المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



المختار من التراث الدعائي للإمام العسكري ( عليه السّلام )  
  
1150   06:28 مساءً   التاريخ: 2023-05-22
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 13، ص232-236
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / التراث العسكري الشريف /

1 - روى ابن فهد عن الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) أنّه قال : من أنس باللّه استوحش من الناس وعلامة الأنس باللّه الوحشة من الناس .[1]

2 - وروى عنه قوله ( عليه السّلام ) : ارفع المسئلة ما وجدت التحمل يمكنك فان لكل يوم رزقا جديدا .

واعلم أن الإلحاح في المطالب يسلب البهاء ، ويورث التعب والعناء ، فاصبر حتى يفتح اللّه لك بابا يسهل الدخول فيه ، فما أقرب الصنع من الملهوف والأمن من الهارب المخوف ، فربما كانت الغير نوعا من أدب اللّه ؛ والحظوظ مراتب ، فلا تعجل على ثمرة لم تدرك فإنما تنالها في أوانها .

واعلم أن المدبر لك اعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه ، فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك .

ولا تعجل بحوائجك قبل وقتها فيضيق قلبك وصدرك ويغشاك القنوط .

واعلم أن للحياء مقدارا فإن زاد عليه فهو سرف ، وان للحزم مقدارا فإن زاد عليه فهو تهور .

واحذر كل زكي ساكن الطرف ، ولو عقل أهل الدنيا خربت[2].

3 - سأل أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد العابد بالدالية أبا محمد الحسن بن علي ( عليهما السّلام ) في منزله بسرّ من رأى سنة خمس وخمسين ومأتين أن يملي عليه من الصّلاة على النّبي وأوصيائه عليه وعليهم السّلام وأحضر معه قرطاسا كبيرا فأملى عليه من غير كتاب :

اللّهمّ صلّ على محمّد كما حمل وحيك وبلّغ رسالاتك .

وصلّ على محمّد كما احلّ حلالك وحرّم حرامك وعلّم كتابك .

وصلّ على محمّد كما أقام الصّلاة وآتى الزّكاة ودعا إلى دينك .

وصلّ على محمّد كما صدّق بوعدك واشفق من وعيدك .

وصلّ على محمد كما غفرت به الذّنوب وسترت به العيوب وفرّجت به الكروب وصلّ على محمد كما دفعت به الشقاء وكشفت به الغماء وأجبت به الدّعاء ونجّيت به من البلاء .

وصلّ على محمّد كما رحمت به العباد وأحييت به البلاد وقصمت به الجبابرة وأهلكت به الفراعنة .

وصلّ على محمّد كما أضعفت به الأموال وأحرزت به من الأهوال وكسرت به الأصنام ورحمت به الأنام .

وصلّ على محمّد كما بعثته بخير الأديان وأعززت به الايمان وتبّرت به الأوثان وعظّمت به البيت الحرام .

وصلّ على محمّد وأهل بيته الطّاهرين الأخيار وسلّم تسليما .

اللّهمّ صلّ على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب أخي نبيّك ووصيّه ووليّه وصفيّه ووزيره ومستودع علمه وموضع سرّه وباب حكمته والنّاطق بحجّته والدّاعي إلى شريعته وخليفته في امّته ومفرّج الكرب عن وجهه قاصم الكفرة ومرغم الفجرة الّذي جعلته من نبيّك بمنزلة هارون من موسى .

اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله والعن من نصب له من الاوّلين والآخرين وصلّ عليه أفضل ما صلّيت على أحد من أوصيآء أنبيائك يا ربّ العالمين .

اللّهمّ صلّ على الصّدّيقة فاطمة الزّكيّة حبيبة حبيبك ونبيّك وامّ أحبّائك وأصفيائك الّتي انتجبتها وفضّلتها واخترتها على نساء العالمين اللّهمّ كن الطّالب لها ممّن ظلمها واستخفّ بحقّها وكن الثّائر اللّهمّ بدم أولادها اللّهمّ وكما جعلتها امّ أئمّة الهدى وحليلة صاحب اللّواء والكريمة عند الملأ الأعلى فصلّ عليها وعلى امّها خديجة الكبرى صلاة تكرم بها وجه أبيها محمّد صلّى اللّه عليه وآله وتقرّبها أعين ذرّيّتها وأبلغهم عنّي في هذه السّاعة أفضل التّحيّة والسّلام .

