أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2015
1957
التاريخ: 9-12-2015
2338
التاريخ: 9-11-2015
1336
التاريخ: 3-11-2015
1393
|
ابن الهيثم هو الحسن بن الحسين المهندس البصري، نشأ بالبصرة في أواخر القرن الثالث الهجري، وهو كغيره من بعض نوادر النوابغ لم يعلم عن نشأته شيئًا في التاريخ أنه سوى تلقى ببلده علوم الأوائل، فبرع في الفلسفة الطبيعية والهندسة التي تميز من بين علماء عصره - بل علماء العرب جملةً - بإتقانها، وبصر بفنونها حتى فاق إقليدس وأبولونيوس، ولا شك أنه أربى عليهم بكثير؛ حيث استخدم قوانين المنطق وطبق علم الهندسة عليها، كما استحدث غيره من علماء العرب تطبيق المنطق على الفنون والصنائع. فعل ذلك من علماء الأندلس صاحب كتاب المستعمل من المنطق في الفنون والصنائع.
ولم تقف همته عند ذلك الحد، بل استحدث هندسة جديدة لم تعهد عن المتقدمين بوضعه مقالته في «المعلومات»1 (على أنه أدخل في الجبر والحساب أساليب جديدة في استخراج المسائل الحسابية وعدل في أوضاع الجبريين واصطلاحاتهم.
اشتغل مدة بتدريس صناعة الهندسة ببلده، ولما اشتهر أمره في الآفاق، وبلغ خبره وشأنه وما يُحكى عنه من الإبداع في فنون الهندسة أحد الخلفاء العلويين بمصر وهو «الحاكم» الذي كان يميل إلى علوم الحكمة، تاقت نفسه لرؤيا هذا الفيلسوف الرياضي، وقد نقل إلى هذا الأمير بعدئذٍ أن ابن الهيثم قال: «لو كنت بمصر لعملت في نيلها عملا يحصل به النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقص، فقد بلغني أنه ينحدر من موضع عال في طرف الإقليم المصري (يعني جهة أسوان)»، فازداد الأمير شوقا إليه وأرسل إليه جملة من المال وأرغبه في الحضور إلى مصر.
فسافر ابن الهيثم إلى مصر، ولما حضر قرب مدينة القاهرة خرج إليه حاكم مصر للقائه والتقيا بقرية على باب المدينة تُعرف بالخندق»، وأمر بإنزاله وإكرامه وأقام ريثما استراح، ثم طالبه «الحاكم» بما وعد به وهو في البصرة2 من النظر في أمر النيل وهندسته للانتفاع بمائه في حالتي الفيضان والتحاريق، فطلب منه أن يمده بالصناع والمعماريين؛ ليستعين بهم على هندسته التي خطرت له، فأمده الأمير بذلك، وسار على طول الإقليم المصري حتى وصل إلى موضع يُقال له «الجنادل» قبل مدينة أسوان، وهو موضع الشلال المعروف الآن بشلال أسوان، فعاينه وباشره واختبره من جانبيه، ثم عاد إلى مصر وعرض رأيه على «الحاكم» معتذرًا إليه بخطارة المشروع وصعوبة إخراج ما خطر له وفكر فيه من القوة إلى الفعل،3 فقبل الحاكم اعتذاره ووافقه على ما أبداه من الآراء. قال القفطي صاحب كتاب «تاريخ الحكماء» وهو الذي نقلنا عنه حياة هذا المهندس الإيدروليكي البارع الذي هو بالحقيقة أول من فكر في ابتناء خزان عام لهندسة النيل : إن ابن الهيثم لما سار في إقليم مصر ورأى آثار من تقدَّم من ساكنيه من الأمم الحالية، وهي على غاية من إحكام الصنعة وجودة الهندسة، وما اشتملت عليه من أشكال سماوية ومثالات هندسية وتصوير معجز، تحقق أن الذي يقصده ليس بممكن، فإن من تقدمه لم يعزب عنهم علم ما علمه ولو أمكن لفعلوا، فانكسرت همته ووقف خاطره. ا.هـ.»
عاد ابن الهيثم إلى القاهرة ومكث بها قريبًا من «الجامع الأزهر»، وأخذ في التدريس لطلبته وتأليف الرسائل والكتب المبتكرة في الطبيعيات والهندسة، وعاش يرتزق من علمه وقلمه إلى أن توفي حوالي سنة 432هـ تاركًا آثاره ذكرى لمن بعده.
وعبارة تاريخ الحكماء مبتورة وربما وُجد في الأصل لابن القفطي الأسباب التي أبداها هذا المهندس لحاكم البلاد، ولا شك أن البحث في كيف كانت آراء ابن الهيثم يُعد من الأبحاث الجليلة في هندسة النيل وتاريخ ري القطر المصري، ويشرح لنا ما سما إليه مهندسو العرب بفطنتهم وذكائهم ومبلغ رقيهم في الجيولوجيا Geology4 والهندسة الإيدروليكية. غير أن النسخة الأصلية وا أسفاه لم توجد بعد ولم يعثر أحد في الوقوف عليها؛ إذ إن المعروف لدينا الآن هو مختصر الكتاب لغير مؤلفه.
ومن مؤلفات ابن الهيثم غير ما ذكرنا كتب كثيرة ورسائل كنا نود إدراجها في هذه الرسالة ببرنامج على حدته مع تحليل بما احتوت عليه ومنعنا ضيق المقام، فنذكر منها: (1) تهذيب المجسطي. (2) صورة الكسوف والخسوف وأسبابه. (3) الشكوك على إقليدس. (4) مساحة مجسم القطع المكافئ. (5) المرآة المحرقة. (6) مسألة هندسية. (7) تعليق في الجبر. (8) حل شك من إقليدس. (9) الهالة وقوس قزح.
هوامش
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|