المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



فضل صلاة الليل.  
  
1342   10:07 صباحاً   التاريخ: 2023-04-11
المؤلف : الحسن بن أبي الحسن محمد الديلميّ.
الكتاب أو المصدر : إرشاد القلوب
الجزء والصفحة : ج1، ص 172 ـ 187.
القسم : الاخلاق و الادعية / صلوات و زيارات /

قال الله تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 17، 18].

وقال: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16، 17].

وقال سبحانه: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9].

وقال: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان: 64].

وقال: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79].

 وقال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 1 - 4]

وما كان الله ليدعو نبيّه إلاّ لأمر جليل وفضل جزيل، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله انّه قال: شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزّه استغناؤه عن الناس (1).

وقال (صلى الله عليه وآله): "إذا جمع الله الأولين والآخرين نادى مناد: ليقم الذين كانوا تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً، فيقومون وهم قليل، فيحاسب الله الناس من بعدهم".

[وفي الحديث الصحيح عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انّه قال: انّ في جنّة عدن شجرة تخرج منها خيل بلق مسرّجة بالياقوت والزبرجد، ذوات أجنحة لا تروث ولا تبول، يركبها أولياء الله، فتطير بهم في الجنّة حيث شاؤوا (2).

قال: فيناديهم أهل الجنّة: يا اخواننا ما أنصفتمونا، ثم يقولون: ربنا بماذا أنال عبادك منك هذه الكرامة الجليلة دوننا؟ فيناديهم ملك من بطان العرش: انّهم كانوا يقومون الليل وكنتم تنامون، وكانوا يصومون وكنتم تأكلون، وكانوا يتصدّقون بمالهم لوجه الله تعالى وأنتم تبخلون (3)، وكانوا يذكرون الله كثيراً لا يفترون، وكانوا يبكون من خشية ربهم وهم مشفقون"(4).

وكان ممّا ناجى به الباري تعالى داود (عليه السلام): "يا داود عليك بالاستغفار في دلج الليل والأسحار، يا داود إذا جنّ عليك الليل فانظر إلى ارتفاع النجوم في السماء وسبّحني، وأكثر من ذكري حتّى أذكرك.

يا داود انّ المتقين لا ينامون ليلهم إلاّ بصلاتهم اليّ، ولا يقطعون نهارهم إلاّ بذكري، يا داود انّ العارفين بي كحلوا أعينهم بمرود السهر، وقاموا ليلهم يسهرون، يطلبون بذلك مرضاتي (5)، يا داود انّه من يصلّي بالليل والناس نيام يريد بذلك وجهي، فانّي آمر ملائكتي أن يستغفروا له وتشتاق إليه جنّتي، ويدعو له كل رطب ويابس.

يا داود اسمع ما أقول والحق أقول، انّي أرحم بعبدي المذنب من نفسه لنفسه، وأنا أحب عبدي ما لا يحبني، واستحي منه ما لا يستحي منّي".

وصيّة: واعلم يا أخي انّ الليل والنهار لا يفتران من سيرهما، وانّما يسيران بنقص عمر ابن آدم وهما ساعات ولحظات، فإذا لهوت مع سرعة سيرهما لحظة، واشتغلت عن الصلاة والذكر لحظة اُخرى، ذهبت ساعات النهار كلها في غفلة، ثم جاء الليل فان نمته كلّه كنت ممن لا خير فيه ليلاً ولا نهاراً، ومن كان هذا حاله فموته خير له من حياته، لانّه قد مات قلبه ولا خير في حياة جسد (6) قد مات قلبه.

ولله درّ القائل:

أيقظان أنت اليوم أم أنت نائم *** وكيف يلذّ النوم حيران هائم

فلو كنت يقظان الغداة لحرقك (7) ***  مدامع عينيك الدموع السواجم

نهارك يا مغرور لهو وغفلة *** وليلك نوم والردى لك لازم

وسعيك ممّا سوف تكره عنده *** وعيشك في الدنيا كعيش البهائم

تسر بما يفنى وتفرح بالمنى ***   كما سرّ باللذات في النوم حالم

فلا أنت في اليقظان يقظان ذاكر   ولا أنت في النوم ناجٍ وسالم

ثم قال: يا جيفة بالليل بطالة بالنهار، تعمل عمل الفجّار وأنت تطلب منازل الأبرار، هيهات هيهات كم تضرب في حديد بارد.

وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): ليس (8) من بني آدم إلاّ وفي غفلة ونقص، ألا ترى إذا نمى له مال بالزيادة فيسر بذلك، وهذا الليل والنهار يجريان بطي عمره فلا يهمّه ذلك ولا يحزنه، وما يغني عنه مال يزيد وعمر ينقص، [ودين يذهب] (9).

وقد قيل لرجل: انّ فلاناً استفاد مالاً، فقال له: فهل استفاد أيّاماً يتفقّه (10) فيها؟

وقيل: انّ لله ملكاً ينادي: يا أبناء الخمسين زرع قد دنا حصاده، ويا أبناء الستين ماذا قدمتم لأنفسكم من العمل الصالح، وماذا أخّرتم من أموالكم لمن لا يترحم عليكم، ويا أبناء السبعين عدوا أنفسكم من الموتى.

ليت الخلائق لم يخلقوا، وليتهم إذ خلقوا علموا لماذا خلقوا، فاعرف يا أخي ذلك وبادر لعمل الخير ثم بادر قبل أن ينزل بك ما تحاذر، ولا يلهيك أحد من الناس عن صلاتك ودعائك وذكرك ربك، فيرفعان الملكان رقيب وعتيد دون ما كان يرفعان من عملك من قبل، والله لا يرضى منك بذلك بل يريد من عبده أن يزيد كل يوم في طاعته أكثر ممّا كانت.

وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله): "من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان غده شراً فهو ملعون، ومن لم يتفقّد النقصان في عمله (11) كان النقصان في عقله، ومن كان نقصان في عمله (12) وعقله فالموت خير له من حياته (13).

واعلم يا أخي انّ العقلاء العارفين بالله المجتهدين في تحصيل رضى الله، تراهم عامة ليلهم بذكر ربهم يتلذّذون، وفي عبادته يتقلّبون ما بين صلاة نافلة، وقراءة سورة، وتسبيح واستغفار، ودعاء وتضرّع، وابتهال وبكاء من خشيته، لا ينامون من ليلهم إلاّ ما غلبوا عليه وما أراحوا به أبدانهم، فهم الرجال الأخيار، ووصفك وصف اغترار (14)، جيفة بالليل بطّال بالنهار، تعتذر في ترك القيام بالليل بأعذار كاذبة.

تقول: أنا ضعيف القوى، أنا تاعب بكدر الدنيا، بي مرض وصداع، وتجمع بالبرد في الشتاء والحر في الصيف وهذه أعذار كاذبة، ولو انّ سلطاناً أعطاك ديناراً أو كسوة وأمرك أن تقف ببابه تحرسه بالليل لبادرت إلى ذلك، لا بل لو قال لك: خذ سلاحك واخرج قدّامي تحارب عدوي، لبذلت روحك العزيزة دونه وان قتلت.

وكم من انسان يأخذ درهماً اجرة له على حراسة زرع غيره، أو ثمرة غيره، ويسهر الليل كله في برد شديد وحرّ عظيم، ولو انّك أردت سفراً أو عملاً من أعمال الدنيا لسهرت عامة الليل في تعبية أشغالك (15)، وتحفظ تجارتك، ولم تعتذر بتلك الأعذار عن خدمة ربك.

وهذا يدل على كذبك، وضعف يقينك بما وعد الله العاملين (16) بالثواب والجنّة على الطاعة، فانّك قد أطعت في ذلك نفسك الأمّارة بالسوء، وأطعت ابليس وقد حذّرك الله من طاعته، فقال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6]. وقال تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 268].

 فاحذر (17) نفسك يا أخي من طول الرقاد، واعبد ربك حتّى تبلغ منه المراد.

ولله درّ بعض الزهاد حيث قال:

حبيبي تجاف من المهاد *** خوف من الموت والمعاد

من خاف من سكرة المنايا *** لم يدر ما لذّة الرقاد

قد بلغ الزرع منتهاه *** لابد للزرع من حصاد

فاستيقظ يا أخي من رقدتك، فقد مضى من عمرك أكثره في غفلة ونوم، ولا تنس نصيبك من قيام الليل فيما بقي من عمرك لتكون خاتمتك خاتمة خير، فاغتنمها تغنم، ولا تغفل عنها فتندم، فقد سمّى الله تعالى يوم القيامة يوم الحسرة والندامة، وسمّاها في موضع آخر يوم التغابن.

وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) انّه قال: "ما من مخلوق يوم القيامة إلاّ ويندم ولكن لا تنفعه الندامة، فأما السعيد إذا رأى الجنّة وما أعد الله فيها لأوليائه المتقين يندم حيث لا عمل له مثل عملهم، ويريد من العبادة أكثر منهم لينال درجتهم العليا في الفردوس الأعلى، وان كان من الأشقياء إذا رأى النار وزفيرها وما أعد الله فيها من العذاب الأليم، صرخ وندم حيث لم يكن أقلع من ذنوبه ومعاصيه ليسلم ممّا هو فيه".

فهذه هي الطامة الكبرى، فاستدرك يا أخي ما فرّطت من أمرك، واسكب الدمع بكاءً على نفسك حيث لم تكن صالحاً للقيام بباب ربك فأنامك، ولو علم انّك صالح للقيام لأقامك بالبدار قبل نفاد (18) الأعمار، فإنّ الدنيا مزرعة الآخرة وعلى قدر ما تزرعه في الدنيا تحصده في الآخرة، وقد أمر الباري عز وجلّ عباده بالمسارعة إلى الطاعات والاستباق إليها، فقال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21] ومن نام عن العبادات سائر ليله لم يمتثل ما أمره الله به من المسارعة إلى المغفرة، ودخول الجنّة العريضة التي أعدها للعاملين (19)، واعلم انّ من نام عامة ليله كان ذلك دليل على انّه عمل في نهاره ذنباً عظيماً فعاقبه الله، فطرده عن بابه ومرافقة العابدين الذين هم أحباؤه، ولو علم النائم عن صلاة الليل ما فاته من الثواب العظيم والأجر المقيم لطال بكائه عليه.

وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حسب الرجل من الخيبة أن يبيت ليله لا يصلّي فيها ركعتين، ولا يذكر الله فيها حتّى يصبح.

وقيل: يا رسول الله انّ فلاناً نام البارحة عن ورده حتّى أصبح، قال: ذلك الرجل بال الشيطان في اُذنه فلم يستيقظ.

وكان بعض العباد يصلّي عامة الليل فإذا كان السحر أنشد يقول:

ألا يا عين ويحك أسعديني *** بطول الدمع في ظلم الليالي

لعلّك في القيامة أن تفوزي *** بحور العين في قصر اللئالي

وقال بعض العابدين: رأيت في منامي كأنّي على شاطئ نهر يجري بالمسك الأذفر، وعلى حافته شجر من اللؤلؤ وقصب الذهب، وإذا بجوارٍ مزيّنات لابسات ثياب السندس، كأنّ وجوههنّ الأقمار، وهنّ يقلن: سبحان المسبّح بكل لسان سبحانه، سبحان الموجود في كل مكان سبحانه، سبحان الدائم في كل الأزمان سبحانه، فقلت لهنّ: من أنتنّ؟ فقلن:

ذرأنا إله النّاس ربّ محمّد *** لقوم على الأطراف بالليل قوم (20)

يناجون رب العالمين إلههم *** وتسري حمول القوم والناس نوّم

فقلت: بخٍ بخٍ لهؤلاء القوم، من هم؟ فقلن: هؤلاء المتهجّدون بالليل بتلاوة القرآن، الذاكرون الله كثيراً في السر والإعلان، المنفقين والمستغفرين بالأسحار.

فعاتب يا أخي نفسك، ولا تقبل منها اعتذارها في ترك القيام، فتلك معاذير كاذبة، فقوّام الليل تحمّلوا السهر والقيام والقعود، وصبروا صبراً جميلاً، أعقبهم ذلك راحة طويلة في نعمة لا انقطاع لها.

وأنت يا مسكين لو صبرت صبرهم وعملت مثل عملهم فزت بما فازوا، ولكنّك آثرت لذّات الرقاد على تحصيل الزاد، ولم تجد الزاد ولم تَجُد بمالك على المساكين من العباد، فآثر الله عليك العباد الزهاد، فقرّبهم وأبعدك، وأدناهم من بابه وطردك.

