المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 5716 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ربنا وآتنا ما وعدتنا على‏ رسلك}
2024-04-28
ان الذي يؤمن بالله يغفر له ويكفر عنه
2024-04-28
معنى الخزي
2024-04-28
شروط المعجزة
2024-04-28
أنواع المعجزة
2024-04-28
شطب العلامة التجارية لعدم الاستعمال
2024-04-28

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التخويف والترهيب في الروايات.  
  
846   10:43 صباحاً   التاريخ: 2023-04-05
المؤلف : الحسن بن أبي الحسن محمد الديلميّ.
الكتاب أو المصدر : إرشاد القلوب
الجزء والصفحة : ج1، ص 78 ـ 89.
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-18 181
التاريخ: 14/11/2022 1211
التاريخ: 29-4-2021 1600
التاريخ: 13-4-2020 1948

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "مهلا عباد الله عن معصية الله، فإنّ الله شديد العقاب" (1).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إنّ الله لم يعطِ ليأخذ ولو أنعم على قوم ما أنعم، وبقوا ما بقي الليل والنهار، ما سلبهم تلك النعم وهم له شاكرون إلا أن يتحوّلوا من شكر إلى كفر، ومن طاعة إلى معصية، وذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]".

وقال أميرالمؤمنين (عليه السلام): "إنّ الله يبتلي عباده عند طول السيئات بنقص الثمرات، وحبس البركات، واغلاق خزائن الخيرات ليتوب تائب، ويقلع مقلع، ويتذكّر متذكّر، وينزجر منزجر، وقد جعل الله الاستغفار سببا له وللرزق رحمة للخلق، فقال سبحانه: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10، 12] فرحم الله من قدّم توبته، وأخّر شهوته، واستقال عثرته، فإنّ أمله خادع له، وأجله مستور عنه، والشيطان موكّل به، يمنّيه التوبة ليسوّفها، ويزهي له المعصية ليرتكبها، حتّى تأتي عليه منيّته وهو أغفل ما يكون عنها.

فيالها حسرة على ذي غفلة أن يكون عمره عليه حسرة، وأن تؤديه أيامه إلى شقوة، فنسأل الله تعالى أن يجعلنا واياكم ممن لا تبطره نعمة، ولا تقصر به عن طاعة ربه غاية، ولا تحل (2) به بعد الموت ندامة ولا كآبة (3).

وقال (صلى الله عليه وآله): "ولو انّهم حين تزول عنهم النعم وتحل بهم النقم، فزعوا إلى الله بوله من نفوسهم، وصدق من نياتهم، وخالص من طوياتهم، لرد عليهم كلّ شارد، ولأصلح لهم كل فاسد" (4).

وقال النبي (صلى الله عليه وآله): "انّ لله تعالى ملكا ينزل في كل ليلة وينادي: يا أبناء العشرين جدوا واجتهدوا، ويا أبناء الثلاثين لا تغرنّكم الحياة الدنيا، ويا أبناء الأربعين ماذا أعددتم للقاء ربكم، ويا أبناء الخمسين أتاكم النذير، ويا أبناء الستين زرع آن حصاده، ويا أبناء السبعين نودي بكم فأجيبوا، ويا أبناء الثمانين أتتكم الساعة وأنتم غافلون، ثم يقول: لولا عباد ركع، ورجال خشع، وصبيان رضع، وأنعام رتع لصب عليكم العذاب صبا" (5).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "أكرموا ضعفاءكم فإنّما ترزقون وتنصرون بضعفائكم" (6).

وقال: يا بني هاشم، يا بني عبد المطلب، يا بني عبد مناف، يا بني قصي اشتروا أنفسكم من الله، واعلموا انّي أنا النذير، والموت المغير، والساعة الموعد.

ولما أنزل الله عليه: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] صعد على الصفا وجمع عشيرته وقال: يا بني عبد المطلب، يا بني هاشم، يا بني عبد مناف، يا بني قصي، اشتروا أنفسكم من الله، فانّي لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس عم محمد، يا صفيه عمته، يا فاطمة ابنته ـ ثم نادى كل رجل باسمه وكل امرأة باسمهاـ لا ينجّي الناس يوم القيامة الّا العمل.

لا يجيء الناس يوم القيامة يحملون الآخرة (7) وتأتون وتقولون: انّ محمدا منّا، وتنادون: يا محمد يا محمد، فأعرض عنكم هكذا وهكذا ـ وأعرض عن يمينه وشماله ـ فوالله ما أوليائي منكم الا المتّقون، ان أكرمكم عند الله أتقاكم.

