أقرأ أيضاً
التاريخ: 10/9/2022
1504
التاريخ: 17-10-2021
2457
التاريخ: 23-2-2022
1375
التاريخ: 24-7-2016
3434
|
تمثل اضطرابات الأكل العلاقة بين الحالة النفسية للفرد وبين الرغبة الملحة لتناول الطعام أو العزوف عنه، وهذه العلاقة ليست جديدة فهي معروفة منذ زمن بعيد، وقديما كان تصنيف اضطرابات الأكل ضمن الاضطرابات السيكوسوماتية إلى أن صدر الدليل التشخيصي والإحصائي الثالث المراجع (DSM IIIR 1987)، وأعقبه الدليل الرابع لعام 1995 ووضعها منفصلة تحت عنوان اضطرابات الأكل، وهذه الاضطرابات تتميز بإختلال كبير في سلوك تناول الطعام. (زينب شقير، 2004، ص31).
وبائيات اضطراب الطعام:
سوف يقتصر تناولنا في هذا اضطرابات الطعام على نوعين:
أـ فقدان الشهية العصبي
ب- الشره العصبي
وبائيات فقدان الشهية العصبي:
تتعدد نتائج الدراسات الخاصة بهذا الجانب لكن نستطيع رصد النتائج الآتية: -
ـ يقدر نقص الوزن لدى الأفراد الذين يعانون من اضطراب فقدان الشهية العصبي بين 10%، 50% وأنهم يتميزون بفقدان أوزانهم الأصلية، ويقدر نقص الوزن لدى هؤلاء المرضى بأنه قد يصل إلى 15% على الأقل من وزنهم الأصلي. (أحمد عبد الخالق، 1997، 32-33).
ـ في دراسة قامت بها زينب شقير عام 1998، من خلال عينة قوامها 625 طالب وطالبة من جامعة طنطا، توصلت نتائجها إلى أن النسبة المئوية لانتشار فقدان الشهية تصل إلى (8,82%) لدى الذكور، بينما كان (15,45%) لدى الإناث، وهذا يؤكد تزايد هذه الظاهرة بين شبابنا. (زينب شقير، 2004، ص45) وخاصة من الإناث.
ـ أن فقدان الشهية العصبي هو أكثر شيوعا لدى المراهقات ذوات الخلفية الاقتصادية الإجتماعية المرتفعة، وعلى الرغم من أن 90 - 95 من المصابين بفقدان الشهية العصبي من الإناث؛ إلا أن الرجال تنمو لديهم تلك الحالة أحياناً.
ـ تتباين التقسيمات المعاصرة لهذا الاضطراب، ولكن ما يقرب من 1% من المراهقات يتأثرن بالاضطراب، وقد يكون مسار الاضطراب مزمناً، ولذا فإن 5% من المصابين بفقدان الشهية العصبي، يجوعون حتى الموت.
(جين وأرول، 2000، ص595 - 618).
وبائيات الشره العصبي:
ـ تبدأ الشراهة العصبية في المراهقة عادةً.
ـ تشيع لدى الإناث أكثر من الذكور.
ـ أن البدانة في المراهقة يمكن أن تهيئ الشخص وتجعله مستعداً للدخول في اضطراب الشراهة في مرحلة الرشد وما بعدها.
ـ في حين قدرته بعض الدراسات الأخرى بنسبة إنتشاره بين النساء أكثر من الرجال (بنسبة 1 إلى 3% تقريبا)، وإن كان نادراً ما يظهر بأعراضه الواضحة لدى الرجال. (Walson 1993).
ـ في حين ذكرت دراسات مسحية لاضطراب الشره العصبي الآتي: -
ـ معدل الإصابة بهذا الاضطراب غير معروفة بدقة لأنه مشكلة سرية أساسا.
ـ ربما كان حوالي 2% من السكان في عمر الدراسة الجامعية لديهم الاضطراب.
ـ يبدأ الاضطراب في نهاية العقد الثاني من العمر.
ـ وهو لدى النساء أكثر شيوعاً من الرجال.
ـ قد يظهر الشره العصبي (كعرض أو اضطراب في حد ذاته)، وقد يرفقه العديد من الاضطرابات الأخرى مثل (الإكتئاب أو غيره).
ـ يقرر بعض المصابين بفقدان الشهية العصبي أنهم ليس لديهم شهية للأكل، ولكننا نجد لدى بعضهم نوبات من الأكل المفرط، ويقرر 69% منهم وجود حفزات قوية لديهم تدفعهم لأن يأكلوا، وأن 50% من فاقدي الشهية العصبيين لديهم نوبات من الأكل الصاخب. (أولتمانز وآخرون، 2000، ص363).
