أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-3-2022
1538
التاريخ: 24-3-2022
5095
التاريخ: 26-1-2017
1441
التاريخ: 17-7-2017
1979
|
يطلق تعبير فوهات الانفجار على نوعيات معينة من التراكيب التي تنشأ عن ارتطام النيازك الكبيرة جدًّا بالأرض، حيث لا يتشظى النيزك الصادم، وحسب، بل يتفجر، كمادة قابلة للتفجير، شديدة الانفجار. وتعتبر فوهات الانفجار أهم أنواع الفوهات النيزكية على الإطلاق، وهي الهدف الأساسي لغالبية الدراسات التي تُجرى لتحديد طبيعة الصدمات النيزكية، وتأثيراتها على الأرض؛ فهذه النوعية من الفوهات تنشأ من ارتطام الأجسام النيزكية الكبيرة بالأرض، وما يترتب على ذلك من تولُّد طاقة عالية تُحدث الفوهة في مكان الارتطام، وتعمل على صهر وتبخر النيزك ذاته، والصخور الأرضية في موقع الصدمة؛ لذا فهي كبيرة الحجم مقارنة بفوهات الصدمة، ومقارنة بأحجام النيازك التي تحدثها. وتختلف عن النوع الأول في أن النيازك التي تحدثها غالبا ما لا توجد كاملة بداخلها، حيث تتشظى كليا، وتتبخر جزئيًا أو كليا وما يتبقى منها يوجد في الغالب على هيئة شظايا متناثرة حول الفوهات ولا يستبعد أن توجد بعض الشظايا النيزكية، داخل الفوهات، وهي تلك التي تندفع عموديا لأعلى بقوة الانفجار، ثم تسقط بعد ذلك في الفوهات. وتصنف فوهات الانفجار على أساس أحجامها وأعماقها، وعلاقة الحجم بالعمق، ووجود أو عدم وجود ما يعرف بالتداخل المركزي في منتصف الفوهات ذاتها، إلى نوعين مختلفين، يسمان: فوهات بسيطة، وفوهات مركبة. ويطلق تعبير فوهات نيزكية بسيطة على تلك الفجوات التي تتميز بأشكالها البسيطة نسبيًا، والتي عادة ما تكون على هيئة شكل «الطاس» أو «الطبق»، وأقطارها الكبيرة نسبيًّا مقارنة بأقطار فوهات الصدمة، وأقل من أقطار فوهات الانفجار المعقدة. فعادة ما تتراوح أقطارها من بضعة أمتار، حتى مئات الأمتار، لكن لا تزيد في الغالب عن 4 كم، ولا يوجد بها ما يعرف بالتداخل المركزي، الذي يميز الفوهات المعقدة. وتعتبر فوهة أريزونا، التي يبلغ قطرها 1200 متر، وعمقها 170 مترًا، النموذج المثالي لفوهات الانفجار البسيطة. ومن خلال الدراسات والحسابات التي أجريت على هذه الفوهة، تبين أن وزن النيزك الحديدي الذي أحدثها يقدر بحوالي 100000 (مائة ألف) طن. وقد سقط بسرعة تقدر بحوالي 15 كم / ثانية، وتولدت عنه طاقة تقدر بحوالي 1.12 × 1610 جول. وهذه الطاقة تعادل انفجار واحد ميجا طن من مادة الـ «ت. ن. ت» الشديدة الانفجار. وتتناثر في المنطقة حول الحدود الخارجية للفوهة كسرات متباينة الأحجام من الصخور، التي دفعتها قوة الانفجار إلى خارج الفوهة. وقد قدرت إحدى هذه الكسرات الصخرية بأنها تبلغ أكثر من 4000 طن.14
ويندرج ضمن نوع الفوهات النيزكية البسيطة فوهات منطقة «وابر» الشهيرة التي اكتشفها «فليبي»، عام 1932م، بالربع الخالي، بشمال شرق المملكة العربية السعودية. وتتوزع هذه الفوهات في موقع تبلغ مساحته حوالي 5 كم مربع، تغطيه الرمال جزئيا، لكن يمكن رؤية ثلاث حفر مكشوفة أو لم تغطّ بعد بالرمال، أقطارها 11 مترًا، 64 مترًا، 116 مترًا. وتصاحب هذه الحفر شظايا وقطع من النيزك الحديدي الذي كان السبب في تكونها. وكذلك