المنهج المورفولوجي The morpholical approach: يقوم المنهاج المورفولوجي بتحليل الظاهرات السياسية بالدولة من حيث انماطها وتركيبها . ويقصد بالأنماط جميع التنظيمات التي يرجع تكوينها الى أتفاق وتعاون الوحدات السياسية سواء أكان هذا على مستوى واطئ (اقسام ادارية داخلية أو أقليمي (كتل) (إقليمية) أو عالمي (اتحادات دولية) . ويقصد بالتركيب الظاهرات المكانية التي تشتمل عليها الوحدة السياسية كالسكان ، والقوة الاقتصادية ، والعواصم ، والحدود السياسية ، والمناطق المتخلفة والتي تعاني من مشكلات وعند دراسة ايطاليا من الناحية السياسية بالاعتماد على هذا المنهاج فيتم على النحو التالي:

1- يمكن فهم النمط لإيطاليا بتحليل موقعها بالنسبة للسوق الأوروبية المشتركة التي تتمتع بعضويتها: وبالمثل يمكن فهم نمطها الجيوبوليتيكي من تحليل موقعها وشكلها بالنسبة لحوض البحر المتوسط . فالمعلوم ان ايطاليا واليونان وتركيا وفرنسا أعضاء في حلف الأطلسي (NATO) . وقد جمدت فرنسا نشاطها في هذا الحلف منذ سنة ١٩٦٨ . ومن ثم ازداد تركيز أعضاء الحلف على ايطاليا باعتبارها العضو الذي يمكن أن يعتمدوا عليه للمحافظة على نفوذهم هناك ، خاصة لأن العضوين الآخرين تركيا واليونان بينهما نزاع حاد بخصوص مسألة قبرص وأدى هذا الأمر الى أن ينال الاسطول الايطالي أكبر نصيب من المخصصات المادية والمعونات التدريبية من ميزانية هذا الحلف . ونتيجة لكل هذا أصبحت ايطاليا من جهة أخرى أكثر الدول في حوض البحر المتوسط تعرضاً لنشاط الغواصات السوفيتية.

2- التركيب: يعد سهل البو في شمال ايطاليا القلب الحيوي لها . اذ انه يضم أهم منطقة زراعية بالدولة الخصب تربته واستواء سطحه وتوفر المياه به . كما يضم أعظم التجمعات الصناعية في ايطاليا لتوفر الطاقة الكهربائية من مساقط جبال الالب. ولذلك فهو يحتوي على أكبر عدد من سكان الدولة . ولموقع سهل البو أثر كبير في تيسير التبادل التجاري مع شمال أوروبا . ولهذا يعد هذا السهل منطقة تمركز للسكان وللقوة الاقتصادية في ايطاليا أما العاصمة روما فأنها تقع بعيداً عن القلب الحيوي للبلاد كما أنها تفتقر الى القاعدة الصناعية الضخمة ، لكنها تضم مدينة الفاتيكان التي أكسبتها أهمية كبيرة من الناحية الدينية والدولية أما بالنسبة لحدود ايطاليا فتقتصر مشاكلها على القطاع الشمالي منها فقط حيث تعرضت هذه الحدود خلال التاريخ للتغير وانحصرت مشاكلها الحدودية مع كل من يوغسلافيا والنمسا وفرنسا.