وروي انّه (صلى الله عليه وآله) لمّا مرض مرضه الذي مات فيها خرج متعصّبا، معتمدا على يد أميرالمؤمنين عليه السلام والفضل بن العباس، فتبعه الناس فقال: يا أيها الناس انه قد آن منّي خفوق ـ يعني رحيلا ـ وقد امرت بأن أستغفر لأهل البقيع، ثم جاء حتى دخل البقيع، ثم قال: السلام عليكم يا أهل التوبة، السلام عليكم يا أهل الغربة، ليهنكم ما أصبحتم فيه وقد نجوتم مما الناس فيه، أتت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها ثم استغفر لهم وأطال الاستغفار، ورجع واجتمع (8) الناس حوله فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس انّه قد آن منّي خفوق فإنّ جبرئيل كان يأتيني يعارضني بالقرآن في كلّ سنة مرّة، وانّه قد عارضني به في هذه السنة مرّتين، ولا أقول ذلك الا لحضور أجلي، فمن كان له عليّ دَين فليذكر أعطه، ومن كان له عندي عدة فليذكرها [أعطه] (9).

أيّها الناس لا يتمنّ متمنٍّ ولا يدّعي مدّعٍ انّه ينجو بلا عمل، أو يتقرّب إلى رضا الله بلا عمل، فانّه والله لا ينجّي الّا العمل ورحمة الله، ولو عصيت لهويت، ثم رفع طرفه إلى السماء وقال: اللهم هل بلغت؟! (10)

وقال (عليه السلام): "ايّاكم ومحقّرات الذنوب فإنّ لها من الله طالبا، وانّها لتجتمع على المرء حتى تهلكه".

وقال (عليه السلام): "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا على أنفسكم، ولخرجتم على الصعدات تبكون على أعمالكم، ولو تعلم البهائم من الموت ما تعلمون ما أكلتم شيئا سمينا".

وقال علي (عليه السلام): "أما والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم على أنفسكم، ولخرجتم على الصعدات تندمون على أعمالكم، ولتركتم أموالكم لا حارس لها، ولا خالف عليها، ولكنّكم نسيتم ما ذكّرتم، وأمنتم ما حذرتم، فتاه (11) عنكم رأيكم، وتشتّت عليكم أمركم.

أما والله لوددت انّ الله ألحقني بمن هو خير لي منكم، قوم والله ميامين الرأي، مراجيح الحكمة، مقاويل الصدق، متاريك للبغي، مضوا قدما على الطريقة، وأوجفوا على المحجة، فظفروا بالعقبى الدائمة والكرامة الباقية.

أما والله ليظهرنّ (12) عليكم غلام ثقيف، الذيّال الميّال، يأخذ خضرتكم، ويذيب شحمتكم، أيه أبا وذحة أيه أبا وذحة، يعني بذلك الحجّاج بن يوسف [لهمة تهتم به]" (13). (14)

وقال (عليه السلام): "انّ الزاهدين في الدنيا تبكي قلوبهم وان ضحكوا، ويشتد حزنهم وان فرحوا، ويكثر مقتهم أنفسهم وان اغتبطوا بما رزقوا" (15).

وقال (عليه السلام) في خطبة: "أمّا بعد فإنّ الدنيا قد أدبرت وأذنت بوداع، وانّ الآخرة قد أقبلت وأشرفت باطلاع، ألا وانّ اليوم المضمار وغدا السبقة، والسبقة الجنة والغاية النار.

أفلا تائب من خطيئته قبل منيته، ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه وحسرته، ألا وانّكم في أيام أمل (16) من ورائه أجل، فمن عمل في أيام أمله (17) قبل حضور أجله نفعه عمله ولم يضره أجله، ومن قصر في أيام أمله (18) خسر عمله وضره (19) أجله.

ألا فاعملوا في الرغبة كما تعملون في الرهبة، ألا وانّي لم أرَ كالجنّة نام طالبها، ولا كالنار نام هاربها، وانّه من لم ينفعه الحق يضره الباطل، ومن لم يستقم به الهدى يرده الضلال، ألا وانّكم قد امرتم بالظعن، ودللتم على الزاد، وانّ أخوف ما أتخوف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل، وتزودوا من الدنيا في الدنيا ما تنجون به أنفسكم" (20).

يقول العبد الفقير إلى رحمة الله ورضوانه، الحسن بن محمد الديلمي تغمّده الله برأفته ورحمته وغفرانه: انّ هذا الكلام منه عليه السلام لعظيم الموعظة، وجليل الفائدة، وبليغ المقالة، لو كان كلام يأخذ بالازدجار والموعظة لكان هذا، فكفى به قاطعا لعلائق الآمال، وقادحا زناد الاتعاظ والايقاض.