تنتشر بالمنطقة قطع زجاجية سوداء، يطلق عليها «زجاج وابر»، تكونت من انصهار صخور الحجر الرملي الذي يشكل الموقع، من تأثير الحرارة المتولدة عن الصدمة النيزكية التي أحدثها ارتطام القطع النيزكية بالأرض. وتحتوي قطع زجاج وابر على حبيبات معدنية حديدية، تنتمي إلى النيزك الذي كون هذه الفوهات، تمتاز باحتوائها على نسبة عالية من عنصر النيكل. ويبدو أن النيزك الذي كون فوهات وابر قد انشطر في الجو قبل ارتطامه بالأرض إلى عدد من الشظايا الكبيرة أحدث ارتطامها بالأرض هذه الفوهات الثلاث المكشوفة الآن بالموقع. ومن دراسة هذه الفوهات الثلاث دراسة وافية يمكن توقع أن الجسم الذي أحدثها كان يزن – على وجه التقريب – حوالي 3500 طن على أقل تقدير. وقد نتج عن ارتطامه بالمنطقة طاقة تُقدَّر بحوالي 10 إلى 21 إرج. وهذه الطاقة تعادل الطاقة التي تنتج من انفجار حوالي 10 إلى 12 كيلو طن، من مادة ثالث نثرات التولوين، أو تعادل طاقة القنبلة الذرية التي ألقيت فوق مدينة «هيروشيما» اليابانية، في شهر أغسطس من عام 1945م، 15 ويقدر الباحثون عمر هذا الحدث بحوالي 6000 عام.16
وكما ينتمي عدد كبير من الفوهات النيزكية المؤكدة إلى هذا النوع من الفوهات، ينتمي إليها أيضًا عدد كبير من الفوهات المحتمل أصلها النيزكي. ومن بين تلك الفوهات التي يُحتمل أن يكون أصلها نيزكيًّا، والتي تنتمي إلى هذا النوع من الفوهات النيزكية البسيطة؛ فوهة «تسوينج»، التي تقع في الجزء الشمال الغربي من مقاطعة «جوتينج»، وعلى بعد حوالي 40 كم من مدينة بريتوريا، عاصمة جمهورية جنوب أفريقيا. وهي عبارة عن غور بيضاوي إلى دائري الشكل، يبلغ قطره 1100 متر، وعمقه 119 مترًا، وارتفاع حوافها الخارجية عن مستوى سطح الأرض المحيطة بها، يبلغ حوالي 60 مترًا. 17 وقاعها تغطيه مياه بركة ملحية نشأت من تدفق المياه من المنطقة المحيطة؛ نظرًا لأن المنطقة مطيرة، ومستوى المياه الجوفية مرتفع، شأن المناطق الرطبة على مستوى العالم، حيث تتدفق وتتجمع لتملأ أي حفرة أو فجوة أرضية.
ويطلق الباحثون في مجال الصدمات النيزكية تعبير فوهات نيزكية معقدة، على نوع من الفجوات التي يحدثها ارتطام النيازك الكبيرة جدًّا بالأرض. وتختلف الفوهات المعقدة عن الفوهات البسيطة، في الحجم والشكل؛ فهي عادة ما تكون كبيرة؛ إذ تزيد أقطارها عن 4 كم، وقد تصل إلى عشرات الكيلومترات. بالإضافة إلى ذلك، تتميز بوجود ما يُعرف بالتداخل المركزي، حيث تندفع الصخور من أعماق بعيدة، وترتفع في مركز الصدمة لأعلى مكونة قبة أو مجموعة قباب ترتفع عما حولها من قاع الفوهة. ويضم هذا النوع من الفوهات كلَّ الفوهات غير المؤكدة تقريبًا. ففي هذه الحالة لا يمكن أن يتخلف عن الصدمة بقايا من النيازك التي تحدثها؛ إذ تتبخر كليا من جراء الحرارة العالية المتولدة عن عملية الارتطام. ويوجد عدد كبير من مواقع الصدمات النيزكية، والفوهات النيزكية منتشرة على مستوى العالم. وأغلب هذه المواقع غير مؤكدة أي محتمل أن تكون مواقع صدمات نيزكية أو فوهات نيزكية، حيث لا يصاحبها بقايا النيازك التي أحدثتها، ولا توجد أدلة قاطعة على تكونها بالصدمات النيزكية، 18 على حسب دراسة «جريف وربيرتسون» في عام 1987م.