اللّهمّ صلّ على الحسن والحسين عبديك ووليّيك وابني رسولك وسبطي الرّحمة وسيّدي شباب أهل الجنّة أفضل ما صلّيت على أحد من أولاد النّبيّين والمرسلين .

اللّهمّ صلّ على الحسن بن سيّد الوصيّين ووصيّ أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) السّلام عليك يا بن رسول اللّه السّلام عليك يا بن سيّد الوصيّين أشهد انّك يا بن أمير المؤمنين امين اللّه وابن أمينه عشت مظلوما ومضيت شهيدا واشهد انّك الأمام الزّكيّ الهادي المهديّ اللّهمّ صلّ عليه وبلّغ روحه وجسده عنّي في هذه السّاعة أفضل التّحيّة والسّلام .

اللّهمّ صلّ على الحسين بن عليّ المظلوم الشّهيد قتيل الكفرة وطريح الفجرة السّلام عليك يا أبا عبد اللّه السّلام عليك يا بن رسول اللّه السلام عليك يا بن أمير المؤمنين اشهد موقنا انّك امين اللّه وابن أمينه قتلت مظلوما ومضيت شهيدا واشهد انّ اللّه تعالى الطّالب بثارك ومنجز ما وعدك من النّصر والتّأييد في هلاك عدوّك واظهار دعوتك واشهد انّك وفيت بعهد اللّه وجاهدت في سبيل اللّه وعبدت اللّه مخلصا حتّى أتاك اليقين لعن اللّه امّة قتلتك ولعن اللّه امّة خذلتك ولعن اللّه امّة ألّبت عليك وأبرء إلى اللّه تعالى ممن أكذبك واستخف بحقّك واستحلّ دمك بأبي أنت وامّي يا أبا عبد اللّه لعن اللّه قاتلك ولعن اللّه خاذلك ولعن اللّه من سمع واعيتك فلم يجبك ولم ينصرك ولعن اللّه من سبا نساءك أنا إلى اللّه منهم بريء وممّن ولّاهم ومالاهم وأعانهم عليه أشهد انّك والأئمّة من ولدك كلمة التقوى وباب الهدى والعروة الوثقى والحجّة على أهل الدّنيا وأشهد أنّي بكم مؤمن وبمنزلتكم موقن ولكم تابع بذات نفسي وشرايع ديني وخواتيم عملي ومنقلبي في دنياي وآخرتي .

اللّهمّ صلّ على عليّ بن الحسين سيّد العابدين الّذي استخلصته لنفسك وجعلت منه أئمّة الهدى الّذين يهدون بالحقّ وبه يعدلون اخترته لنفسك وطهّرته من الرّجس واصطفيته وجعلته هاديا مهديّا اللّهمّ فصلّ عليه أفضل ما صلّيت على أحد من ذرّيّة أنبيائك حتّى يبلغ به ما تقرّ به عينه في الدّنيا والآخرة إنّك عزيز كريم .

اللّهمّ صلّ على محمّد بن عليّ باقر العلم وامام الهدى وقائد أهل التّقوى والمنتجب من عبادك اللّهمّ وكما جعلته علما لعبادك ومنارا لبلادك ومستودعا لحكمتك ومترجما لوحيك وأمرت بطاعته وحذّرت من معصيته فصلّ عليه يا ربّ أفضل ما صلّيت على أحد من ذرّيّة أنبيائك وأصفيائك ورسلك وامنائك يا ربّ العالمين .

اللّهمّ صلّ على جعفر بن محمّد الصّادق خازن العلم الداعي إليك بالحقّ النّور المبين اللّهمّ وكما جعلته معدن كلامك ووحيك وخازن علمك ولسان توحيدك ووليّ امرك ومستحفظ دينك فصلّ عليه أفضل ما صلّيت على أحد من أصفيائك وحججك انّك حميد مجيد .