واعلم انّك إذا لم تنشط (21) لأفعال الخير وعبادة الله، فاعلم انّك مكبّل مقيّد قد قيّدتك ذنوبك وخطاياك، فسابق يا أخي العابدين بسهر الليل لتسبقهم إلى جنّات العلى، فالليل أسبق جواد ركبه الصالحون إلى رفيع الدرجات من الجنّات، فتكون ممّن مدحهم الله في كتابه العزيز، فقال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16] فانظروا إلى ما مدحه الله به المصلّين بالليل، المنفقين ممّا رزقهم الله على المستحقين، وإن خفت ألاّ تستيقظ للصلاة بعد النوم فخذ حظّك من الصلاة قبل النوم، وايّاك أن تغفل عن الاستغفار في وقت الأسحار، فذلك وقت لا تنام فيه الأطيار بل ترفع أصواتها بالتسبيح والأذكار، وعليك بتلاوة الأدعية والمناجاة فإنّ الدعاء مخ العبادة.

وان كنت ولابد من النوم (22) فاستيقظ منه ساعة للتوبة والبكاء والدعاء، فان غفلت ونمت الليل كله حتّى ساعة الدعاء فقد مات قلبك، ومن مات قلبه أبعده الله عن قربه.

قلت: وأقلّ حالات المؤمن أن يصلّي في ليله أربع ركعات من صلاة الليل، وأدنى من ذلك أن يقرأ مائة آية من كتاب الله العزيز، ثم يسبح الله تعالى ويدعو لنفسه ولوالديه وللمؤمنين، ثم يستغفر الله تعالى حتّى لا يكتب في ديوان الغافلين.

اعلم انّ الصلاة بين المغرب والعشاء لها فضل عظيم، وهي صلاة الأوّابين، وروي انّها تسمّى ساعة الغفلة، وهي ركعتين بين المغرب والعشاء، يُقرأ في الاُولى "الحمد" و"ذا النون إذ ذهب مغاضباً"، وفي الثانية "الحمد" و"وعنده مفاتح الغيب" وهي أفضل عند الله من صوم النهار.

واعلم يا أخي انّك إذا عملت الطاعات وواظبت على العبادات، من صيام أو صدقة أو بر أو صلة رحم، فاقصد به وجه الله تعالى خالصاً مخلصاً من الرياء المحبط للأفعال، واتبع فيه قول الله تعالى: {وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [يوسف: 109].

وقال (صلى الله عليه وآله): "انّ الله تعالى يقول: لا يزال عبدي يتقرّب اليّ بالنوافل مخلصاً لي حتّى احبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ان سألني أعطيته وان استعاذني أعذته (23)]. (24)

وقال (صلى الله عليه وآله): "إذا قام العبد من مضجعه والنعاس في عينيه ليرضي ربه بصلاة الليل، باهى الله به ملائكته فيقول: أما ترون عبدي هذا قام من مضجعه، وترك لذيذ منامه إلى ما لم أفرضه عليه، اشهدوا انّي قد غفرت له" (25).

وقال (صلى الله عليه وآله): "استعينوا بطعام السحر على صيام النهار، وبالقيلولة على قيام الليل، وما نام الليل كله أحد إلاّ بال الشيطان في اُذنه (26)، وجاء يوم القيامة مفلساً، وما من أحد إلاّ وله ملك يوقظه من نومه كل ليلة مرتين، يقول: يا عبد الله اقعد لتذكر ربك، ففي الثالثة ان لم ينتبه يبول الشيطان في اُذنه.

روت عائشة قالت: انّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقوم من فراشه ويصلّي ويقرأ القرآن ويبكي، ثم يجلس يقرأ ويدعو ويبكي حتّى إذا فرغ اضطجع وهو يقرأ ويبكي حتّى بلّت الدموع خديه ولحيته، قلت: يا رسول الله أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر؟ قال: بلى، أفلا أكون عبداً شكوراً.

وقال: "الشتاء ربيع المؤمن، قصّر نهاره فصامه وطال ليله فقامه" (27).

وقال: "من خاف أن ينام عن صلاة الليل فليقرأ عند منامه: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].

