أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2020
2370
التاريخ: 22/12/2022
1118
التاريخ: 29-9-2016
1945
التاريخ: 22/12/2022
1318
|
إنّ الغيبة حرام بالإجماع بل هي من الكبائر الموبقة ونصّ على حرمتها القرآن الكريم والسنّة المطهرة، أمّا القرآن فقد جاء في قوله تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].
وفي سبب نزول الآية الكريمة جاء في تفسير مجمع البيان أنّها "نزلت في رجلين من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) اغتابا رفيقهما وهو سلمان بعثاه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليأتي لهما بطعام فبعثه إلى أسامة بن زيد وكان خازن رسول الله (صلى الله عليه وآله) على رحله، فقال: ما عندي شيء فعاد إليهما فقالا: بخل أسامة وقالا لسلمان: لو بعثناه إلى بئر سميحة لغار ماؤها ثم انطلقا يتحسّسان عند أسامة ما أمر لهما به رسول الله فقال لهما رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما لي أرى خضرة اللحم في أفواهكما، قالا: يا رسول الله ما تناولنا يومنا هذا لحماً، قال: ظللتم تأكلون لحم سلمان وأسامة فنزلت الآية.." (1).
وفي معنى الآية جاء فيه أيضاً: "الغيبة ذكر العيب بظهر الغيب على وجه تمنع الحكمة منه. وفي الحديث إذا ذكرت الرجل بما فيه ممّا يكرهه الله فقد اغتبته وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهتّه. وعن جابر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إيّاكم والغيبة فإنّ الغيبة أشدّ من الزنا ثم قال: إنّ الرجل يزني ثمّ يتوب فيتوب الله عليه وإن صاحب الغيبة لا يُغفَرُ له حتّى يَغفِرَ له صاحبه ثم ضرب سبحانه للغيبة مثلا فقال: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} وتأويله إنّ ذكرك بالسوء مَن لم يحضرك بمنزلة أن تأكل لحمه وهو ميّت لا يحسّ بذلك. عن الزجّاج: ولمّا قيلَ لهم: (أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً) قالوا: لا، فقيل:(فكرهتموه) أي فكما كرهتم ذلك فاجتنبوا ذكره بالسوء غائباً.." (2).
أمّا ما ورد في السنّة الشريفة من حرمة الغيبة فهو كثير نقتطف منه هذه الروايات:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «كلّ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» (3).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «مَن روى على مؤمن رواية يُريد بها شينه وهدم مروّته ليسقط مِن أعين النّاس أخرجه الله مِن ولايته إلى ولاية الشيطان، فلا يقبله الشيطان» (4).
وأوحى الله تعالى إلى النبي موسى (عليه السلام): «مَن مات تائباً من الغيبة فهو آخر مَن يدخل الجنّة، ومَن مات مصراً عليها فهو أوّل مَن يدخل النار» (5).
أمّا العقل فهو أيضاً في جانب النصّ القرآنيّ والسُنّة والاجتماع إذ إنّه يرى في التعاون والتكامل الاجتماعيّ جوانب إيجابيّة عديدة وينفر من المنغّصات لهذا الاجتماع حيث إنّ الغيبة تُفقد الإنسان شخصيّته ومقدرته عند الآخرين ولنوضّح ذلك بمثال:
لو كان هناك إنسان فاضل وله مكانة اجتماعيّة مرموقة وتأثير إيجابيّ فكراً وعملاً على أسرته ومجتمعه ويأتي شخص ما وينسب إلى هذا الشخص تهماً وأكاذيب باطلة ويدسّها بأساليب متنوّعة بين الناس فممّا لا شكّ فيه أنّ المجتمع سيبتعد عنه وعن أفكاره والمجتمع الذي يبتعد عن هذه الشخصيّة سيخسر أيضاً هو الآخر قدرة فكريّة وعمليّة من بين أوساطه كلّ ذلك بسبب الغيبة فهل العقل يساند القدرة الفكريّة أم التخلّف؟
فإذا ساند التخلّف فيخرج عن كونه عقلاً إلى وهم أو جهل مركب.
ويقولون: «إنّ السلف كانوا لا يرون العبادة في الصوم والصلاة بل في الكفّ عن أعراض الناس؛ لأنّه كان عندهم أفضل الأعمال ويرون خلافه صفة المنافقين ويعتقدون أنّ الوصول إلى المراتب العالية في الجنّة يتوقّف على ترك الغيبة» (6).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير مجمع البيان: المجلّد الخامس ص203.
(2) المصدر نفسه: ص 205 ـ 206.
(3) تنبيه الخواطر (مجموعة ورام): ج 1، ص 115، باب الغيبة.
(4) البحار: ج 72، ص 254، باب 66، ح 36.
(5) تنبيه الخواطر: ج 1 ص 116، باب الغيبة.
(6) جامع السعادات: ج2، ص 305.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|