جهاز النطق

يشترك اللسان في تصويت الحروف الصامتة والصائتة، وهو ينفرد

بهذه المهمة الجليلة من بين أعضاء جهاز النطق لذلك يقال لسان العرب

للدلالة على لغتهم، ولكن هذا لا يعفينا من التعرف على جهاز النطق الذي

هو مجموع أعضاء النطق المستقرة في الصدر والعنق والرأس .

ويتألف هذا الجهاز من الرئتين والقصبة الهوائية والحنجرة والحبلين

الصـوتيين، والحلق والتجويف الأنفي واللهـاة والحنك واللثة والأسنان

والشفتين واللسان .

1 ـ اللسان : أهم أعضاء النطق وأكثرها مرونة ، وهو العضو العضلي

الذي يتكون من سبع عشرة عضلة تسمح له بالتحرك في كل اتجاه لتغيير

حجم وشكل التجويفين الفمي والحلقي .

ويقسم عادة إلى خمسة أقسام هي :

1 - الرأس: وهو حد اللسان ونهايته .

77

2 - المقدمة : وهي الجزء الذي تنطبق عليه اللثة في حالة الصمت أو

اغلاق الفم .

3 ـ الظهر وهو وسط اللسان المقابل للحنك الصلب .

4 ـ المؤخرة وهي الجزء المقابل للحنك الرخو.

ه ـ الجذر وهو أصل اللسان الذي يغير من شكل وحجم تجويف

الحلق ويستر سطح اللسان غشاء رقيق فيه فروع عصبية تصل إلى العصب

الذوقي، ومنه إلى المخ ، فنشعر بطعم المواد الحلوة والمالحة والمرة والحامضة .

2 - الـرئـتـان : كيسان اسفنجيان يمتلئان بالهواء، ثم ينقبضان ،

فيندفع الهواء خارج الفم أو الأنف بعد أن يكون الدم قد استخلص منه مادة

الأكسجين وهما عضو مزدوج فعال يمد جهاز النطق بادة الصوت «الهواء»

ويكسبه خصوصية الحركة .

3 ـ القصبة الهوائية : قناة يندفع فيها الهواء من الرئتين إلى الحنجرة،

وبالعكس، وتنقسم من أسفلهـا إلى فرعين رئيسيين هما الشعبتان اللتان

تدخلان إلى الرئتين .

4 ـ الحنجرة هي عبارة عن صندوق غضروفي ينتصب فوق القصبة

الهوائية وهو العضو المسؤول عن التصويت، وتعد بمثابة صام ينظم تدفق

تيار الهواء، ويمكن تسميتها بالمصدر الصوتي .

ه ـ الحبـلان الصوتيان : عضلتان غطيتا بنسيج مخاطي، وتشبهان

شفتين تمتدان في الحنجرة نفسها أفقياً من الخلف إلى الأمام، وتلتقيان عند

البروز الـذي نسميه تفاحة آدم، ويسمى الفراغ بين الحبلين الصوتيين

بالمزمار، وحالتها بين الانفتاح والانغلاق والاقتراب والاهتزاز.

6 - الحلق : تجويف يقع بين الحنجرة والحنك الرخو، ويتصل

بالتجويف الأنفي عن طريق الفراغ الواقع خلف اللهاة والحنك الرخو، وهو

78

ما يعرف بالحلق الأنفي، وان الجانب الأمامي للحلق يتكون من جذر

اللسان أي الجزء الخلفي منه .

7 ـ التجويف الأنفي : فراغ عظمي مبطن بغشاء مخاطي، وهو غير

قابـل للحركة يعمل على اكساب الصوت خصوصية الغنة التي تتجلى في

الأصوات الأنفية الغناء كالميم والنون .

8 ـ اللهـاة هي زائـدة لحمية صغيرة متحركة تتدلى على الحلق من

الطرف الخلفي للحنك اللين، وهي تتراجع إلى الخلف لتسد الحلق الأنفي

عند النطق بالأصوات الفمية، كما تهبط إلى أسفل عند النطق بالأصوات

الغناء ولتسمح للهواء بالتسرب، خلال الحلق الأنفي إلى الفراغ الأنفي .

9 ـ الحنك هو القوس الذي يشكل سقف الفم فاصلا بين تجويفي

الأنف والفم ويتكون من :

أ ـ الجزء اللين الرخو غير العظمي المجاور للهاة الذي يمكن رفعه

رفعاً كاملاً حتى يتصل مع الجانب الخلفي للحلق فيغلق بذلك طريق الهواء

إلى الأنف، وهو الذي يحدد بحركته هذه ما إذا كان الصوت أنفياً أو فمياً.

ب ـ الجزء العظمي الصلب المجاور للثة، وغير القابل للتحرك،

ويقع بين اللثة والحنك اللين .

10 - اللثة : وهي الحافة المحززة المحدبة مما يلي الأسنان العليا،

وتعرف بمفارز الأسنان، وتقع خلف الأسنان الأمامية مباشرة .

11 ـ الأسنان :

هي

السلسلة العاجية المثبتة بالفكين الأسفل والأعلى

بالفم وهي أسنان عليا وأسنان سفلى موزعة على طرفي اللثة .

12 - الشفتـان : هما حافتا الفم البارزتان ، ولحركتها أثر هائل في

تشكيل حجم تجويف الفم، وتنوع الصـوائت، فتدوير الشفتين يعطي

الضمة وشدهما يعطي الكسرة وفتحها يعطي الفتحة كما تساهمان في انتاج

79

عدد من أصوات اللغة الأخرى.

وتمارس هذه الأعضاء نشاطاً منظماً لانتاج الأصوات ويؤدي كل عضو

وظيفته بصورة محكمة، فلا تضطرب عملية الكلام، وهناك شيء لا يمكن

اغفاله عند محاولة تكلم أية لغة وهو أن يصدر المرء أصواتها بشكل سليم

مفهـوم دون ارتباك أو تشويش، ولا يكون ذلك إلا بتحديد مخرج الحرف

وتمييزه عن غيره بالعمل على تسكينه بعد ألف الوصل أو تشديده، فحيثما

انقطع صوته كان مخرجه .