ويقول: اللهم أنبهني لأحب الساعات إليك، فأدعوك فتجيبني، وأسألك

فتعطيني، وأستغفرك فتغفر لي. ويقول: اللهم ابعثني من مضجعي لذكرك (28) وشكرك وصلاتك واستغفارك، وتلاوة كتابك، وحسن عبادتك يا أرحم الراحمين (29).

وقال النبي (صلى الله عليه وآله): "انّ البيوت التي يُصلّى فيها بالليل ويُتلى فيها القرآن تضيء لأهل السماء كما يضيء الكوكب الدرّي لأهل الأرض" (30).

واعلموا علماً يقيناً انّه ما تقرّب المؤمن بقربان أعظم عند الله سبحانه وأفضل من صلاة الليل، والتسبيح والتهليل بعدها ومناجاة ربّه العزيز الحميد، والاستغفار من ذنوبه، وأدعية صلاة الليل ببكاء وخشوع، ثم قراءة القرآن إلى طلوع الفجر وايصال صلاة الليل بصلاة النهار، فانّي اُبشّره بالرزق الواسع بالدنيا من غير كدٍّ ولا تعب ولا نصب، وبعافية شاملة في جسده، واُبشّره إذا مات بالنعيم في قبره من الجنة، وضياء قبره بنور صلاته تلك إلى يوم محشره.

واُبشّره بانّ الله تعالى لا يحاسبه، وأن يأمر الملائكة تدخله الجنة في أعلى عليين في جوار محمد وأهل بيته الطاهرين، فيالها من فرصة ما أحسن عاقبتها إذا سلمت من الرياء والعجب.

وقال (صلى الله عليه وآله) في وصيّته لأمير المؤمنين (عليه السلام): "وعليك بصلاة الليل ـ وكررّ ذلك ثلاثاًـ " (31).

وقال: "ألا ترون إلى المصلّين بالليل وهم أحسن الناس وجوهاً، لأنّهم خلوا بالليل لله سبحانه فكساهم من نوره" (32).

وسُئل الباقر (عليه السلام) عن وقت صلاة الليل فقال: "هو الوقت الذي جاء

عن جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) انّه قال: انّ لله تعالى منادياً ينادي في السحر: هل من داع فأجيبه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من طالب فأعطيه؟ ثم قال: هو الوقت الذي وَعَدَ فيه يعقوب بنيه أن يستغفر لهم، وهو الذي مدح فيه المستغفرين فقال: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران: 17] انّ صلاة الليل في آخره أفضل من أوّله، وهو وقت الإجابة، والصلاة فيه هدية المؤمن إلى ربه، فأحسنوا هداياكم إلى ربكم يحسن الله جوائزكم، فانّه لا يواظب عليها إلاّ مؤمن صدّيق (33).

واعلم أيّدك الله انّ صلاة الليل من أول نصفه الأخير لمن يطول في قراءته ودعائه أفضل، وهي في آخره لمن يقتصر أفضل.

وقال الصادق (عليه السلام): "لا تعطوا العين حظّها من النوم فإنّها أقل شيء شكراً" (34).

وروي انّ الرجل يكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل، فإذا حرم صلاة الليل حرم بذلك الرزق (35).

وقال (عليه السلام): "كذب من زعم انّه يصلّي صلاة الليل ويجوع بالنهار" (36).

وفيما أوحى الله إلى موسى بن عمران: لو رأيت الذين يصلّون لي في [ظلم] (37) الدياجي وقد مثّلت نفسي بين أعينهم (38) وهم يخاطبوني وقد جليت عن المشاهدة، ويكلّموني وقد تعزّزت عن الحضور، يا ابن عمران! هب لي من عينيك الدموع، ومن قلبك الخشوع، ومن بدنك الخضوع، ثم ادعني في ظلم الليالي تجدني قريباً مجيباً، يا ابن عمران! كذب من يقول (39) انّه يحبني وإذا جنّه الليل نام عنّي (40).

وروي عن المفضل بن صالح قال: قال لي مولاي الصادق (عليه السلام): يا مفضل انّ لله تعالى عباداً عاملوه بخالص من سرّهم فقابلهم (41) بخالص من برّه، فهم الذين تمرّ صحفهم يوم القيامة فرغاً، فإذا وقفوا بين يديه ملأها لهم من سرّ ما أسرّوا إليه، فقلت: وكيف ذلك يا مولاي؟ فقال: أجلّهم أن تطّلع الحفظة على ما بينه وبينهم" (42).

