الجغرافية الاقتصادية:

هناك علاقة وثيقة بين الدراسات الاقتصادية والجغرافية أبرزها اهتمام الدارستين بالتنظيم المكاني لأراض)، ومما لاشك فيه أن الفلسفة تتداخل أيضا مع الاقتصاد والجغرافية في دراسة التنظيم المكاني للأرض بحكم أن المكان يعد البؤرة التي انصب اهتمام الفلسفة اليونانية بدراستها ، وهو ما يؤكده أفلاطون عندما ربط بين الاقتصاد وتوفير الاحتياجات للأفراد كما في النص آلاتي: (( وهكذا إذا يخلصنا الاقتصاد من الفقر ))، فكلما كان هناك تنظيم للمكان كان الاقتصاد في حالة قوة بالتالي يخلص المجتمع من الفقر بعكس ذلك فان ضعف تنظيم المكان يؤدي إلى ضعف الاقتصاد مما يجعل المجتمع في حالة فقر.

كما أعطى للتعاون الاقتصادي بين الأفراد أهمية في تسهيل معيشتهم، إذ يرى أن الفرد من الصعوبة أن يقوم بجميع الأعمال في آن واحد وانه من الأفضل له أن يتعاون مع الآخرين في الأعمال ، ويعتقد أن لكل فرد حاجاته وتخصصه في العمل ومن خلال ما يوفره كل شخص من حاجة في العمل الذي يمارسه يستطيع الجميع الحصول على احتياجاتهم بسهولة كما يتضح في قوله : (( فلنتقدم في البحث ، فيعمل كل من هؤلاء الأربعة ما يلزم للجميع من منتوجه، فيعد الفلاح مثلا وهو احدهم، ما يحتاج إليه أربعة أشخاص من الطعام، فيقضي في إعداد طعامهم أربعة أضعاف الوقت اللازم له لإعداد طعامه ، ثم يقاسم إخوانه الثلاثة منتوجه ، أم انه يهملهم ويعمل ما يسد حاجته ، فينقص ربع وقته في إعداد ربع مقدار الطعام، ويقضي الثلاثة الأرباع الباقية من وقته في إعداد مسكنه وكسوته وحذائه )). وللوقوف على ابرز المفاهيم الجغرافية الاقتصادية عند أفلاطون يتطلب ذلك دراسة تلك المفاهيم في فروع الجغرافية الاقتصادية الثلاثة وهي : الجغرافية الزراعية والجغرافية الصناعية ، وجغرافية التجارة والنقل .