مفهوم الأزمة الأمنية 

أخذت الأزمات الأمنية تفرض نفسها على المجتمعات كافة، وأصبحت موضوع العصر، نظرا إلى تأثيراتها البالغة في مظاهر التنمية بمختلف مجالاتها، وفي الأمن والاستقرار في المجتمع، الأمر الذي يلقي على عاتق الأجهزة الأمنية محاولة الاستعداد والتهيؤ لمواجهة هذا النوع من الأزمات، عن طريق وضع الأسس والمناهج العلمية المعتمدة على عناصر العملية الإدارية، والابتعاد عن أتباع الأساليب التقليدية في مواجهتها في مراحلها الثلاث (قبل الأزمة، وفي إثنائها، وبعدها)(1). لذا... نتفق مع (ما كنمارا) وزير الدفاع الأمريكي الأسبق في مقولته الشهيرة (إن الاستعداد لمواجهة الأزمات هو الطريق للأمن)، لذلك ان أكثر الأزمات تأثيرا هي التي تهدد النفوس، ولا يأتي الأمن الا مع المحافظة على امن النفس عن طريق صقل مهارة إدارة الأزمات، والتي تكمن في التعامل الفوري مع الإحداث المفاجئة لوقف تصاعدها والسيطرة عليها وتحجيمها وحرمانها من مقومات تعاظمها، ومن أي روافد جديدة قد تكتسبها في إثناء قوة اندفاعها بهدف تصنيفها ومواجهة أثارها ونتائجها مع استخلاص الدروس المستفادة منها(2)، لذلك تعددت التعاريف المستخدمة في تحديد مفهوم (الأزمة الأمنية) فهنالك من عرف الأزمة الأمنية بأنها (موقف تتعهد فيه مصالح جوهرية لإطراقه، ويضيف الوقت المحتاج لاتخاذ القرار اللازم لتصفية ذلك الموقف او مواجهته بفاعلية بما يقلل من ذلك التهديد كما تزداد فيه احتمالات لجوء هؤلاء الأطراف لاستخدام القوة أو الضعف من اجل إنهاء ذلك الموقف أو التخلص منه)(3).

ويعرفها (دين توم) وزير الدفاع الهولندي بأنها (المواجهة بين طرفين تسودهما علاقة متوترة تزداد حدة بمرور الزمن الى الدرجة التي تؤدي الى الصراع السياسي الكامن بين الدول التي يزداد فيها احتمالات اللجوء الى استخدام القوة)(4)، كذلك تعرف على أنها (نقطة تحول في أوضاع غير مستقرة ويمكن إن تقود إلى نتائج غير مرغوبة اذا كانت الأطراف المعنية غير مستعدة أو غير قادرة على احتوائها ورد إخطارها)(5).

كما تعرف ( الأزمة الأمنية) بأنها ( حالة تتصاعد فيها الإحداث فجأة، الى الحد الذي يتطلب تكافل الجهود الأمنية وغير الأمنية لإمكان احتوائها بحكمة، وعلى فق تداعياتها بسرعة، وإعادة الأمور إلى طبيعتها بأقل قدر من الخسائر والعمل على منع تكرارها.(6).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- سالم عبد الله علوان الحبسي إدارة الأزمات الأمنية، أبو ظبي مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. 2010)، ص 8.

2- احمد توفيق نور الدين نظم إدارة الأزمات ( القاهرة، الشركة العربية المتحدة للتسويق والتوريدات، 2010)، ص 1.

3- احمد توفيق نور الدين نظم إدارة الأزمات، مصدر سبق ذكره، ص4

4- عبد الرزاق محمد الدليمي الدعاية والإرهاب، عمان، دار جرير للنشر والتوزيع، 2010)، ص27.

5- عبد الرزاق محمد الدليمي الدعاية والإرهاب، مصدر سبق ذكره، ص27.

6- حمدي شعبان الإعلام الأمني وإدارة الأزمات والكوارث ط2، القاهرة، الشركة العربية المتحدة للتسويق والتوريدات (2008)، ص194.