وفي هذا دلالة على انّ الإخفاء بها أفضل من الإجهار بها، وقول النبي (صلى الله عليه وآله): "خير العبادة أخفاها، وخير الذكر الخفي" وقوله (عليه السلام): "صلاة السر تزيد على الجهر بسبعين ضعفاً"، ومدح الله تعالى زكريا إذ نادى ربّه نداءً خفيّاً، وقال سبحانه: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: 205] وهذا صريح في فضل إخفائها.

وسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوماً يرفعون أصواتهم بالدعاء، فقال: على رسلكم انّما تدعون سميعاً بصيراً حاضراً معكم (43).

وما ورد من استحباب الجهر في صلاة الليل فانّه يختصّ بالقراءة دون الدعاء، واعلم انّ كيفيّة رفع اليدين في الصلاة أن تكونا مبسوطتين تحاذي صدر الإنسان.

[وعن سعد بن يسار قال:] (44) قال الصادق (عليه السلام): هكذا الرغبة ـ وأبرز باطن كفّيه إلى السماء ـ وقال: هكذا الرهبة ـ وجعل ظهرهما إلى السماء ـ وقال: هكذا التضرّع ـ وحرّك اصبعيه السبابتين يميناً وشمالاًـ وقال: هكذا التبتّل ـ ورفع اصبعيه ووضعهما ـ وقال: هكذا الابتهال ـ ومدّ يديه تلقاء وجهه إلى القبلة ـ وقال: من ابتهل منكم فمع الدمعة يجريها على خديه، وان لم يبكِ فليتباك، ومن لم يستطع أن يصلّي قائماً فليصلّي قاعداً (45).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): مَن استغفر الله في السحر سبعين مرّة كان من الذين قال الله فيهم: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران: 17].

وقال: من قرأ في ليلة سبعين آية لم يكن من الغافلين.

وقال بعضهم: لئن أبيت نائماً وأصبح نادماً خير من أن أبيت قائماً واُصبح معجباً (46).

وقرّب رجل من بني اسرائيل قرباناً فلم يُقبل منه، فرجع وهو يلوم نفسه ويقول لها: يا نفس هذا منك ومن قبلك اُتيت، فنودي: انّ مقتك لنفسك خير من عبادة مائة ألف سنة (47).

وقال بعض الصالحين: نمت ذات ليلة عن وردي فسمعت هاتفاً يقول: أتنام عن حضرة الرحمن، وهو يقسم جوائز الرضوان بين الأحبة والخلاّن، فمن أراد منّا المزيد فلا ينام ليله الطويل، ولا يقنع من نفسه لها بالقليل (48).

ويستحب أن لا تكون يده تحت ثيابه، فقد ذكر بعض الصالحين انّه دعا وإحدى يديه بارزة والاُخرى تحت ثيابه، فرأى في نومه البارزة مملوءة نوراً والاُخرى ليس فيها شيء، فسأل في نومه عن سبب ذلك، فقيل له: لو أبرزتها لاُمليت (49) نوراً، فحلف أن لا يعود إلى ذلك أبداً.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): "لقارئ القرآن في الصلاة قائماً بكل حرف يقرأه مائة حسنة، وقاعداً خمسون حسنة (50)، ومتطهّراً في غير صلاة خمسة وعشرون حسنة، وعلى غير طهارة عشر حسنات، امّا أنا لا أقول المزيد له بالألف عشر، وباللام عشر، وبالميم عشر، وبالراء عشر" (51).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "قال تعالى: من أحدث ولم يتوضّأ فقد جفاني، ومن توضّأ ولم يصلّ ركعتين فقد جفاني، ومن صلّى ركعتين ولم يدعني فقد جفاني، ومن أحدث وتوضّأ ودعا ولم اُجبه فقد جفوته ولست برب جاف" (52).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "اتخذوا المساجد بيوتاً، وعوّدوا قلوبكم الرقة (53)، وأكثروا من التفكّر والبكاء من خشية الله تعالى، وكونوا في الدنيا أضيافاً، وأكثروا من الذكر" (54).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): "ما فرغ امرؤ فرغة (55) إلاّ كانت عليه حسرة يوم القيامة" (56).

