أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015
2486
التاريخ: 27-1-2016
6801
التاريخ: 14-7-2019
7319
التاريخ: 25-12-2015
3558
|
هو عامر بن الطّفيل بن مالك بن جعفر من بني
عامر بن صعصعة من قيس عيلان، وأمّه كبشة بنت عروة الرحّال بن عتبة بن مالك بن
جعفر.
ولد عامر بن الطفيل بعيد يوم شعب جبلة، في
نحو سنة 67 ق. ه. (555 م) في نجد ونشأ فارسا شجاعا. ثم انّه ساد قومه وأصبح
قائدهم في الغزوات فخاض معارك كثارا في الجاهلية منها يوم (معركة) فيف الريح. في
تلك المعركة طعنه مسهر بن يزيد الحارثي طعنة ذهبت بإحدى عينيه.
في صفر من سنة 4(تموز 625) بعث الرسول
أربعين رجلا من المسلمين لدعوة أهل نجد إلى الاسلام، فلمّا صاروا ببئر معونة، بين
أرض بني عامر وأرض بني سليم، عدا عليهم عامر بن الطفيل في جماعة من رعل وذكوان
-وهما قبيلتان من بني سليم-فاستشهد المسلمون كلّهم. ثم ان عامرا جاء في سنة 8 أو 9
ه (629 م) على رأس وفد من بني عامر فيهم أربد بن قيس، أخو لبيد الشاعر من أمّه،
إلى المدينة. فعرض الرسول الاسلام على عامر وأربد فلم يسلما. ويبدو أن عامر بن
الطفيل توفّي في أثناء رجوعه هذا من المدينة بعد أن طعن (أصابه الطاعون) في عنقه،
في نحو الثالثة والستين من العمر. وكان عامر عقيما لم يعقب أولادا.
عامر بن الطفيل شاعر فحل مجيد برع في
الحماسة والفخر يتخلّلهما شيء من الحكمة. وكذلك وقع شيء من الهجاء بين عامر بن
الطفيل وبين النابغة الذبياني.
-المختار من شعره:
قال عامر بن الطفيل يفتخر ويذكر فرسه يوم
فيف الريح وذهاب عينه:
لقد علمت عليا هوازن أنّني... أنا الفرس
الحامي حقيقة جعفر
وقد علم المزنوق أني أكرّه... على جمعهم
كرّ المنيح المشهّر (1)
إذا ازورّ من وقع الرماح زجرته... وقلت له: ارجع مقبلا غير مدبر
وأنبأته أن الفرار خزاية... على المرء ما
لم يبل جهدا ويعذر
أ لست ترى أرماحهم فيّ شرّعا... وأنت حصان
ماجد العرق فاصبر
لعمري، وما عمري عليّ بهيّن... لقد شان حرّ
الوجه طعنة مسهر
فبئس الفتى ان كان أعور عاقرا... جبانا،
فما عذري لدى كل محضر
وقد علموا أني أكرّ عليهم ... عشيّة فيف
الريح كرّ المدوّر (2)
أقول لنفس لا يجاد بمثلها... أقلّي المزاح،
انّني غير مقصر
ومن فخره بقومه:
وما الأرض إلا قيس عيلان أهلها... لهم
ساحتاها: سهلها وحزومها (3)
وقد نال آفاق السماوات مجدنا... لنا الصحو
من آفاقها وغيومها
وقال يفتخر بنفسه:
فإنّي، وان كنت ابن فارس عامر... وسيّدها المشهور في كلّ موكب
فما سوّدتني عامر عن وراثة... أبى اللّه أن
أسمو بأمّ ولا أب
ولكنّني أحمي حماها، وأتّقي... أذاها، وأرمي
من رماها بمنكب (4)
وله في الحكمة:
قضى اللّه في بعض المواقف للفتى... برشد، وفي
بعض الهوى ما يحاذر (5)
ألم تعلمي أني إذا الألف قادني... إلى
الجور لا أنقاد والألف جائر(6)
_____________________
1) المزنوق: فرس عامر بن الطفيل. المنيح
(بفتح الميم): قدح (بكسر القاف) من قداح (بكسر القاف) الميسر (بفتح الميم) لا نصيب
له ولكن يتفاءلون به فيجعلونه دائما مع سائر القداح، ولذلك يكثر خروجه (من الوعاء
الذي فيه القداح) ورده (إلى ذلك الوعاء). كنى عامر بن الطفيل بذلك عن كثرة كر
حصانه وفره.
2) المدور لعله الذي يدور حول الخيمة (يقصد
بسرعة وبسهولة).
3) الحزوم جمع حزم: الأرض القاسية، الصعبة.
4) أرمي من رماها بمنكب: أهجم عليه،
أقاتله.
5) في بعض الهوى ما يحاذر: في بعض ما تهواه
النفس ما يحذر منه (ما يخاف منه).
6) لا انقاد للجائرين ولو كانوا كثيري
العدد (ألف رجل).