المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16575 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


ضيق ذرع بني إسرائيل ونزوعهم نحو التنوع  
  
600   02:00 صباحاً   التاريخ: 2023-05-25
المؤلف : الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج4 ص 710 - 714
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

يقول الله سبحانه وتعالى لليهود في القسم الأول من الآية محل البحث: "واذكروا إذ قلتم لموسى: إننا لا نطيق صنفاً واحداً من الطعام (1) فاسأل ربك أن يهيئ لنا من المحاصيل الأرضيّة وما تنبت التربة من البقول، والخيار، والثوم (أو الحنطة)، والعدس، والبصل".

لو كان طلب اليهود هذا أمراً طبيعياً لكان من الممكن أن يلطف الله تعالى بهم ويجيبهم إلى طلبهم كما فعل عند سؤالهم المن والسلوى ومطالبتهم بماء الشرب، إلا أن تعبير: لن نصبر .... كما هو حال تعبير: ولن نؤمن .... يدل على أن طلب بني إسرائيل كان عن عناد ولجاجة لا عن رجاء ومسألة. فكأنهم أرادوا القول لقد أخرجتنا من مـصـر ووعدتنا أن تجعل جميع الإمكانيات تحت تصرفنا لكنك لم تف بوعودك. فــي حين أن موسى (عليه السلام) كان قد وعدهم أن ينقذهم من رق آل فرعون وقــد فعل وتحرروا من هذا الرق فعلاً، ولم يعدهم أن يوفّر لهـم كـلّ مستلزمات الرفاهية بل دعاهم إلى الصبر والاستقامة والاستعانة بالله عز وجل عندما قال لهم: {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128] ، فإن أمامكم هدفاً أسمى من ذلك. إذن فلتستعينوا بالله ولتستمدوا منـه العــون. إنكـم قــد تغلبتم على أعتى أعدائكم بالصبر والاستقامة فكيف تقولون: طالمـا لـم نحصل على البصل والعدس وما إلى ذلك فإننا لن نصبر؟! فحينما يكون الهدف هو اقتلاع أصول الظلم والجور مـن المنطقة، فكيف يـكـون منطقكم: لن نصبر على طعام واحد ولم تفتح بعد من البلدان إلا مصر ولا تزال سيرة الفراعنة تهيمن على مدن الشام وفلسطين، وما زال جبابرة كالعمالقة يقطنون الأرض المقدسة التي كتبها الله لكم (وأنتم لستم علـى استعداد لقتالهم وإخراجهم منها)؟

إن بني إسرائيل بقولهم: لن نصبر قد نفوا عـيـن مـا أوصـاهـم بـه موسى (ألا وهو الصبر والاستقامة)، وبـأي أسلوب؟ بأسلوب النفــي المؤكد، أي باستعمال كلمة لنا التي تدل على تعنتهم ولجاجتهم (كما في قولهم: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ} [البقرة: 55] في قضيّة الرؤية) وبخطاب مثل: يــا موسى عوضاً عن "يا رسول الله" أو "يا نبي الله"، وبتعبيـر مـن قبيل: فادع لنا ربكم المقترن بالتحقير والاستهزاء. وكأن رب موسى لم يكن ربهم؛ وهو شبيه بمنطق أهل النار عند احتراقهم في جهنم {يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77] يعني: يا مالك النار! فليسلب ربـك حياتنا. لأجـل ذلك سخط الله على بني إسرائيل ولم يجبهم لطلبهم؛ كمـا قـد ووجهـوا بغضبه تعالى في أحداث الرؤية: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} [النساء: 153]

ومشابه لطلب بني إسرائيل هذا طلب مشركي الحجــاز مـن نبـي الإسلام (صلى الله عليه واله وسلم) عندما قالوا له: مُر الجبال فلتتباعد عن بعضها لنزرع فـي هـذا المكان. إذ كان يظن هؤلاء أن النبي لابد أن يُظهر كل يوم معجزة وأن يجعل ـ على سبيل المثال ـ من الجبال والوديان أرضاً منبسطة، أو أن يفصل بين الجبال (مع أنهم لن يؤمنوا حتى وإن شاهدوا مثل تلك المعاجز). أجــل فـلـم يُرد بالإيجاب على سؤال اليهود، بل إن موسى (عليه السلام) قد أثار ذات القضية التي يتحسسون منها؛ ألا وهي دخول المدينة الأمر الذي يستلزم المجابهة وإعــلان الحرب مع العمالقة أو غيرهم من الجبابرة والظلمة.