وقال: "ان امرؤ ضيّع من عمره ساعة في غير ما خلق له لجدير أن تطول عليه حسرته يوم القيامة" (57).

وقال (صلى الله عليه وآله): "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ" (58).

وأبلغ من هذا الكلام وأفصح قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون: 9] وان كان مندوباً إليه فانّه في جنب الذكر خسارة؛ لأنّ الربح القليل في جنب الكثير خسارة.

وقال النبي (صلى الله عليه وآله): "ليكن لسان أحدكم رطباً من ذكر ربّه".

وقال الله تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28].

وقال سبحانه: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى} [النجم: 29، 30] وقد أمرنا بالذكر في كتابه.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. الكافي 2: 148 ح1؛ عنه البحار 75: 109 ح14.
  2. من هنا إلى ص 181 لم يكن في "الف" و"ب"، وأثبتناه من "ج" و"د".
  3. في "د": تمسكون.
  4. أمالي الصدوق:239 ح14 مجلس 48؛ عنه البحار 87: 139 ح7.
  5. في "د": قاموا بأرجلهم يطلبون....
  6. في "د": حيّ.
  7. في "د": لحرقت.
  8. في "ج": قليل.
  9. أثبتناه من "د".
  10. في "د": ينفعه.
  11. في "د": في جسده.
  12. في "د": في جسده.
  13. البحار 71: 173 ح5؛ عن أمالي الصدوق نحوه.
  14. في "د": يوصفك بوصف الاختيار.
  15.  في "د": بقية أسفارك.
  16. في "د": العالمين.
  17. في "د": فازجر.
  18. في "د": انقضاء.
  19. في "د": أعدها الله للعابدين.
  20. في "د": ساجد.
  21. في "د": تمشي.
  22. في "د": فان كنت غافلاً بعض الليل للنوم.
  23.  البحار 87: 31 ح15؛ عن المحاسن.
  24. إلى هنا تم ما نقلناه من نسخة "ج" و"د".
  25. روضة الواعظين: 320؛ عنه البحار 87: 156 ح40; معالم الزلفى: 45.
  26. في "ج": اُذنيه.
  27. معاني الأخبار: 228؛ عنه البحار 83: 133 ح102.
  28. في "ب": أيقظني لذكرك.
  29. عنه البحار 87: 173 ح2.
  30. روضة الواعظين: 321.
  31.  البحار 87: 157 ح42؛ عن روضة الواعظين.
  32. علل الشرائع: 365 ح1 باب87؛ عنه البحار 87: 159 ح 48.
  33. عنه البحار 87: 222 ح32.
  34.  البحار 87: 156 ح39؛ عن عدة الداعي.
  35. عنه معالم الزلفى: 45.
  36. روضة الواعظين: 321؛ عنه البحار 87: 157 ح42؛ والمحاسن 1: 125 ح141.
  37. أثبتناه من "ب".
  38. في "ب": أيديهم.
  39. في "ج": زعم.
  40. البحار 13: 361 ح78؛ عن عدة الداعي.
  41. في "ج": فعاملهم.
  42. عنه البحار 70: 252 ح7؛ ومعالم الزلفى: 247.
  43. البحار 93: 343 ح12 نحوه.
  44.  أثبتناه من "ب".
  45. الكافي 2: 480 ح3 باختلاف.
  46. أورده المصنف في أعلام الدين: 264.
  47. أورده المصنف في أعلام الدين: 264.
  48.  أورده المصنّف في أعلام الدين: 281.
  49. في "ب" و"ج": لامتلأت.
  50. في "ب": خمسة وخمسون حسنة.
  51. الوسائل 4: 848 ح3; عن عدة الداعي.
  52. عنه البحار 80: 308 ح18.
  53. في "ج": الرأفة.
  54. البحار 73: 81 ح43؛ عن كنز الكراجكي.
  55. في "ج": ما فزع امرؤ فزعة.
  56. عنه معالم الزلفى: 245.
  57. عنه معالم الزلفى: 245.
  58. مجموعة ورام 1: 279.

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.