أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-06
![]()
التاريخ: 8-11-2014
![]()
التاريخ: 9-11-2014
![]()
التاريخ: 2024-11-03
![]() |
يقول تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [البقرة: 61]
ما جاء في ذيل الآية مورد البحث (وذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) وبناء على أن مرجع ذلك هو الكفر بآيات الله وقتل الأنبياء، هو ذات ما ورد في المباحث الأخلاقية بأن تمرنـوا عـلـى الكف عـن فـعـل المكروهات وتجنب المشتبهات حيث إنّها مرتع الصغائر والكبائر مـن الذنوب، وتجنبوا الابتلاء بالصغائر فارتكابها هو سبب للتورط بالكبائر وفي النهاية تكون سبباً لارتكاب أكبر المعاصي، ألا وهو الشرك والكفر.
جاء في سورة "الروم" ما نصه: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ} [الروم: 10] وقد ذهب أغلب المفسرين إلى تفسيرها بأن نهاية وعاقبة الذين يمارسون المعصية هي التكذيب بآيات الله؛ يعني إنهم يعتبرون أن عبارة: (أن كذبوا) ... هي اسم مؤخر لكان، وجملة: (عاقبة) ... خبر مقدم لها؛ أي: " كان تكذيب آيات الله عاقبة الذين... ".
كما أن الوضع النفساني يتماشى مع هذا التفسير أيضاً؛ إذ أن التجربة أظهرت أن الإنسان العاصي يقترب شيئاً فشيئاً من الخطر الجسيم حتى يصل تدريجياً إلى الكفر؛ بمعنى أنه بعد الارتكاب المكرّر للإثم العادي ينكسر حريم الشريعة في نظره، وتسقط هيبة أصل دين الله وحدوده من قلبه وروحه، فيُعزل الدين عن مسند السلطة والحاكمية على نفسه، حتى يصل إلى حيث كأنه لا وجود لشريعة أصلاً، ولا خبر قد جاء من السماء، ولا وحي قد نزل.
من الممكن أن يُستفاد من تعبير : وكانوا يعتدون في الآيـة مـدار البحث أن المعصية التي تجرّ الإنسان إلى عاقبة شؤم كهذه هي تلك تكون مصحوبة بالاعتداء، أي التعدي وهتك الحرمات؛ وعلى وجه التحديد هتك حرمة القائد الديني والسماوي؛ كما لو قال للنبي: "أسمع كلامك لكنني لا أطيعك": {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} [البقرة: 93] . فمثل هذا الاعتداء يمهد الأرضية للكفر أو هو الكفر بعينه.
يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) : "يا عباد الله فاحذروا الانهماك فـي المعاصي والتهاون بها فإن المعاصي يستولي بها الخذلان (1) على صاحبها حتى يوقعه فيما هو أعظم منها، فلا يزال يعصي ويتهاون ويخذل ويوقع فيما هو أعظم مما جنى حتى يوقعه في ردّ ولاية وصيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفع نبوة نبي الله ، ولا يزال أيضاً بذلك حتى يوقعه في دفع توحيد الله، والإلحاد في دين الله" (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الخذلان ضعف الإرادة.
2. التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري، ص 212؛ وتفسير الصافي، ج 1، ص123.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|