يأخذ والله بأعناق المتفكرين فيه المتبصرين في الزهد، ويضطرهم إلى عمل الآخرة، فاعتبروا وتفكروا وتبصروا إلى معانيه يا اولي الأبصار.

وقال (عليه السلام) في خطبة اخرى تجري هذا المجرى: "انظروا إلى الدنيا نظر الزاهدين فيها الصارفين عنها، فإنّها عن قليل والله تزيل الثاوي الساكن، وتفجع المترف الآمن، لا يرجع ما تولى منها فأدبر، ولا يدري ما هو آت منها فينتظر، سرورها مشوب بالحزن، وجلد الرجال منها إلى الضعف والوهن.

فلا تغرنّكم كثرة ما يعجبكم فيها لقلة ما يصحبكم منها، فرحم الله امرءاً تفكّر فاعتبر فأبصر، وكأنّما هو كائن من الدنيا عن قليل لم يكن، وما هو كائن من الآخرة عمّا قليل لم يزل، وكلّ معدود منقص، وكل متوقّع آت، وكل آت قريب دان.

والعالم من عرف قدره، وكفى بالمرء جهلا ألّا يعرف قدره، وانّ أبغض العباد إلى الله لعبد وكله الله لنفسه، وهو جائر عن قصد السبيل، سائر بغير دليل، إن دعي إلى حرث الدنيا عمل وإلى حرث الآخرة كسل، كأنّما عمل له واجب عليه، وما ونى عنه ساقط عنه. وذلك زمان لا يسلم فيه الا كل مؤمن نؤمة، ان شهد لم يعرف، وان غاب لم يفتقد، اولئك مصابيح الهدى، وأعلام الورى، ليسوا بالمساييح ولا المذاييع البذر، اولئك يفتح الله عليهم باب الرحمة، ويكشف عنهم ضراء (21) نقمته.

يا أيّها الناس انّه سيأتي عليكم زمان يكفأ فيه الإسلام كما يكفأ الاناء بما فيه، أيّها الناس انّ الله تعالى قد أعاذكم من أن يجور عليكم، ولم يعذكم من أن يبتليكم، فقال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ} [المؤمنون: 30]" (22).

قوله (عليه السلام): "كل مؤمن نؤمة" يريد الخامل الذكر، القليل الشر (23)، و "المساييح" جمع مسياح، وهو الذي يسيح بالفساد والنمائم، و"المذاييع" جمع مذياع، وهو الذي إذا سمع لغيره بفاحشة أذاعها وأعلن بها، و"البذر" وهو كثير السفه واللغو بالهذيان.

وقال (عليه السلام) في خطبة أخرى تجري هذا المجرى:

"ألا وانّ الدنيا قد تصرمت، [وأذنت بزوال] (24) وأذنت بانقضاء، وتنكر معروفها، وأدبرت حذاء (25)، فهي تخوف بالفناء سكانها، وتحذر بالموت جيرانها، وقد أمر منها ما كان حلوا، وكدر منها ما كان صفوا، فلم يبق منها الا سملة (26) كسملة الأداوة (27)، أو جرعة كجرعة المقلة لو تمزّزها (28) الصدآن لم ينفع (29).

فأزمعوا عباد الله الرحيل عن هذه الدار، المقدور على أهلها الزوال، ولا يغرنكم فيها الأمل، ولا يطولن عليكم الأمد، فوالله لو حننتم حنين الواله العجلان، ودعوتم بهديل (30) الحمام، وجأرتم جؤار متبتلي الرهبان، وخرجتم إلى الله من الأموال والأولاد ابتغاء القربة إليه في رفع درجة عنده، وغفران سيئة أحصاها كتبته وحفظتها رسله، لكان قليلا فيما أخشى عليكم من عقابه، وأرجوا لكم من ثوابه.

وتالله لو انماثت قلوبكم انمياثاً، وسالت عيونكم من رغبة إليه (31) ورهبة دما، ثم عمرتم في الدنيا ما كانت الدنيا قائمة ما جزت أعمالكم ولو لم تبقوا شيئا من جهدكم، لأنعمه عليكم العظام وهداه ايّاكم للايمان" (32).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "انّه ليظهر النفاق، وترفع الأمانة، وتغيض الرحمة، ويتّهم الأمين، ويؤتمن الخائن، أتتكم الفتن كأمثال الليل المظلم".

