أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2014
![]()
التاريخ: 20-10-2014
![]()
التاريخ: 2023-04-04
![]()
التاريخ: 20-10-2014
![]() |
الرمز المقروء
لما نسخت المصاحف العثمانية خالية من الشكل والنقط، احتملت
عدداً من القراءات ، فأتى أبو الأسود الدؤلي بعد ذلك بالنقط لتيسير قراءة
القرآن على الناس، وانبثق عقب ذلك علمان عربيان قرآنيان في ذلك العصر
الأول: علم التجويد الذي كان بمثابة التطبيق الصوتي لأحكام القراءة.
والثاني: علم الرسم والضبط الذي كان التطبيق الكتابي لهذه القراءة مثل
وضع الصفر المستدير فوق حروف العلة دلالة على زيادتها فلا ينطق بها في
الوصل والوقف..
وعلم القراءات أساسه السماع والمشافهة الذي يهتم بأداء النطق العربي، وقد انبثق عنه فن التجويد الذي يعني إعطاء كل حرف حقه بقصد صون اللسان
عن الخطأ، والقراءة بتؤدة؛ ولأن تحسين القراءة بالصوت يسهل على السامع فهم المعنى وتذوقه، وإدراك جمال الألفاظ والأسلوب مع مراعاة المـد والتشديد والقطع والوصل والغنة بالقراءة غير السريعة وغير العجولة بل المفسرة حرفاً حرفاً.
والعلاقة بين الوحدة الصوتية المميزة، وتنوعاتها الصوتية لحظها علاء
التجويد بقولهم «إعطاء الحروف حقهـا ومستحقها» وقصـدوا بحقها
الخصائص الذاتية ومظاهرها المميزة في الجهر والهمس والإطباق والانفتاح ،
کا قصدوا بمستحقهـا الأحـوال الـعـارضـة للحرف كالإظهار والإخفاء
والتنغيم الذي يترجم حال المتكلم من غضب أو دهشة أو رغبة .
115
وليس هناك ما يضير في تكرار الحديث عن مخارج الحروف وصفاتها،
کما وردت على لسان علماء التجويد والقراءة بعبارات بسيطة ابتغاء الإيضاح
في هذا الموضوع الذي عاشوه بالتجربة وخبروه بالتطبيق قروناً عديدة .
فالوقف عندهم قطع الصوت عن الكلمة زمناً للتنفس، وسببه
القارىء لا يمكنه قراءة السورة في نفس واحدة، وأنه ينبغي اختيار وقت
للتنفس لا يخل بالمعنى، والوقف قبيح عندهم على المضاف دون المضاف
إليه، وعلى الرافع دون مرفوعه، وعلى الناصب دون منصوبه، وعلى الشرط
دون جوابه، وعلى الموصول دون صلته، وعلى المعطوف دون المعطوف عليه،
وفي وسط الكلمة وفيها اتصل رسما.
وحـذروا أيضاً من الوقف بكـل الحركة بل الوقف مع الإسكان المحض، أو مع الإشام؛ لأن الغرض من الوقف الاستراحة، وسلب الحركة أبلغ في تحصيلها، أما السكت عندهم فهو قطع الكلمة من غير تنفس بنية القراءة، أما في حالة الابتداء ، فدعوا كي يكون بالحركة لأن الحرف الأول إما أن يكون متحركاً أو ساكناً، فان كان متحركاً فظاهر، وإن كان ساكناً فهو يحتاج إلى همزة وصل يتم بها التوصل إلى النطق بهذا الساكن الابتدائي (1) .
ورأوا أن التفخيم هو عبارة عن تسمين الحرف والترقيق عبارة عن
انحافه، والإدغام إيصال حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفاً
واحـداً مشدداً يرتفع اللسان عنه ارتفاعة واحدة، وهو يوزن حرفين ،
واستنكروا ترقيق المنخفض وتضخيم المستعلي ونحوهما، ودعوا إلى رد كل
حرف إلى مخرجه، كي تكون القراءة صحيحة مفهومة، إلا إذا كان الجوار
هو الذي يفرض تفخيم المرقق وترقيق المفخم كي تظل القراءة على المناسبة
والمساواة.
116
ويمكن أن نكتفي فقط باستخدام المرادفات والأضداد التي حددناها
عنـد الحديث عن مخارج الحروف وصفاتها في القسم السابق للتأكيد على
الفروقات الصوتية، لأن اللغة هي عماد أداة الاتصال بين البشر وقوامها ،
سواء أكانت هذه اللغة مكتوبة أو مقروءة .
كما يتوجب علينا التحكم بالصوت عند القراءة من حيث اختلاف السرعة، ومواضع السكنات والوقفات، وحالات النبر والتشديد وإيحاءات
الجرس بشكل طبيعي، والقراءة بصوت حازم وجذاب في آن معاً على أن لا
يتجاوز الحزم حدوده، فينقلب إلى نوع من الخشونة، بشرط أن يترافق ذلك
سلاسة الصوت وانسيابه(2).
وهناك من يرى أن للوحدة الصوتية المميزة حقيقة نفسية، يحتفظ ابن
اللغة في ذهنه بصور لأصوات لغته، وهو عندما يعيد نطقه لصوت ما، إنا
يحاول نطق الصوت بتقليد الصورة العقلية والانطباع النفسي الذي يحمله
ذلك الصوت، ولكنه لا يستطيع الجزم بأنه أداه الأداء الأول نفسه .
وتعـد المعـرفـة العميقة للمادة اللغوية شرطاً أولياً من شروط نجاح
الحديث الشفهي، وكان الكاتب الروسي الشهير «مكسيم غوركي» يرى أن
الجهـل اللغوي في مجال الابداع الشفهي الكلامي يعد دليلا على تدني
الثقافة، ويرافقه دائماً الجهل الفكري، وان العناصر اللغوية هي
الصحيح، والاستخدام السليم للكليات(3).
ولما كان الكلام المكتوب يسمح باستعمال بنى وصيغ صعبة ومعقدة ،
فانه يتوجب علينا عند القراءة جهرا الابتعاد عن مثل هذه اللغة المكتوبة ،
والاقتراب ما أمكن من لغة المشافهة بما فيها من تعابير، وما لها من بنى وصيغ
عربية فصيحة هي الأخرى، وتبعده كل البعد عن اللهجات العامية التي
117
بدأ يسوغها، ويبررهـا من لا يفهم اللغة على حقيقتها، ولا يدرك كنه
جوهرها، ومدى خطورتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) زكريا الأنصاري، شرح المقدمة الجزرية، دمشق، 1990.
(2) سامي جانو، محاضرات في الفن الإذاعي ، دمشق .
(3) مجموعة من علماء النفس، علم النفس الاجتماعي ، ترجمة نزار عيون السود، دمشق،
.1978
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|