ـ وفي مصر قامت زينب شقير بدراسة الشره العصبي لدى طلاب جامعة طنطا عام 1998، وكانت نسبة إنتشاره لدى الإناث 10% و 7,06% لدى الذكور. وتعد هذه النسبة مرتفعة إلى حد ما. (زينب شقير، 2004، ص39).
تعريف اضطرابات الأكل:
هي إختلال في سلوك تناول الطعام وعدم الانتظام في تناول الوجبات ما بين الإمتناع القهري عن تناول الطعام، أو التكرار القهري لتناول الطعام في غير مواعيده، وبكميات تزيد عما يتطلبه النمو الطبيعي للفرد، أو الذي قد يصحبه محاولة الفرد للتخلص من الطعام الزائد عن حاجة الجسم. (زينب شقير، 2004، ص31).
وفي الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع (DSM IV 1994)، للأمراض النفسية والعقلية متضمناً اضطرابات الأكل في موضوعين: -
أولا: اضطرابات تشخص لأول مرة عادة في المهد أو الطفولة المبكرة: وتضم 3 فئات فرعية هي: -
أ- اشتهاء أطعمة شاذة
ب- اضطراب الإجترار
ج- اضطراب الطعام
ثانيا: اضطرابات الأكل التي تشيع أكثر فيما بعد مرحلة الطفولة: وتضم فئتين اضطرابيتين هما:-
أ- فقدان الشهية العصبي.
ب- زيادة الشهية العصبي.
وسوف يقتصر حديثنا على الفئتين (فقدان الشهية) و (زيادة الشهية) للأسباب الآتية: -
1- أنهما من أكثر الاضطرابات شيوعا في فئة اضطرابات الأكل.
2- إجراء العديد من الدراسات حول هذين النوعين من الإضطرابات.
3- إمكانية تحديد (معايير) معينة يتم من خلالها التشخيص.
4- وجود العديد من الاجتهادات العلاجية لهذين النوعين (تحديداً) من اضطرابات الأكل.
أولا: اضطراب فقدان الشهية العصبي:
تعريفه:
هو اضطراب يتميز بفقدان وزن واضح تحدثه أو تحافظ عليه المريضة نفسها، أو يحدث المرض غالبا في الفتيات المراهقات والشابات من النساء، ولكن قد يصاب به الفتيان المراهقين والشباب، ولكن بدرجة أكثر حذره، كما قد يصيب الأطفال قرب البلوغ والنساء الأكبر سناً حتى سن اليأس. (أحمد عكاشة، 505، 1998).
أي أن فقدان الشهية العصبي هو عدم انتظام في تناول الطعام غالبا ما يبدو في شكل (رغبة دائمة في الجوع)، وهو يوجد بشكل أو بآخر لدى الفتيات في سن المراهقة، ويترتب على فقدان الشهية العديد من المظاهر أهمها النقص (أو الفقد) المستمر في الوزن وشكل الجسم، والعديد من المظاهر الأخرى (الفسيولوجية) التي تترتب على إستمرار حالة الجوع (مثل إنخفاض درجة حرارة الجسم، انخفاض سرعة دقات القلب.... إلخ) لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر.
انواع فقدان الشهية العصبي:
يجب أن نفرق بين نوعين هما: -
أ- فقدان الشهية العضوي:
ويعرف بأنه فقد جزئي أو كلي للشهية ويكون نتيجة لأسباب عضوية جسيمة في المقام الأول، كما يعد مصاحباً لعدد من الأمراض والاضطرابات، ويعد عرضاً شائعاً مشتركاً في بعض الامراض العضوية والنفسية (أمراض الهضم الخطيرة، سرطان المعدة، القولون)، كما تحدث بشكل تقليدي في حالتي إلتهاب الكبد الوبائي المعدية، وفي اضطرابات الغدد الصماء (مثل نقص إفراز الغدة الدرقية، أو انخفاض وظائف الغدة النخامية). كما أن فقدان الشهية العضوي قد يكون من بين أعراض مرض السكر، أو أورام المخ وغيرها (أحمد عكاشة، 1998، 507).
ب- فقدان الشهية العصبي:
ويعرف بأنه رفض الفرد للطعام، أو التقيؤ المتعمد بعد الأكل مباشرة، مما يتسبب عنه إنخفاض ملحوظ في وزن الجسم، ويسمى أحيانا بالتجويع الذاتي للمرضي وهو أحد اضطرابات الأكل. ولذلك يمكن أن نجمل الاضطرابات الأساسية في فقدان الشهية العصبي بأنها تشمل: -
أـ الشهية.
ب- سلوك الأكل.
