتهاء المقابلة ، وكل ذلك حفظا لمبدأ الاستتار في هذه الفترة .

حضور موسم الحج

وتصرح الأحاديث الشريفة بأن من سيرته ( عليه السّلام ) في غيبته حضور موسم الحج في كل عام ، وواضح ما في حضور هذا الموسم السنوي المهم من فرصة مناسبة للالتقاء بالمؤمنين من أنحاء أقطار العالم وإيصال التوجيهات إليهم ولو من دون التعريف بنفسه بصراحة والتعرف على أحوالهم عن قرب دون الحاجة إلى أساليب إعجازية .

إنّ الأحاديث الشريفة التي تذكر حضوره ( عليه السّلام ) هذا الاجتماع الإسلامي السنوي العام ، ذكرت أنه ( عليه السّلام ) : « يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه »[10] ، ويبدو أن المقصود هو الرؤية مع تحديد هويته ( عليه السّلام ) ، بمعنى أن يعرفوه أنه هو المهدي ، إذ توجد عدة روايات أخرى تصرح برؤيته في هذا الموسم وبعضها يصرح بعدم معرفة المشاهدين لهويته على نحو التحديد واقتصار معرفتهم بأنّه من ذرية رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله )[11].

 

[1] الاحتجاج : 1 / 323 وعنه في معادن الحكمة : 2 / 303 .

[2] كنز الفوائد للعلامة الكراجكي : 2 / 219 .

[3] مفاتيح الأصول : 496 - 497 ، باب الاجماع .

[4] الاحتجاج : 2 / 260 .

[5] جمع الشيخ كريمي الجهرمي مجموعة من هذه الروايات في كتاب ترجمه للعربية تحت عنوان : « رعاية الإمام المهدي للمراجع والعلماء الأعلام » منشورات دار ياسين البيروتية والكتاب مطبوع بالفارسية في قم .

[6] الكافي : 1 / 340 ، غيبة النعماني : 188 ، تقريب المعارف للحلبي : 190 .

[7] الكافي : 1 / 340 ، غيبة النعماني : 170 ، تقريب المعارف : 190 .

[8] كمال الدين : 390 وعنه في اثبات الهداة : 3 / 480 .

[9] راجع تاريخ الغيبة الصغرى : 640 وما بعدها وتاريخ الغيبة الكبرى : 107 وقد ناقش السيد الصدر في هذين الكتابين قضية الالتقاء بالامام في الغيبة الكبرى وعدم تعارضها مع امر الإمام المهدي - عجل اللّه فرجه - في توقيعه للشيخ السمري بتكذيب من ادعى المشاهدة في الغيبة الكبرى ، كما ناقشها الميرزا النوري في الباب السابع من كتاب النجم الثاقب والعلامة المجلسي في بحار الأنوار وغيرهم كثير واثبتوا جواز الالتقاء بالامام في الغيبة الكبرى .

[10] الكافي : 1 / 337 ، 239 ، غيبة النعماني : 175 .

[11] راجع مثلا الرواية التي ينقلها الشيخ الصدوق في كمال الدين : 444 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.