وجاء في قوله تعالى: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77] قال: ينادون أربعين عاماً فلا يجيبهم، ثم يقول: {قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77] فيقولون: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون: 107] فيدعون أربعين عاما، فيقال لهم: {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون: 108] فييأس القوم بعدها، فلم يبق الا الزفير والشهيق (33) كما تتناهق الحمير (34).

وقال (صلى الله عليه وآله): "يشتد على أهل النار الجوع على ما هم فيه من العذاب، فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام ذي غصّة وعذاب أليم وشراب حميم فيقطع أمعاءهم، فيقولون لخزنة جهنّم: ادعو ربكم يخفف عنا يوما من العذاب، فيقال لهم: ألم تك تأتيكم رسلكم بالبينات؟ قالوا: بلى، قالوا: فادعوا وما دعاء الكافرين الّا في ضلال" (35).

وقال الحسن (عليه السلام): "إنّ الله تعالى لم يجعل الأغلال في أعناق أهل النّار؛ لأنّهم أعجزوه، ولكن إذا طفى بهم اللهب أرسبهم في قعرها، ثم غشى عليه فلمّا أفاق من غشوته قال: يا ابن آدم نفسك نفسك، فإنّما هي نفس واحدة، ان نجت نجوت وان هلكت لم ينفعك نجاة من نجى" (36).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون: ربّنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت عليهم في أموالهم" (37).

وقال (عليه السلام): "بئس العبد عبد سهى ولهى وغفل ونسى القبر والبلى، وبئس العبد عبد طغى وبغى ونسى المبتدأ والمنتهى، وبئس العبد عبد يقوده الطمع، ويطغيه الغنى، ويرديه الهوى".

الحديث رواه الخليفة بن الحصين، قال: قال قيس بن عاصم: وفدت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في جماعة من بني تميم، فقال لي: اغتسل بماء وسدر، فاغتسلت ثم رجعت إليه فقلت: يا رسول الله عظنا موعظة ننتفع بها. فقال: يا قيس انّ مع العزّ ذلاً، وانّ مع الحياة موتاً، وانّ مع الدنيا آخرة، وانّ لكلّ شيء حسيباً، وعلى كلّ شيء رقيباً، وانّ لكلّ حسنة ثواباً، ولكلّ سيّئة عقاباً، وانّه لا بدّ لك يا قيس من قرين يدفن معك وهو حي، وتدفن معه وأنت ميت، فان كان كريما أكرمك، وان كان لئيما أساءك (38)، ثم لا تدفن الا معه ولا يدفن الا معك، فلا تجعله الا صالحا؛ لأنّه إذا كان صالحا لا يؤنسك الّا هو، وان كان فاحشاً لا يوحشك الّا هو. فقال: يا رسول الله لو نظم شعراً افتخرنا به على من يلينا من العرب، فأراد (39) أن يدعو حسّاناً لينشد فيه فقال رجل يُقال له الصلصال:

تخيّر خليطا من فعالك انّما *** قرين الفتى في القبر ما كان يفعل

فلا بد بعد الموت من أن تعدّه *** ليوم ينادي المرء فيه فيقبل

فان كنت مشغولا بشيء فلا تكن *** بغير الذي يرضى به الله تشغل

فلن يصحب الإنسان من بعد موته *** ومن قبله الّا الذي كان يعمل

ألا إنّما الإنسان ضيف لأهله *** يقيم قليلاً بينهم ثم يرحل (40)

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكلّ انسان ثلاثة أخلّاء، أمّا أحدهم فيقول: إن قدّمتني كنت لك، وأمّا الآخر فيقول: أنا معك إلى باب الملك ثم أودّعك وأمضي عنك، وأمّا الثالث فيقول: أنا معك لا أفارقك.

فأمّا الأوّل فماله، وأمّا الثاني فأهله وولده، وأمّا الثالث فعمله، فيقول: والله لقد كنت عندي أهون الثلاثة، فليتني لم أشغل الّا بك.

وقال العرباض بن سارية: وعظنا رسول الله موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله انّ هذه لموعظة مودّع، فما تعهد إلينا؟ فقال: تركتكم على المحجّة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ (41) بعدها الا هالك. ومن يعش منكم يرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين من أهل بيتي، فعظّوا عليهم بالنواجذ، وأطيعوا الحق ولو كان صاحبه عبداً حبشيّاً، فإن المؤمن كالجمل الأنوف (42) حيث ما قيد استقاد (43).

وقال أميرالمؤمنين (عليه السلام) في قوله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8] قال: الصحة والأمن والقوة والعافية. وقيل: الماء البارد في أيام الحر، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا شرب الماء قال: الحمد لله الذي لم يجعله اجاجاً بذنوبنا وجعله عذباً فراتاً بنعمته.