ج- صورة الجسم. (أحمد عبد الخالق، 1997، 32- 33).
معايير تشخيص اضطراب فقدان الشهية العصبي وفق الدليل الرابع:-
1- رفض الإحتفاظ بوزن الجسم في المعدل الطبيعي أو فوقه ذلك المعدل الذي يجب أن يتناسب مع عمر وطول الشخص.
2- خوف عميق ومتغلغل في النفس من أن يصبح الشخص بدينا حتى وإن بدا جسده في معدل الوزن الطبيعي.
3- اضطراب في إدراك وزن الجسم أو شكله، بحيث يرى الفرد نفسه على أنه بدين، حتى عندما يكون أقل من الوزن الطبيعي، مع إنكار واضح في إدراك مدى خطورة الوزن المنخفض للجسم على وظائف الجسم.
4- يحدث لدى الإناث - على الأقل - إنقطاع ثلاث دورات حيض متتالية على الأقل.
بيد أنه قد ورد في العديد من مراجع الطب النفسي وعلم النفس المرضي العديد من المحكات الأخرى التي توضح محكات التشخيص أو تزيدها وضوحا مثل:-
1- فقد الوزن: ويحدث نتيجة للانخفاض في تناول كميات الطعام المناسبة لكي ينهض الجسم وأعضاءه بوظائفه، ويفقد الفرد على الأقل 10% من وزنه السابق.
2- إنقطاع الحيض: في حالة النساء ولمدة ثلاثة أشهر متواصل على الأقل وبشرط أن تكون دورة الحيض منتظمة قبل ذلك.
3- عدم ظهور مؤشرات لاضطرابات أخرى: تعد سببا أساسيا لفقدان الشهية (خصائص أعراض الفصام، الإكتئاب الجسيم، أو بعض الأمراض العضوية). (أحمد عبد الخالق، 1997، 42 - 43).
أهم أعراض اضطراب فقدان الشهية العصبي:
ذكرت العديد من المراجع في هذا الصدد اضطراب فقدان الشهية العصبي يظهر في الأعراض الآتية: -
1- إنخفاض الوزن.
2- اضطرابات المعدة (تتراوح ما بين الإمساك الحاد والإسهال الشديد وعوامل أخرى تتراوح ما بين الشعور بالانتفاخ... إلخ).
3- الاستسقاء أو تجمع السوائل بالجسم.
4- الجفاف (للجلد والحلق).
5- حدوث زرقان في الأطراف.
6- نوبات من الصرع.
7- السرقة.
8- الدخول في حفلات الأكل (ثم الرغبة في التقيؤ العمدي أو أخذ مليّنات حتى لا يبقى الطعام في معدته أو يستفيد منها الجسم).
9- التدقيق في إختيار أنواع معينة من الطعام (غالبا ما تكون ذات سعرات حرارية منخفضة).
10- القيام (أو إجبار الشخص لنفسه) بالعديد من الأنشطة البدنية الشاقة رغبة منه في (حرق) الدهون التي (يدرك) أنها (متراكمة) في أماكن كثير بالجسم.
11- التحديق في المرآة بهدف الإطمئنان على أنه لم (يزد وزنه بالصورة الملفتة للنظر- حتى وإن كان الأمر على غير ذلك).
12- حدوث تغيرات في الجلد والشعر والأظافر والأسنان.
13- أن غالبية (مضمون الأحلام) تدور حول (الجسد البدين) وأنه (لا شعوريا) يرغب في أن يكون جسده (في المعدل الطبيعي - حتى وإن كان الأمر على عكس ذلك).
ثانيا: الشره العصبي:
تعريفه:
هو زملة تتميز بنوبات متكررة من الإفراط في الأكل وإنشغال شديد بالتحكم في وزن الجسم يؤدي بالمريض إلى نمط من الإفراط في الأكل يليه قيء أو إستخدام المليّنات، ويشترك هذا الاضطراب في كثير من السمات النفسية مع اضطراب فقدان الشهية العصبي بما فيها الإهتمام الشديد بشكل ووزن الجسم، ويعرف الأكل الشره، بأنه أكل كمية كبيرة من الطعام تفوق بكثير ما اعتاد الأفراد الآخرون أن يأكلوه في ظروف مشابهه وذلك في فترة زمنية قصيرة، وتشير الفترة القصيرة من الزمن إلى فترة محدودة تكون عادة أقل من ساعتين. (جمعة سيد يوسف، 2000، ص103).
