أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-27
476
التاريخ: 23-7-2018
2145
التاريخ: 24-1-2016
2198
التاريخ: 4-1-2017
3647
|
وتعتبر الصلاة وهي عمود الدين وواحدة من أهم العبادات في الإسلام، وسيلة التقرب المعنوية إلى الله تبارك وتعالى ، وهي همزة الوصل بين الخالق والمخلوق ، فالمصلي يقف عدة مرات كل يوم بين يدي الله عز وجل إيماناً به وإجلالاً لعظمته ، يتحدث إليه خاشعاً راجياً لطفه ورحمته، مستعيناً به على ضعفه وقلة حيلته، وهذا ما يمنحه قوة على السيطرة على أهوائه النفسية ليصون نفسه من الذنوب والمعاصي .
قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].
إن المصلي يستفيق في الثلث الأخير من الليل ليقف بين يدي خالقه، متضرعاً خاشعاً، يناجيه وكأنه يناجي حبيبه، يذرف دموع الحب وهو مسترسل في صلاته، يطلب حاجته بينما الناس يغطون في سبات عميق وهذا الارتباط المعنوي لن يزيده إلاً نوراً وإيماناً وحباً لله سبحانه وتعالى.
طاعة المحبوب :
كذلك الحال بالنسبة لفريضة الصوم والزكاة وغيرها من الفرائض والعبادات، فهي كالصلاة تسهم في تعزيز إيمان الفرد بخالقه وحبه له، لأن العبادة، إنما تؤتى بقصد إطاعة أوامر الحق، وطاعة المحبوب تقرب الحبيب من محبوبه وتزيده حباً واحتراماً له .
ركيزة الايمان:
لقد وضع الإسلام منهجاً تربوياً عملياً منظماً لتنمية الحس الديني لدى الشباب وكبح غرائزهم وتحديد ميولهم النفسية، ليصنع منهم جيلاً مؤمناً قوي الإرادة ، وإليك عزيزي القارئ أهم البنود التي تدخل في إطار هذا المنهج التربوي :
1- الدعوة إلى الإيمان بالله عز وجل حالما يبرز الحس الديني لدى الفتيان الذين يكونون متعطشين للتعرف على كل ما له صلة بالدين ، والاستدلال على وجود الله بأسلوب منطقي عقلاني يسهل على الفتيان إدراكه، وبذا تكون قد وضعت اللبنة الاولى لأساس الدين.
2- الحديث عن الصفات الإلهية التي تثير عاطفة الفتى وأحاسيسه تجاه خالقه وتزيده حباً له وتعلقاً به ، كالرحمن الرحيم ، فحب الله أفصل وسيلة يمكن أن نحي بها الحس الديني لدى الشباب ونرضي رغباتهم في التزود بسلاح الإيمان.
3- الاستفادة من تفتح الحس الديني لدى الفتيان والشباب على حب الله لهدايتهم إلى طريق الطاعة وتشجيعهم على أداء كامل الواجبات والفرائض الدينية.
قال عز من قائل:
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31].
وعندما يشعر الفتى بأنه قد حظي برضى الله تبارك وتعالى وعنايته نتيجة التزامه بأوامر الله ورسوله ، فإن حسه الديني سيتفاعل ويزداد وحبه للخالق الحق سيتضاعف.
4- تكليف الفتى بأداء العبادات المترتبة عليه من واجبة ومستحبة ، بهدف إقامة علاقة مباشرة بينه وبين خالقه ، فالصلاة اليومية التي بدأ يتعلمها في سن السابعة وأخذ يتمرن عليها تدريجياً ، عليه اليوم أن يواظب عليها ، ليقف بين يدي الله وقفة خشوع وتوسل ، ثم يتفرغ إلى الدعاء لخالقه السميع العليم ، راجياً رحمته خاشياً غضبه.
إن الفتى الذي يتربى في سن الـ 12 في ظل التعاليم الإلهية، وينمي بفضل إيمانه بالله عواطفه وأحاسيسه الدينية، لا شك أنه سيصبح في سن الـ 16 فرداً مؤمناً بكل ما في الكلمة من معنى ، تستطيع أحاسيسه القوية مقاومة غرائزه وشهواته والحيلولة دون تمردها.