اللّهمّ صلّ على الأمين المؤتمن موسى بن جعفر البرّ الوفيّ الطّاهر الزّكيّ النّور المبين المجتهد المحتسب الصّابر على الأذى فيك اللّهمّ وكما بلّغ عن آبائه ما استودع من امرك ونهيك وحمل على المحجّة وكابد أهل العزّة والشّدّة فيما كان يلقى من جهّال قومه ربّ فصلّ عليه أفضل وأكمل ما صلّيت على أحد ممّن أطاعك ونصح لعبادك انّك غفور رحيم .

اللّهمّ صلّ على عليّ بن موسى الّذي ارتضيته ورضيت به من شئت من خلقك اللّهمّ وكما جعلته حجّة على خلقك وقائما بأمرك وناصرا لدينك وشاهدا على عبادك وكما نصح لهم في السّرّ والعلانية ودعا إلى سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة فصلّ عليه أفضل ما صلّيت على أحد من أوليائك وخيرتك من خلقك انّك جواد كريم .

اللّهمّ صلّ على محمّد بن عليّ بن موسى التقي ونور التقى ومعدن الهدى وفرع الأزكياء وخليفة الأوصياء وأمينك على وحيك اللّهمّ فكما هديت به من الضّلالة واستنقذت به من الحيرة وأرشدت به من اهتدى وزكّيت به من تزكّى فصلّ عليه أفضل ما صلّيت على أحد من أوليائك وبقيّة أوليائك انّك عزيز حكيم .

اللّهمّ صلّ على عليّ بن محمّد وصيّ الأوصياء وامام الأتقياء وخلف ائمّة الدّين والحجّة على الخلائق أجمعين اللّهمّ كما جعلته نورا يستضيء به المؤمنون فبشّر بالجزيل من ثوابك وانذر بالأليم من عقابك وحذّر بأسك وذكّر بأيّامك واحلّ حلالك وحرّم حرامك وبيّن شرائعك وفرائضك وحضّ على عبادتك وامر بطاعتك ونهى عن معصيتك فصلّ عليه أفضل ما صلّيت على أحد من أوليائك وذرّيّة أنبيائك يا اله العالمين .

اللّهمّ صلّ على الحسن بن عليّ بن محمّد البرّ التّقيّ الصّادق الوفيّ النّور المضيء خازن علمك والمذكّر بتوحيدك ووليّ امرك وخلف ائمّة الدّين الهداة الرّاشدين والحجّة على أهل الدّنيا فصلّ عليه يا ربّ أفضل ما صلّيت على أحد من أصفيائك وحججك وأولاد رسلك يا اله العالمين .

اللّهمّ صلّ على وليّك وابن أوليائك الّذين فرضت طاعتهم وأوجبت حقّهم وأذهبت عنهم الرّجس وطهّرتهم تطهيرا اللّهمّ انصره وانتصر به لدينك وانصر به أولياءك وأولياءه وشيعته وأنصاره واجعلنا منهم اللّهمّ اعذه من شرّ كلّ باغ وطاغ ومن شرّ جميع خلقك واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله واحرسه وامنعه ان يوصل اليه بسوء واحفظ فيه رسولك وآل رسولك واظهر به العدل وايّده بالنّصر وانصر ناصريه واخذل خاذليه واقصم به جبابرة الكفر واقتل به الكفّار والمنافقين وجميع الملحدين حيث كانوا من مشارق الأرض ومغاربها وبرّها وبحرها واملأ به الأرض عدلا واظهر به دين نبيّك عليه وآله السّلام واجعلني اللّهمّ من أنصاره وأعوانه واتباعه وشيعته وأرني في آل محمّد ما يأملون وفي عدوّهم ما يحذرون إله الحقّ آمين .[3]

 

[1] عدة الداعي : 194 .

[2] عدة الداعي : 124 .

[3] مصباح المتهجد : 280 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.