وقال سفيان بن عيينة: ليس (44) أحد من عباد الله الا ولله الحجّة عليه، امّا مهمل لطاعة، أو مرتكب لمعصية، أو مقصّر في شكر (45).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "يقول الله تعالى: يا ابن آدم ما تنصفني، أتحبّب إليك بالنعم وتتبغّض اليّ بالمعاصي، خيري إليك نازل وشرّك اليّ صاعد، ولم يزل ولا يزال في كلّ يوم ملك كريم يأتيني عنك بعمل قبيح، يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تدري من الموصوف لسارعت إلى مقته" (46).

وقال (صلى الله عليه وآله): "لا يغرنّكم من ربّكم طول النسية، وتمادي الامهال، وحسن التقاضي فإنّ أخذه أليم، وعذابه شديد، انّ لله تعالى في كلّ نعمة حقاً وهو شكره، ومن أدّاه زاده، ومن قصّر فيه سلبه منه، فليراكم الله من النقمة وجلين كما رآكم بالنعمة فرحين (47) ...

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "انّي لأعرف آية في كتاب الله لو أخذ بها جميع الناس كفتهم، قالوا: وما هي؟ فقال: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3]" (48).

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. مجموعة ورام 2: 221.
  2. في "الف": لا تجعل.
  3. راجع البحار 91: 336 ح20.
  4. نهج البلاغة: الخطبة 178; عنه البحار 6: 57 ح7.
  5. عنه معالم الزلفى: 59.
  6. مجموعة ورام 2: 221.
  7. في "الف": تحملون الآخرة.
  8. في "ب": جمع.
  9. أثبتناه من "ب" و"ج".
  10. ارشاد المفيد: 97؛ عنه البحار 22: 467 ضمن حديث 19؛ اعلام الورى: 140 باختلاف.
  11. في "ب": ففاتكم.
  12. في "ج": ليظهر.
  13. أثبتناه من "ب" و"ج".
  14. نهج البلاغة: الخطبة 116.
  15. نهج البلاغة: الخطبة 113.
  16. في "ج": عمل.
  17.  في "ج": عمله
  18.  في "ب": أجله.
  19.  في "ب": قصر.
  20. نهج البلاغة: الخطبة 28; ونحوه البحار 77: 333 ح21.
  21. في "ج": ضرّ.
  22. نهج البلاغة: الخطبة 103.
  23. زاد في "ج": والمصابيح جمع مصباح.
  24. أثبتناه من "ب".
  25. أي ماضية سريعة.
  26.  السملة ـ محرّكة ـ: الماء القليل (القاموس).
  27. الأداوة: المطهرة.
  28. تمزّز: تمصّص الماء.
  29. في "ب": لو مرّ بها الصدآن لم ينتفع.
  30. الهديل: صوت الحمام، أو خاص بوحشيها. (القاموس)
  31. في "ب" و"ج": من رغبة الله.
  32. نهج البلاغة: الخطبة 52.
  33. في "ب": النهيق.
  34. عنه معالم الزلفى: 358.
  35. عنه معالم الزلفى: 358.
  36. مجموعة ورام 1: 301؛ معالم الزلفى: 358.
  37. عنه معالم الزلفى: 358.
  38. في "ب" و"ج": أسلمك.
  39. في "ب": فأرادوا.
  40. معاني الأخبار: 232؛ الخصال: 114 ح 93 باب الثلاثة؛ أمالي الصدوق: 12ح 4 مجلس 1؛ عنهم البحار 77: 110 ح1؛ ومعالم الزلفى: 121.
  41. في "الف": لا يرتفع.
  42. في "ج": الألوف.
  43. الترغيب والترهيب 1: 77 ح1.
  44. في "ج": ما من أحد.
  45. مجموعة ورام 2: 221.
  46. أمالي الطوسي: 125 ح10 مجلس 5؛ البحار 73: 352 ح50.
  47. مجموعة ورام 2: 221.
  48. مستدرك الوسائل 11: 267 ح12963.



جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.






لأعضاء مدوّنة الكفيل السيد الصافي يؤكّد على تفعيل القصة والرواية المجسّدة للمبادئ الإسلامية والموجدة لحلول المشاكل المجتمعية
قسم الشؤون الفكرية يناقش سبل تعزيز التعاون المشترك مع المؤسّسات الأكاديمية في نيجيريا
ضمن برنامج عُرفاء المنصّة قسم التطوير يقيم ورشة في (فنّ الٕالقاء) لمنتسبي العتبة العباسية
وفد نيجيري يُشيد بمشروع المجمع العلمي لحفظ القرآن الكريم