أما الفتى الذي لم تحظ أحاسيسه الإيمانية ورغبته في المعرفة الدينية برعاية واهتمام ، ولم يتم إرضاء رغباته المعنوية ، ولم يعرف نور الإيمان إلى ضميره وقلبه سبيلاً ، فإنه سيصبح في سن الـ 16 أسير غرائزه وشهواته، ولن تكون أحاسيسه الدينية قادرة على مقاومتها ، وحمايته وهو في هذه المرحلة الخطيرة من شبابه ، من الضلالة والانحراف.
«يقول موريس دبس حول هذا الصنف من الفتيان : إن إيمانهم ولا شك سيمر في مرحلة صعبة وحرجة عندما يرون تضارب النظريات والمبادئ الحديثة في مفهومها حول تعيين وتحديد سلوك الشباب».
«وتبرز هذه الحالة بشكل خاص عندما تتضارب المبادئ السماوية مع النظريات الوضعية الحديثة، لتنفذ بآثارها إلى أعماق الشاب، وترضي أنانيته، أو عندما تثور الغرائز والشهوات على القواعد الأخلاقية والدينية، وفي مثل هذه الحالة لا يبقى للإيمان أثر في أعماق الشاب»(1).
إن المعرفة الفطرية والضمير الأخلاقي والحس الديني ، تدخل جميعها في مجموعات الرغبات والميول الطبيعية لجيل الشباب. وإذا ما أردنا أن نوفر للشباب تربية سليمة وصحيحة ، ينبغي علينا أن نتصرف معهم وكأنهم ولدوا حديثاً ، يعني يجب أن نراعي فيهم الجوانب المادية والمعنوية والجسمية والنفسية، ونستثمر بحكمة وتدبر استعداداتهم الطبيعية وميولهم الفطرية ، ونضع على أساسها قواعد التربية السليمة.
إن الإنسان كائن مخلوق من جسم وروح، وقائم على مجموعة من الميول والرغبات الطبيعية ، ولا يمكن أن نحقق السعادة لهذا الإنسان ما لم نلحظ الجانبين المادي والمعنوي لشخصيته، ونسعى إلى إرضاء كافة رغباته وفق المعايير الصحيحة. لأن الاهتمام ببعضها وإهمال بعضها الآخر يخالف قانون الخلقة ويتنافى وسعادة الإنسان.
«يقول الدكتور كارل: إننا مضطرون لإجراء دراسة شاملة على الإنسان، نتناول فيها طبيعته التركيبية والفيزيولوجية والفكرية والأخلاقية والثقافية والدينية والاجتماعية و... الخ. والعالم الذي لا يتناول إلا جانباً من مجموع الجوانب المعقدة لشخصية الانسان، يخيل له أنه أصاب في اكتشاف هذه الشخصية بكل جوانبها، في حين أنه لم يكتشف سوى جزء صغير من كل كبير» .
قصور العلم:
(إن عقل الإنسان لا يمكنه أن يتقبل ما لا يتوافق ومبادئ ونظريات عصرنا العلمية والفلسفية. ومهما يكن العالم، لا يتعدى كونه إنساناً يتأثر بالظروف المحيطة به ، وسرعان ما ينسى وجود بعض القضايا والمسائل التي لا تعللها النظريات الحديثة.
ويبدو أن التجارب والاختبارات العلمية لن تكفي لدراسة شخصية الإنسان وتحليل كل ما يقوم به من نشاطات، وواضح أن العلماء والباحثين في شؤون الإنسان عاجزون عن اكتشاف مكامن الإنسان، لأن تقنياتنا لا يمكنها أن تصل إلى الأشياء التي لا أوزان لها ولا أبعاد، لذا فهي عاجزة عن قياس مدى الحرص والحقد أو العطف والحنان في الإنسان ، أو القوة التي تثير أفكار العلماء وأحاسيس الفنانين والشعراء ، ومن هنا لم تكتمل مجموعة لمعلومات الضرورية لمعرفة طبيعة الإنسان، وهذا ما يلزمنا بدراسة أنفسنا من جميع الجهات دون أن نهمل جهة منها أو نغفل عنها)(2) .
______________________________
(1) ماذا أعرف ؟ ، البلوغ، ص119.
(2) الإنسان ذلك المجهول، ص 36 و37.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|