المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9120 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الاسماء المبنية
23-12-2014
رسالة لسان الدين إلى المنتشاقري
2024-09-16
الشعر الحسن اللفظ الواهي المعنى
19-1-2020
موطن ونشأة السبانخ
27-4-2021
Amperes law
2-1-2017
سيـاسات تمويـل رأس المال العامـل
17-5-2018


دور الإمام الرضا ( عليه السّلام ) قبل ولاية العهد: الاصلاح الاقتصادي  
  
1541   06:22 مساءً   التاريخ: 2023-02-06
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 10، ص95-97
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-05-2015 3181
التاريخ: 8-8-2016 3033
التاريخ: 19-05-2015 3309
التاريخ: 7-8-2016 2786

لم يكن الإمام ( عليه السّلام ) على رأس سلطة حتى يستطيع اصلاح الأوضاع الاقتصادية اصلاحا فعليا ، ولذا اكتفى بنشر المفاهيم الاسلامية المتعلقة بالحياة الاقتصادية والنظام الاقتصادي الاسلامي ، فقد حدّد جوامع الشريعة في رسالة له طويلة اعتبر الانحراف عن نهج الاسلام الاقتصادي من الكبائر التي يعاقب عليها الانسان ، ومما جاء في هذه الرسالة : « واجتناب الكبائر ، وهي . . . اكل مال اليتامى ظلما . . . وأكل الربا والسحت بعد البينة ، والميسر ، والبخس في الميزان والمكيال . . .

وحبس الحقوق من غير عسر . . . والاسراف والتبذير »[1].

وكان يدعو إلى دفع الزكاة فيقول : « ان اللّه أمر بثلاثة مقرون بها ثلاثة أخرى :

أمر بالصلاة والزكاة ، فمن صلّى ولم يزكّ لم تقبل منه صلاته . . . »[2].

وكان يوضّح أسباب الظواهر السلبية ومنها حبس الزكاة فيقول : « إذا كذبت الولاة حبس المطر ، وإذا جار السلطان هانت الدولة ، وإذا حبست الزكاة ماتت المواشي »[3].

وكان ( عليه السّلام ) يدعو إلى ايصال الزكاة إلى مستحقيها ، فحينما سئل عن اعطاء الزكاة فيمن لا يعرف - اي بالايمان - قال : « لا ، ولا زكاة الفطرة »[4].

وكان يقول :

« وزكاة الفطرة فريضة . . . لا يجوز أن تعطى غير أهل الولاية لانّها فريضة »[5].

وهذا تصريح يكشف التلاعب بأموال المسلمين من قبل الحكّام بتوزيعهم الأموال حسب أهوائهم ورغباتهم دون التقيّد بميزان شرعي .

وكان يدعو إلى اعطاء الخمس إلى الإمام الحقّ وليس إلى الحاكم المغتصب للخلافة ففي كتابه إلى أحد تجّار فارس ردّا على سؤال له يقول :

« . . . لا يحلّ مال إلّا من وجه احلّه اللّه ، ان الخمس عوننا على ديننا وعلى عيالاتنا وعلى موالينا ، وما نبذله ونشتري من اعراضنا ممّن نخاف سطوته ، فلا تزووه عنّا . . . فإنّ اخراجه مفتاح رزقكم ، وتمحيص ذنوبكم . . . »[6].

وكان يدعو إلى التكافل الاقتصادي ويحثّ عليه قال ( عليه السّلام ) : « السخي يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه »[7].

وقال لعلي بن يقطين : « اضمن لي الكاهلي وعياله واضمن لك الجنّة »[8].

وكان يحارب الاسراف والتبذير ، فعن ياسر الخادم قال : أكل الغلمان يوما فاكهة ، فلم يستقصوا أكلها ورموابها فقال لهم أبو الحسن ( عليه السّلام ) : « سبحان اللّه ان كنتم استغنيتم فإنّ أناسا لم يستغنوا ، أطعموه من يحتاج اليه »[9].

وكان ينفق ما يصل اليه من أموال على الفقراء والمعوزين حتى أنه وزع جميع ما يملك في يوم عرفة[10].

وكان قدوة في الصدقة والعطاء لتقتدي به الامّة ، ويكون عمله ميزانا تزن به الأمة ممارسات الحكّام المالية ، لتميز بين منهجين اقتصاديين ، منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) ومنهج الحكّام المتلاعبين بأموال المسلمين .

وكان يحارب التصوّف ومفاهيم الزهد الخاطئ ، الذي شجّع عليه الحكّام لابعاد الأمة عن المطالبة بحقوقها ، أو الدعوة إلى التوازن الاقتصادي ، فكان ( عليه السّلام ) يجلس في الصيف على حصير وفي الشتاء على بساط من شعر ، ويلبس الغليظ من الثياب حتى إذا برز للناس تزيّن لهم[11].

ودخل عليه قوم من الصوفية فقالوا له : . . . والأئمة تحتاج إلى من يأكل الجشب ويلبس الخشن ويركب الحمار ويعود المريض ؟ فأجابهم بالقول :

« كان يوسف نبيا يلبس أقبية الديباج المزردة بالذهب ويجلس على متكئات آل فرعون ، ويحكم ، انما يراد من الإمام قسطه وعدله ، إذا قال صدق وإذا حكم عدل ، وإذا وعد أنجز ، انّ اللّه لم يحرم لبوسا ولا مطعما . . . »[12].

والدعوة إلى رفض المفاهيم الخاطئة للزهد هي معارضة صامتة للحكّام الذين سمحوا بانتشار هذه المفاهيم .

 

[1] تحف العقول : 316 .

[2] عيون أخبار الرضا : 1 / 258 .

[3] وسائل الشيعة 9 / 31 ، عن أمالي الطوسي : 1 / 77 .

[4] وسائل الشيعة : 9 / 221 ، عن الكافي : 3 / 547 .

[5] وسائل الشيعة : 9 / 339 .

[6] وسائل الشيعة : 9 / 538 ، عن الكافي 1 / 460 .

[7] فرائد السمطين : 2 / 223 .

[8] رجال الكشي : 435 ح 820 .

[9] الكافي : 6 / 297 .

[10] بحار الأنوار : 49 / 100 ، عن : مناقب آل أبي طالب : 4 / 390 .

[11] عيون أخبار الرضا : 2 / 178 .

[12] كشف الغمة : 3 / 100 عن الآبي في نثر الدرر ، الفصول المهمة : 254 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.