ويستخدم الباحثون تعبير «أستروبليم»، الذي يعني حرفيًّا «ندبة النجم» أو «ضربة النجم» لوصف مواقع الصدمات النيزكية القديمة، التي جرت عليها العوامل الأرضية، فتلاشت أشكالها الواضحة، التي تميز الفوهات النيزكية الحديثة التكوين نسبيا، وأزالت الشواهد التي يستدل من خلالها على أصلها النيزكي، أو غمرتها الرسوبيات التي غطتها وطمست معالمها في فترة لاحقة على تكونها. وظل الجيولوجيون يُطلقون على مثل هذه التراكيب تسمية «تراكيب انفجارات خفية»، في إشارة إلى أنها تراكيب ناشئة عن عوامل أرضية داخلية خفية عن العيان، منها أيضًا انفجارات ثورات البراكين. وأطلق تعبير «أستربوبليم» لأول مرة في عام 1961م، 19 من قبل الباحث الشهير الراحل «روبرت س. ديتز»، الذي يعد حجة في موضوع الفوهات والصدمات النيزكية، على بعض التراكيب الدائرية التي نشأت من تأثيرات الصدمات النيزكية على مواقعها، تمييزا لها عن التراكيب الأخرى التي تنشأ من العوامل الأرضية. وقد استفاد الباحثون من الدراسات التي أجريت لتحديد خصائص الصخور، التي تعرضت للصدمات النيزكية من المواقع التي تعتبر مواضع صدمات نيزكية مؤكدة، مثل موقع فوهة «الأريزونا» وموقع فوهات «وابر»، وغيرهما، وخرجوا بملاحظات عامة على تأثيرات الصدمات، مثل وجود معدن الكوسيت، والتشوهات الدقيقة في الصخور، والتراكيب المجهرية في بنية المعادن المكونة للصخور في هذه المواقع؛ ومن ثم درسوا الصخور بمواقع التراكيب الأخرى، التي كان يطلق عليها تعبیر «تراكيب انفجارات خفية». وكان من نتيجة ذلك إثبات الأصل النيزكي لعدد كبير منها؛ ومن ثم فقد أضحى عدم وضوح الشكل المميز للفوهات النيزكية، أو وجود شظايا نيزكية بالموقع التي قد تتلاشى بالعمليات الأرضية، بعد حدوث الصدمات النيزكية، بفترة طويلة أو حتى قصيرة، حيث يتوقف ذلك على طبيعة الصخور، والظروف المناخية السائدة بالمنطقة، غير ذي بال في التعرُّف على الأصل النيزكي لبعض التراكيب الأرضية.
_____________________________________________
هوامش
(14) Heide, F. and Wlotzka, F. (1995): Meteorites: Messengers from space.
(15) Winn, J. C. and Shoemaher, E. M. (1998): The day the sands caught fire, Scientific American, v. 279 (5), p. 65–71
(16) . http://en.wikipedia.org/wiki/Black_Stone
(17) Reimold, W. U. et al. (1999): The Tswaing Meteorite Crater. Geol. Survey S. A
(18) جريف، ف. أ. ر، تشكل فوهات التصادم على الأرض، مجلة العلوم، مجلد8، عدد 7، يوليو 1992، ص69–77.
(19) Dietz, R. (1961): Astroblemes. Scientific American, 205 (2), p. 50–58
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|