المحكات التشخيصية للشره العصبي وفق الدليل الرابع (DSM IV 1994):
أ- نوبات تظهر بين الحين والآخر من الإفراط في الأكل (حفلات اغتراف الأكل) وتتصف بالمظاهر الآتية: -
ـ الأكل في فترات غير مترابطة من الوقت (تقدر بساعتين من الوقت)، وتناول كمية من الطعام تكون في الغالب (بل من المؤكد) أكبر من أي كمية يتناولها معظم الأشخاص إذا استغرقوا الوقت أو نفس الظروف في تناول الطعام.
ـ ظهور سلوك تعويض غير مناسب بغرض منع زيادة الوزن مثل: التقيؤ المتعمد، إستعمال المليّنات، إستعمال أدوية مدرة للبول، وغيرها من الأدوية، إضافة إلى الصوم، الإكثار من ممارسة التمارين الرياضية وبعنف.
ـ تظهر نوبات اغتراف الطعام، والسلوك التعويضي غير المناسب على الأقل مرتين خلال الأسبوع الواحد ولمدة ثلاثة أشهر.
ـ التقييم الذاتي يتأثر بشكل غير مبرر بوزن وشكل الجسم.
ـ لا يظهر الاضطراب بشكل خاص خلال نوبات فقدان الشهية العصبي.
تحديد النمط:
ـ نمط القيء: يزاول الفرد وبشكل منتظم التقيؤ المتعمد، أو سوء إستعمال المليّنات، أو تناول الأدوية المدرة للبول.
ـ نمط دون قيء: حيث يزاول الشخص أنواعاً من السلوك التعويضي من قبيل: الصيام، الرياضة العنيفة، ولكنه يزاول التقيؤ المتعمد أو يسيء إستعمال المليّنات أو الأدوية المدرة للبول. (DSM IV 1994).
أي أن الشره العصبي يتسم على الأقل بثلاث خصائص إكلينيكية هي:
1- الإفراط في الأكل والشرب (أي تناول الطعام وبكميات كبيرة وفي وقت أقل مقارنة بغيره من الأفراد).
2- محاولة الرجوع المنتظم إلى إتباع طرق للتأثير على الوزن والشكل مثل: تعمد القيء أو إستخدام المليّنات، أو الصوم، أو ممارسة الرياضة المتطرفة.
3- التقييم الذاتي والذي يتأثر بشكل غير مبرر بشكل وزن الجسم.
(نبرينس ويلسوم، كاتلين بابك، 2002، ص662).
أنواع الشره العصبي: وينقسم إلى: -
النوع الشره: أثناء حالات الشره قد يرغم الشخص المضطرب نفسه على التقيئ، أو يفرط في إساءة إستخدام المليّنات.
النوع غير الشره: حيث يبالغ في السلوك التعويضي من قبيل اللجوء إلى الإمتناع عن تناول الطعام لفترات (الصيام)، أو يجبر نفسه على ممارسة الرياضة العنيفة.
مظاهر اعراض الشره العصبي:
نستطيع تلخيص هذه المظاهر والأعراض التي تتباين وفقاً لما يلي: -
1- الوقت الذي قضته المريضة التي تعاني من هذا الاضطراب من معاناة الشره (إزمان المرض).
2- قدرة الجسم على تحمل الخلل أو انعدام التوازن الكيميائي فيه.
3- تكرار وانتظام عملية الشراهة والتقيؤ.
4- نوعية الطعام الذي يتم تناوله خلال نوبة الشراهة والتقيؤ.
5- الإنشغال الدائم والتفكير المستمر (الذي يقترب من القهر) في الأكل، ونهم لا يقاوم إلى تناول الطعام.
6- تكرار نوبات التهام الأكل بشراهة.
7- الأكل على فترات متقطعة من الوقت (مثلا خلال ساعتين) على تناول كمية من الطعام قطعا تكون أكبر من التي يتناولها أغلب الناس خلال هذه الفترة وفي نفس هذه الظروف.
8- الإحساس بصعوبة التحكم في الأكل أثناء النوبة.
9- محاولات من الشخص في التحكم لزيادة الوزن المترتب على تناول الطعام بواحد أو أكثر من الأساليب التالية: -
ـ تعمد القيء.
ـ سوء إستخدام المليّنات.
ـ سوء إستخدام مدرات البول.
ـ الصيام.
ـ التمرينات الرياضية المفرطة.
10 - بعض مرضى الشره يكونوا ضمن معدل الوزن الطبيعي، والبعض الآخر قد يكون ما فوق الوزن أو ما تحت الوزن.
11- يحدث أكل بشراهة بمتوسط مرتين في الأسبوع على الأقل ولمدة ثلاثة أشهر.
12- إنقطاع الدورة الشهرية لدى الإناث أو عدم انتظامها فترة لا تقل عن ثلاثة أشهر. (زينب شقير، 2004، ص: 40 - 41).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|