من هذا المنطلق يقول الباري تعالى في القـسـم الثـانـي مـن الآيـة محـط البحث: أتستبدلون بالطعام الحسن الطعام الأدنى؟ فإن كان ولابد فارحلوا عـــن الصحراء واهبطوا المدينة، وهناك ستجدون كل طلباتكم الخسيسة: قــال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم .

أتودون التفريط بالطعام الأرقى أي المن والسلوى مقابل الحصول على البصل والبقل؟ إنكم إذ تصرون بلجاجة على قول: إننـا لـن نـصبر، فإن الله (عزوجل) بدوره لن يدع البركات في أيديكم فإذا كنتم راغبين في الزراعة فادخلوا إحدى المدن واهبطوا من ذرى العزة إلى حضيض الذلة.

تنويه:

1. ينبغي الالتفات هنا إلى أنه في صحراء التيـه والحيــرة لـم يكن ثمة حل إلا تأمين الطعام الطرق غير العادية. ومن أجل ذلك لم يقترح بنو إسرائيل على موسى الذهاب إلى مدينة ذات أرض خصبة كي يحصلوا على الأطعمة المطلوبة بالعمل والزراعة، بل طلبوا منه تأمين متطلباتهم من خلال الدعاء المحض: فادع لنا.

2. مجيء الفعل "يُخرج" مجزوماً هـو إمـا إشعار بجـزمهم العلمي بتأثير دع دعاء النبي موسـى (عليه السلام) أو امارة على يقينهم وتوقعهم القاطع المشوب بالإصرار.

3. إن إسناد الإنبات إلى الأرض التي هي مبدأ قابلي وليست مصدراً فاعلياً لا يستبعد من قوم ما كانوا وليسوا هم في حصن التوحيد الأصيل، بيد أن ما يصحح هذا الإسناد هو إسناد الإخراج إلى الرب الذي هو المنبت والزارع الحقيقي: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} [الواقعة: 64]

4. لو كان المقترح منتفعاً من التوحيد الخالص لكــان النزوع التنوع بالنسبة له هو من سنخ الميل نحو التكثر في أسماء الله الحسني التي تعد كلها مجالي للواحد الحقيقي، وإذا كان محروماً من هذه النعمة العظيمة فهم يسعى وراء التلون الذي يقترن تارة بلبس ثوب الضلالة وحيناً بارتداء - قلعة الهداية. فإن استبدال الأدنى بالأعلى غير مستبعد من قوم هم محكومون تارةً بمنطق: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ } [البقرة: 59] ومبتلون تارةً أخرى بقضية: {وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [البقرة: 108]، وذلك لأن طبيعة مثل هذه الأمة هي تبديل الحسـن إلـى قبيح، والمغفرة إلـى عذاب، والتقدير الإلهي إلى تدبير بشري والتغذية الملكوتية إلى تغذية ملكية. وهذا التلوّن المذموم قد سرى من تلك الأمور إلى استبدال الثوم والبصل بالمن والسلوى.

5. لا يمكن استظهار مراتب نفع النعم المطلوبة وتفاضلها مع بعضها من خلال الترتيب المذكورة فيه. هذا وإن ذكرت للثوم والبصل فوائد جمة لم ينفها علم الطب، إلا أن الطعام الذي يجعل رائحة الفم كريهة لا يتناسب مع شأن القادة الربانيين. من هنا فقد نقل عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) أنه كان يجتنب تناول الثمر المذكور ويقول: ((... فإنّي أنـاجـي مـن لا تُناجي)) (2) ؛ أي إن لي مع الملائكة مناجاةً وحديثاً وليس لكم ذلك، لذا لابد أن يكون فمي مصوناً من الرائحة غير الطيبة.

6. يأتي الخير أحياناً في مقابل الشر، نحو: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35]، وأحياناً أخرى في مقابل الدني والحقير وإن لـم يـكـن شـراً. يُستظهر من تقابل عنواني الخير والأدنى أن محور التبديل، وإن لم يكن ممتازاً وكاملاً، إلا أنه كان مصوناً من الشر. بالطبع إنه من الممكن اعتبار الحرمان من الخير بما أنه شر نسبي بحد ذاته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. ليس المراد من الطعام الواحد هنا (مع أن المن والسلوى كانـا شـيئين اثنين) الوحدة العددية، بل أريد منه الوحدة السنخية وكون الطعام على وتيرة واحدة، أو أن مجموع المن والسلوى كان قد عُد بمنزلة الخبز والإدام فاعتبر لذلك طعاماً واحداً.

2. الجامع لأحكام القرآن، مج1، ج 1، ص 398.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .