مفهوم انتقال الحرارة بالإشعاع عند إبراهيم النَّظام (القرن 3هـ/9م) |
933
02:03 صباحاً
التاريخ: 2023-04-25
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-9-2020
1376
التاريخ: 13-2-2017
1259
التاريخ: 2023-05-23
671
التاريخ: 2023-04-27
1097
|
حاول إبراهيم بن سَيَّار النَّظَّام (تُوفِّي 231هـ / 845م) أن يُثبت أنَّ الحرارة والبرودة أجسام لطاف، وليست مُجَرَّد أعراض، بدعوى أنَّ الأعراض لا يحدث بينها تضاد، إنما يحدث بين الأجسام كالحرارة والبرودة، والسواد والبياض والحلاوة والحموضة، وهي أجسام متفاسدة يُفسد بعضها بعضًا؛ لذلك فإنَّ كل جسمين مُتفاسدين فهما متضادان.51 أي خالف النَّظَّام الكثير ممن عاصروه الرأي بجعل الحرارة ذات طبيعة مادية لطيفة وليست مُجرد ظاهرة عابرة تؤثّر بالأجسام الأخرى وتضمحل. وكان يقول النظام إنَّ الدليل على أنَّ الضياء أخف من الحر هو أن النار تكون منك على قاب غلوة (أي مقدار رمية سهم) فيأتيك ضوءها ولا يأتيك حَرُّها. مثال آخر: لو أنَّ شمعةً في بيت غير ذي سقف لارتفع الضوء الهواء حتى لا تجد منه على الأرض إلا الشيء الضعيف، وكان الحر على شبه بحاله الأول. 52 طبعًا هو يقصد بذلك أن مدى انتشار الضوء أوسع من مدى انتشار الحرارة بالنسبة لمنبع صغير كالشمعة لكن بالنسبة لمنبع كبير وقريب من الأرض كالشمس فإنَّ الضوء يترافق مع الحرارة.
النار والصوت والضوء كلها مفاهيم مادية حسب النظام؛ لذلك فإنَّ مفهوم الحرارة لن يختلف بطبيعته عن تلك المفاهيم، ويفسّر الارتباط بين الحرارة والضوء على أنه ارتباط بين مادتين لكنهما عندما يَصْدُران عن الجسم فإنَّ الضوء يسبق الحرارة. لقد «زعم النَّظَّام أنَّ الحرّ جوهر صَعَّادٌ بمعنى أن الحرَّ هو جوهر وجسم من الأجسام، لا عَرَض من الأعراض، وإنما اختلفا، ولم يكن اتفاقهما على الصعود موافقا بين جواهر هما؛ لأنهما متى صارا من العالم العلوي إلى مكان صار أحدهما فوق صاحبه، وكان يجزم القول ويُبرم الحكم بأن الضياء هو الذي يعلو إذا انفرد، ولا يُعلى.»53
__________________________________
هوامش
51- بدوي، عبد الرحمن، مذاهب الإسلاميين، دار العلم للملايين، بيروت، 1994م، ص 235.
52- المرجع السابق نفسه، ص 275.
53- الجاحظ، الحيوان، ج 5، ص 6-7.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|