دور الإمام الرضا ( عليه السّلام ) قبل ولاية العهد: الاصلاح الاقتصادي |
1541
06:22 مساءً
التاريخ: 2023-02-06
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-05-2015
3181
التاريخ: 8-8-2016
3033
التاريخ: 19-05-2015
3309
التاريخ: 7-8-2016
2786
|
لم يكن الإمام ( عليه السّلام ) على رأس سلطة حتى يستطيع اصلاح الأوضاع الاقتصادية اصلاحا فعليا ، ولذا اكتفى بنشر المفاهيم الاسلامية المتعلقة بالحياة الاقتصادية والنظام الاقتصادي الاسلامي ، فقد حدّد جوامع الشريعة في رسالة له طويلة اعتبر الانحراف عن نهج الاسلام الاقتصادي من الكبائر التي يعاقب عليها الانسان ، ومما جاء في هذه الرسالة : « واجتناب الكبائر ، وهي . . . اكل مال اليتامى ظلما . . . وأكل الربا والسحت بعد البينة ، والميسر ، والبخس في الميزان والمكيال . . .
وحبس الحقوق من غير عسر . . . والاسراف والتبذير »[1].
وكان يدعو إلى دفع الزكاة فيقول : « ان اللّه أمر بثلاثة مقرون بها ثلاثة أخرى :
أمر بالصلاة والزكاة ، فمن صلّى ولم يزكّ لم تقبل منه صلاته . . . »[2].
وكان يوضّح أسباب الظواهر السلبية ومنها حبس الزكاة فيقول : « إذا كذبت الولاة حبس المطر ، وإذا جار السلطان هانت الدولة ، وإذا حبست الزكاة ماتت المواشي »[3].
وكان ( عليه السّلام ) يدعو إلى ايصال الزكاة إلى مستحقيها ، فحينما سئل عن اعطاء الزكاة فيمن لا يعرف - اي بالايمان - قال : « لا ، ولا زكاة الفطرة »[4].
وكان يقول :
« وزكاة الفطرة فريضة . . . لا يجوز أن تعطى غير أهل الولاية لانّها فريضة »[5].
وهذا تصريح يكشف التلاعب بأموال المسلمين من قبل الحكّام بتوزيعهم الأموال حسب أهوائهم ورغباتهم دون التقيّد بميزان شرعي .
وكان يدعو إلى اعطاء الخمس إلى الإمام الحقّ وليس إلى الحاكم المغتصب للخلافة ففي كتابه إلى أحد تجّار فارس ردّا على سؤال له يقول :
« . . . لا يحلّ مال إلّا من وجه احلّه اللّه ، ان الخمس عوننا على ديننا وعلى عيالاتنا وعلى موالينا ، وما نبذله ونشتري من اعراضنا ممّن نخاف سطوته ، فلا تزووه عنّا . . . فإنّ اخراجه مفتاح رزقكم ، وتمحيص ذنوبكم . . . »[6].
وكان يدعو إلى التكافل الاقتصادي ويحثّ عليه قال ( عليه السّلام ) : « السخي يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه »[7].
وقال لعلي بن يقطين : « اضمن لي الكاهلي وعياله واضمن لك الجنّة »[8].
وكان يحارب الاسراف والتبذير ، فعن ياسر الخادم قال : أكل الغلمان يوما فاكهة ، فلم يستقصوا أكلها ورموابها فقال لهم أبو الحسن ( عليه السّلام ) : « سبحان اللّه ان كنتم استغنيتم فإنّ أناسا لم يستغنوا ، أطعموه من يحتاج اليه »[9].
وكان ينفق ما يصل اليه من أموال على الفقراء والمعوزين حتى أنه وزع جميع ما يملك في يوم عرفة[10].
وكان قدوة في الصدقة والعطاء لتقتدي به الامّة ، ويكون عمله ميزانا تزن به الأمة ممارسات الحكّام المالية ، لتميز بين منهجين اقتصاديين ، منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) ومنهج الحكّام المتلاعبين بأموال المسلمين .
وكان يحارب التصوّف ومفاهيم الزهد الخاطئ ، الذي شجّع عليه الحكّام لابعاد الأمة عن المطالبة بحقوقها ، أو الدعوة إلى التوازن الاقتصادي ، فكان ( عليه السّلام ) يجلس في الصيف على حصير وفي الشتاء على بساط من شعر ، ويلبس الغليظ من الثياب حتى إذا برز للناس تزيّن لهم[11].
ودخل عليه قوم من الصوفية فقالوا له : . . . والأئمة تحتاج إلى من يأكل الجشب ويلبس الخشن ويركب الحمار ويعود المريض ؟ فأجابهم بالقول :
« كان يوسف نبيا يلبس أقبية الديباج المزردة بالذهب ويجلس على متكئات آل فرعون ، ويحكم ، انما يراد من الإمام قسطه وعدله ، إذا قال صدق وإذا حكم عدل ، وإذا وعد أنجز ، انّ اللّه لم يحرم لبوسا ولا مطعما . . . »[12].
والدعوة إلى رفض المفاهيم الخاطئة للزهد هي معارضة صامتة للحكّام الذين سمحوا بانتشار هذه المفاهيم .
[1] تحف العقول : 316 .
[2] عيون أخبار الرضا : 1 / 258 .
[3] وسائل الشيعة 9 / 31 ، عن أمالي الطوسي : 1 / 77 .
[4] وسائل الشيعة : 9 / 221 ، عن الكافي : 3 / 547 .
[5] وسائل الشيعة : 9 / 339 .
[6] وسائل الشيعة : 9 / 538 ، عن الكافي 1 / 460 .
[7] فرائد السمطين : 2 / 223 .
[8] رجال الكشي : 435 ح 820 .
[9] الكافي : 6 / 297 .
[10] بحار الأنوار : 49 / 100 ، عن : مناقب آل أبي طالب : 4 / 390 .
[11] عيون أخبار الرضا : 2 / 178 .
[12] كشف الغمة : 3 / 100 عن الآبي في نثر الدرر ، الفصول المهمة : 254 .
|
|
لتجنب "بكتيريا قاتلة".. تحذير من أطعمة لا يجب إعادة تسخينها
|
|
|
|
|
الهند تنجح بإطلاق صاروخ باليستي من غواصة نووية
|
|
|
|
|
شعبة فاطمة بنت أسد تقيم برنامج زينة الحياة القرآني للأطفال
|
|
|